انظر إلي بعينيك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 6921 )           »          ‏‪العقل في معاجم العرب: ميزان الفكر وقيد الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كيف نتعامل مع الفوضى في المسجد؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          شكر الله بعد كل عبادة، عبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الفتن والاختبارات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الأرض المقدسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          سعة الأفق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الانشغال بما خلقنا له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الألفة والمحبّة بين المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التغيير بيدك أولا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-03-2020, 03:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,314
الدولة : Egypt
افتراضي انظر إلي بعينيك

انظر إلي بعينيك


د. عبدالسلام عيادة علي







نعم أيها المحبُّ الغالي، انظر إليَّ بعينَيْك؛ فأنا محبٌّ لك، لا تكفيني عين واحدة، ولا ترويني نظرة واحدة.

انظر إليَّ بعينيك؛ لتشهد الجمال، وتبصر الدَّلال، وتنظر الحلال، برؤية صافية كأنها الزُّلال.

انظر إليَّ بعينيك؛ لترى الضعفَ والقوة، والغِنى والفقر، والعزة والذِّلة، والإقدام والإحجام، والكرَّ والفرَّ، والمد والجزر.

انظر إليَّ بعينيك؛ لترى الخطأ والصواب، والسلبيَّات والإيجابيات، ونقاط القوة ونقاط الضعف، والحسنات والسيِّئات، والأعمال الصالحة والأعمال السيئة.

لا تنظر إليَّ بعين واحدة؛ فإنك تظلمني، وتنتقص من قيمتي، وتحطُّ من قدري إن تفعل ذلك.

نعم أنا مخطئ، ومُقصِّر، لكن في نفس الوقت أنا أحبُّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأحب المؤمنين، وأتمنَّى أن يكون لي اسم مع المتقين، وسهم مع العابدين، وحظٌّ مع الصادقين، ونصيب من القرب من أرحم الراحمين؛ فانظر إليَّ بعينيك.

عن معاوية بن الحكم السُّلَمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم! فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يُصمِّتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلمًا قبلَه ولا بعده أحسنَ تعليمًا منه؛ فوالله ما كهرني، ولا ضربني، ولا شتمني، قال: ((إن هذه الصلاة لا يَصلُحُ فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن))؛ صحيح مسلم.

واثكل أمياه: الثكل: هو فُقدان المرأة ولدَها، الثُّكل بالضم: الموت والهلاك، وفقدان الحبيب أو الولد.

كهرني: القهر، والانتهار، والضحك، واستقبالك إنسانًا بوجه عابس؛ تهاونًا به.

وقفات تربوية، وإرشادات تنموية في ظلال الحديث:
إنها دعوة للمعلمين والمدرسين، والآباء والمربِّين، والدعاة والمصلحين إلى التخلُّق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في الرفق بالجاهل، وحسنِ تعليمه، واللُّطف به، وتقريب الصواب إلى فهمه.

الشعور بالآخر - وإن أخطأ - والرفق به، والشفقة عليه، وتقدير ظروفه، ورحمتُه، والإحسانُ إليه.

كم في المجتمع من جاهل يبحث عمن يعلِّمه، وغافل يسعى حثيثًا ليجد من ينبهه، وناسٍ مفتقرٍ إلى من يذكِّره، ولو تزوَّد المعلمون والمربُّون والدعاة والمصلحون بالزاد المطلوب في علاج الخطأ، وحسن التعامل مع المخطئين - لأثَّروا تأثيرًا عجيبًا، ولكسَبوا قلوبَ الناس.

سؤال بديهي ينبغي أن يسأله كلُّ عالم وداعية، ومعلم ومدرس، وأب ومربٍّ نفسَه: هل غضبي لله أم لنفسي؟ وهل غيرتي لله أم لنفسي؟

حين أتعامل مع المخطئين والخطأ، فإن كان لله، فلا بد من التخلُّق بأخلاق المعلم والداعية الأول محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهو القائل: ((إنما بعثت معلمًا ميسرًا)).

لقد أثمر أسلوبُ الرفق واللين والرحمة عند معاوية رضي الله عنه محبةَ الناصح صلى الله عليه وسلم، ومحبة النصيحة؛ لذلك قال: (فبأبي هو وأمي ما رأيتُ معلمًا قبله ولا بعدَه أحسن تعليمًا منه).

من أحاديث الرفق قولُه صلى الله عليه وسلم: ((إن اللهَ رفيق يحبُّ الرفق في الأمر كلِّه، ويعطي عليه ما لا يُعطي على العنف))؛ فهذه رسالة بالغة الأهمية إلى كلِّ مَن يتصدَّر مهمة التربية والتعليم والدعوة والإرشاد إلى ترك العنف اللفظي والبدني، ولا تعجب إن قلنا: إن الإفراط في استعمال العنف دليلُ فشلٍ واضح في مجال الاختصاص، والله المستعان.

حكمةٌ: قال الربيع بن خُثَيْم: (لو نظر الناس إلى عيوبهم، ما عاب إنسان على الثاني).

وختامًا:
أيها الحبيب الناصح، أنا مخطئ، بل أنا خطَّاء، لكن انظر إليَّ بعينَيْنِ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.21 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]