المرأة والأسرة - الصفحة 12 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334061 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #111  
قديم 04-06-2025, 11:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1264

الفرقان




المرأة وطلب العلم الشرعي
عندما تحرص المرأة المسلمة على طلب العلم الشرعي ابتغاء مرضاة الله -عز وجل-، فهي بذلك تزيل الجهل عن نفسها، وتحسن عبادتها لله -تعالى-، وتتعرف على أخواتها المسلمات، فمن هذه تتعلم السمت الحسن، ومن هذه تتعلم التواضع وحسن الخلق، وتتعلم كيف تحفظ كتاب الله، وكيف تستن بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلى غير ذلك من الفوائد والثمار التي تجنيها المسلمة من لزوم حضور درس العلم، أليس درس العلم وجلسات حفظ القرآن، وتلاوته، وتجويده هي التي قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم -: «لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده»؟
إن كثيراً من النساء اليوم لا يعلمن من الدين إلا القليل، فهي تتعثر في تلاوة القرآن، ولا تعرف فقه الصيام، وتتخبط في أحكام العمرة والحج إن سافرت لتأديتها، إلى غير ذلك من أبواب العبادات والمعاملات، وعلاج ذلك إنما هو العلم، إما بالقراءة، أو سماع الشريط الإسلامي، أو حضور دروس العلم؛ لذلك فعلى المرأة المسلمة أن تأخذ بحظ وافر من العلم الشرعي؛ انطلاقًا من قوله -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه:114)، وقوله -تعالى- أيضًا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (الزمر:9)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين»، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
تربية الأبناء على الصدق
من الأمور التي ينبغي على الآباء أن يربوا أبناءهم عليها الصدق، عن عبدالله بن عامر - رضي الله عنه - قال: دعتني أمي يومًا -ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا- فقالت: تعالَ أعطِك، فقال لها: «ما أردتِ أن تعطيه؟». قالت: أردتُ أن أعطيه تمرًا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «أما إنك لولم تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة»، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة».
إرشادات لضبط الميزانية
  • ابدئي بالأولويات،الأهم ثم المهم، الضروري فالحاجي، فالكمالي.
  • احذري الإفراط في المسلك الادخاري الموصل إلى منطقة التقتير والبخل والشح المنهي عنها!
  • كوني حكيمة في إنفاقك وصرفك واستهلاكك، وكوني معتدلة في أمورك كلها، فخير الأمور الوسط.
  • شجعي زوجك على إيجاد مصدر آخر للدخل أو عمل مشروع تجاري مهما كان عائده قليلاً.
  • خططي لنفسك وأسرتك ومصروفاتها وفق ميزانية معتدلة، مع مراعاة التنويع المنضبط والترفيه العادي والمتطلبات الأساسية.
  • استفيدي من تجارب الآخرين في مسائل الادخار، وإذا كانت متناسبة مع دخلك ووضعك الاجتماعي وأسرتك ومتطلباتك، فالحكمة ضالة المؤمن.
  • استعيني بالله -تعالى- ليهديك لأنسب الأمور وأرشد الأحوال وأعدل المسالك.
الأسرة وأهمية الادخار
تتأكد أهمية الادخار -ولا سيما في هذا العصر- وتغطية النفقات الطارئة والظروف المفاجأة، وسداد المستحقات المالية للآخرين، يقول -سبحانه مادحًا عباده المؤمنين بالقوام- {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان:67)، وفي هذه الآية إشارة أكيدة للاعتدال وأهميته في النفقات الاستهلاكية خصوصا، ويقول -تعالى ناهياً عباده عن الإسراف والتبذير-: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} (الأعراف:31) {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (الإسراء:26)، وفي هذه الآيات توجيه رباني بعدم المبالغة في الإنفاق.
حتى تكون إجازة أبنائنا مثمرة
ونحن على أبواب الإجازة الصيفية لأبنائنا الطلاب، علينا الالتفات إلى كيفية استغلالِها، وجعلها إجازةً مثمرةً، فالفراغ دون رقابة منّا وتخطيط يغوصُ بهم في بحار الفتن، وما أكثرَها هذه الأيامَ! فينبغي علينا مايلي:
1- الاجتماع بالأولاد لمناقشة أفكار الإجازة: اقتراحاتهم وأهدافهم ومهاراتهم.
2- ترسيخ مفهوم الإجازة الهادف والصحيح في عقولهم.
3- توجيههم لِحُسن إدارة الوقت، بربطه بمواعيد الصلاة في المسجد.
4- تشجيعهم على الالتحاق بالمراكز الشبابية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.
5- إقامة مسابقات منزلية لهم، تكسر رتابة الوقت، وتُثري فكرهم، وتوسِّع مداركهم.
6- منبر الأسرة: يختار كل منهم موضوعًا، ويحضره ويلقيه؛ للتدريب على الإلقاء.
7- تدريب الفتيات على بعض الأعمال المنزلية، مثل: الطبخ ورعاية الأطفال.
8- زيارة المتاحف والمراكز الثقافية.
أهمية طاعة الزوج
دل القرآن والسُنَّة على أنَّ للزوج حقا مؤكدًا على زوجته، وأن طاعته في المعروف، قربة من أعظم القربات، من ذلك قوله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم} (النساء:34)، وقد سُئِل -صلى الله عليه وسلم -: أيُّ النساءِ خَيْر؟ قال: «التي تَسُرُّه إِذا نَظَرَ، وتطيعُه إِذا أَمَرَ، ولا تخالِفُهُ في نفسها، ولا مالها بما يَكرهُ»، كما ورد أَنَّ امرأة أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَاجَةٍ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم -: «أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟ «قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟ قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، قَالَ: «فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ»، وقد اتفق العلماء على أنه ليس على المرأة- بعد حقِّ الله ورسوله- أوجَب من حقِّ الزوج، بل إذا تعارضت طاعته مع طاعة الأبوين، قُدِمت طاعته، كما جاء في السنة ما يدل على أن حق الزوج آكد على المرأة من التطوع بالصلاة والصيام؛ لأن حقه واجب، والقيام بالواجب مقدم على القيام بالتطوع.
اتق الله فينا !
لكم هو طلب يدل على رفعة من تقوله: «اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا من حلال، وإياك أن تدخل علينا الحرام! فإننا نصبر على نار الجوع، ولا نصبر على نار جهنم»، إنها الزوجة الراضية التي تساعد زوجها بما تملك من الرضا دونما سخط ولا ضجر، ففي كل صباح تذكره بهذه الكلمات الطيبات، فأي إنسان لا يقنع بقدر حاجته من الدنيا من زوجة طيبة أو زوج طيب لا سبيل إلى رضاه مهما أُوتي، فطالب الدنيا مثل شارب ماء البحر المالح، فكلما ازداد شربًا ازداد عطشًا وظمأ، وفي الحديث: «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب».
الاحترامُ المتبادَلُ بين الزوجينِ
الاحترامُ المتبادَلُ بين الزوجينِ كفيل بإزالة جوانبَ كثيرةٍ من الخلافاتِ الشخصية، ويجعلُ حياتَهما أيضًا هادئةً مستقرَّة، وهو سلوكٌ رفيعٌ، يُخَاطِب خلالَه كلٌّ من الزوجينِ شقَّه بطريقةٍ مهذَّبة، تَغِيب عنها الألفاظُ الجارحةُ، في أجواءٍ خاليةٍ من التوتُّر والمشاحنةِ، وقد خيَّم عليها احترامُ طبعِ الطرفِ الآخر، الذي تأصَّل به، وهذا الاحترام لا يمنع من الإشارةِ إلى الأخطاء التي تقع سواء من قولٍ أو فعلٍ، بطريقةٍ لطيفةٍ وبعيدةٍ عن التقريعِ أو اللومِ، مع إبداءِ الرغبة في إصلاحِ الشأن، وتهذيبِه على قدرِ المستطاع، مع توجيهِ النصحِ المَشُوبِ بالعطفِ، وعلينا ألا ننسى الفضلَ بيننا، فإن تذكَّر كلٌّ منا محاسنَ الآخرِ وفضائلَه، غَفَر له زلاتِه، فلينظر إذًا بعضُنا إلى بعضٍ بعينِ الرضا التي هي عن العيوبِ كليلةٌ، لا بعينِ السخطِ التي تُبدِي المساوئ.
دعوة باطلة!
الدعوة إلى المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، -كما تطرحها بعض التيارات النسوية الغربية-، تتجاهل الفروق الفطرية التي خلقها الله -تعالى- لحكمة يعلمها هو، فالله -عزوجل- خلق الذكر والأنثى وجعل لكل منهما خصائصه وأدواره التي تتكامل لتحقيق عمارة الأرض، قال -تعالى-: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} (آل عمران: 36)، وهذا الاختلاف ليس تفضيلاً لجنس على آخر، بل هو تنوع وتكامل يحقق التوازن في المجتمع.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #112  
قديم 04-06-2025, 11:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة



المرأة والأسرة – 1265

الفرقان





من سمات البيت المسلم وخصائصه
من أهم سمات البيت المسلم وخصائصه، صلاح الزوجين؛ فقد جعل الإسلام أول الأسس التي يقوم عليها البيت المسلم، صلاح أعمدته، فكان في مقدمة ذلك اختيارُ الزوجة ذاتِ الصلاحِ والدينِ؛ لأنها أهمُّ عوامل الإصلاح للبيت بعد الرجل، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاك».
وأرشدَ أولياءَ المرأة إلى اختيار الزوج الصالح، ذي الخُلقِ القويم، والدين المستقيم؛ فقال -صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ؛ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ»، وباجتماع الزوج الصالح، والزوجة الصالحة، يُبنى البيتُ الصالح بإذن الله -تعالى-: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} (الأعراف: 58).
ومن سمات البيت المسلم قيامه على الإيمان والعمل الصالح، فهو بيت قائم على الدين والتقى، تربط أفراده رابطة الإيمان: {والَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (الطور:21)، وهو متميز في إسلامه، يوالي ويحب في الله، ويعادي ويبغض في الله، أهله محافظون على الصلوات، ورجاله يسارعون لتأديتها في المساجد، {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}(البقرة:43)، وتقيم نساؤه الصلاة ويحافظن عليها في أوقاتها فهي عماد الدين.
وهو بيت قائم على ذكر الله -جلَّ وعلا-، فالذكر حصن للبيت من شياطين الجن ومن كل سوء، ولهذا شرع للمسلم أن يذكر الله عند دخول منزله، وعند خروجه، وعند الطعام، وعند الشراب، وعند النوم وعند الاستيقاظ، وعند البدء في الأعمال، وعند دخول الخلاء وعند الخروج منه، وعند ارتداء الملابس أو خلعها، ذكر في كل حال.
البيت المسلم قائم على العلم والعمل
فأفراده يعلّم بعضهم بعضا، وينصح بعضهم بعضا، وينبغي للأب أن يكون ذا علم وتقى؛ ليوجه الأبناء والبنات، ويحثهم على الآداب الشرعية، من آداب الطهارة، وأحكام الصلاة، وآداب الاستئذان، والحلال والحرام؛ حتى يكون البيت قائمًا على معرفة الحق والعمل به.
أثر المحبة على البيوت
قال الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: مما لا شك فيه أن البيت الذي تسوده المودة والمحبة والرأفة والتربية الإسلامية، يؤثر على الرجل فيكون بإذن الله موفقًا في أمره، ناجحًا في أي عمل يسعي إليه، من طلب علم أو كسب تجارة أو زراعة أو غير ذلك من أعمال.
خطورة التسرع في طلب الطلاق
ينبغي للزوجة عدم التسرُّع في طلب الطلاق؛ فقد تندم حين لا ينفع الندم: قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: النصيحة للزوجة ألا تتسرَّع في طلب الطلاق من الزوج، بل عليها أن تصبرَ وتتحمَّلَ المرة تِلْوَ الأخرى حتى إذا أيِسَتْ من الصلاح والإصلاح فلا بأس؛ لأن الله -تعالى- قد جعل لكل ضِيْقٍ فَرَجًا، أما كونها تتسرَّع وتريد من الزوج أن يكون على هواها في كل شيء، فلا ينبغي منها ذلك، وأكثر ما يقع هذا فيما إذا تزوَّج الزوج بزوجةٍ أخرى، فإنها حينئذٍ تُسارع إلى طلب الطلاق والإلحاح عليه، وتندم حين لا ينفع الندَمُ، فنصيحتي لها أن تصبر وتحتسب الأجْرَ من الله -عزوجل-.
الزوجان والتعاون على البر والتقوى
البيت المسلم بيت يتعاون أهله على البر والتقوى، وعلى طاعة الله، وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فأي ضعف في المرأة أو قصور في سلوكها، فإن الرجل الصالح يصحح الأوضاع، ويقوِّم ما اعوج من السلوك، ويبذل جهده لتوجيه المرأة، وإصلاح شأنها وإبعادها عن كل ما يخالف الشرع، وكذلك المرأة المسلمة، فهي متعاونة مع زوجها، عندما ترى نقصًا أو خللا فهي ذات نصح وتوجيه، وصبر وتحمل، ونصيحة للزوج وسعيًا في إنقاذه من عذاب الله، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّى مِنَ اللَّيْلِ فَإِذَا أَوْتَرَ قَالَ: «قُومِي فَأَوْتِرِي يَا عَائِشَة»، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ، نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى، نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ».
القراءة في البيوت والصلاة فيها
قال الشيخ العلامة ابن باز -رحمه الله-: القراءة في البيوت والصلاة فيها، من القربات، ومما يحبُّه الله -عزوجل-، وهي سبب من أسباب وجود البركة في البيت، ومن أسباب قلَّة الشياطين فيها؛ لأنها تنفر من سماع ذِكر الله، فهي تكره سماع الخير وتحبُّ سماع الشر، فكلما كان أهل البيت أكثر قراءةً للقرآن وأكثر مذاكرةً للأحاديث وأكثر ذكراً لله وتسبيحاً وتهليلاً، كانوا أسلم من الشياطين وأبعد عنها، وكلما كان البيت مملوءًا بالغفلة، وأسبابها من الأغاني والملاهي والقيل والقال، كان أقرب إلى وجود الشياطين المشجعة على الباطل.
تصدُّق المرأة من طعام بيتها
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة، كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئًا»، قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: هذه المسألة لها خمس أحوال:
الحال الأولى: أن يأذن لها بالصدقة، فهنا تتصدق.
الحال الثانية: أن يمنعها من الصدقة، فإن منعها، فإنه لا يحل لها أن تتصدق، حتى ولو كان بقية طعامهم.
الحال الثالثة: أن يغلب على ظنها إذنه بذلك وفرحه، فهنا تتصدق وإن لم تستأذنه، ولها أجر.
الحال الرابعة: أن يغلب على ظنها أنه يكره ذلك ويمنع منه، فلا تتصدق.
الحال الخامسة: أن تشك وتتردد في رضاه، فإنها لا تتصدق، لكن إذا كان يغلب على ظنها أنه يمنعها أو شكت، فلتستأذنه.
فوائد أداء النوافل في البيوت
قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: النوافل: الأفضل أن تكون في البيت، وذلك فيه فوائد:
  • أولاً: أن يعمر البيت بذكر الله، ولا يخلو البيت من ذكر الله.
  • ثانياً: أنه متى عمّر البيت بالذكر فإنه يكون مطردة للشياطين ومأوى للملائكة والخير.
  • ثالثاً: أنه يكون قدوة حسنة للزوجة، والصغار، ولأهله إذا رأوه يكثر من النوافل، اقتدوا به فأكثروا منها.
  • رابعاً تعليم الأهل كيفية الصلاة فقد يكون بعض الأولاد أو بعض النساء لا يحسنون الصلاة، فإذا صلى ولي أمرهم أمامهم في البيت اقتدوا به وتعلموا صفة الصلاة.
  • خامسًا: أن يكون أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء.
خدمة الإنسان لأهله في بيته عن الأسود بن يزيد قال: «سئلت عائشة -رضي الله عنها-: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - يعني: خدمة أهله - فإذا حضرتِ الصلاة، خرج إلى الصلاة»، قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: «هذا من تواضع النبي -عليه الصلاة والسلام-، أنه يكون في البيت في خدمة أهله أي: يساعد أهله فيما ينوب البيت من تغسيل وتنظيف وغير ذلك، وهذا مع كونه هديَ النبي - صلى الله عليه وسلم - هو أقوى ما يكون جلبًا للمودة والمحبة بين الرجل وأهله، فإذا شعرت الزوجة بأن زوجها يساعدها في شؤون البيت، ويكون معها، فإنها تحبه أكثر بلا شكٍّ؛ لأن عادة الرجال في الغالب أن يترفعوا عن هذا الأمر، فإذا تواضع وصار يساعد زوجته، صار في هذا جلبٌ للمودة والمحبة».



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #113  
قديم 10-07-2025, 12:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1267

الفرقان





توجيهات قرآنية للمرأة المسلمة
لا غنى للمرأة المسلمة التي تؤمن بالله واليوم الآخر عن توجيهات القرآن الكريم؛ لأنّ فلاحها في الدنيا ونجاتها في الآخرة ودخولها الجنة، محصورٌ في تمسكها بكتاب الله -عز وجل-، ومن توجيهات القرآن الكريم للمرأة المسلمة توجيهها للتمسك بالحجاب الشرعي، وتأكيد المحافظة عليه.
والله -عزوجل- أمر النساء والبنات بالحجاب، فقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}(الأحزاب: 59)، قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى-: «لم تزل عادة النساء قديما وحديثا أن يسترنَ وجوههنَّ عن الأجانب»، وقال الإمام السيوطي -رحمه الله تعالى-: «هذه آية الحجاب في حق سائر النساء، ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن»، ويقول الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله معلقاً على الآية السابقة-: «وبهذا ظهر عموم فرض الحجاب على نساء المؤمنين على التأبيد»، قال الله -تعالى-: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (النور:60). يقول الشيخ بكر أبو زيد: فدلَّت هذه الآية على فرض الحجاب على نساء المؤمنين لوجوههن وسائر أبدانهن وزينتهن؛ لأن هذه الرخصة للقواعد، اللاتي رُفع الإثم والجناح عنهن؛ إذ التهمة في حقهن مرتفعة، وقد بلغن هذا المبلغ من السن واليأس، والرخصة لا تكون إلا من عزيمة، والعزيمة فرض الحجاب في الآيات السابقة، ومن الأحاديث التي تدل على فرضية الحجاب حديث أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرمات، فإذا حاذَوا بنا سَدَلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه.
واجبات المرأة المسلمة
لما كان للمرأة حقوق ضَمِنَها الإسلام، كان عليها واجباتٌ مطالَبة بأدائها والقيام بها، فالله -سبحانه وتعالى- جعل المرأة أهلًا للتكليف وتحمُّل المسؤولية، وهذه الأهلية هي مناط تكريم وإعزاز للمرأة المسلمة، مثلها في ذلك مثل الرجل؛ فالنساء شقائقُ الرجال، وهي مساوية للرجل في أصول التكاليف الشرعية، من عبادة الله وتوحيده، والإيمان به، وتعلُّم ما يلزمها من أمور دينها، وطاعة زوجها، وتربية أبنائها، ونحو ذلك من الواجبات الأخرى.
أهم ما يميز المرأة المسلمة
لعل من أهم ما تتميز به المرأة المسلمة التي تعلق قلبها بالله وطبقت شرعه، وامتثلت أمره، تلك الراحة النفسية والاطمئنان القلبي؛ فلا تراها إلا مبتسمة حتى في أحلك الظروف وأقسى الحالات، فهي تدرك أن ما أصابها لم يكن ليخطئها، وأن ما أخطأها لم يكن ليصيبها، فلا تتحسر لفوت محبوب، ولا تتجهم لحلول مكروه، فربما كان وراء المحبوب مكروه، ووراء المكروه محبوب، {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
توجيهات القرآن للمرأة
إن توجيهات القرآن للمرأة وهداياته لها هدايات فيها العز لها ولمجتمعها، وفيها الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، والواجب على المرأة المسلمة التي منَّ الله عليها بالإيمان، وهداها للإسلام، وعرَّفها بمكانة القرآن، وجعلها من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الأنام، أن تقدر آداب القرآن وتوجيهاته وهداياته قدرها، وأن تعرف لها مكانتها، وأن تأخذ بها مأخذ العزم والحزم والجد والاجتهاد، وأن تربأ بنفسها مما يدعوها إليه الهمَل من الناس ممن تاهت بهم الأفكار وانحرفت بهم السبل، وحادوا عن هدايات القرآن الكريم.
دور المرأة المسلمة في الأزمات
تتحمل المرأة المسلمة مسؤوليات متعددة ومتنوعة في الأزمات؛ فهي غالبًا تكون محورًا أساسيا في الأسرة والمجتمع، وتؤدي دورًا حيويا في الحفاظ على الاستقرار والتكيف مع الظروف الصعبة، ومن تلك الواجبات ما يلي: (1) واجباتها داخل الأسرة تتميز المرأة بالمرونة والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة؛ ما يجعلها قادرة على تحمل المسؤوليات في الأزمات؛ لذلك من أهم واجباتها ما يلي:
  • الدعم النفسي: تقديم الدعم النفسي لأفراد الأسرة، والتهدئة من روعهم.
  • إدارة الموارد: تدير المرأة الموارد المتاحة بكفاءة، سواء كانت مادية أو غذائية.
  • التعليم والتوجيه: المساهمة في تعليم الأبناء، إذا حالت الظروف دون انتظامهم في التعليم.
  • الحفاظ على القيم: تحافظ المرأة على القيم والأخلاق الحميدة للأسرة، وتعمل على غرسها في نفوس الأبناء.
  • التكيف مع الظروف: تسعى المرأة جاهدة لإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات التي قد تواجهها الأسرة.
فوائد الحجاب
  • حفظ العرض؛ فالمرأة العفيفة التي تتمسكُ بحجابها وتحرص عليه، لا تكون مطمعًا للذين في قلوبهم مرض.
  • ومن فوائد الحجاب طهارة قلب المرأة المسلمة؛ فالمتمسكة بحجابها أقرب لطهارة القلب، كما قال الله -تعالى-: {وإذا سألتموهنَّ متاعًا فأسألوهنّ من وراءِ حِجابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} (الأحزاب: 53).
  • ومن فوائد الحجاب أنّه من مكارم الأخلاق، فالمرأة المتحجبة تتصف بالأخلاق الفاضلة، والحجاب يُميزها عن غيرها من النّساء غير المتمسكات بالحجاب.
  • والمرأة المتحجبة المتمسكة بالعفة بعيدة كلّ البعد عن أذية النّاس، قال -تعالى-: {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} (الأحزاب:59)، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج المرأة، وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الوقار.
  • ومن محاسن الحجاب أنّ فيه حفظا للحياء؛ إذ به تتعودُ المرأة خلق الحياء الذي هو من الإيمان، والحياء لا يأتي إلاّ بخير؛ فالمرأة المتحجبة أكثر حياء من غيرها.
فالصالحات قانتات
قال الله -تعالى-: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} (النساء: 124)، قال ابن كثير: «شرع -سبحانه- في بيان إحسانه وكرمه ورحمته في قَبول الأعمال الصالحة من عباده ذُكْرانِهم وإناثهم، بشرط الإيمان، وأنه سيُدخِلهم الجنة ولا يظلمهم من حسناتهم ولا مقدارَ النَّقِير، وهو النُّقرة في ظهر نواة التمر»، وقال عند تفسير الآية: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} (النساء: 34): {فَالصَّالِحَاتُ}: أي من النساء، {قَانِتَاتٌ} قال ابن عباس - رضي الله عنه -: يعني مطيعات لأزواجهن»، {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غَيْبتِه في نفسها وماله، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير النساء امرأةٌ إذا نظَرتَ إليها سرَّتْك، وإذا أمَرتَها أطاعتْك، وإذا غِبتَ عنها حَفِظتْك في نفسها ومالك».
سرّ صلاح الأسرة وسعادتها
لَا شَكَّ أَنَّ صَلَاحَ الْأُسَرِ مِنْ أَوْلَى مَا يَهْتَمُّ بِهِ الْعُقَلَاءُ؛ فَإِنَّ فِي صَلَاحِهَا صَلَاحًا لِلْمُجْتَمَعِ كُلِّهِ، وَالْفَطِنُ مَنْ تَفَكَّرَ فِي وَسَائِلِ إِصْلَاحِهَا، وَأَخَذَ بِأَسْبَابِ ذَلِكَ، ومِنْ أهم وَسَائِلِ الإصَلَاحِ غَرْسُ تَعْظِيمِ اللهِ -عَزَّوَجَلَّ- فِي الْقُلُوبِ؛ فَإِنَّهُ إِنْ عَظُمَ قَدْرُ اللهِ فِي قلبه خاف هَذَا الْقَلْبُ أَنْ يُخَالِفَ رَبَّهُ، والْتَزَمَ حُدُودَهُ وَأَحَلَّ حَلَالَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَإِذَا تَحَقَّقَ ذَلِكَ فِي أُسْرَةٍ عاشت السَّعَادَة الْمُطْلَقَة؛ قال -تعالى-: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}(طه: 123).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #114  
قديم 16-07-2025, 03:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة



المرأة والأسرة – 1268

الفرقان



أهداف الأسرة المسلمة وواجباتها
إن أهمَّ شيء يجدر بالأسرة أن تقوم به: هو التربية الإسلامية الشاملة للنَّشْء؛ عَقَدِيًّا وعباديًّا وخُلُقيًّا؛ حيث إن هذه التربية هي الأساس في ربط الطفل بخلالِ الخيرِ والفضائل كلها، وتمسُّكه بالقِيَم النبيلة، ويتفرع عن هذه التربية الوسائل والأهداف الأخرى وهي كما يلي:
  • إقامة حدود الله: أي: تطبيق شرع الله في كلِّ الأمور، وفي العلاقة الزوجية، وهذا معناه إقامة البيت المسلم على عبادة الله، وهذا هو الهدفَ الأسمى للتربية الإسلامية.
  • تحقيق الأثر التربوي: ينشأ الطفلُ ويترعرع في بيتٍ أُقيم على تقوى من الله، ورغبة في إقامَة حدود الله، وتحكيم شريعته، فيتعلم بل يقتدي بذلك من غير كبيرِ جُهد أو عناء؛ إذ يمتصُّ عادات أبويه بالتقليد، ويقتنع بعقيدتهما الإسلامية حين يصبح واعيًا.
  • صون فطرة الطفل عن الزَّلَل والانحراف: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مولودٍ إلاَّ يولد على الفطرة؛ فأبواه يهوِّدانه وينصِّرانه ويمجِّسانه»، فقد عد الإسلامُ الأسرةَ مسؤولة عن فطرة الطِّفل، وأن كلَّ انحرافٍ يصيبُها مصدره الأول الأبوان، أو مَن يقوم مقامهما من المربِّين.
  • تحقيق المودة والرحمة لإقامة مجتمع متماسك؛ قال الله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21)، ففي الأسرة يجد الأولادُ الراحةَ الحقيقية، ويَنعمون بالرحمة والمودة منذ الصغر في ظلِّ الوالدين؛ مما يؤدي هذا إلى لينِ جانب الأولاد، والتواضع لهما بتذللٍ وخضوع، والدعاء لهما بالرحمة؛ لإحسانهما في تربيتهم في الصِّغر.
أمْرُ النساء بغضّ البصر
فكما أنّ الرجل مأمورٌ بِغَضّ البصر، فالمرأة كذلك مأمورةٌ بغضّ البصر، قال -تعالى-: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} (النور).
بصمات الأسرة المسلمة
مما لا شك فيه أن الأسرة المسلمة لابد أن تكون لها بصماتٌ وآثارٌ على أفرادها، تستمرُّ مدى الحياة؛ فالتربية الأسرية لها دور قويٌّ وخطير في صياغة شخصية الفرد، ورسْم ملامحها إيمانيا وفكريًّا وسُلوكيًّا، فما يتعلَّمه الفردُ ويُنَشَّأُ عليه في فترة طفولته يَبقَى أثرُه مصاحبًا له على امتدادِ مراحلِ عُمره.
المسؤولية التعبدية للأسرة المسلمة
من أهم واجبات الأسرة المسلمة تنشئة الأبناء على عبادة الله وحده وترك معاصيه، فكم رأينا من شباب هائم على وجهه، ولا يعرف للمسجد طريقا، يفطر رمضان ويعصي الرحمن ويطيع الشيطان!!؛ فالواجب على الآباء أن يربّوا أبناءهم على الطاعة؛ فهي حصن الأمان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع»، كذلك على الآباء أن يعودوا أبناءهم الصيام منذ الصغر؛ حتى يلتزموا الفريضة التي يضيعها كثير من الشباب.
صُور التربية الاجتماعية للأبناء
  • تربية الولد على محبة الخير لغيره: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
  • تربية الولد على توقير الكبير: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْكَبِيرَ وَيَرْحَمِ الصَّغِيرَ وَيَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وينه عَن الْمُنكر».
  • تربية الولد على صلة الأرحام: عَنْ عبدالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، - رضي الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ -عَزَّوَجَلَّ-: «أَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ».
  • تربية الولد على الإحسان إلى الجيران: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ».
من أسباب السعادة الزوجية التعاون على طاعة الله
من أسباب السعادة الزوجية أن يعين الزوجان بعضهما بعضا على عمل الخير ويشجعان عليه، قال - صلى الله عليه وسلم -: «رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل تصلي فأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء»، فإن لم يكن التشجيع على الطاعة فلا أقل من عدم الوقوف عقبة في سبيلها، فكم من زوجة وقفت في طريق زوجها للعبادة أو طلب العلم أو الدعوة بكثرة طلباتها وعدم استعدادها للتضحية بشيء يسير من حقوقها! والعكس صحيح، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ} (المنافقون: 9).
وسائل التواصل.. سلاح ذو حدين!
لا شك أن لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أهمية في زماننا هذا، وهي جزء لا يتجزأ من التطور والتقدم الحضاري والتواصل بين الناس، لكن هذه الوسائل سلاح ذو حدين، فلابد أن تخضع للاستخدام المنضبط من قبل أولياء الأمور، وضمن المعايير الثقافية والأخلاقية للمجتمع، فهذه الوسائل تؤثر على الأسرة تأثيرا إيجابيا وسلبيا، فهي تساعد في تعزيز التواصل بين أفراد الأسرة وتقوية الروابط، وتوفر أساليب جديدة للتفاعل وتبادل الاهتمامات، ومع ذلك فقد تؤدي إلى قلة التواصل الفعلي، وتشتيت الانتباه، وتقليل التفاعل المباشر بين أفراد الأسرة، ولا سيما عند الأطفال؛ ما قد يؤثر على مهاراتهم الاجتماعية وتطورهم.
من أهم أهداف الأسرة المسلمة
يَهدِف الإسلام من تكوين الأسرة إلى تكوين المجتمع المسلم وترابطه، وتوثيق عُرَى الأُخوَّة بين أفراده وجماعاته وشعوبه، بالمصاهرة والنسب؛ قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات: 13)، وفي سبيل هذا الهدف جعل الله المسلمين أمةً واحدة دون أي تفرقة في الجنس أو اللغة، فأجاز الزواج بين العربي والعجمي، وبين الأسود والأبيض، وبين الشرقي والغربي.
من فقه المرأة المسلمة: المعنى الحقيقي للحجاب
سُل الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله-: ما المعنى الحقيقي لكلمة « الحجاب « في الإسلام؟ فقال: الحجاب في الإسلام بيَّنه القرآن وهو: أن المرأة المسلمة ينبغي أن تكون عفيفة، وأن تكون ذات مروءة، وأن تكون بعيدة عن مواطن الشبه، بعيدة عن اختلاطها بالرجال الأجانب، هذا هو معنى الحجاب فضلا عن ستر وجهها ويديها عن الرجال الأجانب؛ لأن محاسنها وجمالها هو في وجهها، والحجاب وسيلة، والغاية من تلك الوسيلة هو محافظة المرأة على نفسها والبقاء على مروءتها وعفافها وإبعادها عن مواطن الشبه، وألا تفتتن بغيرها وألا يفتتن غيرها بها، فإن محاسنها وجمالها في وجهها.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #115  
قديم 23-07-2025, 05:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1269

الفرقان



كوني سببا في نجاح زوجك
الحياة ليست سهلة، والكفاح هو أحد جوانبها المهمة والممتعة، ويحمل في طياته مزيجًا من التعب والأمل ولذة الشعور بالإنجازات، ومن الغبن أن تترك الزوجة شريك حياتها وحده في رحلة الكفاح الأسري، ومن ثم تفقد كل معنى جميل للحياة الهانئة؛ لذلك على الزوجة واجبات مهمة في هذا الشأن أهمها ما يلي:
  • ذكّري زوجك دائماً باستحضار النية الصالحة في كل عمل، فهي الوقود الرباني الذي يشحذ الهمم الصادقة.
  • لا تدفعي زوجك لشيء فوق طاقته، حتى لايلجأ لطريق حرام، أو طريق فيه شبهة لتلبية رغباتك، ولتكن وصيتك دائمًا: «اتق الله فينا، ولا تطعمنا إلا حلالاً؛ فإننا نصبر على الجوع في الدنيا، ولا نصبر على النار في الآخرة».
  • لا تتضجري من عمل زوجك، وانشغاله عنك في بعض الأحيان؛ فإن أسوأ ما تصنع بعض النساء هو إعلان الضجر من عمل الزوج.
  • احرصي أن تملكي لسانًا حلوًا عذبًا ينشر عبق السعادة والارتياح في كل أرجاء حياتكما الزوجية، وابتعدي -قدر ما تستطيعين- عن الألفاظ المحبطة التي تثبط العزيمة وتفتر الهمة، وتجعل الحياة الزوجية تتراجع إلى الوراء.
  • حافظي على الهدوء في البيت قدر الإمكان، ولا تثيري الضجيج والصياح، وتكلمي بهدوء ووقار، حتى توفري الجو الملائم للزوج لمساعدته على التفكير والتخطيط للعمل، وهو هادئ النفس، مرتاح البال.
المناخ الأسري وأثره على الشباب
للمناخ الأسري أهمية بالغة في تنشئة الشباب وتنمية مهاراتهم؛ حيث يأتي في مقدمة العوامل البيئية التي تتكون من خلالها الملامح الأولى للأفراد؛ لأن الأسرة هي المصدر الأول لإشباع حاجاتهم واستثارة طاقاتهم وتنميتها من خلال التفاعل والتعايش مع الأسرة، الذي يمتد أثره مدى الحياة.
كيف نحتوي خلافاتنا الزوجية؟
يتطور الخلاف بين الزوجين، في كثير من الأحيان، عند تراكم المشاعر السلبية، والشعور بأن الطرف الآخر لا يحسن التقدير، ولا يتفهم الظروف، الأمر الذي قد يحول الخلاف إلى شجار أو قطيعة، وقد يصل الأمر إلى الانفصال والطلاق؛ لذلك، تقتضي الحكمة المبادرة إلى حل الخلاف، وإنهاء المشكلة، والحيلولة دون تصاعد الأمور، وينصح خبراء الأسرة، بضرورة اتباع أربع خطوات رئيسة من شأنها تجنيب البيت المسلم، تصاعد الخلافات الزوجية، وتوتر العلاقات بين الطرفين، وهي:
  • أولاً: عدم استدعاء الماضي، وتذكر ما حدث سابقًا، والمعايرة به، فهذا مما يعقد الحوار، ويمنع التفاهم.
  • ثانياً: لابد من أن يستمع كلا الطرفين لبعضهما بعضا، وأن تكون هناك فرصة للحديث والفضفضة، دون مقاطعة؛ فإن مجرد الإنصات كفيل بحلّ جزء كبير من المشكلة، والتعامل معها بهدوء.
  • ثالثاً: لنحذر من محاولة الفوز بالنقاش، والشعور بالانتصار على الطرف الآخر، فالخلافات ليست ساحة معركة بين عدوين؛ بل عليكما أن تتذكرا رابط المودة والرحمة بينكما، وليعمل كل منكما على احتواء الآخر، ضمن حوار بنّاء، يثمر عن توفير حلول، لا عن شجار وخصام وهجر وربما طلاق.
  • رابعًا: حافظا على هدفكما، وهو حل المشكلة، وإنهاء الخلاف، وهذا ربما يكون بكلمة طيبة، أو لمسة حانية، أو جزء من حل طرحه أحد الطرفين، فهذا الأسلوب يظهر احترام كل طرف لمشاعر الطرف الآخر، ويمنحكما فرصة لمعالجة المشكلة وإيجاد حلول مناسبة لها.
أهم واجبات الأسرة تجاه الشباب
  • التنشئة السليمة: من خلال توجيههم نحو القيم والأخلاق الحميدة، وغرس حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في قلوبهم.
  • توفير بيئة آمنة وداعمة: لابد من توفير بيئة أسرية مستقرة تسودها المحبة والوئام، وهذا مما يعزز ثقة الشباب بأنفسهم وقدراتهم.
  • تنمية المهارات: لابد من تشجيع الشباب على اكتشاف مواهبهم وقدراتهم، وتوجيههم نحو التعليم والتدريب.
  • التواصل الفعال: من المهم بناء علاقات قوية مع الشباب، قائمة على الاحترام المتبادل، والحوار معهم، والاستماع إليهم.
  • القدوة الحسنة: أن يكون الوالدان قدوة صالحة للشباب في سلوكياتهم وأفعالهم، وأن يعكسا القيم والمبادئ التي يغرسانها في نفوسهم.
  • دعم الاستقلال: لابد من مساعدة الشباب على الاعتماد على أنفسهم، واتخاذ القرارات، وتحمل مسؤولية أفعالهم.
  • تنمية روح المبادرة: تشجيع الشباب على المشاركة الفعالة في الأنشطة المجتمعية، وتنمية روح المبادرة لديهم.
  • توفير الدعم النفسي: توفير الدعم النفسي والمعنوي للشباب في أوقات الشدة، ومساعدتهم على التغلب على المشاعر السلبية.
تخلصي من القلق
القلق عدو السعادة وقاتلها، ومن عاش في أَسْر القلق النفسي لا ترجى له سعادة، ومن أشهر ما ينتاب الناس من القلق، القلق على مستقبلهم الأسري بعد الزواج، فيخافون على حياتهم الزوجية من التصدع والانهيار، أو الخوف من حدوث مشكلات مالية، أو الخوف من تغير سلوك الزوج وحدوث ما يوجب الشقاق، أو الخوف من عدم القدرة على التوافق وإشباع الحاجات النفسية، وهذا النوع من القلق لا يفيد شيئًا ولا داعي له، وهو يصيب أولئك المذبذبين الذين يعتمدون على الأسباب ولا يتوكلون على مسبب الأسباب، فالواجب أن يعمل الإنسان ويترك النتائج على الله -تعالى-، وأن يرضى بالقضاء والقدر، مع الأخذ بالأسباب، ويدفع القدر بالقدر، مع التوكل التام على الله واللجوء والتضرع إليه، وسؤاله العفو والعافية.
العالم مليء بالحسن والسيئ
من القواعد المهمة التي يجب على الأم تعليمها لابنتها، أن العالم من حولنا يعج بالحسن والسيئ، وأن الإنسان الموفق هو الذي يحافظ على دينه وعاداته وتقاليده، وأن يكون له شخصية قوية تحميه من التأثر بمن حوله، ولابد أن تعلم الأم ابنتها أنَّ أكثر الناس فهمًا لتلك الأمور هم الآباء والأمهات، وأنهم أحرص الناس على مصالح أبنائهم؛ لذا فعندما تواجهنا بعض الشكوك أو الخيارات التي يصعب علينا أن نميز الحق من الباطل فيها، فيجب أن نعود إلى من هم عون لنا بعد الله، وهم الآباء والأمهات والصالحون والمقربون من الأخوات والإخوان.
واجب الأسرة تجاه الشباب
تتعدد واجبات الأسرة المسلمة تجاه الشباب لتشمل توفير بيئة آمنة وداعمة، وتوجيههم نحو القيم والأخلاق الحميدة، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم، وتشجيعهم على تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم، كما يجب على الأسرة أن تكون قدوة حسنة لهم، وأن تعمل على بناء علاقات قوية ومتينة معهم، قائمة على الاحترام المتبادل والتواصل الفعال.
أنقى صور الحب في المجتمع المسلم
من أنقى صور الحب في المجتمع المسلم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحَدُكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه»، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَل المؤْمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطُفهم مَثَل الجسَد، إذا اشْتكى منْه شيءٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى»، وما يساعد المسلم في الوصول لمكانة الحب في الله هو تدريب نفسه وحملها عليه، وذلك بإخبار المحبوب بحبه؛ فيقول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أحبَّ أحدُكم صاحبه فلْيَأته في مَنْزِله، فليخبره أنه يحبُّه لله -عزَّ وجلَّ-».

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #116  
قديم يوم أمس, 03:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة



المرأة والأسرة – 1270

الفرقان



دور المرأة في إدارة ميزانية الأسرة
يبرز دور المرأة في تدبير شؤون الأسرة والاقتصاد المنزلي، من خلال حرصها على الموارد الماليّة للأسرة، ومراعاتها الاعتدال في الصّرف والكماليّات ووسائل الزينة، والمباهاة في الصّرف وحبّ الظهور، فإنّ بإمكان الأم أن توفِّر قسطًا من موارد الأسرة وتخفف عن الزوج أعباءه، من خلال سياسة إنفاق معتدلة، توازن بين وارداتها ومقادير الاستهلاك والإنفاق، ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية:
  • التخطيط المالي: تضع المرأة خططا مالية واقعية، وتحدد الأولويات، وتوزع الموارد المتاحة بطريقة فعالة؛ لتلبية احتياجات الأسرة المختلفة، سواء كانت ضرورية أو كمالية.
  • الترشيد: تسهم المرأة في ترشيد النفقات، وتجنب الإسراف، والبحث عن البدائل الأقل تكلفة؛ ما يساعد في تحقيق التوازن المالي للأسرة، وتجنب الوقوع في الديون.
  • تعزيز الوعي المالي: تُوعِّي المرأة أفراد الأسرة بأهمية الادخار، وتجنب الإسراف، وكيفية التعامل مع الأمور المالية بمسؤولية؛ ما يعزز من استقرار الأسرة ورفاهيتها.
  • المشاركة في اتخاذ القرارات المالية: من المهم أن تشارك المرأة زوجها في اتخاذ القرارات المالية المهمة، وتطرح رؤيتها واقتراحاتها؛ فتخلق جوا من التفاهم والاحترام المتبادل، وتحقق التوازن والاعتدال.
  • خلق بيئة أسرية مستقرة: من خلال إدارتها الفعالة للميزانية، تساهم المرأة في خلق بيئة أسرية مستقرة وهادئة؛ فينعكس إيجابًا على صحة أفراد الأسرة وسعادتهم.
  • التعامل مع المتغيرات الاقتصادية: تتميز المرأة بقدرتها على التعامل مع المتغيرات الاقتصادية والتقلبات في الأسعار، وتكييف ميزانية الأسرة مع هذه المتغيرات؛ فيساعد في الحفاظ على استقرار الأسرة.
المرأة والنظرة النقدية الواعية
من المهم أن تمتلك المرأة المسلمة نظرة نقدية واعية، وليكن السؤال المهم الذى يجب أن تسأله عند شراء أي سلعة هو: هل هذه السلعة حاجة حياتية حقيقية؟ أم أنها حاجة وهمية زائفة؟ فهناك كثير من الحاجات الزائفة التي تفرض علينا نتيجة الدعاية المكثفة والزائفة، وقد يكون شراء هذه السلع في بعض الأحيان أداة للتفاخر والمباهاة؛ ما يستنزف ميزانية الأسرة ومواردها.
الأسرة والسيرة النبوية
مما لا شك فيه أن «السيرة النبوية» هي النبراس الهادي والطريق المستقيم للبشرية جمعاء في سلوكهم وحركاتهم وسكناتهم، والأسرة كونها النواة الأساسية للمجتمع بحاجة ماسة لمعرفة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليتم الاقتداء بها، وزيادة الاهتداء في خطى ثابتة تسير على ما سار عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع أحواله، فمعرفة أولادنا للسيرة مطلب عظيم وكبير، ليقتدوا ويهتدوا، فإذا أردنا البناء الأسري ففي السيرة الشيء الكثير، وإذا أردنا حلّ المشكلات فإن السيرة تشتمل على قواعد عظيمة نعرف من خلالها خللنا وصوابنا وخطأنا، فسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي المثال المحتذى للأسرة لتقتبس منها السبل الصائبة في تصرفات هذه الأسرة وفي جميع عباداتها وعاداتها، وتكون مرجعًا أيضًا عند الخلاف وحكَمًا عند الشجار، فكم هو جميل إذا اختلفت الأسرة رجعت للسيرةِ! وقد لا يكون هذا متيسرًا إلا بعد ربط الأسرة بالسيرة، كما أنَّ كثيرًا من السلوكيات المتدنية يمكن علاجها من خلال السيرة؛ فيعالج الكذب والغش والعقوق والقطيعة وسيئ الألفاظ وغير ذلك من السلبيات، بذكر مواقف من السيرة تعالج ذلك الخلل في الأسرة؛ فالاعتماد على السيرة في تعديل السلوك مطلب كبير في التعديل والتثقيف، والسيرة أيضًا مما أجمع الناس على قبولها.
النوار بنت مالك الأنصارية -رضي الله عنها الكريمة الشجاعة الحكيمة
هي النوار بنت بن عدي بن النجار-رضي الله عنها-، كانت زوجة ثابت بن الضحاك بن زيد، ورُزقت منه بولدين، وهما زيد بن ثابت ويزيد بن ثابت، مات زوجها يوم بعاث حينما كان عمر زيد حينها ستة أعوام، لتتزوج بعد ذلك عمارة بن حزم وهو واحد من أهل بدر.
  • إسلامها: أجمع المؤرخون أن النوار -رضي الله عنها- اعتنقت الإسلام قبل مقدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فصَدُقَ إيمانها، وسعت لحفظ القرآن الكريم.
  • مناقبها: لم تقتصر مناقب الصحابية الجليلة على التقوى والورع، بل عرفت -رضي الله عنها- بكرمها وشهامتها وحكمتها وشجاعتها وحبها للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فكانت صاحبة أول هدية للنبي - صلى الله عليه وسلم -، حينما نزل في دار أبي أيوب الأنصاري؛ حيث أرسلتها بابنها زيد الذي تحدث عنها قائلاً: أول هدية دخلت على رسول الله في بيت أبي أيوب قصعة، أرسلتني أمي بها إليه، فيها خبز مثرود بسمن ولبن، فدعا لنا رسول الله قائلا: بارك الله فيك وفي أمك. كما عملت على تغذية زيد ولدها من الإيمان وحفظ كتاب الله، وكان بيتها أول منارة للإسلام في المدينة، وتشرفت بطول بيتها الذي كان الأطول حول المسجد، وهو ما جعل بلال يؤذن فوقه.
  • روايتها للحديث: كانت -رضي الله عنها- شغوفة بحفظ الأحاديث النبوية، فقد روت -رضي الله عنها- بعض الأحاديث الشريفة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك روت عن أمهات المؤمنين، وروت عنها أم سعد بن زرارة.
  • وفاتها: رحلت النوار بعد حياة مباركة قضتها كما أمرها خالقها، فأدت ما عليها لأجل نصرة دين الله في نفسها وولدها، توفيت -رضي الله عنها- وصلى عليها ابنها زيد - رضي الله عنهما-.
الترشيد لمواجهة متطلبات الحياة
الترشيد مطلب ضروريّ لكل أسرة، ويجب أن يُربّى الأبناء على ذلك؛ لأن متطلبات الحياة كثيرة ولا تنتهي، فمن المهم أن يبتعد الزوجان عن الاستهلاك المظهري، وأن يتخذا قرارهما بالإنفاق من عدمه بحسب أولوياتهما وليس بحسب ما يفرضه الآخرون، وأن ينصرفا عن شراء ما لا يحتاجانه حتى لو كان رخيص الثمن أو من السهل الحصول عليه، ومهما كانت المغريات من خلال البرامج الإعلانية والتسويقية التي تقتحم على الناس بيوتهم عبر منافذ كثيرة، وفي الحكمة «ما عال من اقتصد» في المعيشة، أي: ما افتقر من أنفق فيها قصدًا ولم يتجاوز إلى الإسراف، أو ما جار ولا جاوز الحد.
أهمية الادخار
المرأة المسلمة الواعية تدرك أهمية الادخار، وأنه صمام الأمان للأسرة ولو كان مبلغا بسيطا؛ فهو المساند في كثير من الأزمات، وتلبية طلبات الأسرة الزائدة لن يكون إلا عبر المال المدخر، ومحاولة استثمار هذا المال المدخر بما يتيح للأسرة فرصة تنمية مواردها ورفع مستواها المالي، وهي تدرك أن الادخار يكون سهلا في بداية الحياة الزوجية؛ حيث تقل النفقات؛ نظرا لقلة عدد أفراد الأسرة وصغر مسؤولياتها.
التخطيط المشترك لمواجهة الأزمات
عند وضع أي خطة للميزانية، لابد من مشاركة جميع أفراد الأسرة أو معظمهم على الأقل، لأن المشاركة في التخطيط غالبًا ما تساعد على إنجاح أي خطة، وتضع الجميع موضع المسؤولية، وتتضح كذلك المسوغات لمعظم التصرفات، وفي حال الأزمات المالية يكون هناك نوع من التراضي والتفاهم فيما يمكن الاستغناء عنه لمواجهة الأزمة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 123.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 119.85 كيلو بايت... تم توفير 4.01 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]