روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا " - الصفحة 8 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 213 )           »          حقوق زوجات النبي المصطفى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ترجمة الإمام عطاء بن أبي رباح رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فوائد من ترجمة الإمام ابن دقيق العيد (625 – 702) هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 6273 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3100 - عددالزوار : 378675 )           »          تعريف شروط الصلاة لغة واصطلاحا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الحلول والاتحاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذكر الله سبب من أسباب نزول السكينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حقوق العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 86 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > ملتقى الموضوعات المتميزة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الموضوعات المتميزة قسم يعرض أهم المواضيع المميزة والتى تكتب بمجهود شخصي من اصحابها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #71  
قديم 18-04-2007, 11:31 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "




ان " الغافل الفاسق "
تكون الدنيا في نظره مأتم عام ،
وجميع الاحياء ايتام يبكون تألما من ضربات الزوال وصفعات الفراق...
والبشر فيها مخلوقات سائبة بلا راع ولا مالك
والجبال والبحار في دنياه جنائز هامدة ونعوش رهيبة
وامثال هذه الاوهام المدهشة المؤلمة الناشئة من كفر الانسان وضلالته
تذيق صاحبها عذابا معنويا مريرا.




أما المؤمن الذي يعرف خالقه حق المعرفة ويؤمن به
فالدنيا في نظره دار ذكر رحماني.... وساحة تعليم وتدريب البشر.....
وميدان ابتلاء واختبار الانس والجان..
والاصوات المنبعثة والاصداء المرتدة من ارجاء الدنيا ....
فهي اما ذكر وتسبيح او شكر وتهليل
والذين انتهت حياتهم ، يودعون هذه الدنيا الفانية وهم مسرورون معنويا
حيث انهم ينتقلون الى عالم آخر غير ذي قلق
خال من اوضار المادة وانصاب الزمان والمكان وطروق الدهر وطوارق الحدثان
لينفسح المجال للمواليد من بعدهم لتسلم السلاح وتسنم الوظائف والواجبات
ذاك هو المأمور المستقيم الراضي القانع بمدى ما في الايمان من سعادة ونعمة
وما فيه من لذة وراحة....




فيا ايها الغافل،

يا هذا لقد جننت !

وما في باطنك من السواد والشؤم انعكس على ظاهرك
اصبحت تتوهم كل ابتسامة صراخ ودموع
وكل تسريح واجازة نهب وسلب



عد الى رشدك...
وطهر قلبك....
لعل هذا الغشاء النكد ينزاح عن عينيك
وعسى ان تبصر الحقيقة على وجهها الابلج...




فالايمان يضم حقا بذرة معنوية منشقة من الجنة
والضلال يخفي بذرة معنوية قد نفثتها جهنم
فالسلامة بالاسلام...
والامن ...بالايمان...



والحمد لله على كمال دين الاسلام
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #72  
قديم 23-04-2007, 10:15 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "



العبادة تجارة عظمى وسعادة كبرى
والفسق والسفه خسارة جسيمة وهلاك محقق



ان تمشي في دربك في هذه الحياة مزودا بحقيبة العبادة وسلاح التقوى التي فيها راحة وخفة لا توصفان
فتسير منطلقا مرتاح القلب مطمئن الوجدان ،
دون ان تلتفت الى منة احد او تطمع في شيء او تخاف من شيء

أم ان تمشي بلا عتاد ، وتقع تحت اثقال المنة والخوف؟
وقلبك يرزح تحت الآف الارطال من المن والاذى ، وروحك تنسحق تحت مخاوف لا يحصرها الحد،
تمضي في هذا الطريق مستجديا كل شخص ، وجلا مرتعشا من كل شيء ، خائف من كل حادثة ..




ان المؤمن يعتقد بما يقول لذا يجد في كل شيء بابا ينفتح الى خزائن الرحمة فيطرقه بالدعاء
ويرى كل شيء مسخرا لأمر ربه فيلتجئ اليه بالتضرع
ويتحصن امام كل مصيبة مستندا الى التوكل
فيمنحه ايمانه هذا الامان التام والاطمئنان الكامل




ان منبع الشجاعة هو الايمان والعبودية
ومنبع الجبن هو الضلالة والسفاهة




فلو اصبحت الكرة الارضية قنبلة مدمرة وانفجرت
فلربما لا تخيف عابدا لله ذا قلب منوّر

بينما الفاسق ذو القلب الميت ولو كان فيلسوفا – ممن يعد ذا عقل راجح – اذا رأى في الفضاء نجما مذنبا
يعتريه الخوف ويرتعش جزعا وهلعا....


فما احوج روح البشر العاجزة الضعيفة الفقيرة الى حقائق العبادة والتوكل والى التوحيد
وما اعظم ما ينال منها من ربح وسعادة ونعمة
فمن لم يفقد بصره كليا يرى ذلك ويدركه



ان سعادة الدنيا ..... كسعادة الآخرة
هي في طريق العبادة والتقوى الخالصة لله


ان رحلتنا ومرورنا في هذه الدنيا هي جزء من سفرنا الطويل الى حياة الآخرة الخالدة
والسالكون لهذا الطريق يقطعونه بدرجات متفاوتة كل حسب عمله ومدى تقواه

فيا خسارة من يصرف ساعاته في هذه الدنيا دون اكتراث لحياة الاخرة الابدية

يا له من ظالم لنفسه

كيف يضيّع على نفسه فرصة تحويل جميع رأس مال عمره الى الآخرة بالنية الصالحة.....
فيكسب عمرا خالدا بعمره الفاني !!



__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #73  
قديم 26-04-2007, 12:14 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "


ساحة الحياة الدنيا المائجة ...... تمور مورا بالحرب وتعج بالافواج البشرية ....

منها العارف بالله، والعامل بالفرائض ، والمجتنب الكبائر ،
وهو ذلك المسلم التقي ....الذي يجاهد نفسه والشيطان خشية الوقوع في الخطايا والذنوب،
يجاهد نفسه وهواه ، ويجتنب الخطايا ودنايا الاخلاق ،
يقاوم شياطين الانس والجن ،
انقاذا لقلبه وروحه معا من الهلاك الابدي والخسران المبين،
لا يسأل الا الله ، ولا يتوكل الا عليه ولا يطمئن الا اليه
مؤمن بأن واهب الحياة هو وحده من يرعاها ويديمها بالرزق.


واما الآخر.....
فهو الفاسق الخاسر ....
الذي يلهث وراء هموم العيش لحد اتهام الرازق الحقيقي ،
ولا يبالي في سبيل الحصول على لقمة العيش ....
ان تفوته الفرائض وتتعرض له المعاصي


ان اضعف حيوان وابلده ليرزق بأفضل رزق واجوده ...
وان اعجز مخلوق وارقه ليأكل احسن رزق واطيبه ....

سبحان الله...
الذي يرزق الاسماك البليدة.... والثعالب
يرزق الصغار الذين لا قوة لهم..... والوحوش الكاسرة
والاشجار المنتصبة......والحيوانات اللاهثة



ان الذي يترك العبادات لأجل هموم العيش،
مثله كمثل الجندي الذي يترك تدريبه وخندقه ويتسول متسكعا في الاسواق....

بينما الذي يحافظ على العبادة ....دون ان ينسى نصيبه من الرزق
لئلا يكون عالة على الآخرين..... فجميل عمله
بل هو ضرب من العبادة ايضا...




ان فطرة الانسان وما اودع الله فيه من اجهزة معنوية.....
تدلان على انه مخلوق للعبادة
لأن ما اودع فيه من قدرات وما يؤديه من عمل لحياته الدنيا ،
لا تبلغه مرتبة ادنى عصفور الذي يتمتع بالحياة اكثر منه وافضل !!


بينما يكون الانسان سلطان الكائنات وسيد المخلوقات ،
من حيث حياته المعنوية الاخروية......
بما اودع الله فيه من علمه وافتقار اليه وقيام بعبادته...




فإذا كنت تجعل الحياة غاية مقصدك وافرغت في سبيلها جهدك..
فسوف تكون قد امتهنت عقلك، واصبحت في حكم اصغر عصفور في الدنيا ...
ولا حظ لك ولا نصيب في الآخرة...


واذا جعلت الحياة الاخرة غاية المنى وسعيت سعيها
واتخذت هذه الحياة الدنيا وسيلة لها واعتبرت وجودك فيها ضيفا فاضلا كريما......
لتكون مكرما في الحياة الآخرة

__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #74  
قديم 01-05-2007, 11:04 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "



الصراع في ميدان الحياة المضطرب ... واحوال الحياة التي لا قرار فيها ولا ثبات..
كلها تقلبات تلحّ على فكر الانسان بهذا السؤال :

ان جميع ما نملك لا يستقر ولا يبقى في ايدينا ، بل يفنى ويغيب عنا...
أليس هناك من علاج لهذا ؟؟ ألا يمكن ان يحلّ البقاء بهذا الفناء ؟؟

ونسمع صدى القرآن يدوّي في الافاق بالآية الكريمة...

( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة )



ان الانسان ضعيف بينما مصائبه كثيرة،
فقير ولكن حاجته في ازدياد،
وعاجز الا ان تكاليف عيشه مرهقة،
فإن لم يتوكل هذا الانسان على العلي القدير ، ولم يستند اليه ، ولم يسلّم الامر اليه ولم يطمئن به،
فسيظل يقاسي في وجدانه الآما دائمة،
وتخنقه حسراته وكدحه العقيم،
فإما يحوّله هذا الى مجرم قذر ، او سكير عابث.




مثلما تفنى البذور ظاهرا وتنشق عنها الازهار والسنابل،
كذلك تثمر دقائق العمر ثمارا يانعة وازاهير وسعادة وضّاءة في عالم البقاء ،
عندما يُبذل العمر في سبيله سبحانه وتعالى.


جميع الحواس الظاهرة والباطنة ...
وكل ما نملكه في الحياة الدنيا من جسم وروح وقلب، وما فيها من سمع وبصر وعقل وخيال
اذا لم توجّه في سبيل الله ... تنحدر لتصبح اداة في سبيل الهوى والنفس،
وتتحول عندها جميع هذه الحواس ، الى اعضاء مزعجة وعاجزة مشؤومة ،
لأنها تحمل آلام الماضي الحزينة ، واهوال المستقبل المخيفة



الا ترى كيف يهرب الفاسق من واقع حياته ،
وينغمس في اللهو والسكر انقاذا لنفسه من ازعاجات عقله ؟

ولكن اذا وجّه عقله لله واستعمله في سبيله ولأجله،
فإنه يكون مفتاحا رائعا بحيث يفتح ما لا يعدّ من خزائن الرحمة وكنوز الحكمة ،
فأينما ينظر صاحبه وكيفما يفكر ، يرى الحكمة في كل شيء وكل موجود وكل حادثة ،
ويلمس رحمة الله متجلية على الوجود كله،
فيرقى العقل بهذا الى درجات عليا ، ويهيء صاحبه للسعادة الخالدة في الآخرة.



واذا نأى العاقل ببصره وحفظ عينه من ان تصبح سمسارة لإثارة شهوات النفس والهوى،
واستعملها فيما يرضي الله ، لتكون العين مطالعة لكتاب الكون الكبير هذا وقارئة له وشاهدة لمعجزات الخالق في الوجود

وقياسا على بقية الحواس تصل الى مفهوم واضح وحقيقة ناصعة،
فالمؤمن يكتسب خاصية تليق بالجنة ، والكافر يكتسب ماهية توافق جهنم،
وهو جزاء عادل...
فالمؤمن استعمل بإيمانه أمانة خالقه سبحانه وتعالى ضمن دائرة مرضاته،
والكافر يخون الامانة فيستعملها لهواه ونفسه الامارة بالسوء.




ان ما تحبه من مال واولاد ، وما تعشقه من هوى النفس، وما تعجب به من حياة وشباب
سيضيع كله ويزول........ مخلفا آثامه وآلآمه مثقل بها ظهرك
فقد ظلمت نفسك باستعمالك اعضاءك وحواسك في اخسّ الاعمال ،
وهي خيانة للامانة ستنال عقابها ،
فأنت أسقطت جميع تلك الاجهزة الانسانية الراقية الى دركات الانعام بل أضلّ،
واهبطت قيمتها فأنزلتها الى اصطبلات النفس والهوى.


ان هذه النعم ما وُهبت لك الا لتهيئ لك الفلاح والسعادة في الآخرة،
فما أعظمها من خسارة ان تتحول تلك النعم الى صور مؤلمة تفتح لك ابواب جهنم.!!


ان دائرة الحلال واسعة فسيحة
تكفي للراحة والسرور والسعادة ،
فلمَ الولوج في الحرام ؟؟؟
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #75  
قديم 01-05-2007, 12:08 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "



هل الطفل الذي لا يستطيع ان يبقى لفترة طويلة على مقعده في المدرسة ، او الذي يتحرك بشكل دائم ، ويأتي بحركات فيها شيء من التهور ، والذي يبدو انه غير قادر على السيطرة على نفسه ، مجرد طفل شقي ؟ ام ان الامر يخفي وراءه ما هو أكثر من ذلك؟

أطباء الاطفال يطلقون على الاطفال الذين يأتون بمثل هذه السلوكيات ( الاطفال فائقي الحركة عديمي التركيز ) ويعتبرونه مرضا.

أما المعارضون لهذا التشخيص فيرون ان الامر لا يصل الى حد المرض ، وانه امر طبيعي من طفل صغير ! ولا يحتاج الى اكثر من المزيد من الصبر من قبل مدرسيه ، والمزيد من الصرامة في المنزل من قبل والديه.

وهم يلقون اللوم على الثقافة السائدة التي تتيح بكل بساطة دمغ الاطفال بمثل هذه المسميات
وعلى الآباء الذين يعانون من ضغوط العمل مما يجعل لا وقت لديهم للجلوس مع ابنائهم لفترات طويلة ، وايضا يلقون باللوم على المدرسين الذين يهربون بمثل هذه المصطلحات من مسؤولياتهم لأنهم مثقلون بأعباء أكبر من قدرتهم على التحمل.

الاطباء الذين يعتبرون هذه الظاهرة مرضا يرون ان اسلوب التربية ، او ازدحام الفصول في المدارس ، او حتى عدم رغبة الطفل في بذل المزيد من الجهد ليست سببا في ظهور عوارض المرض ، ولكنهم يرجعون الامر الى تلف عصبي في تكوين الطفل يجعله غير قادر على السيطرة على افعاله ، وهو تلف يولد الطفل به ، وغالبا ما نرى سوابق له من نفس العائلة ،
وما يدعم هذا الرأي ان الباحثين استطاعوا اخيرا عزل ( جين وراثي ) معيب ارجعوا له السبب في هذا السلوك.
بل ان صور الاشعة على ادمغة الاطفال المصابين اظهرت فروقا بينهم وبين الاصحاء في المنطقة التي تتحكم في التركيز والقدرة على السيطرة على الذات في المخ.

ولم يستبعد الاطباء الاضافات الصناعية لبعض الحلويات والمواد الحافظة في بعض المأكولات المعلبة من المساعدة على ظهور هذه الحالات
ولم يستبعدوا كذلك ان يكون تلوث البيئة وخاصة ارتفاع معدلات الرصاص في الجو احد الاسباب.

وارجع بعض الاطباء عوارض عدم التركيز لدى الطفل الى الاصابة بالحمى المخية او الشوكية التي بدورها تؤثر على المخ ...
ونبهوا الى ان الاسباب قد تكون متداخلة ، وقد يكون هناك اكثر من سبب لإصابة الطفل بذلك .

أما أطباء علم النفس فأظهروا ان لهذه الاسباب اسبابا اخرى تتعلق بإكتئاب الام او تعاطي الكحول في الاسرة او الخلافات الزوجية المستمرة امام الابناء او انحراف احد الابوين ، والظروف المعيشية السيئة في السكن او الدخل الاقتصادي او الحالة الاجتماعية.


يصف الاطباء مرض ( الحركة الفائقة وعدم التركيز ) بأنه واحد من اكثر المشاكل الصحية لدى الاطفال في سنوات ما قبل المدرسة ولكنه مرض ذو اعراض سلوكية تختلف من طفل لآخر،
ومن الاعراض المصاحبة له : عدم القدرة على التعلم ، القلق ، الاكتئاب ، عدم القدرة على التواصل

جميع الاطفال غير مريحين في وقت ما ولكن ما يميز سلوك الاطفال المصابين بمرض الحركة الفائقة وعدم التركيز انه اكثر من المعتاد لدى اقرانهم ، واكثر تطرفا وانحرافا وأقل تركيزا
كما انه سلوك مستمر وليس وقتيا.

وتوضيح ما يحدث للطفل المصاب :
عدم المقدرة على ادراك الزمن للتحكم في السلوك لأن المقدرة على انتقال التركيز على مفهوم ( هنا ) و ( الآن ) الى مفهوم المستقبل ملكة لم تتطور بعد لدى هؤلاء الاطفال وهي ملكة اساسية وجوهرية من اجل التنظيم والتخطيط والقدرة على السيطرة على الذات.

ويوصي الاطباء عدم ترك الطفل المصاب بهذا المرض لتتحسن حالته مع مرور الزمن ، فعادة ما تختفي عوارض هذا المرض قبل سن المراهقة ولا تستمر مع الطفل لسنوات طويلة ، الا أن هذا سيؤثر على استيعابه الدراسي ، وحركته الزائدة ستؤثر على زملائه الاطفال في المدرسة.
فضلا عن ان الحالات المصابة بهذا المرض يصاحبها انحرافات في السلوك مثل الكذب والسرقة والعدوانية

ان العلاج يبتدئ بالعلاج الاجتماعي الفردي وذلك بمكافأته اذا احسن التصرف واهماله اذا أساء التصرف على ان يكون هذا البرنامج خاليا من الاجهاد وبعيدا عن الاعتقاد الخاطئ ان للطفل طاقة زائدة يجب افراغها ولو بالاجهاد !
ثم العلاج السلوكي ...والعلاج الاشمل يكون في تغيير طبيعة الحياة في اسرته
ثم العلاج بالادوية وهو ما يحدده الاطباء وقد حذروا من الاثار الجانبية لهذه الادوية وهي بطء معدل نمو الطفل عن المعدل الطبيعي والارق وفقدان الشهية

لذا فالعلاج الدوائي هو آخر الحلول لهذه المشكلة.
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #76  
قديم 19-05-2007, 09:41 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "


الايمان بالله واليوم الآخر
هي مفاتيح الحل للغز الكون ، ومفاتيح ابواب السعادة والهناء


توكل الانسان على خالقه صابرا والرجاء من الرازق شاكرا ، انفع علاجين ناجعين


الانصات الى القرآن الكريم ، والانقياد لحكمه
أداء الصلوات وترك الكبائر
اغلى زاد للآخرة ، واسطع نور للقبر ، وايسر تذكرة مرور في رحلة الحياة.....


فلا تجعل من نفسك باكية على ما ضحكت ايام شبابها

ولا تورّط نفسك


ألا ترى كيف يفارقنا حبيب إثر حبيب ويودعنا ليل نهار !

الا يحضرنك العجز البشري المزعج الذي لا حدّ له !

الا تفكر في الفقر الانساني المؤلم الذي لا نهاية له !


اين هو زادك في هذا السفر الدنيوي وفي رحلة الابتلاء والامتحان الطويلة هذه !

ألا تعلم انك في سجن الدنيا ؟؟؟؟ فما هو تخطيطك للانتقال الى روضة الجنان !!!



سير الزمان ..... الزوال والفراق والموت
الا يحفزك الى رؤية الجدّة بتجدد كل شيء


ألا يكون هذا مبعث للتأمل في الوان مختلفة وانواع متباينة لمعجزات ابداع الخالق ذي الجلال وخوارق قدرته ، وتجليات رحمته سبحانه ، بمثل ما يفضي تبدل المرايا العاكسة لألوان نور الشمس من جمال وروعة !


ان من يعتمد بهويته الانسانية العاجزة ، على الله جل جلاله الذي بيده امر كل شيء
كيف يجزع ؟ ولماذا يضطرب ؟
بل يثبت امام أشد المصائب ، واثقا بالله ربه
مطمئن البال مرتاح القلب


ان العارف بالله يعلم يقينا ان في الخوف لذة !
واطيب حالات الطفل الصغير والذها ، يكون عندما يلوذ بأمه الحنون بخوفه ورجائه وعجزه


فما هي رحمة جميع الوالدات وحنانهن الى جانب تجليات رحمة الله الواسعة !!!!!


ان زاد طريق الآخرة وذخيرة تلك الرحلة الطويلة المظلمة ونورها
ليس الا بالامتثال لأوامر القرآن الكريم واجتناب نواهيه


والاّ فلا يغني العلم والفلسفة والمهارة والحكمة شيئا في تلك الرحلة
بل تقف جميعها منطفئة الاضواء عند باب القبر


فما اخف اداء الصلوات الخمس واجتناب الكبائر وما اريحها وايسرها امام عظم فوائدها وثمراتها وضرورتها

اجعل لسانك رطبا بتلاوة القرآن وذكره
فهو الحقّ الذي يُظهر الحقيقة وينشر آيات نور الحكمة....

__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #77  
قديم 20-05-2007, 01:41 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "


( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك )



كل من يجعل الحياة الفانية مبتغاه...... فسيكون في جهنم حقيقية ومعنى،
حتى لو كان يتقلب ظاهرا في بحبوحة النعيم



وكل من كان متوجها الى الحياة الباقية ويسعى لها بجد واخلاص
فهو فائز بسعادة الدارين واهل لهما معا
حتى لو كانت دنياه سيئة وضيقة الا انه سيراها حلوة طيبة
وسيراها قاعة الانتظار للجنة الابدية في الآخرة
فيتحملها ويشكر ربه فيها وهو يخوض غمار الصبر


القبر ..........

هو سجن الوحشة والنسيان والاهمال والضيق لأهل الضلالة والطغيان

ولكنه لأهل الايمان باب مفتوح على مصراعيه ...........
من سجن الدنيا الى بستان البقاء ،
ومن ميدان الامتحان الى روضة الجنان
ومن زحمة الدنيا الى رحمة الرحمن



الموت .................

لأهل الضلال فراق ابدي اليم من جميع الاحبة ،
وخروج من جنة دنيوية كاذبة الى وحشة سجن انفرادي للقبر ،
وضياع في تيه سحيق


بينما هو لأهل الهداية واهل القرآن رحلة الى العالم الآخر
وواسطة الى دخول الوطن الحقيقي ومنازل السعادة الابدية
ودعوة كريمة من سجن الدنيا الى بساتين الجنان
والرحمة والتفضل من الرحمن الرحيم
وتسريح من تكاليف الحياة
واجازة من وظائفها
واعلان الانتهاء من امتحانات العبودية


ولا يجتاز هذه الامتحانات الا من وعي ان العبادة هي استسلام العبد لخالقه بمحبة خالصة
وتقدير واعجاب بكل خضوع وخشوع
مشاهدا في نفسه تقصيره وعجزه وفقره
مع استغفاره برؤية تقصيره
ومع التجائه الى ربه وتوكله عليه
لرؤيته ضعف نفسه الشديد وعجز كل المخلوقات
ومن اظهاره حاجاته الخاصة وحاجات جميع المخلوقات وفقرها بلسان السؤال والدعاء
ومن اعلان احسان ربه والآءه العميمة بالشكر والثناء والحمد


إن الإنسان بفطرته ضعيف جدا ومع ذلك فما أكثر المنغصات التي تورثه الحزن والألم
وهو في الوقت نفسه عاجز جدا ، مع أن أعداءه ومصائبه كثيرة جدا
وهو فقير جدا مع أن حاجاته كثيرة وشديدة
وهو كسول وبلا اقتدار مع أن تكاليف الحياة ثقيلة عليه
وإنسانيته جعلته يرتبط بالكون جميعا
مع أن فراق ما يحبه وزوال ما يستأنس به يؤلمانه
وعقله يريه مقاصد سامية وثمارا باقية
مع أن يده قصيرة
وعمره قصير
وقدرته محدودة
وصبره محدود

فما أحوجه إلى أن يطرق باب الرحمن الرحيم
بالصلاة والدعاء وسائر العبادات
سائلا التوفيق والعون منه سبحانه

وما اشد افتقاره إلى نقطة استناد كي تتحمل ما سيأتي أمامها من أعمال
وما ستحمل على كاهلها من وظائف في عالم الليل والنهار

ألا يفهم ذلك بداهة ؟؟؟



__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #78  
قديم 20-05-2007, 02:43 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "



ان عقارب الساعة التي تعد الثواني والدقائق والساعات والايام
كل منهما يناظر الآخر
ويمثّل الآخر
ويأخذ كل منها حكم الآخر

تذكرني بعالم الدنيا
تلك الساعة الضخمة

دوران الليل والنهار هو بحكم الثواني للساعة
والسنوات التي تعد الدقائق
وطبقات عمر الانسان التي تعد الساعات
وادوار عمر العالم التي تعد الايام
كل منها يناظر الآخر
ويتشابه معه ويماثله
ويذكر كل منها الآخر ويأخذ حكمه



وقت الفجر ............. يذكرني ببداية الربيع ،
واوان سقوط الانسان في رحم الام ،
بداية الانسان على الفطرة الاصيلة التي فطره الله عليها
بداية كل شيء ، وكل ما يصاحب البدايات من اشراق وتفاؤل وامل وسعادة



وقت الظهر ......... يذكرني بمنتصف الصيف
ويرمز الى عنفوان الشباب.... وما يخلفه من غفلة وانسياق وراء الدنيا ومشاغلها
وكما انه تكامل للاعمال اليومية وفترة استراحة مؤقتة
فهو وقت حاجة الروح ايضا الى التنفس والاسترواح ولجوئها الى الخالق
للتخلص مما تعطيه هذه الدنيا الفانية والاشغال المرهقة المؤقتة من غفلة وحيرة واضطراب



وقت العصر........فهو يشبه موسم الخريف..............
يذكرني بزمن الشيخوخة وحالها المحزن
وبالأيام الأليمة لآخر الزمان
وبوقت ظهور نتائج الأعمال اليومية
وانحناء الشمس الى الغياب .....يعلن دوما بأننا ضيوف مأمورين في هذه الدنيا وان كل شيء يزول
وكل شيء في هذه الدنيا بلا ثبات ولا استقرار واننا جميعا الى غياب....



وقت المغرب............. يذكرني بغروب اغلب المخلوقات وأفولها نهاية الخريف
يذكرنا أيضا بوفاة الانسان ودخوله القبر وفراقه الأليم لجميع أحبته
وبانقضاء الدنيا كلها وانتقال ساكنيها الى عالم آخر
وبدمار الدنيا عند قيام الساعة
يذكرني بانطفاء مصباح دار الامتحان هذه
ويوقظ الانسان من نوم الغفلة وينبهه
فكل محبوبات هذه الدنيا تغرب وراء افق الزوال



وقت العشاء ..........يذكرني بغشيان عالم الظلام وستره آثار عالم النهار بكفنه الاسود
انقلاب الصحيفة البيضاء الى سوداء
ويذكرني بتغطية الكفن الابيض للشتاء وجه الارض الميتة
وبوفاة حتى آثار الانسان المتوفي
ودخولها تحت ستار النسيان
وبانسداد ابواب دار امتحان الدنيا نهائيا
وموت الدنيا الضيقة الفانية
تذكر الانسان بالاسراع اللى الالتجاء بخالقه
لينور مستقبله ويضمد جراح الزوال والفراق عما يحبه من اشياء وموجودات



وقت الليل ...... يذكرني بالشتاء
يذكرني بالقبر
بعالم البرزخ
يذكرني الليل بقرب الحشر
فأتذكر مدى حاجتي الى رحمة الرحمن



وقت التهجد بالليل...... تذكرني ضرورته بالضياء لليل القبر
ولظلمات عالم البرزخ
يذكرني بنعم لا متناهية للمنعم الحقيقي



كل وقت في هذا الكون هو انقلاب عظيم يذكر بانقلابات أخرى عظيمة
وعلامات لنعم الله التي لا تحصى ولا تعد
وتجليات رحمته الواسعة
وقدرته اللامحدودة

فما أليقها من حقيقة اصيلة

فهل نعتبر من كتاب الكون المفتوح امامنا بهذا الوضوح !!!!
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #79  
قديم 07-01-2008, 03:22 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "


لم يفهم الرجل المرأة أبدا , فهي في نظره دائما لغز بلا مفتاح ,
وربما كان هذا أحد جوانبها السحرية التي تشده اليها ، ولأنه لا يفهمها ,
في نفس الوقت الذي هو أسير لها ،

فقد تطوّح موقفه منها من النقيض للنقيض ،

فقد رآها ووضعها فوق قاعدة تمثال باعتبارها ملهمة وساحرة وحورية وأما للطبيعة وللكون والآلهة ، وباعثة لعرائس الاحلام وللشعر والالهام والحب والجمال والخيال .



وفي النقيض الآخر، راح ايضا يراها في صورة الشيطانة الماكرة صاحبة الكيد العظيم والاحاييل والاقاويل , ناصبة الشراك والفخاخ له ليسقط فيها , صانعة الغواية التي أخرجته من الجنة والنعيم وألقته على ارض التعب والدموع ,
وهي صانعة السحر الشريرة الشيطانية الالاعيب ، القادرة على اسقاط أعتى الرجال وأعظم الاباطرة وأقوى القياصرة ليصبحوا خواتم في اصابعها بعد أن تسلبهم قوتهم كما فعلت دليلة بشمشون الجبار ,
وما هو سوى تكرار ابدي لما فعلته حواء بآدم .



وقد لجأ الرجل على مر التاريخ الى موقف أساسي تجاه المرأة يعكس موقفه تجاه الحياة ،

هو الموقف المعادي للمرأة المرتعب منها كتعبير عن رعبه من الحياة وخوفه من معاناتها ،
ويؤدي هذا الموقف المعادي (للمرأة – الحياة ) الى هروب الرجل من المرأة –الحياة عن طريق التوحد أو التدين المفرط أو الرهبنة لدى البعض ,
او الى المواجهة المرتعبة العنيفة ضد المرأة وشياطينها التي تتلبسها ومحاولة السيطرة عليها والحد من سطوتها بتجريدها من أسباب القوة وتكبيلها بقيود اجتماعية قبلية وتفسيرات متزمتة لنصوص دينية تحرمها بها من حقوق المساواة وتضعها في موضع سفلي ضعيف ,
ويكون ذلك عن طريق تشويهها نفسيا بوصفها بأنها شيطانة أو مخبولة أو ناقصة العقل أو عاطفية لا تملك التحكم في نفسها , وانها مليئة بالشياطين وهي مبعث الخطيئة لدى الرجل .


ولا غرابة في أن المجتمعات التي ماتزال تنظر للمرأة تلك النظرة القديمة البدائية المرتعبة هي المجتمعات المتخلفة في كل شيء اليوم .
علاقة المرأة بالابداع الحضاري و العلمي وموقف الرجل – والمجتمع - من ذلك هو أمر بالغ الاهمية اذ هو أحد المفاتيح الاساسية لبوابات الحضارة .

و عيون تراث الفكر الاسلامي الحضاري المتفتح توضح ان المرأة مشاركة أساسية في صنع حضارة راقية بديعة.

وقد كان السلفي الكاثوليكي في العصور المظلمة باوروبا يرتعب من المرأة .. فنصب لها محاكم التفتيش واتهمها بالسحر والمروق والشعوذة والشيطنة وقام بحرق ( شيطانها ) – أي جسدها – الذي ترعبه فتنته وقوته وقدرته على ولادة الحياة بداخله .



هذه هي ثقافة بعض الشوارع العربية اليوم ..
ثقافة انسان يعيش في زمن آخر سحيق لا يمت لعصرنا بصلة ...

و ستظل المجتمعات العربية ( التي تعادي المرأة ) وتكبلها بالقوانين والعادات البدانية والنظرة الدونية والسيطرة الوحشية ،ستظل مجتمعات متخلفة روحا وجسدا وفكرا وحضارة .






مفكر مبدع قال:

" كلما رأيت امرأة ، رأيت الحياة تسير على قدمين "

المرأة دائما وستظل , الموقدة الاولى لجذوة الحياة .

ولن تتحرر مجتمعاتنا من موتها التاريخي الا بتحرر المرأة .
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #80  
قديم 12-01-2008, 12:31 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "


ان الحالة الحرجة من التناقض بين التقّدم والتأّخر .. أحدثت تشرذما وتخبطا وتناقضا لا نهاية له في المجتمعات العربية ، وتعلقت معظم العقول ب " التقاليد البالية " .


علما بأن ذلك " التقدّم " لا ينفي البتة كل رائع وجميل ومخّلد من الاعراف الانسانية الخيرة في مجتمعاتنا ، وحسن علاقاتنا مع بعضنا البعض ، وقوة اساليب تعايشاتنا ، وكل ايجابيات موروثاتنا الرائعة في الجيرة والصحبة والمساعدة والعون والعطف والتآخي والعفة والنخوة والحمية واغاثة الملهوف والشجاعة مع الحياء والكرم وغض الطرف واحترام الكبير والعطف على الصغير وحماية الملل وحسن الكلام والالفاظ وجميل التصرفات ومكارم الاخلاق وكل صفحات العلاقة بالحسنى .. وصولا الى الضمير الحي والاحساس بالخطأ وعدم جرح المشاعر والالتزام بالدين ..


ان " التقاليد " المتوارثة لم تزل تعتز بها الشعوب والمجتمعات قاطبة ، وما ينبغي علينا لحماية تلك الموروثات الجميلة ..أن نلتزم ب " الحيوية والتجدد " ، لكي ننجح في استئصال كل " البالي " و " الرثّ " منها..

ولكن مجتمعاتنا على الاغلب ، تغرق يوما بعد آخر في كل " البالي " و " الرث " من العادات والتقاليد السيئة .......وهي تغوص في بحر من الكراهية والاعجاب بالذات .. ،
وفي ظل انقسامات فاضحة من تقاليد هذا وطقوس ذاك تختلط المقاييس ، بحيث غدت بعض التقاليد طقوسا مقدسة لا يمكن الاقتراب منها ،
ويطالب كل المتزمتين بالدفاع عن كل ادرانها دفاعا مستميتا !

فهل من معالجات هادئة لهذا الانحراف التاريخي الذي سيقودنا الى التشرذم في عالم لا يعرف الرحمة ؟

لقد انحسرت كل هذه العادات والتقاليد المتمدنة اليوم في مجتمعاتنا باختلاط الامور واضمحلال الحياة ....

انني مؤمنة ايمانا حقيقيا بأن مجتمعاتنا من الصعب تغييرها اليوم ، او احدات اي ثورة في تقاليدها الصعبة نحو الافضل ..
لأن البنية التفكيرية السائدة على الاغلب في مجتمعاتنا هي الاعتقاد ان مجرد اخذها بالتغيير ، فسيفقدها التغيير اخلاقياتها ويلحقها بالغرب وهي شديدة الكره للغرب !


وربما كانت الاجيال السابقة تتقبل مفهوم " الحداثة " كونها مؤمنة بالتغيير وبناء المستقبل .. ولكن الجيل الجديد لم يعد يتقّبل ابدا مثل هذا المفهوم ، كونه يترّبى اليوم على تقاليد بالية ، وتقترن الحداثة عنده بالتغريب ، ومثل هذا " التفكير " جناية بحد ذاته بحق مصيرنا ..


ان النغمة الشائعة في معظم مواقعنا ، التي آذت واقعنا ، واضرّت بمصيرنا ....هي التي تتهّم كل من يريد الاصلاح والتغيير نحو الافضل بتهمة الاعجاب بالغرب والانبهار بتقاليده ..
وهي تهمة ساذجة وكافية لسحب البساط من تحت ارجل كل المفكرين والمصلحين الحقيقيين ، وجعلهم في اعين الناس مجرّدين من اصالتهم ، ومن التصاقهم بواقعهم ، ومن همومهم ومعاناتهم .


والحقيقة ان مجتمعاتنا بقدر ما لديها من خزين ايجابيات من مكارم الاخلاق ..
تزدحم اليوم باسوأ انواع المعاملة ، والتفكير المغلق ، والرؤية الضيقة للحياة والاخرة ..
برفقة حزمة هائلة من التقاليد السلبية البالية التي لا يمكنها ان تستقيم ابدا مع ركائز الحياة ..

فظهر هذا المصطلح الابله " جاهلية القرن العشرين " ،
في حين كان القرن العشرون حصيلة مثمرة لكل تقدّم الانسان واستكشافاته واختراعاته وابداعاته ونظمه وقوانينه واساليب حياته المعقدة الجديدة .


وقد انعكست نتيجة هذا التناقض على جيل اليوم .....جيل ترّبى على اساليب وافكار غاية في التردّي والتعّصب والتخلف والنرجسية والتراجع ..
وها نحن نعيش منتجات هذا الركام البشري الذي نصنعه بأفكارنا ، بكل اضطراباتها وموبقاتها وآفاتها وآثامها .....،عندما افتقدت السلوكيات الحضارية ، واوغل العقل في بدائيات متوحشة ، وانزوت كل القيم الاخلاقية و الاجتماعية بعيدا عن كل الايجابيات، بفعل استفحال السلبيات الاجتماعية والسلوكية .

وبفعل الصراعات الايديولوجية ...... ازداد عامل العزلة المقيتة التي اطبقت على معظم المجتمعات سواء في المدن ام الارياف .. منذ ان حورب التقدم وكّبل المجتمع بالممنوعات والمحّرمات وحوربت كل التقاليد الرائعة ، وجرى احياء التقاليد البالية التي عاش عليها المجتمع في ازمان مضت ، بل واستفحلت العادات السيئة المتوارثة والمولدة بشكل لا يمكن تخيله ..

لقد عانت مجتمعاتنا في الماضي من تقاليد سيئة في المدن والريف والبادية ..
اذ كان قطاع الطرق يسلبون وينهبون .. وكانت تصرفات الاشقياء والفتوات في المدن والقرى من البشاعة بمكان.......ناهيك عن الممارسات القميئة التي تجري بحق مواريث البنات وحرمانهم من حقوقهن ..
وهضم حقوق اليتامى من القاصرين .. وغير ذلك من ضرب الاطفال وتربيتهم باساليب قمعية ومحو شخصيتهم وادخال الرعب في قلوبهم منذ صغرهم ..
واهانة النساء وضربهن .. والقسوة على الذات باقصى درجات الممنوعات واساليب العزلة ..

لقد ازدادت نسبة الطلاقات في مجتمعاتنا نتيجة تفشي المشكلات الاجتماعية التي لا تعد ولا تحصى ، .. وهناك قتل عمد او رجم فاضح للنساء فقط دون الرجال باسم غسل العار والشرف ..
هناك الثارات وقتل الابرياء .. هناك الهروب المتفشي والاحباطات المهولة بشكل لا يصدق نتيجة تناقضات المجتمع..
هناك التلاعب على القوانين بشتى الاساليب الماكرة .. والممارسات الشاذة بكل اصنافها ..
هناك العلاقات غير النظيفة.. ازدادت الرشوة والوساطات والمحسوبيات والمنسوبيات وكثرت السجون واعتبر الخروج عن القانون شجاعة متناهية بدءا بالشقاوات والفتوات وصولا الى انعدام اخلاقيات قيادة السيارات في اغلب مجتمعاتنا ..
وهناك هدر للزمن في الالاف المؤلفة من المقاهي المنتشرة في كل مجتمعاتنا .. ومؤخرا انتشرت مقاهي الانترنت ليس لاغراض علمية ونظيفة بقدر ما وجدت لاغراض غير سليمة أبدا !!



ان من يقلب مجتمعاتنا على بطانتها ، سيكشف هول الممارسات السيئة الخفية ....


ولنسأل ما هي الصورة الغالبة للمجتمع اليوم ؟؟؟


الناس يدافعون عن كل تلك التناقضات لاسباب سيكلوجية معقدة ،وتظهر صور غريبة لهذا الدفاع !

فالمرأة تدافع عن قمعها .....والشاب يدافع عن جهله .. والاستاذ يدافع عن سكونيته ..
ورجل الدين يدافع عن مصالحه .. والسياسي يدافع عن واقعه ،والاعلامي يدافع عن اكاذيبه ومفبركاته ..
وكل مدير مؤسسة يدافع عن قراراته ودكتاتوريته ..

ومعظم الناس تدافع عن ( مثاليات كاذبة ) لا اساس لها من الواقع ، وقد بدأت تختفي من حياتنا
وكلّ يدافع عن كل المخفي والمنظور ..



لقد غدت مجتمعاتنا يجن جنونها من أي نقد او أي اصلاح او أي تغيير .........بفعل الربط في المخيال العام بين هذه التقاليد وبين القداسة !
واذا ما تجرأ كاتب او مصلح او مفكر ان يمارس دوره وزاد من انتقادات الاوضاع وُصٍِفَ باسوأ التهم ، بل واتهم بجلد الذات .. وكأن الذات بريئة كل البراءة ! وكأنها ذات حمل وديع في مجتمعات شرسة ونزقة اصبحت لا ترحم ابدا !

فلنا ان نتأمّل كيف سيغدو المجتمع اليوم بعد تلك الخلطة العقيمة التي اختلط فيها الحابل من السكان بالنابل منهم تحت مسمّيات شتى ،

وانتجت كل التفاعلات المتصادمة في المجتمع........ الذي يعّبر اليوم عن ترسّباته وبقاياه من التقاليد الشقّية .
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 114.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 109.02 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (5.09%)]