|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الصناعة هي إحداث بعض العمليات على المادة الخام لكي تصلح للاستخدام، ومن نعم الله على البشر أنَّ كلَّ ما يُفيد الإنسان ويُعينه على أداء مهمته في الدنيا يمكن أن يُكتسب، والرسول صلى الله عليه وسلم أكد ذلك حينما قال: "إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلُّم" (رواه الطبراني في الأوسط)؛ لذا فالأخلاق تُكتسب؛ أي يمكن أن تصنعها في نفسك، ولكن الأمر يحتاج إلى نية وعزيمة وإصرار وصبر، وكذلك السعادة يمكن صناعتها. وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً لذلك حينما قال: "مَن أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" (أخرجه البخاري في الأدب والترمذي وابن ماجة عن عبد الله بن محصن)؛ فأي إنسان يصبح آمنًا في بيته صحيحًا في جسده لديه قوت يومٍ واحدٍ، يمكن أن يصنع السعادة لنفسه وهو يعيش بهذا الكفاف، ولكن الشرط أن يرضى بما رُزِقَ، ويحمد الله على ما أنعم، فهناك كثير من الناس لديهم الأشياء الثلاثة، ومع ذلك يشعرون بل ويعيشون في شقاءٍ؛ لأنهم لم يحاولوا أن يصنعوا لأنفسهم السعادة. والداعية العامل هو صانع السعادة لنفسه ولغيره، يصنعها لنفسه بأن يُخضِعَها لله، ويعالجَ قصورها، ويجعلَ جنَّتَه في قلبه، فتكون معه في أي مكانٍ وفي جميع الأحوال. كما أنه يصنع السعادة لغيره؛ بأن يأخذ بيده ليكون عبدًا لله متخلِّصًا من عبودية غيره؛ حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد القطيفة.." إنه الشقاء أن تُعبِّد نفسَك لغير خالقها. والأصل أن كل مسلم يفهم دينه ويعلم مهمَّته ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ (البقرة: من الآية 30)، يُقدِّر أداء دوره في الدنيا بمقدار السعادة التي يصنعها في مجتمعه.. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾ (سورة فصلت). وقد قيل عن أبي بكر رضي الله عنه "ما سبقكم أبو بكر بكثير صلاة ولا صيام، ولكن بشيءٍ وقر في قلبه"، فهذا الصحابي الجليل كان أكثر الصحابة صناعةً للسعادة لمَن حوله؛ فقد أسلم على يده عددٌ كثيرٌ ممن وجبت لهم الجنة. وقد رغَّب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الصحابةَ ومَن جاء بعدهم في صناعةِ السعادة فقال: "لأن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك من الدنيا وما فيها". وقد رأيت الدعاة يصنعون السعادة وسط تجمُّعاتٍ قد يُظنُّ فيها محلّ السوء وعدم جدوى الإصلاح لسوء أخلاقها وجرم فعلها؛ لذلك يُطلَق عليهم "الجنائيون"، ولكن هؤلاء الدعاة علموا مهمَّتهم فعملوا لها؛ فصنعوا السعادة لعددٍ من هؤلاء الجنائيين. وهكذا يستطيع الداعية أن يصنع السعادة في أي مكانٍ كان، ولكن لماذا؟ ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ (الأعراف: من الآية 43). لأنهم علموا أن المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضِّلون بهذا الإسعاد، يجنون ثمرته عاجلاً في نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم؛ فيجدون الانشراح والانبساط والهدوء والسكينة. |
#2
|
|||
|
|||
![]() اللهم ارزقنا صناعة السعادة
وانعم علينا بها فى كل وقت |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |