سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 602 - عددالزوار : 339302 )           »          أبناؤنا وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          7خطوات تعلمكِ العفو والسماح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          تربية الزوجات على إسعاد الأزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          حدث في العاشر من صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الإنسان القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الخطابة فنّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          متاعب الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-07-2025, 11:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل





سيرة أبي عمرو عامر بن شراحيل الشعبي (ت:104هـ) رحمه الله


14: أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي (ت:104هـ)
الإمام الفقيه القاضي المحدّث؛ رأس أهل العلم في زمانه.
ولد في خلافة عمر بن الخطاب، قيل: لستّ خلون منها.
قال السري بن إسماعيل: (سمعت الشعبي يقول: ولدت سنة جلولاء). رواه ابن سعد.
وقال الليث بن سعد: (كان فتح جلولاء سنة تسع عشرة افتتحها سعد بن أبي وقاص). ذكره الذهبي.
نشأ رحمه الله نشأة حسنة؛ فكان ذكيّا حافظاً فهماً عاقلاً، سمع من جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطوّف في البلدان يصحبهم، ويتتبع أخبارهم وسيرهم، ومرويّاتهم حتى حفظ من ذلك شيئاً كثيراً.
قال ابن شبرمة: سمعت الشعبي يقول: (ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي). رواه الخطيب البغدادي.
- يونس بن مسلم، عن وادع بن الأسود الراسبي، عن الشعبي، قال: (ما أروي شيئا أقل من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهرا لا أعيد). رواه الخطيب البغدادي.
- مالك بن مغول، عن نافع، قال: سمع ابن عمر الشعبي وهو يحدث بالمغازي، فقال: " لكأن هذا الفتى شهد معنا " رواه الخطيب البغدادي.
قال ابن حبان: (روى عن خمسين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم).
تولّى القضاء بالكوفة، وحدّث وأفتى، ونشر علماً كثيراً، وكان عالماً بمسائل الإجماع والخلاف، حافظاً لها ، وله في ذلك أعاجيب.
قال مكحول: (ما رأيت أفقه منه).
وقال سفيان بن عيينة: (كان في الناس ثلاثة بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه). رواه الخطيب البغدادي.
وقال أبو أسامة الحافظ: كان عمر بن الخطاب في زمانه رأس الناس وهو جامع، وكان بعده ابن عباس في زمانه، وكان بعد ابن عباس في زمانه الشعبي، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري). رواه الخطيب البغدادي
قال محمد بن سيرين لأبي بكر الهذلي: (يا أبا بكر إذا دخلت الكوفة فاستكثر من حديث الشعبي، فإن كان ليسأل، وإن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأحياء).

وكان على كثرة علمه وجودة فهمه؛ لا يجد غضاضة من أن يقول لا أدري، إذا سُئل عما لا يعلم، وكان يكره مسائل أهل الرأي.
قال الصلت بن بهرام: (ما رأيت رجلا بلغ مبلغ الشعبي أكثر قول "لا أدري" منه).رواه ابن سعد.
وكان صاحب منطق حسن، وحجّة حاضرة، وبصيرة ومعرفة؛ حتى كان بعض الأمراء ينتدبونه للأمور المهمّة.
وروي أن عبد الملك بن مروان بعثه إلى ملك الروم؛ فتعجّب منه، وبعث إلى عبد الملك: عجبت لأهل ديانتك كيف لم يولّوا رسولك عليهم!!
فذكر ذلك عبد الملك للشعبي: فقال: هذا لأنه رآني ولم ير أمير المؤمنين!!
فقال عبد الملك: إنما حسدني عليك، وأراد أن يغريني بقتلك.
كانت فيه دعابة مشهورة، وله طرائف يتداولها أهل الأدب، وربّما زيد عليها ما لا يصح عنه.
خرج مع القراء في فتنة ابن الأشعث لما خرجوا على الحجاج، ثم اختفى مدّة، ثمّ عاد إلى الحجاج، وتلطّف له في الاعتذار فقبل عذره.
مات فجأة سنة 104هـ.

روى عن جماعة من الصحابة منهم: ابن عباس وأبو موسى الأشعري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وعدي بن حاتم، وأبو جحيفة السوائي، وجابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، والنعمان بن بشير، وفاطمة بنت قيس، وغيرهم.
وروى عن جماعة من التابعين منهم: الربيع بن خثيم، ومسروق، وشريح القاضي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعلقمة، وعكرمة، وغيرهم.
وروى عنه في التفسير: إسماعيل بن أبي خالد، وحصين بن عبد الرحمن، ومطرّف بن طريف، وأبو إسحاق الشيباني، ومنصور بن المعتمر، والأعمش، وزكريا بن أبي زائدة، وداوود بن أبي هند، ومغيرة بن مقسم، وعاصم الأحول، وزبيد اليامي، وعطاء بن السائب، وأشعث بن سوار، ومجالد بن سعيد، وجماعة.

ومما روي عنه في التفسير:
أ: قال هشيم :أخبرنا زكريا، عن الشعبي قال:({الجبت}: السحر، و{الطاغوت}: الشيطان). رواه ابن جرير.
ب: شعبة، عن المغيرة، عن الشعبي: {غير أولي الإربة} قال: الذي لا أرب له في النساء). رواه ابن جرير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-07-2025, 07:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل





سيرة أبي حمزة محمد بن كعب القرظي (ت:108هـ) رحمه الله





م: أبو حمزة محمد بن كعب القرظي (ت:108هـ) رحمه الله

اسمه ونسبه:
هو محمد بن كعب بن حبان بن سليم بن أسد القرظي، هكذا نسبه ابن سعد، وقال ابن حبان: هو محمد بن كعب بن سليم بن عمرو بن إياس بن حيان بن قرظة بن عمران بن عمير بن قريظة.
وهو من ذريّة هارون بن عمران عليه السلام.
قال ابن سعد: أخبرنا وكيع بن الجراح، عن محمد بن أبي حميد الأنصاري أن محمداً ابنَ كعب القرظي كان يكنى أبا حمزة، وقد لقيه محمد بن أبي حميد وسمع منه.

مولده:
- قال البخاري: (كان أبوه ممن لم ينبت يوم قريظة فتُرك).
- وقال أبو عيسى الترمذي: (سمعت قتيبة بن سعيد يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم).
وهذا وهم من قتيبة، والذي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم هو أبوه، كما تقدم عن البخاري.
- وقال يعقوب بن شيبة السدوسي: (وُلد في آخر خلافة علي بن أبي طالب في سنة أربعين). ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وأبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال.
- وعلى قول يعقوب بن شيبة ولد سنة 39هـ
- وعلى قول ابن حبان ولد سنة 37هـ.

سماعه من الصحابة رضي الله عنهم:
ولد محمد بن كعب في آخر خلافة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وروى عن كعب بن عجرة، وأبي هريرة، وابن عباس، وزيد بن أرقم، ومعاوية بن أبي سفيان، وفضالة بن عبيد، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وغيرهم.
وأرسل عن: أبي ذر، وابن مسعود، وأبي الدرداء، والعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وغيرهم.

- قال الذهبي: (وهو يرسل كثيراً، ويروي عمن لم يلقهم؛ فروى عن: أبي ذر، وأبي الدرداء، وعلي، والعباس، وابن مسعود، وسلمان، وعمرو بن العاص)ا.هـ.
وقد رويت عنه آثار فيها التصريح بالسماع من ابن مسعود وعلي بن أبي طالب، وهي أخبار معلولة لا تصح.
- قال البخاري: (سمع ابن عباس وزيد بن أرقم).
- وقال يعقوب بن شيبة السدوسي: (يعد في الطبقة الثالثة ممن روى عن أبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عمر، وابن عباس).

علمه وفضله:
كان محمد بن كعب القرظي من أهل العلم بالتفسير؛ بارعاً في دراسة القرآن وتدبّره، وإعمال الفكرة فيه، واستخراج الحجج منه، فكان يتكلّم بعجائب من أوجه التفسير والاستنباط.
- قال سعيد بن منصور: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سمعت عون بن عبد الله يقول: (ما رأيت أعلم بتأويل القرآن من القرظي). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه.
- وقال العجلي: ("مدني"، تابعي، ثقة، رجل صالح، عالم بالقرآن).
- وقال ابن سعد: (كان ثقة عالما كثير الحديث ورعا).
- وقال الذهبي: ( كان من أئمة التفسير).

وقد رُوي في فضل محمد بن كعب القرظي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت، وله طرق:
- منها: ما رواه أبو صخر حميد بن زياد، عن عبد الله بن معتّب بن أبي بردة الظفري، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( يخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده )) رواه الإمام أحمد في المسند، والفسوي في المعرفة والتاريخ، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في دلائل النبوة.
وعبد الله بن معتّب ( ويقال: مغيث ) سكت عنه البخاري، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأبوه مجهول الحال.
هو مغيث بن أبي بردة الظفري الأوسي الأنصاري، وأبو بردة صحابيّ.
- ومنها رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه والبيهقي في دلائل النبوة من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حدثني أبي، عن موسى بن عقبة، قال: بلغني أن رسول الله عليه السلام قال: (يخرج من الكاهنين رجل أعلم الناس بكتاب الله. قال: فكان الناس يقولون: هو محمد بن كعب القرظي).
وهذا مرسل، وعبد الله والد مصعب ضعّفه يحيى بن معين.
- ومنها ما أخرجه ابن وهب في جامعه قال: حدثني عبد الجبار بن عمر الأيلي عن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون في أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده)
قال ربيعة: فكنا نراه القرظي.
وهذا مرسل، وعبد الجبار الأيلي واهي الحديث.
وربيعة هو ابن أبي عبد الرحمن المدني شيخ الإمام مالك.
وقال نافع بن يزيد: قال ربيعة: فكنا نقول هو محمد بن كعب القرظي، والكاهنان قريظة والنضير وأخوهما الهدل، ولهم بقية). رواه ابن سعد في الطبقات.

والمراد بالكاهنين قريظة والنضير من يهود المدينة، قال قيس بن الخطيم:
أتتْ عصبٌ مِ الكاهنينِ ومالكٍ ... وثعلبةَ الأثرين رهطِ ابنِ غالبِ
(مِ الكاهنين) أي: منَ الكاهنين، على لغة حذف نون (مِن)

واختُلف في سبب تسميتهما بذلك على أقوال:
القول الأول: أنهما سميا بذلك لما لهما من العلم والفهم وقد نزلوا في المدينة في أمّة أمية.
- قال أبو سليمان الخطابي: (الكاهِنَان: قُريظَةُ والنَّضِير وكانوا أهْلَ كِتابٍ وفَهْمٍ وإزْكَان؛ فيقال: إنّ الرجل محمدَ بنَ كعْب القُرَظي، وأَصْلُ الدِّراسةِ الرِّياضة والتَّعَهُّد للشيء، قِيلَ: درسْتُ القرآنَ إذَا قرأتَه وتعهَّدته لتحفظَه).
- وقال ابن الأثير: (كان يقال لقريظة والنضير: الكاهنان، وهما قبيلا اليهود بالمدينة، وهم أهل كتاب وفهم وعلم، وكان محمد بن كعب من أولادهم، والعرب تسمي كل من يتعاطى علما دقيقا: كاهنا).
والقول الثاني: سميا بذلك لعظم قدرهما في قومهما وقيامهما بشؤونهما.
- قال أبو منصور الأزهري: (والكاهن أيضا في كلام العرب الذي يقوم بأمر الرجل ويسعى في حاجته والقيام بما أسند إليه من أسبابه. ويقال لقريظة والنضير: الكاهنان، وهما قبيلا اليهود بالمدينة).
والقول الثالث: سميا بذلك نسبة لأبيهما الكاهن بن هارون بن عمران.
- قال أبو عبيد البكري: (بنو قريظة وبنو النضير هما المعروفان بالكاهنين، نُسبوا إلى جدّهم الكاهن بن هارون بن عمران، كما قيل العمران والحسنان).

أخباره وأحواله:
كان محمّد بن كعب القرظي ممن يقصّ، وله مواعظ حسنة، ومجالس في التفسير، وقد رويت عنه أخبار تدلّ على فضله وإخلاصه ونصحه، وكان ممن غلب عليه الخشوع، والخوف من الله؛ فاجتهد في العبادة ودراسة القرآن اجتهاداً بالغاً حتى أنس به، وشغل به عن غيره.
- قال زهير بن عباد الرؤاسي: حدثني أبو كثير البصري، قال: قالت أم محمد بن كعب القرظي لابنها: يا بني! لولا أني أعرفك صغيراً طيباً، وكبيراً طيّباً، لظننت أنّك أذنبت ذنبا موبقا؛ لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار.
قال: (يا أمَّاه! وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع عليَّ وأنا في بعض ذنوبي؛ فمقتني، وقال: اذهب، لا أغفر لك.
مع أن عجائب القرآن ترد بي على أمور حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي).
رواه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس، وابن عساكر في تاريخه.
وأبو كثير البصري لم أعرفه، وقد تصحف اسمه في مواضع إلى أبي كبير البصري، وأبي كثير النصري، ولعل الصواب "أبو كثير المصري" ، وهو مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم، وكان زهير بن عباد قد سكن مصر.
- وقال سليمان بن داود المهري: حدثنا ابن أبي مليح قال: قالت أم محمد بن كعب القرظي لابنها: يا بني لولا أني أعرفك صغيرا وكبيرا طيبا لظننت أنك تُحْدِثُ في كل يوم حدثا.
فقال: (يا أُمَّهْ! إني إذا دخلت للصلاة وقفت من القرآن على عجائب حتى إنَّ ليلي يذهب قبل أن أقضي منه حاجتي). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن وهب: سمعت ابن زيد يقول: كان أبي يقول: (ليتَ أنَّ محمد بن كعب القرظي يرفق قليلا، يخفف عن نفسه).رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
- وقال عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: « إني لأن أقرأ: " القارعة، وإذا زلزلت في ليلة، أرددها وأتفكّر فيهما أحبّ إلي من أن أبيتَ أهذّ القرآن» أو قال: «أنثره نثرا» رواه ابن المبارك في الزهد، ووكيع في الزهد، وابن أبي شيبة في المصنف، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أبو معشر المدني: قال محمد بن كعب: (كنتُ إذا سمعت حديثاً عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التمسته في القرآن). رواه ابن المبارك في الزهد.
- وقال محمد بن عبيد الطنافسي: حدثني عبد الله بن حبيب ابن أبي ثابت، قال: (رأيت محمد بن كعب القرظي يقصّ فبكى رجل؛ فقام وقطع قصصه، وقال: من الباكي؟
قالوا: من بني فلان.
قال: كأنه كره ذلك).
رواه ابن سعد في الطبقات، وابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء.
- وقال شبابة بن سوار: حدثنا أبو معشر، قال: (كان محمد بن كعب القرظي يقصّ ودموعه تجري على خديه؛ فإن سمع باكيا زجره، وقال: ما هذا؟!!). رواه ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء.
- وقال محمد بن جعفر المدائني، عن أبي معشر، قال: كان محمد بن قيس " إذا أراد أن يبكي أصحابه، قرأ آيات قبل أن يتكلم، وكان من أحسن الناس صوتا، فإذا قرأ بكى وأبكى.
قال: ثم يتكلم بعد ذلك.
قال: (وكان محمد بن كعب يتكلم ودموعه سائلة). رواه ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء.
- وقال سعد بن زياد: (كان محمد بن كعب يجئ كل جمعة من قريته على ميلين من المدينة ولا يكلم أحدا حتى يصلي العصر). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي خيثمة في تاريخه في خبر مناظرته لغيلان القدري وعند ابن أبي خيثمة أنه قال بعدما قام غيلان: (قد كنتُ أغبط رجالاً بالقرآن، بلغني أنهم تحوَّلوا عن حالهم التي كانوا عليها؛ فإن أنكرتموني فلا تجالسوني لا تضلوا كما ضللت).

زهده وورعه:
- قال يحيى بن أبي غنية: قال لي القاسم بن حبيب التمار عن محمد بن كعب القرظي أن عمر بن عبد العزيز قال له: إني أريد أن أستعين بك؛ فقال: (إني لأقوم في الصف بين الغني والفقير؛ فأتحامل على الفقير للغني؛ فكيف تستعين بي؟ ولكن سأرشدك، أسرع الاستماع وأبطئ في التصديق حتى يأتيك واضح البرهان). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال نعيم بن حماد: حدثنا عبد الله بن المبارك عن عبد العزيز قال: أصاب محمد بن كعب القرظي مالاً فقيل له: ادّخر لولدك من بعدك، قال: (لا، ولكن أدّخر لنفسي عند ربي، وأدّخر ربي لولدي). رواه ابن عساكر.

من عجائبه في التفسير والاستنباط:
كان محمد بن كعب كثير التفكّر في القرآن وتدبّر آياته، وقد روي عنه أنه قال: (إني إذا دخلت للصلاة وقفت من القرآن على عجائب حتى إنَّ ليلي يذهب قبل أن أقضي منه حاجتي).رواه ابن عساكر.
1. قال أبو صخر حُميد بن زياد: قلت لمحمد بن كعب القرظي يوما: ألا تخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان من رأيهم؟ وإنما أريد الفتن.
فقال: (إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم).
قلت: في أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه.
فقال: (سبحان الله ألا تقرأ قوله: {والسابقون الأولون ...} إلى آخر الآية؛ فأوجب الله لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والرضوان، وشرط على التابعين شرطا لم يشرطه عليهم).
قلت: وما اشترط عليهم؟
قال: (اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان، يقول: يقتدون بأعمالهم الحسنة، ولا يقتدون بهم في غير ذلك).
قال أبو صخر: (فو الله لكأني لم أقرأها قط، وما عرفت تفسيرها حتى قرأها علي محمد بن كعب). رواه ابن عساكر.

2. وقال أبو معشر المدني: حدثني محمد بن كعب القرظي قال: حدثني عبد الله بن دارة مولى عثمان بن عفان، عن حمران مولى عثمان بن عفان قال: مرت على عثمان فخارة من ماء فدعا به، فتوضأ، فأسبغ وضوءه، ثم قال: لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا ما حدثتكم به، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « ما توضأ عبد فأسبغ الوضوء ثم قام إلى الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الأخرى ».
قال محمد بن كعب: (وكنت إذا سمعت حديثا عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التمسته في القرآن، فالتمست هذا فوجدت: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته} ، فعلمت أن الله لم يتم عليه النعمة حتى غفر له ذنوبه، ثم قرأت الآية التي في سورة المائدة {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق} - حتى بلغ - {ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم}، فعرفت أن الله لم يتم عليهم النعمة حتى غفر لهم). رواه ابن المبارك في الزهد.

3. وقال محمد بن أبي معشر: أخبرني أبي أبو معشر نجيح، قال: سمعت سعيدا المقبري يذاكر محمد بن كعب، فقال سعيد: " إن في بعض الكتب: " إن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل، قلوبهم أمر من الصبر، لبسوا للناس مسوك الضأن من اللين، يجترون الدنيا بالدين، قال الله تبارك وتعالى: أعلي يجترئون، وبي يغترون؟ وعزتي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم منهم حيران ".
فقال محمد بن كعب: «هذا في كتاب الله جل ثناؤه».
فقال سعيد: وأين هو من كتاب الله؟
قال: قول الله عز وجل: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.
فقال سعيد: قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية.
فقال محمد بن كعب: « إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد » رواه ابن جرير، وله طرق أخرى عن محمد بن كعب أخرجها ابن وهب وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم، وغيرهم.

4. وقال محمد بن إسحاق: سمعت محمد بن كعب القرظي، وهو يقول: (إن الذي أمر الله إبراهيم بذبحه من بنيه إسماعيل، وإنا لنجد ذلك في كتاب الله في قصة الخبر عن إبراهيم وما أمر به من ذبح ابنه إسماعيل، وذلك أن الله يقول، حين فرغ من قصة المذبوح من إبراهيم، قال: {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين} يقول: بشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، يقول: بابن وابن ابن، فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق وله فيه من الله الموعود ما وعده الله، وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل). رواه ابن جرير.

مما روي عنه في التفسير:
- قال محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، قال: سألت محمد بن كعب القرظي، عن هذه الآية: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}
قال: «من يعمل مثقال ذرة من خير من كافر يرَ ثوابها في نفسه وأهله وماله، حتى يخرج من الدنيا وليس له خير؛ ومن يعمل مثقال ذرة من شر من مؤمن يرَ عقوبتها في نفسه وأهله وماله، حتى يخرج وليس له شر» رواه ابن جرير.
- وقال محمد بن أبي معشر: أخبرني أبو معشر، قال: سمعت عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود يذاكر محمدَ بن كعب في قول الله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}؛ فقال عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: (خير صفوف الرجال المقدم، وشر صفوف الرجال المؤخر، وخير صفوف النساء المؤخر، وشر صفوف النساء المقدم).
فقال محمد بن كعب: ليس هكذا، {ولقد علمنا المستقدمين منكم} الميت والمقتول، {والمستأخرين} من يلحق بهم من بعد، {وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم}.
فقال عون بن عبد الله: وفقك الله، وجزاك خيرا). رواه ابن جرير.
- وقال أبو معشر، عن محمد بن كعب، في قوله: {خافضة رافعة}، قال: «تخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع فيها رجالا كانوا فيها مخفوضين» رواه المعافى بن عمران في الزهد، وأبو الشيخ في العظمة.
- وقال محمد بن إسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي، قال: سألني عمر بن عبد العزيز، عن قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} فقلت له: هي الطوفان والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والبحر، وعصاه، والطمسة، والحجر.
فقال: وما الطمسة؟
فقلت: دعا موسى وأمَّن هارون، فقال: {قد أجيبت دعوتكما}.
وقال عمر: كيف يكون الفقه إلا هكذا؛ فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطة كانت لعبد العزيز بن مروان أصيبت بمصر، فإذا فيها الجوزة والبيضة والعدسة ما تنكر مُسِخَت حجارة كانت من أموال فرعون أصيبت بمصر).رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
- وقال أيوب بن موسى عن محمد بن كعب القرظي قال: المحروم الذي تصيبه الجائحة؛ قال الله: {وغدوا على حرد قادرين فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون}، وقال: {فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون}، قال: (المحروم الذي تصيبه الجائحة). رواه ابن وهب في جامعه.

من مواعظه ووصاياه وأقواله:
- قال بكر بن مضر المصري عن محمد بن كعب القرظي أنه كان يقول: (إن بين أيديكم مرصدا، فخذوا له جوازه، ثم قرأ: {إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مئابا}). رواه ابن وهب في جامعه.
- وقال بديل بن ميسرة، عن محمد بن كعب القرظي، قال: (ثلاث خصال من كن فيه كنَّ عليه: البغي، والنكث، والمكر، وقرأ: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}، {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم}، {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه}). رواه ابن أبي الدنيا في "ذمّ البغي".
- وقال الأصمعي: حدثنا أبو المقدام هشام بن زياد عن محمد بن كعب القرظي أنه سُئل: ما علامة الخذلان؟
قال: (أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان قبيحا). رواه أبو نعيم الأصبهاني في الحلية وابن عساكر في تاريخ دمشق.
وقد روي هذا المعنى عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
- وقال موسى بن عبيدة الربذي، عن محمد بن كعب القرظي قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا زهَّده في الدنيا، وفقَّهه في الدين، وبصَّره عيوبه، ومن أوتيهن أوتي خير الدنيا والآخرة). رواه ابن المبارك في الزهد، ووكيع في الزهد واللفظ له، وابن أبي شيبة في المصنف، والبيهقي في شعب الإيمان، وابن عساكر في تاريخه.
- وقال عباءة بن كليب الليثي عن محمد بن النضر الحارثي قال: كان محمد بن كعب يقول: (الدنيا دار فناء، ومنزل بلغة، رغبت عنها السعداء، وانتزعت من أيدي الأشقياء؛ فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها، وأزهد الناس فيها أسعد الناس بها، هي المعذّبة لمن أطاعها، المهلكة لمن اتبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علمها جهل، وغناها فقر، وزيادتها نقصان، وأيامها دُوَل). رواه ابن أبي الدنيا في ذمّ الدنيا، وأبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وقد تصحّف في بعض المصادر اسم عباءة إلى عبّاد بن كليب، وعبّاد متروك الحديث، وأما عباءة فصدوق له أوهام، ذكره البخاري في الضعفاء وقال أبو حاتم: يحوَّل منه.
ومحمد بن النضر عابد زاهد، قال فيه عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت مثله في الصلاح.
- وقال أبو ضمرة أنس بن عياض عن صالح بن حسان البصري: سمعت محمد بن كعب يقول: (ما يكذب الكذاب إلا من مهانة نفسِه). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق، والبيهقي في شعب الإيمان، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وصالح بن حسان ضعيف الحديث.

مروياته في التفسير:
أكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة من أقواله في التفسير، وقد روي عنه من مروياته عن الصحابة شيء يسير مما رواه عن ابن عباس وفضالة بن عبيد ومعاوية وكعب بن عجرة وغيرهم.
وروى عن عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي وهو تابعي مخضرم مرويات عدة، عامّتها من الإسرائيليات.

وفاته:
- قال محمد بن فضيل البزاز(ت:236هـ): (كان لمحمد بن كعب جلساء كانوا من أعلم الناس بتفسير القرآن، وكانوا مجتمعين في مسجد الربذة، فأصابتهم زلزلة، فسقط عليهم المسجد فماتوا جميعا تحته). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
- وقال سعيد بن سليمان الضبي: سمعت أبا معشر يقول: (مات محمد بن كعب القرظي سنة ثمان ومائة).
- وقال: وسمعت غير أبي معشر يقول: (كان محمد بن كعب القرظي يقص فسقط عليه وعلى أصحابه مسجد فقتلهم). رواه ابن سعد.

واختلف في سنة وفاته على أقوال:
القول الأول: سنة ثمان ومائة، وهو قول أبي معشر المدني، وقعنب بن المحرر، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعثمان بن أبي شيبة، وأبي عيسى الترمذي، ولم يذكر البخاري قولاً غيره.
وهو أرجح الأقوال.
القول الثاني: مات سنة سبع عشرة مائة، وهو قول الواقدي، وعلي بن عبد الله التميمي، وخليفة بن خياط، وأبي حفص الفلاس، ويعقوب بن شيبة.
قال يعقوب بن شيبة: وله ثمان وسبعون.
والقول الثالث: مات سنة ثمان عشرة ومائة، وهو قول ابن حبان، قال: وهو ابن ثمانين سنة.
والقول الرابع: مات سنة تسع عشرة ومائة، وهو قول محمد بن عبد الله بن نمير
والقول الخامس: مات سنة عشرين ومائة، وهو قول يحيى بن معين، ونسبه أبو الحجاج المزي إلى علي بن المديني وابن سعد أيضاً.
والقول السادس: مات سنة تسع وعشرين ومائة، وهو قول أبي عمر الضرير.
قال أبو الحجاج المزي: وهذا وهم لم يتابعه عليه أحد.

رواة التفسير عن محمد بن كعب القرظي:
تقدم ذكر الخبر عن وفاة محمد بن كعب القرظي بالهدم، وأنه مات معه طائفة من خاصة أصحابه ومن أعلمهم بالتفسير.
ورواة التفسير عن محمد بن كعب القرظي في كتب التفسير المسندة أكثر من خمسين راوياً، وهم على أصناف:
الصنف الأول: أصحابه المكثرون من الرواية عنه
وهم: أبو صخر المدني، وأبو معشر السندي، وموسى بن عبيدة الربذي.
1. فأما أبو صخر فهو حميد بن زياد الخراط (ت:145هـ تقريباً )، وهو ابن أبي المخارق المدني، مولى بني هاشم، مختلف فيه، والعمل على توثيقه، وثقه يحيى بن معين في رواية، وضعّفه في أخرى، وضعفه النسائي، وقال أحمد: ليس به بأس، ووثقه العجلي وابن حبان وغيرهما، وأخرج له مسلم في صحيحه، والبخاري في الأدب المفرد.
2. وأما أبو معشر فهو نجيح بن عبد الرحمن السندي(ت:170هـ)، وهو صدوق متكلّم فيه لسوء حفظه، وكان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، وروايته عن محمد بن كعب القرظي محتملة ما لم يكن فيها نكارة.
- قال أحمد بن حنبل: (حديثه عندي مضطرب، لا يقيم الإسناد، ولكن أكتب حديثه أعتبر به).
- وقال أيضاً: (يُكتب من حديث أبي معشر أحاديثه عن محمد بن كعب في التفسير).
- وقال يحيى بن معين: (اكتبوا حديث محمد بن كعب في التفسير، وأما أحاديث نافع وغيره فليس بشيء، التفسير حسن).
- وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت علي ابن المديني عن أبي معشر المديني، فقال: (كان ذلك شيخا ضعيفا ضعيفا، وكان يحدث عن محمد بن قيس، ويحدث عن محمد بن كعب بأحاديث صالحة، وكان يحدث عن المقبري وعن نافع بأحاديث منكرة).
- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وذكر"مغازي أبي معشر"؛ فقال: (كان أحمد بن حنبل يرضاه، ويقول: كان بصيرا بالمغازي).
- وقال ابن شجرة: أخبرني داود بن محمد بن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني، عن أبيه، قال: قدم المهدي بعد خلافته المدينة في سنة ستين، فأشخصه، يعني: أبا معشر، معه إلى العراق، وأمر له بألف دينار، وقال: تكون بحضرتنا فتفقه من حولنا، فشخص أبو معشر معه إلى مدينة السلام سنة إحدى وستين).رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
3. وأما أبو عبد العزيز موسى بن عبيدة الربذي الحميري(ت:152هـ)، فهو رجل صالح غير متّهم بالكذب، لكنّه كثير الخطأ، واهي الرواية، قال فيه أحمد: منكر الحديث، وتركه يحيى القطان وغيره، وقال يحيى بن معين: ليس بمتروك.
وروى أبو الفضل عن أحمد بن حنبل أنه قال أيضاً: (وأما موسى بن عبيدة فلم يكن به بأس، ولكنه حدَّث بأحاديث مناكير عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأما إذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا، وقبض على أصابع يديه الأربع من كل يد ولم يضم الإبهام).
وهو مكثر عن محمد بن كعب القرظي في التفسير، وبما تصحّف اسمه إلى موسى بن عبيد.

الصنف الثاني: رواة لهم روايات قليلة في كتب التفسير المسندة دون العشر
ومنهم: محمد بن إسحاق بن يسار، وعاصم بن محمد العُمري، وأفلح بن سعيد القبائي، وقد تُكلّم في سماع ابن إسحاق من محمد بن كعب القرظي، وقد صرّح بالتحديث عنه

الصنف الثالث: الثقات المقلّون عنه
وهم جماعة من الثقات رويت عنهم مسائل سألوا فيها محمد بن كعب أو سمعوها منه، وما لكل واحد منهم في كتب التفسير المسندة سوى رواية أو روايتين عنه، ومن هؤلاء:
عمرو بن دينار، وقتادة، وسليمان بن طرخان التيمي، وعبد الله بن كثير المكي، وسعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، والحكم بن عتيبة الكندي، وعمارة بن غزية الأنصاري، وأسامة بن زيد الليثي، وسعيد بن أبي هلال الليثي، ويزيد بن أبي حبيب الأزدي المصري، وبكر بن مضر المصري، وأيوب بن موسى الأموي، عبد الرحمن بن أبي الموال المدني، وعنبسة بن سعيد الرازي، وأبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي المديني، وداود بن قيس الفراء، ومحمد بن قيس المدني، وعمرو بن قتادة اليمامي، وأبو سهل عثمان بن حكيم الأنصاري، وعبد الله بن أبي لبيد المدني، وحرب بن قيس مولى يحيى بن أبي طلحة، ويزيد بن أبي زياد ميسرة القرظي المدني وهو غير يزيد بن أبي زياد الكوفي، وغيرهم.

الصنف الرابع: رواة تُكلّم فيهم، والراجح قبول روايتهم ما لم يكن فيها مخالفة أو نكارة.
وهم دون من سبقهم في الضبط، ومنهم من تُكلّم فيه والعمل على توثيقه، ومن هؤلاء:
1. عبد العزيز بن أبي رواد المكي، وثقه يحيى بن معين، وقال أحمد: (رجل صالح الحديث، وكان مرجئاً، وليس هو في الثبت مثل غيره).
2. وأبو يحيى شعيب بن صفوان الثقفي الكوفي، أخرج له مسلم في صحيحه، وقال أحمد: لا بأس به، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتجّ به.
3. وأبو يونس سالم بن أبي حفصة العجلي الكوفي، متّهم بالتشيّع، وقد اختلف فيه، والأقرب أنه مقبول الرواية فيما لا صلة له ببدعته.
4. وأبو عون خصيف بن عبد الرحمن الجزري، ضعفه أحمد وأبو حاتم والنسائي، ووثقه يحيى بن معين وأبو زرعة، له رواية عن محمد بن كعب القرظي.
6. وعمر بن أبي بكر القرشي، وهو ابن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ين هشام المخزومي، ذكره ابن حبان في الثقات.
7. ومحمد بن عبيدة الربذي أخو موسى، روى عنه محمد بن الزبرقان.
8: ويزيد بن محمد بن خثيم المحاربي، قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال البخاري في التاريخ: (لا يعرف سماع يزيد من محمد)، له رواية واحدة عن محمد بن كعب في تفسير ابن أبي حاتم.

الصنف الخامس: رواة ضعفاء الضبط أو مجهولو الحال
ومنهم:
1. ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف مضطرب الحديث، لا يحتجّ به إذا انفرد، لكن يكتب حديثه ويُعتبر.
2. ومحمد بن رفاعة بن ثعلبة القرظي، ذكره ابن حبان في الثقات.
3. وسليمان بن حميد المزنيّ المديني، ذكره ابن حبان في الثقات.
4. وعمر بن أبي ليلى العامري، قال أبو حاتم الرازي: مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات.
5. وعمر بن حمزة العمري، وهو ضعيف الحديث، روى عن محمد بن كعب القرظي خبراً إسرائيلياً منكراً.
6. وعيسى بن جارية الأنصاري
7. وبريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي


الصنف السادس: المتروكون
وهم رواة شديدو الضعف، أو متّهمون بالكذب، ومنهم:
1: أبو رافع إسماعيل بن رافع المديني الأنصاري، قال أبو حاتم والفلاس: منكر الحديث، وقال النسائي والدارقطني: متروك
2: أبو عبيدة عيسى بن ميمون المديني، مولى القاسم بن محمد بن أبي بكر، وهو غير عيسى بن ميمون الجرشي المعروف بابن داية.
قال البخاري: (عيسى بن ميمون عن محمد بن كعب القرظي، منكر الحديث).
3: زيادة بن محمد الأنصاري، منكر الحديث، يروي أحاديث عن محمد بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء.
4: وكثير بن عبد الله المزني، متروك الحديث، متّهم بالكذب.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-07-2025, 07:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل





سيرة أبي محمد عطاء بن أبي رباح المكّي (ت: 114هـ) رحمه الله

19: عطاء بن أبي رباح أسلم المكّي (ت:114هـ)
هو الإمام المفسّر الفقيه العابد أبو محمد عطاء بن أبي رباح أسلم الحبشي، مولى قريش، أصله من الحبشة وقيل من "النوبة"، وُلدَ باليمن عام خمسة وعشرين أو سبعة وعشرين للهجرة، ونشأ بمكة، وقرأ القرآن وتعلّم العلم، حتى صار معلّم كُتَّاب بمكّة.
- قال ابن سعد: (اسم أبي رباح أسلم، وكان عطاء من مولدي الجَنَد من مخاليف اليمن، نشأ بمكة. وهو مولى آل أبي ميسرة بن أبي خثيم الفهري).
- وقال عبيد الله بن سعد الزهري: حدثنا عمي قال: قال ابن إسحاق: (عطاء بن أبي رباح مولى حبيبة ابنة ميسرة). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال البخاري: (عطاء بْن أَبِي رباح أَبُو محمد مولى آل أبي خثيم القرشى الفهري الْمَكِّيّ واسم أَبِي رباح أسلم).
- وقال ابن أبي خيثمة: سمعت أبي يقول: (عطاء بن أبي رباح أبو محمد) وروى في تاريخه عن جماعة أنهم كانوا يكنونه أبا محمد.

مولده:
- قال سفيان بن عيينة، عن عمر بن قيس المكي عن عطاء قال: (أذكر قتل عثمان رضي الله عنه حين جاء الرسول، وأنا أشتدّ مع الصبيان). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وفي رواية عند ابن سعد وابن عساكر من هذا الطريق أنه قال: ((أعقل قتل عثمان).
- وقال أبو حفص الباهلي، عن عمر بن قيس، قال: سألت عطاء متى ولدت؟
قال: (لعامين خلوا من خلافة عثمان). رواه ابن أبي خيثمة وابن عساكر.
- وقال سفيان بن عيينة: (عطاء أكبر من ابن أبي مليكة، عطاء قد شهد مقتل عثمان). رواه ابن أبي خيثمة وابن عساكر.
- قال ابن عساكر: (ذكر أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيب الضبي أن عطاء ولد سنة سبع وعشرين).

صفته:
- قال يحيى بن أبي بكير: حدثنا أيوب بن ثابت قال: (رأيت عطاء وكان أشلَّ أفزر). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
- وقال وهب بن جرير بن حازم: حدثني أبي قال: (رأيت يد عطاء شلاء ضربت في أيام ابن الزبير).
- قال وهب: قال أبي: وحدثني أبو عمرو بن العلاء قال: سمعت رجلا قال: قلت لعطاء يا أبا محمد والله إنك يومئذ لخنشليل بالسيف!
قال: (إنهم دخلوا علينا). رواهما ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال ضمرة بن ربيعة، عن عثمان بن عطاء الخراساني، قال: (كان عطاء بن أبي رباح أسود شديد السواد، ليس في رأسه شعر إلا شعرات في مقدم رأسه، فصيح إذا تكلم، فما قال بالحجاز قبل منه). رواه ابن أبي خيثمة وابن عساكر.
- وقال يحيى بن معين: (كَانَ عَطاء بن أَبى رَبَاح أسود).
- وقال محمد بن سعد: (سمعت بعض أهل العلم يقول: كان عطاء أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمي بعد ذلك).
- وقال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود: كان عطاء بن أبي رباح أبوه نوبي، وكان يعمل المكاتل، وكان عطاء أعور أشل أفطس أعرج أسود ثم عمي بعد، وعطاء قطعت يده مع ابن الزبير). ذكره المزي في تهذيب الكمال.
- وقال ابن حبان: (عطاء بن أبى رباح مولى آل أبى خيثم الفهري القرشي واسم أبى رباح أسلم، كان مولده بالجند من اليمن، ونشأ بمكة، وكان أسود أعور أشلّ أعرج ثم عميَ في آخر عمره، وكان من سادات التابعين، وكان المقدَّم في الصالحين مع الفقه والورع، كان مولده سنة سبع وعشرين، ومات بمكة سنة أربع عشرة ومائة، كنيته أبو محمد).

عمله:
- قال معن بن عيسى: حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عطاء (أنه كان يعلّم الكتاب). رواه ابن سعد.
- وقال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: (كان عطاء بن أبي رباح معلّم كتاب).
- وقال أبو حفص الفلاس: (من مولَّدي الجَنَد، ونشأ بمكة، وعلَّم الكتاب بها).

رؤيته وروايته:
- قال مطرف، عن خالد بن أبي ثور، عن عطاء بن أبي رباح: (أدركت مئتي نفس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا المسجد، إذا قال الإمام، {ولا الضالين} سمعت لهم رجة آمين). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال هشيم: أخبرنا حجاج وابن أبي ليلى، عن عطاء، قال: (كنا نكون عند جابر بن عبد الله فيحدثنا، فإذا خرجنا من عنده تذاكرنا حديثه). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال سعيد بن سالم القداح عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: هل رأيت أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استلموا قبَّلوا أيديهم؟
فقال: نعم، رأيت جابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبا سعيد الخدري، وأبا هريرة إذا استلموا قبلوا أيديهم.
قلت: وابن عباس؟
قال: نعم - حسبت كثيرا-.
قلت: هل تدع أنت إذا استلمت أن تقبل يديك؟
قال: فَلِمَ أستلمه إذا؟!!). رواه الشافعي في الأمّ، وابن عساكر في تاريخه.
- وقال حماد بن زيد: حدثنا عسل بن سفيان. عن عطاء بن أبي رباح. قال: صليت مع ابن الزبير المغرب فسلم في ركعتين، ثم قام إلى الركن ليمسحه فسبح القوم؛ فرجع فصلى بهم الركعة، ثم سلَّم، ثم سجد سجدتين؛ فأتيت ابن عباس من فوري فأخبرته؛ فقال: (لله أبوك ! فكيف صنع؟)
فأخبرته؛ فقال: (ما ماطَ عن سنة نبيه). رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال علي بن المديني: (عطاء بن أبي رباح لقي عبد الله بن عمر ورأى أبا سعيد الخدري رآه يطوف بالبيت ولم يسمع منه وجابرا وابن عباس ورأى عبد الله بن عمرو، ولم يسمع من زيد بن خالد الجهني ولا من أم سلمة ولا من أم هانيء، وسمع من عبد الله بن الزبير وابن عمر، ولم يسمع من أم كرز شيئا، وروى عن أم حبيبة بنت ميسرة عن أم كرز، وسمع من عائشة وجابر بن عبد الله).
- قال البخاري: (سمع أبا هريرة، وابن عباس، وأبا سعيد، وجابر، وابن عمر، رضي الله عنهم).
- وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: (رأى عقيل بن أبى طالب، وروى عن أبي هريرة، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، ورافع بن خديج، وجابر بن عمير، وعائشة، ومعاوية بن أبى سفيان).

علمه وفضله:
- قال سفيان، عن عمر بن سعيد، عن أمه، قالت: قدم ابن عمر مكة فسألوه فقال: (تجمعون لي يا أهل مكةَ المسائلَ وفيكم عطاء بن أبي رباح). رواه ابن أبي خيثمة والفسوي في المعرفة والتاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- وقال أبو بكر بن عياش، عن ابن عطاء، عن أبيه قال: (كنا نكون عند ابن عباس فيأتيه الأشراف فما يصرف وجهه عنا حتى نفرغ ). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن الفضيل بن غزوان: حدثنا أسلم المنقري، قال: كنت جالسا مع أبي جعفر [ وهو محمد بن علي بن الحسين] إذ مرَّ عليه عطاء بن أبي رباح، فقال: « ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء بن أبي رباح » ). رواه ابن سعد وابن أبي خيثمة وابن عساكر.
- وقال سفيان بن عيينة: حدثنا عبد ربه [يعني ابن سعيد]، سمع أبا جعفر يقول: (ما يفتي من الناس أحدٌ أعلمَ بالحج من عطاء). رواه ابن أبي خيثمة وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- وقال قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان عن أسلم المنقري عن أبي جعفر قال: (ما بقي أحد أعلم بالحج من عطاء). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
- وقال أبو سعيد الأشج: حدثنا محبوب بن محرز القواريرى عن حبيب بن جري قال: قال لنا أبو جعفر - يعنى محمد بن علي بن حسين -: (خذوا من حديث عطاء ما استطعتم). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أبو يحيى الحمّاني: أخبرنا أبو عاصم الثقفي قال: سمعت أبا جعفر يقول للناس وقد أكثروا عليه: (عليكم بعطاء هو والله خير لكم مني). رواه ابن عساكر.
- وقال الزبير بن بكار عن عبد الله بن مصعب بن ثابت قال: أُتي القاسم بن محمد بشهادته بخطّ عطاء بن أبي رباح؛ فقال: (والله ما أذكر هذا، ولكن إن شهد لكم عطاء شهدت، وإن لم يشهد لكم لم أشهد). رواه ابن أبي خيثمة وابن عساكر.
- وقال عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان: أخبرني أبي قال: (أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحاجّ صائحاً يصيح: ألا لا يُفْتِ الناسَ إلا عطاء، فإن لم يكن عطاء فابن أبي نجيح). رواه البخاري في التاريخ الكبير، والفسوي في المعرفة والتاريخ، وابن عدي في الكامل، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان عن أسلم المنقري قال: جاء أعرابي فسأل، فأشاروا إلى سعيد بن جبير، فجعل الأعرابي يقول: أين أبو محمد؟ فقال له سعيد: (ما لنا هاهنا مع عطاء شيء). رواه ابن سعد في الطبقات، والفسوي في المعرفة والتاريخ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال همام عن قتادة قال: قال لي سليمان بن هشام: هل بالبلد - يعني مكة - أحد؟
قال: قلت: نعم، أقدم رجل في جزيرة العرب علماً.
قال: من؟
قلت: (عطاء بن أبي رباح). رواه ابن عساكر.
- وقال سلام بن مسكين: سمعت قتادة يقول: (أعلم الناس بالحلال والحرام الحسن، وأعلمهم بالمناسك عطاء بن أبي رباح، وأعلمهم بالتفسير عكرمة). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
- وقال موسى بن إسماعيل: سمعت يزيد بن زريع يقول عن ابن أبي عروبة - قال محمد بن سعد: أحسبه عن قتادة- قال: (إذا اجتمع إلي أربعة لم ألتفت إلى غيرهم ولم أبال من خالفهم الحسن وسعيد بن المسيب وإبراهيم وعطاء قال هؤلاء أئمة الأمصار). رواه ابن سعد وابن عساكر.
- وقال أبو بكر الحميدي: أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم، قال: سمعت أبي يقول: (ما أدركت أحداً أعلمَ بالحجّ من عطاء بن أبي رباح). رواه ابن عساكر.
- وقال يعقوب بن محمد الزهري: سمعت ابن أبى حازم يقول: قال ربيعة: (فاق عطاءٌ أهلَ مكة في الفتوى). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال عبد السلام بن حرب، عن خصيف، قال: (كان أعلمهم بالحج عطاء). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال محمود بن غيلان المروزي: أخبرنا عبد الحميد الحماني قال: سمعت أبا حنيفة قالما رأيت أحدا أفضلَ من عطاء بن أبي رباح، ولا أكذبَ من جابر يعني الجعفي). رواه ابن عساكر.
- وقال أيوب بن سويد الرملي: سمعت الأوزاعي يقول: (كان عطاء بن أبي رباح أرضى الناس عند الناس، وما كان يشهد مجلسه، إلا سبعة أو ثمانية). رواه أبو زرعة الدمشقي، ويعقوب بن سفيان الفسوي بلفظ: ((مات عطاء بن أبي رباح يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عند الناس، وما كان أكثرهم من يتهدى إليه). وفي رواية عند ابن عساكر: (من ينهد إليه).
- قال ابن وهب: حدثنا مالك قال: قال عمرو بن دينار ومجاهد وغيرهما من أهل مكة: (لم يزل شأننا متشابها متناظرين حتى خرج عطاء بن أبي رباح إلى المدينة، فلما رجع إلينا استبان فضله علينا). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال محمد بن مسلم المعروف بابن وارة: سمعت بعض أصحاب الشافعي يحكي عن الشافعي قال: (ليس من التابعين أحد أكثر اتباعا للحديث من عطاء). رواه ابن عساكر.
- وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله [ هو أحمد بن حنبل] يقول: (العلم خزائن، يقسمه الله لمن أحب، لو كان يخصّ بالعلم أحدا لكان أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى، كان عطاء بن أبي رباح - واسم أبي رباح أسلم - حبشيا، وكان يزيد بن أبي حبيب نوبيا أسود، وكان الحسن البصري مولى للأنصار، وكان ابن سيرين مولى للأنصار). رواه الفسوي في المعرفة، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال صالح بن أحمد: حدثني أبي قال: (عطاء بن أبي رباح مكي تابعي ثقة وكان يفتي أهل مكة في زمانه وكان أسود). رواه ابن عساكر ( العجلي؟)
- وقال محمد بن سعد: (انتهت فتوى أهل مكة إليه وإلى مجاهد في زمانهما. وأكثر ذلك إلى عطاء).
- وقال العجلي: (عطاء بن أبي رباح مكّي، تابعي، ثقة، وكان مفتي أهل مكة في زمانه، وكان أسود).
- وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ": (مناقب عطاء في العلم والزهد والتألّه كثيرة).

هديه وسمته:
- قال يحيى بن سليم: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان [الديباج]، قال: (ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء بن أبي رباح إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر وهم يخوضون، فإن تكلم أو سئل عن شيء أجاب وأحسن الجواب). رواه ابن أبي خيثمة وابن عساكر.
- وقال سفيان بن عيينة: قال إسماعيل بن أمية قال: (كان عطاء يطيل الصمت؛ فإذا تكلَّم يُخيَّل إلينا أنه يؤيَّد). رواه ابن أبي عاصم في الزهد، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
قال ابن أبي حاتم: (يعنى أن اللهَ عز وجل يؤيّده ويلهمه الصواب).
- وقال ابن أبي ليلى: قال إسماعيل بن أمية: (كان عطاء يطيل الصمت). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال علي بن المديني: أخبرنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال: (كان عطاء يتكلم فإذا سئل عن المسألة فكأنما يؤيد). رواه ابن سعد.
لعل صوابه: لا يتكلّم.
- وقال قبيصة بن عقبة: أخبرنا سفيان عن ابن جريج قال: (كان عطاء إذا حدَّث بشيء قلتُ: علم أو رأي؟ فإن كان أثرا قال: علم، وإن كان رأيا قال: رأي). رواه ابن سعد.
- وقال مسلم بن خالد عن يعقوب بن عطاء بن أبي رباح قال: (ما رأيت أبي يتحفَّظ في شيء ما يتحفظ في البيوع). رواه ابن سعد.

صلاحه وعبادته:
- قال أبو نعيم: أخبرنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، قال: (ما رأيت أحداً يريد بهذا العلم وجه الله غير هؤلاء الثلاثة: عطاء، وطاوس، ومجاهد). رواه ابن سعد والفسوي في المعرفة والتاريخ وابن عساكر.
- وقال سلمة بن شبيب: سمعت عبد الرزاق يقول: (أخذ أهل مكةَ الصلاةَ عن ابن جريج، وأخذها ابن جريج عن عطاء، وأخذها عطاء عن ابن الزبير، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر الصديق، وأخذ أبو بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذها النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام).
قال عبد الرزاق: (وما رأيت أحدا أحسن صلاةً من ابن جريج، كان يصلي ونحن خارجين فنرى كأنه اسطوانة وما التفت يمينا ولا شمالا). رواه ابن عساكر.
- وقال سفيان بن عيينة: قلت لابن جريج: ما رأيت مصلياً مثلك!! قال: فكيف لو رأيت عطاء). رواه ابن عساكر.
- وقال معن بن عيسى: حدثنا أبو معاوية المغربي قال: (رأيت عطاء بن أبي رباح بين عينيه أثر للسجود). رواه ابن سعد.
- وقال عبد الرزاق، عن ابن جريج؛ قال: كان عطاء بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية من البقرة وهو قائم ما يزول منه شيء ولا يتحرك). رواه الإمام أحمد في الزهد ومن طريقه ابن أبي خيثمة والفسوي وابن عساكر.
- وقال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة أو نحو من عشرين سنة ثم قال ابن جريج: فيما أعلم). رواه ابن أبي خيثمة وابن عساكر، وزاد في رواية عنده: (وكان من أحسن الناس صلاة).
- وقال محمود بن غيلان: أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال: (اختلفت إلى عطاء ثمان عشرة سنة، وكان يبيت في المسجد عشرين سنة). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو نعيم: أخبرنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء أنه كان يُطعم عن أبويه وهما ميّتان، وكان يفعله حتى مات.
قال أبو نعيم: (يعني صدقة الفطر). رواه ابن سعد.
- وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: أخبرنا أبو شهاب [الحناط] عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط قال: (والله ما أرى إيمان أهل الأرض يعدل إيمان أبي بكر وما أرى إيمان أهل مكة يعدل إيمان عطاء). رواه ابن سعد وابن عساكر، وقد تصحّف عنده أبو شهاب إلى ابن شهاب.
- وقال حنبل بن إسحاق: أخبرنا يحيى بن معين قال: قال ابن أبي ليلى: (حج عطاء سبعين حجة وعاش مائة سنة). رواه ابن عساكر.
قلت: هذا وهم، بل لم يبلغ التسعين.

أخلاقه وشمائله:
- وقال شعبة عن عمران بن حدير قال: رأيت عمامة عطاء مخَّرقة؛ فقلت: أنا أعطيك عمامتي؛ قال: (إنا لا نقبل إلا من الأمراء). رواه ابن عساكر.
قال الذهبي: (يريد بيت المال).
- قال مهدي بن ميمون: حدثنا معاذ بن سعد الأعور قال: كنت جالسا عند عطاء بن أبي رباح فحدَّث رجلٌ بحديث فعرَض رجلٌ من القومِ في حديثه؛ فغضب عطاء، وقال: (ما هذه الأخلاق؟!! ما هذه الطباع؟!! إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم به فأريه كأني لا أحسن منه شيئا). رواه ابن سعد في الطبقات وابن حبان في روضة العقلاء، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
ولفظ ابن سعد: (والله إن الرجل ليحدث بالحديث لأنا أعلم به منه، ولَعَسى أن يكون سمعه مني فأنصت إليه وأريه كأني لم أسمعه قبل ذلك).
- وقال سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال: (إن الرجل ليحدّثني بالحديث؛ فأنصتُ له كأن لم أسمعه قط، وقد سمعته قبل أن يولد). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال عبد الله بن المبارك، عن يعقوب بن عطاء قال: كان رجلٌ يحدّث أبي بحديثٍ كان أبي أحفظَ لذلك الحديثِ من الرجلِ، قال: فجعل أبي يصغي إليه.
فقلت أنا للرجل: إن أبي يحفظ هذا الحديث!
قال: فصاح بي؛ فقال: مَهْ يا بني!
فلما قام الرجل قال لي أبي: (يا بُنيّ لم تُبغّضُ أباكَ إلى جليسه، لقد سمعتُ هذا الحديثَ قبلَ أن يولدَ أبوه!! ولقد كان يُحَدَّثُ أحدُنا بالحديثِ، والذي يُحَدَّث بالحديثِ أحفظ من الذي يحدِّثُه؛ فما يزيده على أن يقول: "ما أحسنه!!" إرادةَ أن يسرَّه). رواه البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر في تاريخ دمشق.

شؤونه وأحواله وبعض أخباره:
- قال أحمد بن حنبل: أخبرنا ابن نمير، أخبرنا عمر بن ذر قال: (ما رأيت مثل عطاء قط، وما رأيت على عطاء قميصا قط ولا رأيت عليه ثوبا يسوى خمسة دراهم). رواه ابن عساكر.
- وقال الفرج بن عبد الله النخعي عن ابن جريج أنه سئل عن عطاء من أين معاشه قال: (نيل السلطان ومواساة الإخوان). رواه ابن عساكر.
- وقال إسماعيل بن عياش: قلت لعبد الله بن عثمان بن خثيم المكي من أين كانت معيشة عطاء بن أبي رباح؟ قال: (من صلة الإخوان وجوائز السلطان). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو الأصبغ الحراني: أخبرنا بشر بن السري عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن أمه قالت: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام؛ فقال: يا نساء المسلمين استوصوا بعطاء بن أبي رباح خيرا؛ فأوصت له عند الموت بأربعة عشر فقبلها). رواه ابن عساكر.
- وقال الهيثم بن عدي: أخبرنا يعقوب بن عطاء قال: كان عطاء يوما متكئا على وسادة فأخرج إحدى عينيه؛ فقال ناولني ذاك الشئ.
قال قلت: هو ذا بين يديك.
فقال: ما أراه.
فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون ! أما تراه إلى جنبك.
قال: (أيْ بُني! وما تعجب من هذا؟! والله لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة ما علم بها أحد!). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أبو خيثمة عن عبد العزيز بن رفيع قال: سئل عطاء عن شئ قال: لا أدري، قال فقيل له: ألا تقول فيها برأيك؟!
قال: (إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي). رواه ابن عساكر.
- وقال العلاء بن عمرو الحنفي، عن عبد القدوس، عن حجاج قال: (قال عطاء: "وددت أني أحسن العربية" وهو يومئذ ابن تسعين سنة). رواه الخطابي في غريب الحديث وابن عساكر في تاريخ دمشق.

مواعظه ووصاياه:
- قال يعلى بن عبيدالطنافسي: دخلنا على محمد بن سوقة؛ فقال: يا ابن أخي أحدثكم بحديث لعله ينفعكم فقد نفعني؛ قال لنا عطاء بن أبي رباح: (إن من قبلكم كانوا يعدّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله وأمر بمعروف أو نهي عن منكر أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها، أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد؟! أما يستحي أحدكم لو نُشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره وليس فيها شئ من أمر آخرته). رواه ابن عساكر.
- قال يعلى بن عبيد الطنافسي: دخلنا على محمد بن سوقة، فقال: أحدثكم بحديث لعله ينفعكم، فإنه قد نفعني، قال لنا عطاء بن أبي رباح: (يا بني أخي، إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أن تقرأه، أو تأمر بمعروف، أو تنهى عن منكر، أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها، أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين، عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، أما يستحي أحدكم أن لو نُشرت عليه صحيفته التي أملى صدر نهاره كان أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه). رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الصمت".
- قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: وقال عطاء بن أبي رباح: (ما أبكى العلماء بكاء آخر العمر من غضبة يغضبها أحدهم فتهدم عمر خمسين سنة، أو ستين سنة، أو سبعين سنة، ورب غضبة قد أقحمت صاحبها مقحما ما استقاله). خرجه ابن أبي الدنيا

وفاته:
- وقال حماد بن زيد، عن خالد بن رخيم قال: (لما حضرت عطاء بن أبي رباح الوفاة سمع بكاء فقال: " ادعوا لي ابن أبي حسين - لرجل من قريش - فقال: انه هؤلاء. ثم قال: يا صريخ الأخيار، يا صريخ الأخيار). رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "المحتضرين".
- وقال مخلد بن الحسين، عن هشام: أخبرني ابن أبي الحسين قال: لما حضرت عطاءً الوفاةُ صِحْنَ النساء؛ فقال عطاء: اكفني هؤلاءِ فإنْ أبينَ عليكَ فاستعنْ عليهنَّ بالسلطان؛ وقال: ابنَ أخي [يمّمْني] ثم جعل يقول: "يا صريخ الأخيار! يا صريخ الأخيار!" فلم يزل يقول حتى مات). رواه ابن عساكر.
ما بين المعكوفين في الأصل [ميمي] ولعلّ ما أثبتّه هو الصواب، وصريخ الأخيار أي مُصرِخهم ومنقذهم في حال الكرب والشدة والحاجة للإغاثة.
- وقال البخاري في التاريخ الأوسط: حدثني حيوة بن شريح قال: حدثنا عباس بن الفضل، عن حماد بن سلمة قال: (قدمت مكة سنة مات عطاء سنة أربع عشرة ومائة). وكذلك قال في التاريخ الكبير، وفي بعض نسخ التاريخ الصغير للبخاري: (سنة 115هـ)، وقد روى الفسوي هذا الخبر في المعرفة والتاريخ من طريق حيوة بن شريح به سنة 114هـ.
- وقال أحمد بن حنبل: أخبرنا عفان، أخبرنا حماد بن سلمة قال: قدمت مكةَ وعطاء بن أبي رباح حيٌّ قال: فقلت: (إذا أفطرتُ دخلتُ عليه).
قال: (فمات في رمضان، وكان ابن أبي ليلى يدخل عليه). رواه ابن عساكر.
- وقال عبد الله بن جعفر الرقي: سمعت أبا المليح، قال: (مات عطاء سنة أربع عشرة ومائة، فلما بلغ موته ميموناً قال: ما خلف بعده مثله). رواه ابن سعد وابن أبي خيثمة، وابن زبر الربعي وابن عساكر.
- وقال سفيان بن عيينة: (حجّ أبي سنة أربع عشرة ومائة وفيها مات عطاء بن أبي رباح). ذكره ابن زبر الربعي من غير إسناد.
- وقال نوح بن حبيب: قال يحيى بن سعيد: أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج قال: (مات عطاء سنة خمس عشرة ومائة). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل، قال سفيان: (مات عطاء سنة خمس عشرة) ، وسمعت يحيى بن معين يقول: (مات عطاء سنة سبع عشرة ومائة).
- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي قال: (حدثني أبو نعيم قال: "وعطاء والحكم سنة خمس عشرة" يعني ماتا). رواه ابن عساكر.
- وقال حنبل بن إسحاق: حدثني أبو عبد الله قال: قال سفيان: (مات عطاء سنة خمس عشرة). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن سعد: قال سفيان بن عيينة والفضل بن دكين ومحمد بن عمر: مات عطاء بمكة سنة خمس وعشرة ومائة.
وقال محمد بن عمر [يعني الواقدي]: وكان له يوم مات ثمان وثمانون سنة.
- وقال أبو حفص الفلاس: (مات عطاء بن أبي رباح سنة خمس عشرة ومئة، وهو ابن ثمان وثمانين).

وقد ذكر ابن عساكر أقوالاً كثيرة في تاريخ وفاته، وأرجحها أنه مات سنة 114هـ
قال الذهبي: (مات على الأصح في رمضان سنة أربع عشرة ومائة، وقيل سنة خمس عشرة بمكة).
والذي يظهر أن الخلاف في تاريخ سنة وفاته قديم، قال أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: (مات مجاهد سنة أربع ومائة، وطاووس سنة ست، وعطاء سنة أربع عشرة أو خمس عشرة , والحسن بن مسلم قبل طاووس). رواه ابن أبي خيثمة.

مرسلات عطاء
قال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ: حدثني الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله [أحمد بن حنبل] يقول: (مرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات، ومرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها، وليس في المرسلات شيءٌ أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح؛ فإنهما يأخذان عن كل أحد).
قال يعقوب: (كان علي يخالف أحمد بن حنبل في هذا).
قلت: قد روي عن علي بن المديني من طرقٍ أنه قال: سمعت يحيى [يريد القطان] يقول: (مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء؛ فكثيراً ما كان عطاء يأخذ عن كل ضرب).
وقد رويت مقالة يحيى بن سعيد القطان هذه من طرق متعددة في كتب الجرح والتعديل، وهي أشهر وأثبت.

أقوال الأئمة النقّاد فيه:
- قال ابن أبي حاتم: قال أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: (عطاء ثقة).
- وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن عطاء بن أبي رباح فقال: (مكى ثقة).
- وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: قال علي [هو ابن المديني]: (كان عطاء اختلط بأخرة فتركه ابن جريج وقيس بن سعد). رواه ابن عساكر.
- قال الذهبي في "ميزان الاعتدال": (لم يعن الترك الاصطلاحي، بل عنى أنهما بطلا الكتابة عنه، وإلا فعطاء ثبتٌ رَضىّ).
وقال في سير أعلام النبلاء: (لم يعن علي - بقوله: تركه هاذان - الترك العرفي، ولكنه كبر وضعفت حواسه، وكانا قد تكفَّيا منه، وتفقها، وأكثرا عنه، فبطَّلا، فهذا مراده بقوله: تركاه).
وقال في تاريخ الإسلام: (عطاء حُجَّة بالإجماع إذا أسند).



مراتب رواة التفسير عن عطاء:
رواة التفسير عن عطاء بن أبي رباح في كتب التفسير المسندة قريب من خمسين رجلاً، وهم على مراتب:
المرتبة الأولى: الثقات المكثرون من الرواية عنه، ومنهم: ابن جريج، وابن أبي نجيح، وقيس بن سعد المكي، وعمرو بن دينار، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي الفزاري،
المرتبة الثانية: الثقات المقلّون من الرواية عنه في التفسير، وإن كان بعضهم موصوفاً بطول ملازمته أو مكثراً عنه في الأحكام دون التفسير، ومنهم: قتادة بن دعامة السدوسي، وأيوب بن موسى الأموي القرشي، وأيوب بن أبي تميمة السختياني، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية اليشكري، وأبو عمرو الأوزاعي، وأبو إسحاق السبيعي، وسليمان بن مهران الأعمش، وأبو حازم سلمة بن دينار الأعرج، ومنصور بن زاذان، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي المكي، وحبيب بن أبي مرزوق الرقي، والعلاء بن المسيب الأسدي، وهارون بن عنترة الشيباني، وإبراهيم الصائغ، والفضل بن عطية المروزي، ومالك بن مغول البجلي، وأبو سنان الشيباني الأكبر وهو ضرار بن مرة الكوفي تمييزاً له عن أبي سنان الشيباني الأصغر سعيد بن سنان البرجمي أحد الرواة عن الضحاك وهو مختلف فيه.
المرتبة الثالثة: المتكلّم فيهم، ومنهم:
1. محمد بن إسحاق بن يسار، وهو صدوق رمي بالتدليس؛ فإذا صرّح بالتحديث فحديثه حسن.
2.والحجاج بن أرطأة النخعي وهو صدوق رُمي بالتدليس فإذا صرّح بالسماع فحديثه أجود وربما وقع في رواياته زيادات تنكر عليه،
3. وحبيب المعلم، وهو حبيب بن أبي بقية المصري، تركه يحيى بن سعيد القطان، ووثّقه يحيى بن معين وأبو زرعة، وقال النسائي ليس بالقوي.
4. والربيع بن صبيح السعدي، وهو رجل صالح غزّاء، وقد اختلف في روايته، وجمهور النقاد على تضعيفه.
المرتبة الرابعة: مجهولو الحال: ومنهم:
1. سوار بن أبي حكيم الخراساني ختن عطاء، روى عنه خبراً إسرائيلياً.
2. وغالب بن غيلان البصري، وقد تصحّف اسمه في المطبوع من تفسير ابن جرير إلى غالب بن غلاب.
المرتبة الخامسة: الضعفاء، ومنهم: يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، وليث بن أبي سليم، وابن لهيعة.
المرتبة السادسة: المتروكون، وهم شديدو الضعف لكثرة أخطائهم في الرواية أو لاتهامهم بالكذب، ومنهم: عقبة بن عبد الله الأصم البصري، ومحمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي، وعمر بن قيس المكي المعروف بسندل، وطلحة بن عمرو الحضرمي، وواصل بن السائب الرقاشي، وأبو بكر بن أبي مريم الغساني، وأبو بكر الهذلي، وجابر بن يزيد الجعفي.


من مرويات عطاء في التفسير:
أ: قال يحيى القطان، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء في قوله تعالى: {يتلونه حق تلاوته} قال: (يتبعونه حق اتباعه، يعملون به حق عمله). رواه ابن جرير.
ب: وقال جرير بن حازم: حدثني قيس بن سعد، قال: سألت عطاء بن أبي رباح عن قوله: {ومن يولهم يومئذ دبره} ، قال: (هذه منسوخة بالآية التي في الأنفال: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين} قال: (وليس لقومٍ أن يفروا من مثليهم).
قال: (ونسخت تلك إلا هذه العدة). رواه ابن جرير.
ج: وقال نافع بن يزيد، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح أنه قال: ({المحروم}، هو المحارف في الرزق والتجارة). رواه ابن وهب في جامعه، وروي عنه نحو هذا من طريق أبي بشر وابن أبي نجيح.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 141.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 138.76 كيلو بايت... تم توفير 2.63 كيلو بايت...بمعدل (1.86%)]