|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() و"عثَّر" وادٍ تسكنه الأسود، مشهورٌ عند العرب. يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ عَيْشُهُمَا ![]() لَحْمٌ مَنَ القَوْمِ مَعْفُورٌ خَرَادِيلُ ![]() إِذَا يُسَاوِرُ قِرْنًا لاَ يَحِلُّ لَهُ ![]() أَنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاَّ وَهْوَ مَفْلُولُ ![]() مِنْهُ تَظَلُّ سِبَاعُ الْجَوِّ ضَامِزَةً ![]() وَلاَ تَمَشَّى بِوَادِيهِ الأَرَاجِيلُ ![]() وبعد رَسْم هذه الصُّورة الشِّعرية الجميلة لِشَجاعة الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقوَّتِه بأنَّه أقوى وأشجع من "خادر"، وفي رواية أخرى للقصيدة (ضَيْغم)، وهو الأسد، ويسترسل في وصف الأسد وشدَّتِه، وأنَّه لا يَرضى بالهزيمة. إِذَا يُسَاوِرُ قِرْنًا لاَ يَحِلُّ لَهُ ![]() أَنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إِلاَّ وَهْوَ مَفْلُولُ ![]() وأنَّه - الأسد - تخافُه وتهابه حُمْر الوحش، ولا تسير بِواديه إلاَّ صامتة من هيبته وخشيته، والرِّجال مُمْتنعة من المشي بواديه. بعد كلِّ ذلك يدخل كعبٌ إلى البيت المضيء في القصيدة، في ختام مدْحِه للرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: إِنَّ الرَّسُولَ لَسَيْفٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ ![]() مُهَنَّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ ![]() ويُروى هذا البيت: إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ ![]() مُهَنَّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ ![]() وأيًّا كانت الرِّواية الصحيحة لهذا البيت؛ فهو خير ختامٍ للاعتذار والمديح؛ ليختم القصيدة كلَّها بعد ذلك بكلماتٍ جميلة، يصف بها أصحابَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من المهاجرين: فِي فِتْيَةٍ مِنْ قُريْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ ![]() بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا: زُولُوا ![]() شُمُّ العَرَانِينِ أَبْطَالٌ لُبُوسُهُمُ ![]() مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الْهَيْجَا سَرَابِيلُ ![]() بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ ![]() كَأَنَّهَا حَلَقُ القَفْعَاءِ مَجْدُولُ ![]() يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ ![]() ضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ ![]() ثم يصف إقدامهم وشجاعتهم: لاَ يَفْرَحُونَ إِذَا نَالَتْ رِمَاحُهُمُ ![]() قَوْمًا وَلَيْسُوا مَجَازِيعًا إِذَا نِيلُوا ![]() لاَ يَقَعُ الطَّعْنُ إِلاَّ فِي نُحُورِهِمُ ![]() وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ ![]() يتبع
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
![]() ومِثْل قوله: أَعْلَمُ أَنِّي مَتَى مَا يَأْتِنِي قَدَرِي ![]() فَلَيْسَ يَحْبِسُهُ شُحٌّ وَلاَ شَفَقُ ![]() بَيْنَا الفَتَى مُعْجَبٌ بِالعَيْشِ مُغْتَبِطٌ ![]() إِذِ الفَتَى لِلمَنَايَا مُسْلَمٌ غَلِقُ ![]() وَالْمَرْءُ وَالْمَالُ يَنْمِي ثُمَّ يُذْهِبُهُ ![]() مَرُّ الدُّهُورِ وَيُفْنِيهِ فَيَنْسَحِقُ ![]() فَلاَ تَخَافِي عَلَيْنَا الفَقْرَ وَانْتَظِرِي ![]() فَضْلَ الَّذِي بِالغِنَى مِنْ عِنْدِهِ نَثِقُ ![]() إِنْ يَفْنَ مَا عِنْدَنَا فَاللهُ يَرْزُقُنَا ![]() وَمِنْ سِوَانَا وَلَسْنَا نَحْنُ نَرْتَزِقُ ![]() ومثل قوله: فَأَقْسَمْتُ بِالرَّحْمَنِ لاَ شَيْءَ غَيْرُهُ ![]() يَمِينَ امْرِئٍ بَرٍّ وَلاَ أَتَحَلَّلُ ![]() لأَسْتَشْعِرَنْ أَعْلَى دَرِيسَيَّ مُسْلِمًا ![]() لِوَجْهِ الَّذِي يُحْيِي الأَنَامَ وَيَقْتُلُ ![]() هُوَ الْحَافِظُ الوَسْنَانَ بِاللَّيْلِ مَيِّتًا ![]() عَلَى أَنَّهُ حَيٌّ مِنَ النَّوْمِ مُثْقَلُ ![]() مِنَ الأَسْوَدِ السَّارِي وَإِنْ كَانَ ثَائِرًا ![]() عَلَى حَدِّ نَابَيْهِ السَّمَامُ الْمُثَمَّلُ ![]() وواضحٌ أنَّ هذه الأبيات وغيرها في ديوان كعب تنمُّ عن ولائه لدينه، وأنَّه أسلم وجهه لربِّه؛ إذْ نراه في شعره الجاهلي مُفاخِرًا متوعِّدًا مهددًا، حتى إذا أسلم أخذَتْ نفسُه تصفو، وأخذ يستشعر معاني الإسلام الروحيَّة وقِيَمه المُثْلى. [1] وفي رواية: يَا وَيْحَهَا خُلَّةً لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ ![]() مَا وَعَدَتْ أَوْ لَوَ انَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ ![]() [2] "ديوان كعب بن زهير" بشرح السكري، مقدِّمة الديوان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |