ساعة مكه,, والحقد الغربي المتواصل

[رامي الأردني]

ساعة مكه,, والحقد الغربي المتواصل
.

في الأيام الأولى من تشغيل ساعة مكه , نشرت الواشنطن تايمز الامريكيه مقال مثير ومستغرب جدا في أهدافه ومايرمي اليه , مليئ بالافتراءات والتحريض على شعب المملكة وعلى المسلمين عامه , كما تفوح منه رائحة الكراهيه ويلمح من بين سطوره الحنق وعدم الرضا , وكان ذلك المقال عن ساعة مكه العملاقه .

اولا نود أن نلفت الى أن الواشنطن تايمز هي صحيفة أمريكية يومية تصدر في واشنطن , واسعة الانتشار عالميا , وهي تنتمي الى تكتل عالمي لوسائل اعلاميه يملكها الاتحاد الكنسي في الولايات المتحده الامريكيه !

المثيرفي الأمر أن ذلك المقال كان مهما لواضعيه حيث أبرز في افتتحاية الصحيفة , ومعلوم ماهي قيمة الافتتاحيه في أي صحيفة عالميه , وكان عنوانه " ليس هناك وقت للاسلام ,, الساعه العملاقه ترمز للأطماع الدينيه التوسعيه "!.

عنوان ومحتوى ملفت ومثير لاشك حينما يكون السبب ساعه,! ولكن لاغرابة اذا ماعلمنا بأن هذا جزءا من المؤامره الفكريه والاعلاميه التي تشن على الاسلام والمسلمين في هذه الفتره , وما عملية حرق المصحف الأخيره الا امتدادا لتلك الافتراءات والتشويهات الجائره .

لاشك في أن ساعة مكه انجاز ورمز حضاري وديني يفتخر به كل مسلم , كما أنه من المؤمل به في أن تصبح لاحقا شعارا للتوقيت الاسلامي وربما العالمي أسوة بتوقيت جرينتش المعروف , وكثيرا ماتمني الواحد منا بأن يكون لنا توقيت رسمي خاص بنا وهومكه , فيكون توقيتا معتمدا لتحديد الوقت في سائر البلاد العربيه والاسلاميه , يستخدم في الرحلات والاتصالات والقنوات الفضائيه والاعلام عامة وغيرذلك , لا عتقادنا الجازم بوجوب الاستقلاليه , وأن مكه هي المكان الذي يستحق ذلك الرمز التوقيتي, فهي وسط الارض ومركزها بشهادة الله سبحانه حيث قال " لتنذر أم القرى ومن حولها" وشهادة المختصين بذلك , ولهذا هي المنطقه المناسبه جغرافيا لضبط التوقيت العالمي, ولكن تلك الميزات قد سلبت منها قسرا بحكم الهيمنه الغربيه وطبقت على ضاحية جرينتش في جنوب غرب لندن والتي اختيرت لتكون الخط الفاصل بين شرق العالم وغربه لاعتماد التوقيت العالمي .

ان الغرب المستبد على الفكر والابداع والمنافسات الآتية من غير دائرته المعروفه لم يفته أمر تلك الساعه , والتفت اليها فور الاعلان عن تشغيلها وبدء توقيتها الموجه للمسلمين , فتعرض لهذه البادره السعوديه التي ربما توحد المسلمين ولو في التوقيت فقط فتجعلهم مستقلين عن الغرب فيه , فأوجعه ذلك فتحدثت عنه في واحدة من أهم صحفه بطريقة مشبوهة لايعلم ماوراءها !



واذا كان الشئ بالشئ يذكر فلعل هذا يجرنا الى حقيقة يعلمها جلنا , خاصة المتبصرالواعي , فكثيرا مالاحظنا بأن الغرب لايرضى لنا بأن نتفوق عليه أونغلبه في شئ , حتى لوكان هذا الشيئ لعب اطفال , وأنه غير مسموح لنا بأن ننافس في كل شئ , فلنا حد يجب الا نتعداه , ولنا ميدان رخص لنا اللعب فيه, وليس لنا مجال الا فيما يأتينا عن طريقهم أوبمباركتهم واستفادتهم ,فاذا كنت من خارج منظومتهم المعروفه ,أو مما يسمى بالعالم الثالث حسب تصنيفهم المجحف , فانهم يطبقون"بكسر الياء" عليك في جل نواحي الحياة صغيرها وكبيرها .

فعلى الرغم من الحرية والتنافسية وعدم الاحتكار الذي صموا به آذاننا صباح مساء , إلا أن هذه لاتعدو أن تكون تنافسية بينهم , غير مسموح لغيرهم دخول مضمارها أوالتسابق من خلالها , ماعدا اللذين ناكفوهم وتمردوا على نظامهم وانفرطوا من هيمنتهم , فطأطأ لهم الغرب مجبرا , فكان نصيبهم ان ارتقوا في سلم التصنيف الحضاري فأصبح لهم صوتا ورأيا ,وهذه حقيقة وان كان البعض منا للأسف ممن توقع نزاهة اللعبه يشك في ذلك ولايصدقه

ان ماقيل في ذلك التقرير الافتتاحي للصحيفه يصب في هذا الاتجاه, اتجاه الهيمنه والازدراء والافك المستمر, وهو ليس بجديد على كل من ينتمي لهذه الأمه ,وفي ذلك التقرير اصبح موضوع الساعه مناسبة للخروج والكيل في كل الاتجاهات , ولعلنا نلخص بعض ما قيل في ذلك المقال في التالي :

- ان ساعة مكه هي تقليد لتوقيت جرينتش الذي يأخذ به العالم اليوم , والذي هو ميراث من الامبراطورية البريطانية التي كانت تحتل كثيرا من دول العالم , والتي كان لها مصالح في فرض هذا التوقيت , وان وضع ساعة مكه الهدف منه محاكاة تلك الامبراطورية والرغبة في احتلال مكانها , لأن هذا يتوافق مع الاطماع التوسعيه للمسلمين.



- ان ساعة مكه هي مثال صارخ للطرق التي يحاول بها المسلمون فرض معتقد عالمي جديد على شعوب الارض.

- ساعه مكه لم يكن الغرض منها ان ترمز لتوقيت زمني وانما هي دعاية للاسلام , فقد كتب عليها الله أكبر.

- هناك مثال أخر للهيمنة التي يسعى لها المسلمون وهو المقترح الذي تقدمت به منظمة المؤتمر الاسلامي بشأن وثيقة حقوق الانسان العالميه , والتي تتضمن أن الدول التي بها اكثريه مسلمة يجب الاتخضع لبنود تلك الوثيقة, وانما تخضع لما جاءت به الشريعة الاسلاميه في مجال حقوق الانسان.

- في الوقت الذي يشهد فيه العالم انفتاحا واتصالا إنسانيا كبيرا أكثر من أي وقت مضى نجد ان المسلمين يبحثون عن طرق تعزلهم اكثر عن العالم وانهم يقسمون العالم الى معسكرات تنافسه.

وكان لتلك الطروحات أثرا في نفوس القراء ظهر ذلك في تعليقاتهم.

وبغض النظر عن توافقنا مع تلك الطروحات من عدمه , فان السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل ساعة مكه ترمز وتهدف الى كل ماقيل في ذلك المقال أم هوالتحامل والتحريض ؟؟!

ولما ذا الغرب يتوجس خيفة من أي عمل نقوم به حتى ولو كان خاصا بنا وأهدافنا الإسلامية وفي بلادنا؟

, ثم لماذا دائما مايصوب سهام نقده نحونا وإلى معتقدنا دون غيرنا ,على الرغم من أنه يتبجح بالمناداة بحرية الأديان والمعتقدات,؟
وهل نحن عالة على الغرب في هذه الأرض نعيش من خيره وتحت كنفه , أم ان الغرب هو الذي يتسلط ويتدخل في شؤننا , ويتربص بنا وبكل منجز اسلامي صغيرا كان ام كبيرا بغية وأده في مهده لخشية في نفسه !؟


ثم أليس هذا تأليب على بلدنا وعلى ديننا امام العالم, وهل يعقل ان تكال كل هذه الافتراءات بسبب تلك الساعة !

ولكن الحقيقة أنه خلط الحابل بالنابل ودائما ما يحدث ذلك , فهم دائما يتحدثون عنا بشئ من التشويه لإخافة الناس منا وإرهابهم بنا , لا لشئ إلا لسبب الضيق والتوجس الذي يشعرون به دائما منا بدعوى أننا نهدد حضارتهم , فيظهر ذلك جليا حينما نتجرأ ونمس شيئا من ما يعتقدون أنه من رموزهم حتى ولوكان توقيتا أو ساعة!

وفي الأخير هذا يجرنا لسؤال , ما ذا سيكون الأمر لو نافسناهم بالإقتصاد أوالقوة؟!