الخوارج تاريخ وعقيدة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 90 - عددالزوار : 16274 )           »          وقفات مع آية خسوف القمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1819 )           »          الأمل عبادة والثبات موقف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مختصر تاريخ تطور مدينة القاهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 121 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 27235 )           »          خطورة قول: ما رأيك في هذا الحكم الشرعي؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          خطورة الظن السيء بالعلماء الراسخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف تحمي الأسر العريقة أجيالها من الرفاهية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نزيف الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2025, 04:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,372
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الخوارج تاريخ وعقيدة

الخوارج تاريخ وعقيدة (11)


محمد فاروق الإمام

الجلندي بن مسعود أول الخارجين على الدولة العباسية


رأينا سابقا كيف أن الخوارج منذ أن فارقوا علي بن أي طالب رضي الله عنه أخذوا في تضخيم السخط على مخالفيهم والحث الشديد على محاربتهم وتضخيم خطاياهم، في كل مسألة ينادون بأعلى أصواتهم: لا حكم إلا لله لا لعلي ولا لبني أمية ولا لبني العباس ولا لأحد، الحرب، الحرب، لهذا فقلما يجتمع منهم جماعة إلا وسارعوا وأعلنوها حربا شعواء لا يمكن أن تنتهي إلا بمنتصر ومهزوم.
فقد خاضوا مع بني أمية كما تقدم حرباً لا هوادة فيها كلفوا أنفسهم خسائر ضخمة، وكلفوا الخلافة من الأنفس والأموال ما لو أنفق في الجهاد والفتوح لدان لهم أهل الأرض!
كما هو حالنا اليوم مع داعش التي أزهقت مئات الأرواح من شباب الجيش الحر في حربها عليهم لأنهم، في زعمها، مرتدون كفرة، إضافة لإزهاق أرواح المئات من عناصرها في تلك الحرب المجنونة من الأبرياء الذين جاؤوا لنصرة إخوانهم في سورية، ولو أن هؤلاء الدواعش آزروا الجيش الحر على المجرم بشار الأسد لما رأينا أنهار الدماء تجري في كل بقعة من الأرض السورية، ولما شاهدنا الخراب والدمار الذي حل بالمدن والبلدات والقرى السورية، ولما شاهدنا الملايين من المهجرين والنازحين السوريين!!
استمر الخوارج طوال عهد الدولة الأموية وهم في صراع حاد معها فأوهنوا قوتها وأوهنت قوتهم، وكانوا كالحسكة في حلق كل خليفة لا يخف ألمه إلا ليبدأ من جديد، وهكذا إلى أن غير الله الحال وانتهت الدولة الأموية برأسها؛ وخلفتها الدولة العباسية وما زال مرجل الخوارج يغلي ولكنه يغلي على بقية جمر كاد أن يصير رمادا، واختلف الخوارج أيام الدولة الأموية عن خوارج الدولة العباسية، فالخوارج على بني أمية كانوا أكثر جمعا وأشد بأسا، أما الخوارج على بني العباس فكانوا كما وصفهم أحمد أمين بقوله: "كان الخوارج في حالة الاحتضار وحركاتهم التي أتوا بها في العهد العباسي تشبه حركة المذبوح".
ومن هنا توالت عليهم الهزائم فلا يخرجون على خليفة إلا ورماهم بكل ما لديه من ثقل إلى أن أصبحوا في وضع لا يمكنهم فيه أن يلفتوا إليهم نظرا، فلا يخشى بأسهم ولا يحسب لقوتهم مثل ما كان لأسلافهم.
وكانت هذه الهزائم المتوالية للخوارج سببا في ضعف أمرهم وقلة شأنهم؛ فلم يعد لهم من القوة والقتال أثر في التاريخ كبير.
ولنبدأ الآن بذكر أشهر الخارجين على الدولة العباسية، وأول الخارجين كان الجلندي الذي خرج على أبي العباس السفاح، ويسمى الجلندي بن مسعود بن جيفر الأزدي، فقد أراد هو وأصحابه من أهل عُمان صد جيش الخلافة عن دخول بلادهم، وكان قائد جيش الخليفة أبي العباس السفاح، رجلا يسمى خازم بن خزيمة فالتقوا في الصحراء فاقتتلوا قتالا شديدا يوما كاملا، ثم استأنفوا القتال في اليوم الثاني في معركة لا تقل عن اليوم الأول، ثم هدأت الأمور قليلا ولكنهم استأنفوها على أشدها.
وقد فكر خازم في حيلة أشار بها عليه رجل من أهل الصغد وهي أن يجعل كل جندي على طرف سنانه مشاقة، وهي ما خلص من القطن والكتان والشعر، ويرووها بالنفط ثم يشعلوا فيها النيران ثم يقذفوها على بيوت الجلندي وأصحابه، وتمت هذه الفكرة بنجاح فاشتعلت النار في البيوت وكانت من خشب فاشتغل أصحاب الجلندي بإخراج أهلهم وأموالهم عن النار، وعندها مال عليهم جيش خازم يقتلونهم كيف شاءوا وانتهت المعركة بقتل عشرة آلاف منهم، ثم أخذت رؤوسهم وبعث بها إلى البصرة فمكثت أياما ثم بعث بها إلى الكوفة إلى أبي العباس.
وخرج بعد ذلك ملبد بن حرملة الشيباني على المنصور بناحية الجزيرة بالعراق، وكان فيه شجاعة شبيب ودهاؤه وخبرته بالحرب وأنواعها.
خرج إليه في أول الأمر ألف فارس من المرابطين في الجزيرة فهزمهم، ثم تتابعت الجيوش بعد ذلك على حربه فسارت إليه روابط الموصل فهزمهم، ثم سار إليه يزيد بن حاتم المهلبي فهزمه، وعجز الناس عنه فبعث إليه أبو جعفر المنصور مولاه المهلهل بن صفوان في ألفين من نخبة الجند فهزمهم، ثم وجه إليه آنذاك آخر خراسانيا يسمى نزارا فهزمهم، ثم وجه إليه صالح بن مشكان فهزمهم، ثم وجه إليه صالح بن صبيح فانهزم أيضا، ثم سار إليه حميد بن قحطبة فهزمه هو الآخر.
فأرهب الناس وأهمهم أمره، ثم وجه إليه أبو جعفر عبد العزيز بن عبد الرحمن وضم إليه زياد بن مشكان فانهزما أيضا، فبعث إليه المنصور خازم بن خزيمة في ثمانية آلف فدارت بينهم معركة قتل في نهايتها ملبد وأكثر جيشه وهرب من بقي منهم متسللين بأنفسهم.
وقد خرج على المنصور أيضا أهل المغرب بقيادة أبي حاتم الإباضي. ويسمى يعقوب بن حبيب، وكان عامل تلك الجهة، وهي طرابلس، يسمى الجنيد بن بشار فكتب إلى عمر بن حفص القائد العام لإفريقية يستمده فأمده بعسكر التقى مع الإباضية في معركة فانهزموا أمام أبي حاتم إلى قابس، فلحقهم وحاصرهم فيها، ثم حاصر القيروان وكثر أتباعه وضيق عليها الحصار مدة ثمانية أشهر حتى أكلوا دوابهم وكلابهم.
وفي هذه الأثناء جاءهم الخبر بوصول عمر بن حفص فاستبشروا وجاء عمر حتى نزل مكانا يسمى الهريش، فلما علم أبو حاتم ترك حصار القيروان وحول جمعه لملاقاة عمر، فلما علم بهم عمر، وكان في سبعمائة فارس ذهب إلى تونس فتبعه البربر فعاد إلى القيروان مسرعا وأدخل إليها كل ما يلزم من دواب وطعام وغير ذلك، فجاء أبو حاتم إلى القيروان وحاصرها كحصار المرة الأولى حتى أجهدها وكانوا في أثناء الحصار تحصل بينهم مناوشات غير مجدية، وهنا عزم عمر على منازلتهم كيفما كانت النتيجة ثم التحم معهم في معركة قتل فيها، فقام بالأمر بعده أخوه لأمه حميد بن صخر فوادع الثائرين ريثما يجيء مدد الخليفة المكون من ستين ألفا على رأسهم يزيد بن حاتم بن قتيبة بن المهلب، ثم حصلت حروب عدة قضي فيها على تلك الحركات جميعها في معارك بلغت 375 معركة فيما قيل.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-08-2025, 05:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,372
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الخوارج تاريخ وعقيدة

الخوارج تاريخ وعقيدة (16)


محمد فاروق الإمام



الحالة الاجتماعية للخوارج


هذه الصفات المتناقضة عند الخوارج تدفعنا إلى الاعتقاد - والله أعلم - إلى أن جل الخوارج كانوا من الأعراب، وهؤلاء كانوا في فقر مدقع قبيل الإسلام. ولما جاء الإسلام لم تتحسن أحوالهم المادية، ولم تتأثر طبيعتهم الجلفة القاسية - لابتعادهم عن رقة ونعومة وطراوة ولين الحاضرة - بالحياة التي اكتسبها أقرانهم من خلال احتكاكهم بالأمم المتمدينة، كما لم تتحسن ظروفهم المعيشية، ونجد أن الإسلام أصاب شغاف قلوبهم دون عقولهم مما أدى إلى سذاجة التفكير وضيق في الأفق والتصور والتحليل وإعمال العقل، وبعد عن التعمق في الدين وعلومه، فتكونت نفوسهم على الإيمان والتعصب، في نطاق عقول متهورة مندفعة لأنها تربت على قساوة البادية ولم تعرف إلا الصحراء. وكانت في نفس الوقت زاهدة، فإن عيونهم لم تر غير الرمال وبيوت الشعر والنوق والخيل والسيف، ولهذا نراها قد انصرفت عن الشهوات المادية وملاذ هذه الحياة، واتجهت بكليتها تفكيراً وأحاسيس إلى نعيم الآخرة.
ولقد كانت هذه الحياة التي يعيشونها في بيدائهم دافعة لهم على الخشونة والقسوة والعنف، إذ النفس صورة لما تألف، ولو أنهم عاشوا حياة رافهة فاكهة في نعيم، أو في نوع منه لخفف ذلك من عنفهم وألان صلابتهم، ورطب شدتهم.
ومثال على ما سبق ذكره هذه القصة القصيرة: "خرج رجل على عبيد الله بن زياد، يقال له أبا الخير، وكان من أهل البأس والفروسية والنجدة، وكان على رأس الخوارج، فدعاه ابن زياد، وولاه بعض ولاياته، وأعطاه أربعة آلاف درهم كل شهر، وجعل عمالته في كل سنة مئة ألف، فكان أبو الخير يقول: ما رأيت شيئا خيراً من لزوم الطاعة والتقلب بين أظهر الجماعة، فلم يزل واليا حتى أنكر فيه زياد شيئا، فتنمر لزياد فحبسه، فلم يخرج من محبسه حتى مات".
وهكذا نجد كيف أن النعمة قد ألانت من طباع هذا الخارجي، وهذبت نفسه وجعلته سمحاً رقيقاً بعد أن كان قاسياً متعصباً وعنيفا.
إضافة إلى ما تقدم من الأمور - التي دفعت الخوارج على الخروج والتمرد على الإمام - فإن هناك أمراً لا يجوز إغفاله، وقد يكون من أهم الأمور التي حفزتهم للخروج، فقد كانوا يحسدون قريشاً على استيلائهم على الخلافة واستبدادهم بها دون الناس، والدليل على ذلك أن أكثرهم من القبائل الربعية – بني ربيعة - التي قامت بينها وبين القبائل المضرية الكثير من الحروب والنزاعات التي خفف الإسلام من حدتها، ولم يذهب بكل غلوائها، بل بقيت آثارها الكثيرة متمكنة من نفوسهم.
وقد تظهر في الآراء والمذاهب من حيث لا يشعر المعتنق للمذهب الآخذ بالرأي، وأن الإنسان قد يسيطر على نفسه هوى يدفعه إلى فكرة معينة يخيل إليه أن الإخلاص رائده، والعقل وحده يهديه، وهذا أمر واضح في مجريات الحياة كلها، فالإنسان ينفر من كل فكرة اقترنت بما يؤلمه. وعلى هذا فلنتصور أن الخوارج، وأكثرهم ربعيون، لم يستسيغوا أن يروا الخلفاء من مضر، مما دفعهم حسدهم، إضافة إلى ترسبات الماضي، لينفروا من حكمهم ويتجهوا في تفكيرهم نحو الخلافة تحت ظل هذا النفور من حيث لا يشعرون، وظنوا أن ما يقولونه هو محض الدين، وأنه لا دافع لهم إلا الإخلاص لدينهم.
لقد كان الخوارج أكثرهم من العرب، وبينهم قلة من الموالي، مع أن آراءهم في الخلافة من شأنها أن تجعل للموالي الحق في أن يكونوا خلفاء عندما تتوافر شروطها، فقد كان الخوارج لا يقصرون الخلافة على العرب، ولا على جنس من الأجناس، أو فريق من الناس. والسبب في نفور الموالي من مذهبهم أنهم هم أنفسهم مع هذه الآراء، ينفرون من الموالي، ويتعصبون ضدهم، فهذا المختار بن أبي عبيد الثقفي عندما استتب له الأمر في الكوفة أخذ يقرب العرب ويشيح عن الموالي حتى أثار ريبتهم ودفع أبا عمرة رئيسهم - وكان من الموالي - ليلفت نظر المختار وهو يقرب العرب ويشيح عن الموالي، فأرضى المختار رئيس حرسه بقوله: بل هم مني وأنا منهم - يقصد الموالي - وروى ابن أبي الحديد أن رجلاً من الموالي خطب امرأة عربية من الخوارج فقالوا لها: فضحتنا… وربما لو تركوا تلك العصبية لتبعهم خلق كثير من الموالي.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 0 والزوار 19)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.87 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]