الدليل على مقارنة الملائكة للأنسان

[احمد بن عادل]

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبين محمد ابن عبد الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى كتاب الله قال : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّه ) [الرعد11]
وقال ( وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً ) [الانعام61] وقال : { إِنْ كُلّ نَفْس لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظ } [الطارق4]
وقال : (
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ) [الانفطار 10]

قال ابن كثير : إن للعبد ملائكة يتعاقبون عليــه , حرس بالليل وحرس بالنهار يحفظونه من الأسواء والحادثات , كما يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ وكتابة الأعمال من خيــر أو شــر , مـــلائكة بالليل ومـــلائكة بالنهار , فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الأعمال : صاحب اليمين يكتب الحسنات , وصاحب الشمال يكتب السيئات , وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه : واحد من ورائه وآخر من قدامه فهو بين أربعة أمـلاك بالنهـار , وأربعة آخرين بالليل بدلاً حافظان وكاتبان .

وفى حديث أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (( الملائكة يتعاقبون : ملائــكة بالليل وملائــكة بالنهار , ويجتمعون فى صلاة الفجر وفى صلاة العصر , ثم يعرج إليه ــ أي إلى الله الذين كانوا ــ وفى رواية : باتوا ــ فيكم فيسألهم ــ وهو أعلم ــ فيقول : كيف تركتم عبادي ؟ , فــيــــقــولون : تركناهم يصلون وأتيناهم يصلون )) [متفق عليه].

ومعنى (( يتـــعاقــبـــون )) أى تأتي طـائفة بعد طـائفة , ومنه تعقيب الجيوش , وهو أن يجهز الأمير بعثا إلى مدة ثم يأذن لهم فى الرجوع بعد أن يجهز غيرهم إلى مدة , ثم يأذن لهم فى الرجوع بعد أن يجهز الأولين .
وأما اجتــماعهم فى الفجر والعصر فهو من لُطف الله تعالى بعباده المؤمنين , وتكرمه لهم أن جعل اجتماع الملائكة عندهم ومفارقتــــهم لهم فى أوقات عبادتهم واجتماعهم على طاعة ربهم , فيكون شهادتهم لهم شاهدوه من الخير .
أحمد بــــن عادل