فضائل الصيام - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلسلة ‘أمراض على طريق الدعوة‘ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 4641 )           »          الإمام الدارقطني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الإمام الترمذي (صاحب السنن) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الإمام النووي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الدين الكامل حاجة الإنسان في كل زمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تصحيح شيخ الإسلام لبعض أخطاء الفقهاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تحقيق التوحيد في باب التوكل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الكفاية في تلخيص أحكام صلاة المسافرين والجمع بين الصلاتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الخير مختبئ خلف كل ما لا نفهمه الآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ما الفقر أخشى عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 21-04-2020, 01:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,024
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام

الشيخ ندا أبو أحمد




الصوم جنة عن الشهوات وكفارة للخطيئات





الصوم جنة عن الشهوات:

1- أخرج البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم. إني صائم والذي نفسي بيده لخُلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، - يقول الله: يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها".



2- وعند الإمام أحمد من حديث جابر- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا كعب بن عُجرة: الصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة برهان - أو قال: قربان - يا كعب بن عُجرة. الناس غاديان: فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها".



3- وعند الإمام أحمد أيضاً من حديث عبدالله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خصاء أمتي الصيام"



ففي الصوم كسر للشهوة، وقمع للشيطان بسد مسالكه وتضييق مجاريه؛ ولذلك وصفه الرسول - صلى الله عليه وسلم - للشباب الذين ليس لهم قدرة على الزواج؛ ليُقوِّم أخلاقهم، ويكسر شهوتهم، ويعدل سلوكهم.



4- فقد أخرج البخاري من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"يا معشر الشباب! مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".



والوجاء: هو رضُّ عروق الخصية من غير إخراج لها (والرَّضُّ: الدق والكسر) فيكون شبيهاً بالخِصاء.



قال ابن حجر - رحمه الله -:

الجنة: الوقاية والستر، وتبيَّن بالروايات متعلق هذا الستر وأنه من النار.



قال عياض - رحمه الله -:

معناه: ستره من الآثام، أو من النار، أو من جميع ذلك، وبالأخير جزم النووي.



قال الشيخ عمر الأشقر - رحمه الله -:

الصيام جنة ووقاية يقي العبد الذنوب والمعاصي، والبغيض من الكلام، والسيئ من الفعال، وبذلك يتقي العبد النار.



قال المناوي - رحمه الله - في "فتح القدير":

الصوم وقاية في الدنيا من المعاصي بكسر الشهوة؛ لأنه يقمع الهوى، ويردع الشهوات التي هي من أسلحة الشيطان، فإن الشبع مجلبة للآثام، منقصة للإيمان ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه".



فإذا ملأ بطنه انتكست بصيرته، وتشوَّشت فكرته، وغلب عليه الكسل والنعاس؛ فيمنعه عن العبادات، ويشتد غضبه وشهوته فيقع في الحرام.



قال بعض السلف:

طوبي لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره.



فيا معشر الصُّوَّام... اعلموا أن مَن صام عن شهواته في الدنيا؛ أدركها غداً في الجنة.



قال تعالي: ï´؟ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ï´¾ [الحاقة: 24].



قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين.



واعلموا كذلك أن مَن صام عمَّا سوى الله، فعيده يوم لقائه.



ï´؟ مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ï´¾ [العنكبوت: 5].



الصوم كفارة للخطيئات:

قال تعالى: ï´؟ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ï´¾ [الأحزاب: 35].



1- أخرج البخاري ومسلم من حديث حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره؛ يكفرها الصيام، والصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".



قال المناوي - رحمه الله -:

فتنة الرجل: أي ضلاله ومعصيته، أو ما يعرض له من الشر، ويدخل عليه من المكروه.



في أهله: مما يعرض له معهم من نحو هَمٍّ وحزن، أو شُغل بهم عن كثير من الخير، وتفريطه فيما يلزمه من القيام بحقهم وتأديبهم وتعليمهم.



وماله: بأن يأخذه من غير حلّه، ويصرفه في غير محلِّه، أو يشغله لفرط محبته عن كثير من الخيرات. - نفسه: بالركون إلى شهواتها.



ولده: بفرط محبته، والشغل به عن المطلوبات الشرعية.



جاره: بنحو حسد، وفخر، ومزاحمة في حق، وإهمال في تعهد.



ونبَّه على الصلاة والصيام على العبادة الفعلية، وبالصدقة على المالية، وبالأمر والنهي على التولية فهي أصول المكفرات والمراد الصغائر فقط.



2- وأخرج البخاري ومسلم أيضاً:

"مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه"، قوله: "إيماناً واحتساباً" يعني يصومه على التصديق بوجوبه، والرغبة في ثوابه طيبة بها نفسه غير كاره، ولا مستثقل بصيامه ولا مستطيل لأيامه، لكن يغتنم ويفرح بطول أيامه لعظم ثوابه.



3- أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".



فأنعم به من شهر تُغْفَر فيه الزلات، وتُكفَّر السيئات، وينال العبد فيه رضا وعفو رب الأرض والسماوات.



4- وعند الطبراني في "الأوسط" عن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن الحبيب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضية والسنة المقبلة"[1].



5- وعند الإمام مسلم عن أبي قتادة- رضي الله عنه -قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله والتي بعده، وصيام يوم عاشوراء، إني احتسب على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله".



قال الطيبي - رحمه الله -:

وكان القياس: "أرجو من الله"، فوضع محله "أحتسب" وعدَّاه بـ(على) التي للوجوب على سبيل الوعد؛ مبالغة في تحقيق حصوله.



يكفر السنة الماضية التي قبله: يعني الصغائر المكتسبة فيها.



والسنة التي بعده: بمعني أنه تعالى يحفظه أن يُذنِب فيها، أو يعطي من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها، أو يكفرها حقيقة ولو وقع فيها، ويكون المكفِّر مقدَّماً على المكفَّر.



ولهذا قال صاحب العدة: ولذلك فإن الصيام لا يوجد شيء مثله من العبادات.










[1] (صحيح الجامع: 3805).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 21-04-2020, 01:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,024
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام

الشيخ ندا أبو أحمد




للصائم فرحتان




أخرج الإمام مسلم والإمام أحمد من حديث أبي هريرة -رضى الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-:

"للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، و فرحة حين يلقى ربه".



وفي رواية: "وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه".



قال ابن رجب - رحمه الله -:

أما فرحة الصائم عند فطره: فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً.



فكما أن الله تعالى حرم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات، فقد أذن له فيها في ليل الصيام، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره، فأحب عباده إليه أعجلهم فطراً، والله وملائكته يصلون على المتسحرين، فالصائم ترك شهواته لله بالنهار؛ تقرباً إلى الله وطاعة له، ويبادر إليها في الليل تقرباً إلى مولاه، وأكل وشرب وحمد الله، فإنه يُرجَى له المغفرة، أو بلوغ الرضوان بذلك، وفي الحديث: "إن الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها " وربما استجيب دعاؤه عند ذلك، وإن نوى بأكله وشربه تقوية بدنه على القيام والصيام كان مثاباً على ذلك.



قال أبو العالية - رحمه الله -: الصائم في عبادة، وإن كان نائماً على فراشه، وقد كانت حفصة - رضي الله عنها - تقول: "يا حبذا عبادة وأنا نائمة على فراشي".



فالصائم في ليله ونهاره في عبادة، ويستجاب دعاؤه في صيامه وعند فطره، فهو في نهاره صائم صابر، وفي ليله طاعم شاكر.



وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي وغيره: " الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر ".



ومَن فهِم هذا الذي أشرنا إليه، لم يتوقف في معنى فرح الصائم عند فطره، فإن فطره على الوجه المشار إليه من فضله ورحمته، في قول الله تعالى: ï´؟ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ï´¾ [يونس:58].





وأما فرحه عند لقاء ربه: فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخراً، فيجده أحوج ما كان إليه، كما قال تعالى: ï´؟ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجرَاً ï´¾ [المزمل: 20]، وقوله تعالى: ï´؟ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا ï´¾ [آل عمران: 30]، وقوله تعالى: ï´؟ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ï´¾ [الزلزلة: 7]



وتقدم معنا قول ابن عيينة - رحمه الله -: إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم، بل يدخره الله عنده للصائم، حتى يدخله به الجنة".



وعن عيسى ابن مريم – عليه السلام - قال: "إن هذا الليل والنهار خزانتان، فانظروا ما تضعون فيهما".



فالأيام خزائن للناس ممتلئة بما خزنوه فيها من خير وشر، وفي يوم القيامة تفتح هذه الخزائن لأهلها، فالمتقون يجدون في خزائنهم العز والكرامة، والمذنبون يجدون في خزائنهم الحسرة والندامة.



والصائمون على طبقتين:

إحداهما: مَن ترك طعامه وشرابه وشهوته لله، يرجو عنده عوض ذلك، فهذا قد تاجر مع الله وعامله، والله تعالى لا يضيع أجر مَن أحسن عملاً، ولا يخيب معه مَن عامله، بل يربح عليه أعظم الربح.



الطبقة الثانية: مَن يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظ الرأس وما حوى، ويحفظ البطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا، فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه، وفرحه برؤيته.



أهل الخصوص من الصُّوَّام صومهم

صون اللسان عن البهتان والكذب



والعارفون وأهل الأنس صومهم

صون القلوب عن الأغيار والحجب






فيا معشر التائبين... صوموا اليوم عن شهوات الهوى؛ لتدركوا عيد الفطر يوم اللقاء، لا يطولنَّ عليكم الأمل باستبطاء الأجل، فإن معظم نهار الصيام قد ذهب، ووعيد اللقاء قد اقترب.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 21-04-2020, 01:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,024
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام

الشيخ ندا أبو أحمد


الصيام رفعة في الدرجات، والله يعطي على الصيام ما لا يعطي على غيره


قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
المراد بقوله: "إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"، أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته، وأما غيره من العبادات فقد اطَّلعَ عليها بعض الناس.

قال القرطبي رحمه الله:
معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس، وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله، إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير.

كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي أن الحبيب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن ربكم يقول:‏ ‏كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والصوم لي وأنا أجزي به"[1]. وفي رواية ابن خزيمة: "كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصيامفهو لي وأنا أجزي به..." الحديث.

وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة، فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله - عز وجل - أضعافاً كثيرة بغير حصر عدد، فإن الصيام من الصبر، والصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله, وصبر على ما حرَّم الله, وصبر على الأقدار المؤلمة؛ وتجتمع الثلاثة في الصوم، فإن فيه صبراً على طاعة الله، وصبراً على ما حرَّم الله على الصائم من شهوات، وصبراً على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع، والعطش، وضعف النفس والبدن، وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه، وخصوصا ألم الصيام؛ لأنه من الصبر ولقد قال تعالى: ï´؟ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ï´¾ [الزمر:10].

فالصوم مدرسة يتعلم فيها الإنسان الصبر، والصبر كما نعلم أنه من أفضل الأخلاق التي يتخلَّق بها المسلم، وقد أمر الله تعالى المسلمين بالصبر في كل الأوقات، وعلى أي الأحوال، كما قال تعالى: ï´؟ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ï´¾ [البقرة: 45].

وقد فسَّر الإمام البغوي رحمه الله الصبر بالصيام في قوله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ï´¾[البقرة: 153]، ففسر الصبر بالصوم؛ لأن الصبر في الأصل: الحبس، من ذلك قولهم: "مات فلان صبراً" أي: محبوساً في قيده، ففي شهر رمضان حبس النفس عن المأكل، والمشرب، والملذات، ولذلك سمَّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بشهر الصبر.

كما جاء في الحديث الذي أخرجه النسائي بسند صحيح من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر"[2].

وفى قوله تعالى عن الصيام "أنا أجزي به": يدل على أن الكريم إذا قال: أنا أتولَّى الإعطاء بنفسي، كان في ذلك إشارة إلى تعظيم ذلك العطاء وتفخيمه.


[1] (صحيح الترغيب: 968).

[2] (صحيح الجامع: 3718).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 21-04-2020, 01:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,024
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام

الشيخ ندا أبو أحمد

الصيام سبيل تحصيل التقوى



قال تعالى:ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾[البقرة: 183].
والتقوى هي أعلى المراتب التي يصل إليها العبد المؤمن.
وقد اختلفت تعبيرات العلماء في تعريف التقوى: لكن التعريفات كلها تدور حول مفهوم واحد، وهو أن يأخذ العبد وقايته من سخط الله - عز وجل - وعذابه، وذلك بامتثال المأمور، واجتناب المحظور.
فالصيام وسيلة للتقوى؛ لأن النفس إذا امتنعت عن الحلال طمعًا في مرضاة الله، وخوفًا من عقابه، فأولى أن تنقاد إلى الامتناع عن الحرام.
والتقوى أصل كل خير، ولهذا جمع الله الأوليين والآخرين، ثم وصاهم بوصية واحدة، فقال تعالى: ï´؟ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ ï´¾[النساء: 131].
قال الغزالي - رحمه الله -: أليس الله تعالى أعلم بصلاح العبد من كل أحد، أوليس هو أنصح له وأرحم وأرأف من كل أحد، ولو كانت في العالم خصلة هي أصلح للعبد، وأجمع للخير، وأعظم للأجر، وأجل في العبودية، وأولى بالحال، وأنجح في المآل من هذه الخصلة التي هي التقوى؛ لكان الله أمر بها عباده.
فلما وصَّى الله بهذه الخصلة الواحدة وجمع الأوليين والآخرين من عباده في ذلك واقتصر عليها، علمت أنها الغاية التي لا متجاوز عنها، ولا مقصود دونها، وعلمت كذلك أنها الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، الكافية لجميع المهمات المبلغة إلى أعلى الدرجات بل جعل الله تعالى الصيام شعار الأبرار الذين هم سادات المتقين:فقد أخرج عبد بن حميد في "المنتخب والضياء في المختارة" عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "جعل اللهُ عليكم صلاةَ قوم أبرار، يقومون الليل ويصومون النهار، ليسوا بأثمة ولا فجَّار" (صحيح الجامع: 3097) و(الصحيحة: 1810).
فلنحرص على الصيام حتى نكون من عباد الله المتقين، الذين قال عنهم رب العالمين:ï´؟ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ï´¾ [الحجر: 45]. وصدق القائل حيث قال:
ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد

فتقوى الله خير الزاد زخرًا
وعند الله للأتقى مزيد



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 21-04-2020, 01:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,024
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام

الشيخ ندا أبو أحمد


الصيام جنة من النار



أخرج الإمام أحمد والنسائي عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
"الصوم جُنَّة من عذاب الله". (صحيح الجامع: 3867).

وعند أحمد والنسائي أيضًا بلفظ: "الصيام جُنَّة من النار كجُنَّة أحدكم من القتال".

وعند أحمد بإسناد حسن عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"الصيام جُنَّة يستجن بها العبد من النار" (صحيح الجامع: 3868).

وعند أحمد بسند حسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"الصيام جُنَّة وحصن حصين من النار" (صحيح الجامع: 3880).

وأخرج ابن حبان بسند صحيح عن كعب بن عُجْرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"يا كعب بن عجرة: الناسُ غاديان: ففادٍ في فكاك نفسه فمعتقها، وغاد فموبقها.

يا كعب بن عُجْرةَ: الصلاةُ قربان، والصوم جُنَّة، والصدقة تطفئُ الخطيئة كما يذهبُ الجليدُ على الصفا".

قال المناوي - رحمه الله - في "فيض القدير":
وقاية في الدنيا من المعاصي، بكسر الشهوة، وحفظ الجوارح، وفي الآخرة من النار.

وقال أيضًا:
الصوم جُنَّة من عذاب الله، فليس للنار عليه سبيل، كما لا سبيل لها على مواضع الوضوء؛ لأن الصوم يغمر البدن كله فهو جُنَّة لجميعه برحمة الله من النار.

ولذلك قال ابن عبدالبر - رحمه الله -:
حسبك بهذا فضلًا للصائم.

أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال:
"مَن صام يومًا في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا".

وعند النسائي من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - بلفظ:
"مَن صام يومًا في سبيل الله، باعد الله منه جهنم مسيره مائة عام".

وقال القرطبي - رحمه الله -:
في سبيل الله: طاعة الله، فالمراد: مَن صام قاصدًا وجه الله

وقال المناوي - رحمه الله -:
في سبيل الله: أي لله ولوجهه، أو في الغزو، أو الحج.

وأخرج الترمذي من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"مَن صام يومًا في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض".

فإذا كان هذا بصيام يوم واحد نفلًا يباعد الله بينه وبين النار خندقًا مسافة خمسمائة عام، فما ظنّك بصيام شهر رمضان وهو الفريضة؟!.

فمن أراد أن يعتق رقبته من النار فعليه بالصيام:
فقد أخرج الإمام أحمد والطبراني بإسناد حسن عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"لله عند كل فطر عتقاء".

وفي رواية أخرى: "إن لله تعالى عند كل فطرٍ عتقاء من النار وذلك في كل ليلة" (صحيح الجامع: 2170).

فأنعم به من شهر تُعْتَق فيه الرقاب من النار، ويُنَال فيه رحمة العزيز الغفار.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 93.43 كيلو بايت... تم توفير 3.55 كيلو بايت...بمعدل (3.66%)]