|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#4
|
||||
|
||||
![]() بذل الجنان في احتساب سبعين نية لصوم رمضان (ج4) د. محمد حسانين إمام حسانين 21- يشهد الله للصائم بإخلاصه لمن أخلص: الصوم شرف لك حينما يشهد الله لك بإخلاص صيامك، بامتناعك عن الشهوات والملذات في تعظيمك لله بأن قصدته وحده مخلصًا له صيامك، بأن امتنعت عن كل الْمُفْطرات، ليس الطعام والشراب والجماع فحسب، وإنما كل ما لا يحبه الله؛ ولهذا يُقرِّر ربنا صدق قلب ذلك الصائم المخلص، بقوله تعالى في الحديث القدسي: ((يَدَعُ طعامه وشرابه من أجلي))[1]، كما أن هذا دليل على وصف الله لعبده بالإخلاص، فلم يكن صومه تقليدًا لآبائه وأجداده، أو مثلما يصوم الناس، وإنما صام إيمانًا بتصديق ما جاء في فضل الصوم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واحتسابًا لتعبه وامتناعه لما وراء ذلك من الأجر عند الله. 22- لا يكون الصائم من المفلسين: يقتص المظلومون من الظالم من حسنات جميع الطاعات إلا حسنات الصيام؛ لقول الله تعالى في الحديث القدسي: ((... إلا الصوم فإنه لي ...))، فقد قال سفيان بن عيينة في هذه الجملة: "إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عز وجل عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلا الصوم، فيتحمل الله عز وجل ما بقِيَ عليه من المظالم، ويُدخله بالصوم الجنة"[2]؛ فنسأل الله أن يسلمنا، ويسلم منا! 23- من أفضل العبادات التي تدعو لأخيك بها ليوفَّق إلى فعلها: هنيئًا لمن له صحبة تدعو له، ومن مواطن دعاء المسلم لأخيه أن يُطعمه، ولهذا كان الصوم من أفضل العبادات التي اختارها الرسول صلى الله عليه وسلم دون غيرها من العبادات، التي تدعو بها لأخيك ليوفَّق إلى فعلها؛ في الحديث الصحيح الذي بيَّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم الذكر الذي نقوله لمن أكرمنا بطعام من نفقته، سواء أطعمنا في بيته أو في أي مكان، فنقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكل طعامكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون))[3]، فحثَّنا النبي بأن ندعو لمن أكرمنا بأن يفطر عنده الصائمون؛ لأن من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، وإلا فإنه صلى الله عليه وسلم أكل ذلك الطعام وهو مُفطر، كما أن في الحديث فائدة أخرى؛ وهي استحباب "قول المفطر هذا الذكر لمن أطعمه، ويقوله الصائم كذلك لمن فَطَّرَه"[4]، فبهذا يكون الصيام من أفضل الأدعية التي يدعو بها المسلم لأخيه، حينما يُطعمه في أيام فِطرٍ أو أيام صيام. [1] إسناده صحيح على شرط مسلم: مسند أحمد: 16/ 145. [2] شعب الإيمان: أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458هـ)، حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: د. عبدالعلي عبدالحميد حامد، أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، الطبعة الأولى، 1423 هـ - 2003 م، 5/ 204. [3] إسناده صحيح على شرط الشيخين: مسند أحمد: (19/ 397، 398)، رقم (12406). [4] التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير: محمد بن إسماعيل الصنعاني (ت: 1182هـ)، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وضبط نصه: محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلَّاق: مَكتَبَةُ الرُّشد، الرياض المملكة الْعَرَبيَّة السعودية، الطبعة الأولى، 1433 هـ - 2012 م، 4/ 258.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |