بعد مسيرة حافلة بالعلم والدعوة والإفتاء .. سماحة المفتي في ذمة الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 9404 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 8776 )           »          أَقِطُ أم سُلَيْم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حدث في الثامن من ربيع الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المتحابون في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ويؤثرون على أنفسهم... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 9462 )           »          الدين وإصلاح الإدارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          الحديث عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ليس مرهونا بيوم مولده. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 475 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 12:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,561
الدولة : Egypt
افتراضي بعد مسيرة حافلة بالعلم والدعوة والإفتاء .. سماحة المفتي في ذمة الله







بعد مسيرة حافلة بالعلم والدعوة والإفتاء .. سماحة المفتي في ذمة الله


  • إحـــيــــاء التــراث: سماحة المفتي آل الشيخ رحمه الله كان علمًا من أعلام الأمة ومرجعًا في الفتوى ومستشارًا أمينا لولاة الأمر وقد كرّس حياته في خدمة الدين ونشر العلم الشرعي والدعوة إلى الوسطية والاعتدال والدفاع عن ثوابت الشريعة الإسلامية
  • أثنى سماحة المفتي آل الشيخ رحمه الله على جهود جمعية إحياء التراث الإسلامي وإصداراتها ولا سيما مكتبة طالب العلم بإصداراتها الثمانية
  • نشأ الشيخ رحمه الله في بيت علم ودعوة وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وفقد بصره في العشرينيات من عمره
  • عُرف عن الشيخ رحمه الله موقفه الثابت المُناهض للإرهاب حيث أصدر فتاوى تُحرِّم الإرهاب معتبرًا إياه جريمة تستهدف الإفساد بزعزعة الأمن والجناية على الأنفس والأموال والممتلكات الخاصة والعامة
  • أشرف آل الشيخ رحمه الله إلى جانب أعماله على عدد من الرسائل العلمية لطلاب الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراة مع مناقشتها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبجامعة أم القرى بمكة المكرمة والمعهد العالي للقضاء
  • مما تميز به آل الشيخ رحمه الله أنه كان من أكثر علماء المملكة وقوفًا على المنبر في مسجد نمرة حيث وصلت عدد الخطب التي خطبها في عرفة إلى 34 خطبة
  • عُرف الشيخ -رحمه الله- بتواضعه الجم ّودماثة خلقه وحبّه لطلبة العلم وحكمته في الدعوة إلى الله -تعالى- وحرصه على تأليف القلوب وجمع الكلمة ووحدة الصفّ
  • كان الشيخ -رحمه الله- حافظًا متقنًا لكتاب الله -تعالى- حسن الصوت بتلاوته وعابدًا مجتهدًا كما امتاز الشيخ بجديته في طلب العلم وبحافظته القوية وطلاقة لسانه الظاهرة
  • تلقى الشيخ رحمه الله العلم على يد العلماء الكبار الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمهما الله والشيخ عبدالعزيز الشثري
بعد مسيرة حافلة بالعطاء العلمي والدعوي، فقدت المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي عالمًا جليلًا، أسهم بجهود كبيرة في خدمة العلم والإسلام والمسلمين؛ حيث توفي يوم الثلاثاء الماضي 1 من ربيع الآخر 1447هـ، الموافق 23 سبتمبر 2025م، ألا وهو سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ (المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء)، عن عمر ناهز الـ 82 عامًا، وأقيمت صلاة الجنازة على الشيخ -رحمه الله- في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض، كما أقيمت صلاة الغائب أيضًا في المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وجميع مساجد المملكة بعد صلاة العصر يوم الثلاثاء بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ -رحمه الله- هو ثالث مفتٍ في تاريخ السعودية بعد الشيخ: محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز-رحمهما الله-.
نسبه ونشأته
هو عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب؛ سليل بيت مجدٍ وعلم وهدى، وحفيد إمام الدعوة المجدد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي -رحمه الله-؛ الذي أطلق على أسرته المباركة (آل الشيخ) ولا ينصرف هذا اللقب عند الإطلاق إلا عليهم؛ ووريث علم المدرسة العريقة النجدية الحنبلية السلفية؛ وشيخ مشايخها بعد سماحة الشيخ ابن باز، رحم الله الجميع.
لقاء بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسماحة المفتي -رحمه الله-
طلبه للعلم ومشايخه
قرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله - (مفتي السعودية السابق) كتاب التوحيد والأصول الثلاثة والأربعين النووية وذلك من عام: (1374هـ حتى عام 1380هـ)، كما قرأ على الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله - (مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء) الفرائض في عام: (1377هـ وعام:1380هـ)، وقرأ على الشيخ عبدالعزيز بن صالح المرشد -رحمه الله - الفرائض والنحو والتوحيد وذلك في عام: (1379هـ)، وفي عام: (1375هـ و1376هـ) قرأ على الشيخ عبدالعزيز الشثري عمدة الأحكام وزاد المستقنع. وفي عام: (1374هـ) التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، ثم تخرج فيه، والتحق بكلية الشريعة بالرياض عام: (1380هـ) وحصل على شهادة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية منها وذلك في العام الجامعي: (1383 / 1384هـ)، ثم عين مدرسا في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض من عام: (1384هـ) حتى عام: (1392هـ)، وانتقل إلى كلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ حيث كان يعمل أستاذًا مشاركا فيها، وفضلا عن التدريس فيها كان يشرف على رسائل الماجستير والدكتوراة ويناقشها، في كل من: كلية الشريعة، وأصول الدين، والمعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكلية الشريعة التابعة لجامعة أم القرى بمكة المكرمة، والتدريس بالمعهد العالي للقضاء بالرياض، والعضوية والمشاركة بالمجالس العلمية بالجامعة.
حياته المهنية
في عام: (1384هـ - 1965م)، عُيِّن الشيخ آل الشيخ -رحمه الله- مدرسًا في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، واستمر فيه ثماني سنوات، قبل أن ينتقل إلى كلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ليعمل فيها أستاذًا مساعدًا عام: (1399هـ - 1979م)، ثم أستاذًا مشاركًا عام: (1400هـ -1980م)، إضافةً إلى التدريس بالمعهد العالي للقضاء بالرياض، كما أصبح عضوًا في مجالس علمية عدة للجامعات السعودية.
مناصبه الرسمية
تولى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- الإمامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بدخنة بالرياض، بعد وفاة محمد بن إبراهيم -رحمه الله- عام: (1389هـ -1969م)، ثم إمامة الجمعة في مسجد الشيخ: عبدالله بن عبداللطيف في العام الذي يليه، ثم انتقل إلى إمامة جامع الإمام تركي بن عبدالله، وفي عام: (1402هـ - 1982م)، عيِّن الشيخ -رحمه الله- إمامًا وخطيبًا بمسجد نمرة بعرفة، وعضوًا في هيئة كبار العلماء عام: (1407هـ -1987م)، وفي عام: (1412هـ-1991م)، أصبح عضوًا متفرِّغًا في اللجنة لدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمرتبة الممتازة، كما صدر أمر ملكي عام: (1416هـ - 1995م) بتعيينه نائبًا للمفتي العام للمملكة بالمرتبة الممتازة، ثم صدر أمر ملكي بتعيينه مفتيًا عامًّا للمملكة ورئيسًا لهيئة كبار العلماء، ورئيسًا للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير بتاريخ: (29 محرم 1420هـ - 14 مايو 1999م)، بعد وفاة المفتي السابق الشيخ: عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-.
سماحة المفتي -رحمه الله- يؤم المصلين
مؤلفاته وكتبه
للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- مؤلفات عدة في الأحكام الفقهية والعقائد والفتاوى، وغيرها من العلوم الشرعية، منها: كتاب الله -عزوجل- ومكانته العظيمة، وحقيقة شهادة أن محمدًا رسول الله، والجامع لخطب عرفة، إضافةً إلى عدد من الكتب المتخصصة بالفتاوى التي أجاب عنها الشيخ في برنامج الإفتاء (نور على الدرب)، ومن أبرزها: كتاب: من فتاوى العقيدة، ومن فتاوى الطهارة والصلاة، ومن أحكام وفتاوى الزكاة، ومن فتاوى الصيام، ومن فتاوى الحج، ومن فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ومن رسائل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، وفتاوى نور على الدرب (كتاب العقيدة)، وفتاوى نور على الدرب (كتاب الطهارة والصلاة).
حوار بين سماحة المفتي - رحمه الله- وصاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان
صفاته ومآثره
كان الشيخ -رحمه الله- حافظًا متقنًا لكتاب الله -تعالى-، حسن الصوت بتلاوته، وعابدًا مجتهدًا، ومما يروى عن الشيخ بإكبار وإجلال، مواظبته الشديدة على إمامة المساجد التي كلف بها، وقد يمكث في المسجد لأداء صلوات متوالية ولا يرجع لمنزله إلّا بعد أداء الأمانة كاملة، حتى لو وصل بين عمله الرسمي وإمامته دون رجوع لبيته، وحتى لو تناول طعامه أو إفطاره الرمضاني في الجامع بعيدا عن منزله، وهذه خصلة عزيزة نادرة، حتى أنه يجدول سفره وعودته بما يكون في صالح محرابه ومنبره قبل أي شيء آخر.
سماحة المفتي -رحمه الله- مناقشاً لإحدى الرسائل العلمية
جدّيته في طلب العلم
كما امتاز الشيخ بجديته في طلب العلم، وبحافظته القوية، وطلاقة لسانه الظاهرة، وبصوته الجهوري اللافت، ومن حرصه على طلب العلم تراه لا يأنف من الاستماع لشروحات طلاب علم في سنه أو أصغر منه، ويعلن استفادته من الآخرين بلا مواربة، ويرجع للصواب حتى لو جاء من طلابه، ويحث طلبة العلم على طباعة الكتب ويتابعهم على ذلك، وفي نقاشه العلمي للرسائل الجامعية صرَّح بإعجابه ببعض ما وفق له الدارسون من معلومات أو أوجه نظر، ومن ذلك أنه استحسن من أحد الباحثين قوله: إن علم ابن سيرين من ثمار دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لخادمه أنس بن مالك - رضي الله عنه - بالبركة، كما عرف الشيخ -رحمه اللهُ- بتواضعه الجم ودماثة خلقه، وحبه لطلبة العلم، وحسن حكمته في الدعوة إلى الله -تعالى-، وحرصه على تأليف القلوب، وجمع الكلمة ووحدة الصف، والنهي عن الفرقة والاختلاف.
سماحة المفتي -رحمه الله- في مكتبه يطلع على أحد الكتب
موقفه -رحمه الله- من الإرهاب
عّرف عن الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- موقفه الثابت المُناهض للإرهاب؛ حيث أصدر فتاوى تُحرِّم الإرهاب، معتبرًا إياه جريمة تستهدف الإفساد بزعزعة الأمن، والجناية على الأنفس والأموال والممتلكات الخاصة والعامة، كتفجير المساكن والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور، وتفجير الطائرات أو خطفها والموارد العامة للدولة كأنابيب النفط والغاز، ونحو ذلك من أعمال الإفساد والتخريب المحرمة شرعًا. وتمثلت مواقفه في مواجهة الإرهاب فيما يلي:
  • رفض التفجيرات الانتحارية: أصدر آل الشيخ فتوى تُحرِّم التفجيرات الانتحارية، سواءً في المساجد أو أماكن تجمع المسلمين، ووصفها بأنها انتحار وقتل للنفس المحرمة شرعًا.
  • محاربة الجماعات الإرهابية: دعا الشيخ إلى محاربة الجماعات الإرهابية التي تحمل الفكر المتطرف، ووصفها بأنها «خوارج العصر» الذين يُشوهون الإسلام ويسفكون دماء المسلمين.
  • رفض الإرهاب الطائفي: أدان الشيخ الإرهاب الطائفي، مؤكدًا أن الإرهاب ظاهرة تضرّ بالإسلام والمسلمين وتؤدي إلى تفرقة الصفوف.
  • الحث على الوحدة والاتفاق: دعا الشيخ إلى وحدة الأمة الإسلامية وتنبيه المسلمين لخطورة الإرهاب على مجتمعاتهم، مؤكدًا أن الإرهاب يضرب المسلمين قبل أن يضرب غيرهم.
سماحة المفتي -رحمه الله- مع الشيخ عبدالكريم الخضير - حفظه الله -
خطيب يوم عرفة
إن مما تميز به الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- أنه كان من أكثر علماء المملكة وقوفًا على المنبر في مسجد نمرة؛ حيث بدأ بالخطابة في مسجد نمرة من عام: 1400هـ إلى عام: 1436هـ، وتصل عدد الخطب التي خطبها في عرفة إلى 34 خطبة.
صاحب السمو يعزي في الفقيد رحمه الله
بعث حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- ببرقية تعزية إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، عبر فيها سموه -حفظه الله- عن خالص تعازيه وصادق مواساته؛ بوفاة المغفور له -بإذن الله تعالى- المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، مستذكرا سموه -رعاه الله- مناقب الفقيد وأعماله الخيرية طيلة مسيرته المباركة، وما قدمه من إسهامات جليلة لديننا الإسلامي الحنيف خدمة للمسلمين جمعاء، سائلا سموه المولى -تعالى- أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يبلغه درجات الأبرار، ويلحقه بالصالحين، ويلهم الجميع جميل الصبر وحسن العزاء.
صاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان يصلي الجنازه على سماحة المفتي - رحمه الله -
سيرة والدة سماحة المفتي وأثرها في حياته
  • كان وراء الشيخ رحمه الله أمًا فاضلة نذرت حياتها لتربيته فغرسـت فيه الطموح وربّته على الجد والاجتهاد حتى خرج للأمة علمًا بارزًا وركنًا راسخًا في ميادين الفتوى والإصلاح وما ذلك إلا شاهد على عِظم دور الأم في صناعة الأجيال وبناء الرجال
  • توفيت والدة الشيخ عام 1436هـ وقد عُرفت بالعبادة والحرص على الحج حيث حجّت أربعين حجة وكانت تعتكف طوال شهر رمضان في مكة ولا تعود إلا بعد أن تصلي العيد في الحرم
ومما كتبه الشيخ: فهد بن سعد بن ثلاب القباني في هذا المقام قائلاً: لابد أن نتوقف عند السيرة العطرة لوالدة سماحة الشيخ: عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- المرأة الصالحة: سارة بنت إبراهيم الجهيمي القباني السهلي -رحمها الله- التي كان لها الفضل الكبير -بعد الله- في تربية سماحته على طلب العلم منذ نعومة أظفاره، فقد تُوفي والده وهو ابن تسع سنوات، فنهضت بأعباء التربية ورعاية أبنائها، وقد ذكر حفيدها د. هشام بن عبدالملك آل الشيخ في كتابه: «ملح العلماء» نماذج من حرصها على تنشئة ابنها عبدالعزيز؛ إذ كانت تبث فيه الطموح وتدعمه منذ صغره. وذكر المؤلف أنه حين رآه عمه صغيرًا يصعد منبر الجامع الكبير ليلقي خطبة الأطفال ذهب به لأمه غاضبًا وقال: إن ابنك يلعب في المسجد، فقالت قولتها المشهورة: -أسأل الله أن يحييك حتى تصلي خلفه في الجامع الكبير-، وقد تحققت دعوتها، فصار المفتي إمامًا وخطيبًا يصلي الناس خلفه، ومنهم عمه -رحمهم الله-. كما كانت -رحمها الله- حريصة على أخذه لمسجد الأمير ناصر في الرياض لأداء صلاة الفجر لسنوات طويلة، وتنتظره حتى يفرغ من الصلاة وتعود به، مما يدل على عظيم عنايتها به، وفي شبابه لما أصيب ببصره لم تدخر وسعًا في البحث عن علاج، حتى عرضت على الطبيب السويسري أن يأخذ عينها لتُزرع لابنها، لكن الطبيب أكد لها استحالة ذلك. لقد ودّعنا سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ - رحمه الله - غير أننا ونحن نذكر سيرته نستحضر أن وراء هذا الرجل العظيم أما فاضلة، نذرت حياتها لتربيته، فغرسـت فيه الطموح، وربّته على الجد والاجتهاد، حتى خرج للأمة علمًا بارزًا وركنًا راسخًا في ميادين الفتوى والإصلاح، وما ذلك إلا شاهد على عِظم دور الأم في صناعة الأجيال وبناء الرجال؛ فهي المدرسة الأولى، ومهندسة القيم، وصانعة الطموح. وإذا كان العلماء قناديل هداية، فإن الأمهات هنّ اليد الخفية التي تُشعل هذه القناديل وتبقيها مضيئة، وقد توفاها الله عام 1436هـ بعد أن بلغت المئة من عمرها، وقد عُرفت بالعبادة والحرص على الحج؛ حيث حجّت أربعين حجة، وكانت تعتكف طوال شهر رمضان في مكة ولا تعود إلا بعد أن تصلي العيد في الحرم.
سماحة المفتي -رحمه الله- مع الشيخ عبدالرحمن السديس - رحمه الله -
لقاء وفد التراث بسماحة المفتي رحمه الله
  • سماحة المفتي آل الشيخ: جمعية إحياء التراث الإسلامي تعنى بنشر تراث المسلمين عبر طباعة كتب سلف الأمة من السنة النبوية والفقه والعقيدة الصحيــحـة وتـوزيـعـهـا بين النـــاس وترجمتهـا وهذا من أفضل الأعمال فإن هذا ميراث عظيم
  • وصية آل الشيخ لشباب التراث: أوصيكم بالدعوة إلى الله ونشر الفضيلة وتبيان محاسن هذا الدين وأخلاقه الفاضلة والدعوة إليه بالحكمة والعلم والبصيرة ليستنير الجاهل ويستنبه الغافل ويرجع المخالف للحق
في إطار جهودها العلمية والدعوية والتواصل مع العلماء والمشايخ، زار وفد من جمعية إحياء التراث الإسلامي - فرع العارضية سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -رحمه الله- في شهر مارس عام 2012، ضمن رحلتها العلمية السادسة إلى الرياض؛ للالتقاء بالعلماء والمشايخ الذي كان منهم سماحة المفتي الشيخ: عبد العزيز آل الشيخ -رحمه الله-. وقد دار حوار مطول مع الشيخ -رحمه الله- وأشاد آل الشيخ -رحمه الله- خلال هذا اللقاء بجهود جمعية إحياء التراث الإسلامي في الدعوة إلى الخير والدفاع عن الشريعة والسير على مذهب السلف الصالح، وطباعة كتب علماء السلف وتوزيعها قائلاً: أيها الإخوة في جمعية إحياء التراث، أحييكم وأقدر زيارتكم لنا في هذه الديار المباركة، وفي الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد، وبعد فإن جمعية إحياء التراث الإسلامي تعنى بنشر تراث المسلمين، عبر طباعة كتب سلف الأمة، من السنة النبوية، والفقه، والعقيدة الصحيحة، وتوزيعها بين الناس وترجمتها، وهذا من أفضل الأعمال، فإن هذا ميراث عظيم، وميراث شريف؛ فالأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ منه فقد أخذ بحظ وافر.
إمام المسجد الكبير فهد واصل المطيري مع سماحة المفتي -رحمه الله-
نشر الكتب القيمة
وأضاف الشيخ، ولا شك أن نشر هذه الكتب القيمة من مؤلفي سلف الأمة وخيارها، الذين خدموا الدين، واجتهدوا وجدوا في توضيحه والدفاع عنه، والدعوة إلى الخير، والسير على منهج السلف الصالح، وتبين هذا للناس من أعظم الأعمال، ولا سيما في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الأوراق، والتبس فيه الحق بالباطل، وكثر فيه دعاة الفتن والضلالة، وتنوعت أساليبهم؛ حيث كلها تعادي هذه الشريعة، وقد رأينا من هذه الجمعية نشاطا عظيما في هذا الشأن.
رئيس الهيئة الإدارية لفرع الجهراء د. فرحان عبيد الشمري في زيارة لسماحة المفتي -رحمه الله-
وصية لشباب التراث
ثم أوصى الشيخ -رحمه الله- شباب الجمعية قائلاً: أوصيكم بالدعوة إلى الله ونشر الفضيلة، وتبيان محاسن هذا الدين وأخلاقه الفاضلة، والدعوة إليه بالحكمة والعلم والبصيرة، ليستنير الجاهل، ويستنبه الغافل، ويرجع المخالف للحق -بإذن الله-؛ فإن الدعوة إلى الله والاستمرار فيها ومواصلة الأعمال الخيرية والصالحة يجب أن يكون حال المسلم على الدوام، ومن وفقه الله لأن تكون حياته في الدعوة إلى الله والذب عن هذا الدين ونشر محاسنه، فلا شك أن حياته حياة خيرة، وحياة سعيدة، فمن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل من تبعه إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا؛ لأن هذه الدرجة من الخيرية يستفيد منها المدعو ومن اقتدى به ومن اهتدى به.
ثناؤه على جمعية إحياء التراث
كان لسماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- موقف مميز من جمعية إحياء التراث الإسلامي؛ حيث أثنى -رحمه الله- على جهود الجمعية وإصداراتها، وقد أرسل رسالة لرئيس الجمعية الشيخ طارق العيسى جاء فيها: من عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، إلى حضرة الأخ المكرم: طارق بن سامي العيسى رئيس مجلس الإدارة الجمعية إحياء التراث الإسلامي سلمه الله، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد، فقد وصلني كتابكم الكريم رقم 1134 في: 11/8/1421هـ، وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق وأشكركم على إهدائي نسخة من المجاميع الخمسة الأولى من مكتبة طالب العلم التي تقوم الجمعية بطبعها وتوزيعها على طلبة العلم، وفقكم الله، وبارك في جهودكم، وشكر سعيكم ونفع بإصدارات الجمعية، ورزق الجميع الفقه في الدين والثبات عليه إنه خير مسئول. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بيان إحياء التراث للتعزية بوفاة سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ
أصدرت جمعية احياء التراث الاسلامي بيانا وتعزية بوفاة سماحة مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ: عبدالعزيز آل الشيخ - يرحمه الله - جاء فيه «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى! تلقت جمعية إحياء التراث الإسلامي نبأ وفاة سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ (المفتي العام للمملكة العربية السعودية ور ئيس هيئة كبار العلماء)، - يرحمه الله - الذي كان علمًا من أعلام الأمة، ومرجعًا في الفتوى، ومستشارًا أمينا لولاة الأمر، وقد كرّس حياته في خدمة الدين، ونشر العلم الشرعي، والدعوة إلى الوسطية والاعتدال، والدفاع عن ثوابت الشريعة الإسلامية».
وجاء في البيان أيضًا: «إن الامة الإسلامية قد فقدت بوفاته عالماً جليلاً، وقلبًا رحيمًا، وصوتًا حكيمًا، عمل لسنوات طويلة على بيان أحكام الشريعة وتوجيه الناس إلى ما فيه الخير والصلاح؛ فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجعل ما قدمه من علم وعمل في ميزان حسناته، وإن جمعية إحياء التراث الإسلامي؛ إذ تشاطر المملكة العربية السعودية بقيادتها وعلمائها وشعبها الكريم، والأمة الإسلامية هذا المصاب الجلل، لتتقدم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله- بخالص العزاء والمواساة، سائلين المولى -عز وجل- أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان».
الديوان الملكي السعودي ينعى المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء
  • الديوان الملكي السعودي :
المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي فقدوا بوفاته عالمًا جليلًا، أسهم بجهود كبيرة في خدمة العلم والإسلام والمسلمين أصدر الديوان الملكي السعودي، بيانًا نعى فيه سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، ورئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، وجاء في بيان الديوان: إن المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي فقدوا بوفاته عالمًا جليلًا، أسهم بجهود كبيرة في خدمة العلم والإسلام والمسلمين، تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته، وأسكنه فسيح جناته، إنه سميع مجيب، إنا لله وإنا إليه راجعون.
تعزية الدعوة السلفية بمصر في وفاة سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله
  • الدعوة السلفية بمصر : نسأل الله أن يتقبَّل من الشيخ سعيه وبذله في نشر العلم والسُّنة والعقيدة الصحيحة، وأن يجمعه بجده الأكبر الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في جنات النعيم؛ هو وشيوخه الذين درس على أيديهم
أصدرت الدعوة السلفية بمصر بيان تعزية في وفاة سماحة الشيخ: عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية ‏السعودية -رحمه الله-‏ جاء فيه: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فتتقدَّم الدعوة السلفية بخالص العزاء للأمة العربية والإسلامية عامة، وللمملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا، ولأسرة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وتلامذته ومحبيه في وفاته -رحمه الله تعالى، وأسكنه فسيح جناته-: «فلله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل ‌مُسَمًّى»؛ فلتصبروا ولتحتسبوا، ونسأل الله أن يتقبَّل من الشيخ سعيه وبذله في نشر العلم والسُّنة والعقيدة الصحيحة، وأن يجمعه بجده الأكبر الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في جنات النعيم؛ هو وشيوخه الذين درس على أيديهم: كالشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمهما الله-، فقد شغل -رحمه الله- منصب الإفتاء بالمملكة منذ عام 1420 هـ، كما كان -رحمه الله- رئيسًا لهيئة كبار العلماء، وظل خطيبًا لمسجد نمرة مدة 35 سنة، وكم انتفع المسلمون بخطبته الجامعة يوم عرفات؛ لما كانت تحتويه من النصائح النافعة. وله العديد من المؤلفات والمساهمات العلمية التي انتفع بها المسلمون حول العالم، فاللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه، واكتب درجته في عليين، واحشره مع النبيين والشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا.


اعداد: وائل رمضان









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.60 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]