|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() بعد مسيرة حافلة بالعلم والدعوة والإفتاء .. سماحة المفتي في ذمة الله
بعد مسيرة حافلة بالعطاء العلمي والدعوي، فقدت المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي عالمًا جليلًا، أسهم بجهود كبيرة في خدمة العلم والإسلام والمسلمين؛ حيث توفي يوم الثلاثاء الماضي 1 من ربيع الآخر 1447هـ، الموافق 23 سبتمبر 2025م، ألا وهو سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ (المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء)، عن عمر ناهز الـ 82 عامًا، وأقيمت صلاة الجنازة على الشيخ -رحمه الله- في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض، كما أقيمت صلاة الغائب أيضًا في المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وجميع مساجد المملكة بعد صلاة العصر يوم الثلاثاء بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ -رحمه الله- هو ثالث مفتٍ في تاريخ السعودية بعد الشيخ: محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز-رحمهما الله-. نسبه ونشأته هو عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب؛ سليل بيت مجدٍ وعلم وهدى، وحفيد إمام الدعوة المجدد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي -رحمه الله-؛ الذي أطلق على أسرته المباركة (آل الشيخ) ولا ينصرف هذا اللقب عند الإطلاق إلا عليهم؛ ووريث علم المدرسة العريقة النجدية الحنبلية السلفية؛ وشيخ مشايخها بعد سماحة الشيخ ابن باز، رحم الله الجميع. ![]() لقاء بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسماحة المفتي -رحمه الله- طلبه للعلم ومشايخه قرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله - (مفتي السعودية السابق) كتاب التوحيد والأصول الثلاثة والأربعين النووية وذلك من عام: (1374هـ حتى عام 1380هـ)، كما قرأ على الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله - (مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء) الفرائض في عام: (1377هـ وعام:1380هـ)، وقرأ على الشيخ عبدالعزيز بن صالح المرشد -رحمه الله - الفرائض والنحو والتوحيد وذلك في عام: (1379هـ)، وفي عام: (1375هـ و1376هـ) قرأ على الشيخ عبدالعزيز الشثري عمدة الأحكام وزاد المستقنع. وفي عام: (1374هـ) التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، ثم تخرج فيه، والتحق بكلية الشريعة بالرياض عام: (1380هـ) وحصل على شهادة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية منها وذلك في العام الجامعي: (1383 / 1384هـ)، ثم عين مدرسا في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض من عام: (1384هـ) حتى عام: (1392هـ)، وانتقل إلى كلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ حيث كان يعمل أستاذًا مشاركا فيها، وفضلا عن التدريس فيها كان يشرف على رسائل الماجستير والدكتوراة ويناقشها، في كل من: كلية الشريعة، وأصول الدين، والمعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكلية الشريعة التابعة لجامعة أم القرى بمكة المكرمة، والتدريس بالمعهد العالي للقضاء بالرياض، والعضوية والمشاركة بالمجالس العلمية بالجامعة. حياته المهنية في عام: (1384هـ - 1965م)، عُيِّن الشيخ آل الشيخ -رحمه الله- مدرسًا في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، واستمر فيه ثماني سنوات، قبل أن ينتقل إلى كلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ليعمل فيها أستاذًا مساعدًا عام: (1399هـ - 1979م)، ثم أستاذًا مشاركًا عام: (1400هـ -1980م)، إضافةً إلى التدريس بالمعهد العالي للقضاء بالرياض، كما أصبح عضوًا في مجالس علمية عدة للجامعات السعودية. مناصبه الرسمية تولى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- الإمامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بدخنة بالرياض، بعد وفاة محمد بن إبراهيم -رحمه الله- عام: (1389هـ -1969م)، ثم إمامة الجمعة في مسجد الشيخ: عبدالله بن عبداللطيف في العام الذي يليه، ثم انتقل إلى إمامة جامع الإمام تركي بن عبدالله، وفي عام: (1402هـ - 1982م)، عيِّن الشيخ -رحمه الله- إمامًا وخطيبًا بمسجد نمرة بعرفة، وعضوًا في هيئة كبار العلماء عام: (1407هـ -1987م)، وفي عام: (1412هـ-1991م)، أصبح عضوًا متفرِّغًا في اللجنة لدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمرتبة الممتازة، كما صدر أمر ملكي عام: (1416هـ - 1995م) بتعيينه نائبًا للمفتي العام للمملكة بالمرتبة الممتازة، ثم صدر أمر ملكي بتعيينه مفتيًا عامًّا للمملكة ورئيسًا لهيئة كبار العلماء، ورئيسًا للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير بتاريخ: (29 محرم 1420هـ - 14 مايو 1999م)، بعد وفاة المفتي السابق الشيخ: عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-. ![]() سماحة المفتي -رحمه الله- يؤم المصلين مؤلفاته وكتبه للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- مؤلفات عدة في الأحكام الفقهية والعقائد والفتاوى، وغيرها من العلوم الشرعية، منها: كتاب الله -عزوجل- ومكانته العظيمة، وحقيقة شهادة أن محمدًا رسول الله، والجامع لخطب عرفة، إضافةً إلى عدد من الكتب المتخصصة بالفتاوى التي أجاب عنها الشيخ في برنامج الإفتاء (نور على الدرب)، ومن أبرزها: كتاب: من فتاوى العقيدة، ومن فتاوى الطهارة والصلاة، ومن أحكام وفتاوى الزكاة، ومن فتاوى الصيام، ومن فتاوى الحج، ومن فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ومن رسائل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، وفتاوى نور على الدرب (كتاب العقيدة)، وفتاوى نور على الدرب (كتاب الطهارة والصلاة). ![]() حوار بين سماحة المفتي - رحمه الله- وصاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان صفاته ومآثره كان الشيخ -رحمه الله- حافظًا متقنًا لكتاب الله -تعالى-، حسن الصوت بتلاوته، وعابدًا مجتهدًا، ومما يروى عن الشيخ بإكبار وإجلال، مواظبته الشديدة على إمامة المساجد التي كلف بها، وقد يمكث في المسجد لأداء صلوات متوالية ولا يرجع لمنزله إلّا بعد أداء الأمانة كاملة، حتى لو وصل بين عمله الرسمي وإمامته دون رجوع لبيته، وحتى لو تناول طعامه أو إفطاره الرمضاني في الجامع بعيدا عن منزله، وهذه خصلة عزيزة نادرة، حتى أنه يجدول سفره وعودته بما يكون في صالح محرابه ومنبره قبل أي شيء آخر. ![]() سماحة المفتي -رحمه الله- مناقشاً لإحدى الرسائل العلمية جدّيته في طلب العلم كما امتاز الشيخ بجديته في طلب العلم، وبحافظته القوية، وطلاقة لسانه الظاهرة، وبصوته الجهوري اللافت، ومن حرصه على طلب العلم تراه لا يأنف من الاستماع لشروحات طلاب علم في سنه أو أصغر منه، ويعلن استفادته من الآخرين بلا مواربة، ويرجع للصواب حتى لو جاء من طلابه، ويحث طلبة العلم على طباعة الكتب ويتابعهم على ذلك، وفي نقاشه العلمي للرسائل الجامعية صرَّح بإعجابه ببعض ما وفق له الدارسون من معلومات أو أوجه نظر، ومن ذلك أنه استحسن من أحد الباحثين قوله: إن علم ابن سيرين من ثمار دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لخادمه أنس بن مالك - رضي الله عنه - بالبركة، كما عرف الشيخ -رحمه اللهُ- بتواضعه الجم ودماثة خلقه، وحبه لطلبة العلم، وحسن حكمته في الدعوة إلى الله -تعالى-، وحرصه على تأليف القلوب، وجمع الكلمة ووحدة الصف، والنهي عن الفرقة والاختلاف. ![]() سماحة المفتي -رحمه الله- في مكتبه يطلع على أحد الكتب موقفه -رحمه الله- من الإرهاب عّرف عن الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- موقفه الثابت المُناهض للإرهاب؛ حيث أصدر فتاوى تُحرِّم الإرهاب، معتبرًا إياه جريمة تستهدف الإفساد بزعزعة الأمن، والجناية على الأنفس والأموال والممتلكات الخاصة والعامة، كتفجير المساكن والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور، وتفجير الطائرات أو خطفها والموارد العامة للدولة كأنابيب النفط والغاز، ونحو ذلك من أعمال الإفساد والتخريب المحرمة شرعًا. وتمثلت مواقفه في مواجهة الإرهاب فيما يلي:
![]() سماحة المفتي -رحمه الله- مع الشيخ عبدالكريم الخضير - حفظه الله - خطيب يوم عرفة إن مما تميز به الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- أنه كان من أكثر علماء المملكة وقوفًا على المنبر في مسجد نمرة؛ حيث بدأ بالخطابة في مسجد نمرة من عام: 1400هـ إلى عام: 1436هـ، وتصل عدد الخطب التي خطبها في عرفة إلى 34 خطبة. ![]() صاحب السمو يعزي في الفقيد رحمه الله بعث حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- ببرقية تعزية إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، عبر فيها سموه -حفظه الله- عن خالص تعازيه وصادق مواساته؛ بوفاة المغفور له -بإذن الله تعالى- المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، مستذكرا سموه -رعاه الله- مناقب الفقيد وأعماله الخيرية طيلة مسيرته المباركة، وما قدمه من إسهامات جليلة لديننا الإسلامي الحنيف خدمة للمسلمين جمعاء، سائلا سموه المولى -تعالى- أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يبلغه درجات الأبرار، ويلحقه بالصالحين، ويلهم الجميع جميل الصبر وحسن العزاء. ![]() صاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان يصلي الجنازه على سماحة المفتي - رحمه الله - سيرة والدة سماحة المفتي وأثرها في حياته
![]() سماحة المفتي -رحمه الله- مع الشيخ عبدالرحمن السديس - رحمه الله - لقاء وفد التراث بسماحة المفتي رحمه الله
![]() إمام المسجد الكبير فهد واصل المطيري مع سماحة المفتي -رحمه الله- نشر الكتب القيمة وأضاف الشيخ، ولا شك أن نشر هذه الكتب القيمة من مؤلفي سلف الأمة وخيارها، الذين خدموا الدين، واجتهدوا وجدوا في توضيحه والدفاع عنه، والدعوة إلى الخير، والسير على منهج السلف الصالح، وتبين هذا للناس من أعظم الأعمال، ولا سيما في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الأوراق، والتبس فيه الحق بالباطل، وكثر فيه دعاة الفتن والضلالة، وتنوعت أساليبهم؛ حيث كلها تعادي هذه الشريعة، وقد رأينا من هذه الجمعية نشاطا عظيما في هذا الشأن. ![]() رئيس الهيئة الإدارية لفرع الجهراء د. فرحان عبيد الشمري في زيارة لسماحة المفتي -رحمه الله- وصية لشباب التراث ثم أوصى الشيخ -رحمه الله- شباب الجمعية قائلاً: أوصيكم بالدعوة إلى الله ونشر الفضيلة، وتبيان محاسن هذا الدين وأخلاقه الفاضلة، والدعوة إليه بالحكمة والعلم والبصيرة، ليستنير الجاهل، ويستنبه الغافل، ويرجع المخالف للحق -بإذن الله-؛ فإن الدعوة إلى الله والاستمرار فيها ومواصلة الأعمال الخيرية والصالحة يجب أن يكون حال المسلم على الدوام، ومن وفقه الله لأن تكون حياته في الدعوة إلى الله والذب عن هذا الدين ونشر محاسنه، فلا شك أن حياته حياة خيرة، وحياة سعيدة، فمن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل من تبعه إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا؛ لأن هذه الدرجة من الخيرية يستفيد منها المدعو ومن اقتدى به ومن اهتدى به. ![]() ثناؤه على جمعية إحياء التراث كان لسماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- موقف مميز من جمعية إحياء التراث الإسلامي؛ حيث أثنى -رحمه الله- على جهود الجمعية وإصداراتها، وقد أرسل رسالة لرئيس الجمعية الشيخ طارق العيسى جاء فيها: من عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، إلى حضرة الأخ المكرم: طارق بن سامي العيسى رئيس مجلس الإدارة الجمعية إحياء التراث الإسلامي سلمه الله، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد، فقد وصلني كتابكم الكريم رقم 1134 في: 11/8/1421هـ، وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق وأشكركم على إهدائي نسخة من المجاميع الخمسة الأولى من مكتبة طالب العلم التي تقوم الجمعية بطبعها وتوزيعها على طلبة العلم، وفقكم الله، وبارك في جهودكم، وشكر سعيكم ونفع بإصدارات الجمعية، ورزق الجميع الفقه في الدين والثبات عليه إنه خير مسئول. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ![]() بيان إحياء التراث للتعزية بوفاة سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أصدرت جمعية احياء التراث الاسلامي بيانا وتعزية بوفاة سماحة مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ: عبدالعزيز آل الشيخ - يرحمه الله - جاء فيه «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى! تلقت جمعية إحياء التراث الإسلامي نبأ وفاة سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ (المفتي العام للمملكة العربية السعودية ور ئيس هيئة كبار العلماء)، - يرحمه الله - الذي كان علمًا من أعلام الأمة، ومرجعًا في الفتوى، ومستشارًا أمينا لولاة الأمر، وقد كرّس حياته في خدمة الدين، ونشر العلم الشرعي، والدعوة إلى الوسطية والاعتدال، والدفاع عن ثوابت الشريعة الإسلامية». ![]() الديوان الملكي السعودي ينعى المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ![]()
تعزية الدعوة السلفية بمصر في وفاة سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله ![]()
اعداد: وائل رمضان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |