سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أنواع الغدد ووظائفها: كل ما عليك معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أعراض الكوليرا: لا تتجاهلها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          علاج التهاب القصبة الهوائية: دليلك للتعافي من السعال المستمر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كل ما تود معرفته عن الحليب المكثف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          عشبة البرينجراج: اكتشف فوائدها لشعرك وصحتك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أطعمة لزيادة الوزن: 9 خيارات مغذية وصحية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ما هي أعراض فشل الكبد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مشاكل المرارة أثناء الحمل: كيف تؤثر على جنينك وصحتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أعراض التهاب الشعب الهوائية: أكثر من مجرد سعال! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ما هي أسباب الإصابة بانفصام الشخصية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 22-05-2024, 06:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,665
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين


سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل









13: سيرة أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي (ت:59هـ)
اسمه وكنيته ونسبه
اشتهر أبو هريرة رضي الله عنه بكنيته حتى غلبت على اسمه، وقد اختلف في اسمه على أقوال كثيرة؛ ومن أسباب الاختلاف أنَّ له اسماً في الجاهلية قد هُجر فلم يشتهر ضبطه، وله اسم في الإسلام، لكن غلبت كنيته على اسمه؛ فلم يشتهر أيضاً.
فأما اسمه في الجاهلية فاختلف فيه على أقوال كثيرة أشهرها وأحظاها بالنظر قولان:
القول الأول: اسمه عبد شمس، وهو قول أبي سلمة بن عبد الرحمن من أصحاب أبي هريرة، وقول محمد بن إسحاق، وشعبة بن الحجاج، وأبي نعيم الفضل بن دُكين، وأبي مسهر الغساني، ويحيى بن معين، وأحمد بن صالح المصري، وأبي بكر ابن أبي شيبة، والبخاري، وأبي زرعة الرازي.
زاد ابن إسحاق ذكر اسم والده: صخر.
- قال حسين بن حريث: حدثنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة [بن عبد الرحمن] قال: (عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد من دوس). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني بعض أصحابي عن أبي هريرة قال: (كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر؛ فسمّيت في الإسلام عبد الرحمن). رواه البخاري في التاريخ الكبير من طريق ابن نمير عن يونس، ورواه ابن عساكر في تاريخ من طريق أحمد بن عبد الجبار عن يونس بنحوه.
- وقال محمد بن الهيثم بن حماد قاضي عُكبرا: حدثنا أبو سعيد الجعفي، قال: حدثنا ابن إدريس، عن شعبة قال: (اسم أبي هريرة عبد شمس). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن عثمان الأودي قال: سمعت أبا نعيم يقول: (اسم أبى هريرة عبد شمس).
- وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أبا مسهر يقول: (اسم أبي هريرة عبد شمس). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: (أبو هريرة اسمه عبد شمس). رواه أبو بشر الدولابي، وابن أبي حاتم.
- وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت عمي أبا بكر يقول: (اسم أبي هريرة عبد شمس). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السلام البزاز: حدثنا الحسين بن نصر قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: (اسم أبي هريرة عبد شمس). رواه ابن عساكر.
- وقال البخاري في التاريخ الكبير: (عبد شمس أبو هريرة الدوسي اليماني رضى الله عنه نزل المدينة).
القول الثاني: عبد عمرو بن عبد غنم، وهو قول أبي حفص الفلاس.
- قال أبو حفص الفلاس: واختلفوا في اسمه، والذي صحَّ أنه عبد عمرو بن عبد غنم، رواه الزهري عن محرر بن أبي هريرة، قال: اسم أبي: (عبد عمرو بن عبد غنم).
- وقال عمر بن علي المقدمي، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن المحرَّر بن أبي هريرة قال: (كان اسم أبي: عبد عمرو بن عبد غنم). رواه ابن أبي الدنيا في منازل الأشراف، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال سفيان بن حسين الواسطي، عن الزهري، عن المحرَّر بن أبي هريرة قال:(كان اسم أبي: عبد الرحمن بن غنم).رواه ابن عساكر.
- قلت: لم يذكر من رواه عن سفيان بن حسين غير عمر بن علي المقدمي، وأبو حفص الفلاس قد أدرك الرواية عن سفيان بن حسين، لكن رواية سفيان بن حسين عن الزهري معلولة، وقد اختُلف عليه مع ذلك.
- قال أبو بكر ابن خزيمة: (في رواية السيناني دلالة واضحة أن اسمه كان عبد شمس فإنه إسناد متصل، ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة أحسن إسناداً من سفيان بن حسين عن الزهري عن المحرر، اللهم إلا إن يكون كان له اسمان قبل إسلامه، أحدهما: عبد شمس، والآخر: عبد عمرو، ولا أحسب اسمه كان بعد الإسلام عبد شمس، ولا عبد عمرو، ولست أنكر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم غيَّر اسمه بعد الإسلام؛ فسماه عبد الله كما حكى أحمد بن حنبل عن أبي عبيدة أن اسمه عبد الله، قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يغيّر أسامي من أسامي أهل الجاهلية، وقد أمليتُ تلك الأخبار في كتاب الأدب).رواه ابن عساكر.
- قلت: (السيناني هو الفضل بن موسى المروزي(ت:192هـ) أحد الرواة عن محمد بن عمرو بن علقمة).
وأما اسم أبي هريرة في الإسلام فقد اختلف فيه على قولين:
القول الأول: عبد الرحمن، وهو أشهر القولين، قال به ابن إسحاق، وهو الأشهر عند المحدثين.
- قال أبو بكر ابن البرقي: قال ابن هشام: (كان اسم أبي هريرة: عبد الرحمن بن صخر).رواه أبو بشر الدولابي.
- وقال أبو أحمد الحاكم: (أصحّ شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر).
- وقال ابن عبد البرّ: (روى إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قال: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر. وعلى هذه اعتمدت طائفة ألفت في الأسماء والكنى).
القول الثاني: عبد الله، وهو قول أبي خيثمة زهير بن حرب، ورواه إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس الأصبحي عن أبيه وجادة.
- وقال إسماعيل [ابن أبي أويس]: وجدت في كتاب أبي: (اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس، واسمه في الإسلام عبد الله). رواه البخاري في التاريخ الكبير.


وحُكي في اسمه أُقوال أخر:
- قال ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: (اسم أبي هريرة عبد نهم بن عامر، وهو دوسي، وهو حليف لأبي بكر الصديق).رواه أبو بشر الدولابي.
- وقال أبو حاتم الرازي: حدثنا الأويسي قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: (اسم أبي هريرة عبد نهم بن عامر). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن إسماعيل بن أبي فديك: قال موسى بن يعقوب [المطلبي]: (اسم أبي هريرة: عبد الله بن عمرو بن أبي الأسود).رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال ابن أبي خيثمة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (أبو هريرة يقال: اسمه عبد شمس، وعبد نهم بن عامر، ويقال: عبد غنم، ويقال: سكين).
- وقال صالح بن أحمد بن حنبل: قال سمعت أبي يقول: (اسم أبي هريرة يقال: عبد شمس، ويقال: عبد نهم بن عامر، ويقال: عبد غنم، ويقال: سكين، ويقال: عبد الله).
- وقال ابن أبي خيثمة: سمعت أبي يقول: (أبو هريرة اسمه عبد الله بن شمس، ويقال: عامر).
- وقال أبو عبد الله البخاري: (قالوا: اسم أبي هريرة عبد شمس، ويقال: عبد تيم، ويقال: سكين، وعمرو، وقال غيرهم: عبد نهم).
- وقال أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني(ت:316هـ): (واسمه عبد عمرو بن عبد نهم، وقيل: عامر بن عبد شمس، وقيل سكين بن عامر، وقيل: عبد الله، وقيل عبد نهم بن عامر، وقيل: عبد غنم، وقيل: عبد شمس رضي الله عنه).
- وقال: (ويقال: عبد غنم، ويقال: سكين..، ويقال: عامر بن عبد شمس، وسمي في الإسلام: عبد الله، ويقال: عبد الرحمن، ويقال: عبد عمرو بن غنم، ويقال: عبد نعم، وقيل: عبد نهم بن عامر، وقيل: عبد شمس بن عامر، وقيل: عبد شمس بن عبد عمرو، وقيل: اسمه سكين بن عمرو، وقيل: عبد الله بن عامر، من الازد ثم من دوس).
- وقال أبو عمر ابن عبد البر: (اختلفوا في اسم أبي هريرة، واسم أبيه اختلافاً كثيراً، لا يحاط به ولا يضبط في الجاهلية والإسلام).
- وقال أبو زكريا النووي: (ذكر ابن عبد البر أيضاً أنه اختُلف فيه على عشرين قولاً، وذكر غيره نحو ثلاثين قولاً، واختلف العلماء في الأصحّ منها، والأصحّ عند المحققين الأكثرين ما صحَّحه البخاري وغيره من المتقنين أنه عبد الرحمن بن صخر).
كنيته
له كنيتان: أبو هريرة، وأبو هرّ.
فأما كنيته أبو هريرة فكان يكنى بها في الجاهلية والإسلام، وأما كنيته "أبو هر" فأوّل من كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روي عن أبي هريرة أنه كان يحبّ أن يُكنى بها، لكن ثبت في الصحيح أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كناه بأبي هريرة أيضاً.
- قال روح بن عبادة: حدثنا أسامة بن زيد، عن عبد الله بن رافع، قال: قلت لأبي هريرة، لم كنيت أبا هريرة؟
قال: أما تفرق مني؟
قلت: بلى والله إني لأهابك.
قال: (كنت أرعى غنم أهلي، فكانت لي هُريرة صغيرة؛ فكنتُ أضعها بالليل في شجرة، فإذا كان النهار ذهبت بها معي؛ فلعبت بها فكنوني أبا هريرة). رواه الترمذي.
- وقال أحمد بن عبد الجبار: حدثنا يونس [بن بكير]، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني بعض أصحابي عن أبي هريرة قال: (وإنما كناني بأبي هريرة أبي؛ لأني كنت أرعى غنماً فوجدتُ أولادَ هرة؛ فجعلتُها في كمّي فلما أرحت عليه غنمه سمع أصوات هرّ؛ فقال: ما هذا يا عبد شمس؟
فقلت: أولاد هرّ وجدتها.
قال: فأنت أبو هريرة؛ فلزمتني بعد). رواه ابن عساكر.
- وقال عبد الله بن المؤمل: حدثنا ابن أبي ذباب، عن أبي هريرة، قال: قال لي رسول الله: ((يا أبا هرّ)). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال مسدد بن مسرهد: حدثنا أبو الأحوص، قال: حدثنا ابن إسحاق، عن كميل بن زياد النخعي، عن أبي هريرة، قال: كنت أمشي مع النبي فقال لي: ((يا أبا هر)). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال محمد بن بكار: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن قيس؛ قال: كان أبو هريرة يقول: (لا تكنوني أبا هريرة؛ كناني رسول الله "أبا هر").
قال: (ثكلتك أمّك، والذكر خير من الأنثى). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جنب، فأخذ بيدي، فمشيت معه حتى قعد، فانسللت، فأتيت الرحل، فاغتسلت ثم جئت وهو قاعد، فقال: «أين كنت يا أبا هر»، فقلت له، فقال: «سبحان الله يا أبا هر إن المؤمن لا ينجس». رواه أحمد، والبخاري.
- وقال عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قلت: يا رسول الله! من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟
فقال: ((لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أوَّلَ منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصاً من قبل نفسه)). رواه أحمد، والبخاري، والنسائي في الكبرى.

نشأته
- قال سليم بن حيان بن بسطام الهذلي: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: (نشأتُ يتيماً، وهاجرتُ مسكيناً، وكنت أجيراً لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي؛ فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدو إذا ركبوا؛ فزوجنيها الله؛ فالحمد لله الذي جعل الدين قواماً، وجعل أبا هريرة إماماً). رواه ابن سعد، وابن ماجة، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في السنن الكبرى، وشعب الإيمان.

إسلامه
أسلم أبو هريرة عام خيبر، وقدم المدينةَ مهاجراً والنبي صلى الله عليه وسلم قد خرج إلى خيبر؛ فخرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوافاه وقد فتح الله خيبر للمسلمين.
- قال ابن أبي خيثمة: (أسلم أبو هريرة زمن خيبر).
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، قال: سمعت ابن مالك قال: سمعت أبا هريرة يقول: (قدمت المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فوجدتُ رجلاً من بني غفار يؤمّ الناس في صلاة الفجر؛ فسمعته يقرأ في الركعة الأولى بسورة مريم، وفي الثانية ب "ويل للمطففين").رواه ابن سعد.
- وقال عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا أبو خلدة، قال: حدثنا أبو العالية، عن أبي هريرة، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ممن أنت؟
قال: قلت: من دوس.
قال: ((ما كنتُ أرى أنَّ في دوسٍ أحداً فيه خير)). رواه الترمذي، والبزار.
- قلت: كان هذا قبل أن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم لدوس، وكان سيدهم الطفيل بن عمرو الدوسي يشكو جفاءهم وتأبّيهم عن الإسلام حتى سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اهد دوساً وائتِ بها))، وكان ذلك بعد إسلام أبي هريرة، وكثرت الهداية فيهم ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
- وقال أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: لما قدمتُ على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق:

يا ليلة من طولها وعنائها ... على أنها من دارة الكفر نجت
قال: وأبق مني غلام في الطريق فلما قدمتُ على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فبايعتُه فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام؛ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا أبا هريرة! هذا غلامك)).
فقلت: (هو لوجه الله؛ فأعتقته). رواه ابن سعد في الطبقات، وأبو بشر الدولابي في الكنى.
- وقال حماد بن سلمة: أخبرنا علي بن زيد، قال: أخبرنا عمار بن أبي عمار، قال: (كان أبو هريرة وأبو موسى قدما بين الحديبية وخيبر). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب؛ قال: (وقد ذكروا - والله أعلم - أنه قدم على رسول الله بخيبر نفر من دوس؛ فيهم: أبو هريرة). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال عكرمة بن عمار: حدثنا أبو كثير [يزيد بن عبد الرحمن السحيمي]، حدثني أبو هريرة، قال: كنت أدعو أمّي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي.
قلت: يا رسول الله! إني كنتُ أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أمَّ أبي هريرة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اهدِ أمّ أبي هريرة» فخرجت مستبشراً بدعوة نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فلما جئتُ فصرتُ إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمِعَت أمّي خشف قدمي؛ فقالت: مكانك يا أبا هريرة! وسمعت خضخضة الماء.
قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب.
ثم قالت: يا أبا هريرة! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته وأنا أبكي من الفرح.
قال: قلت: يا رسول الله! أبشر قد استجاب الله دعوتك، وهدى أمَّ أبي هريرة؛ فحمد الله وأثنى عليه، وقال خيراً.
قال: قلت: يا رسول الله! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اللهم حبّبّ عُبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمّه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين» فما خُلِق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبَّني). رواه أحمد، ومسلم.
- قال ابن سعد: (وأمه ابنة صفيح بن الحارث بن شابي بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس، وكان سعدُ بن صفيح خالُ أبي هريرة من أشداء بني دوس).

صحبته وملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم
أسلم أبو هريرة وهو شابّ عاقل فَطن؛ فرغب في ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم، وحفظ حديثه، حتى شغله ذلك عن التكسّب، وكان مع أهل الصفّة، وصبر على ما لقي من الفاقة، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوماً شديداً منذ أسلم حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستكمل ثلاثة أعوام وأشهراً.
- قال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: (صحبت النبيَّ صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين، ما كنت سنواتٍ قطّ أعقلَ مني ولا أحبَّ إليَّ أن أعي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم مني فيهن).رواه أحمد، وابن سعد، ويعقوب بن سفيان.
- وقال داود بن عبد الله الأودي عن حميد الحميري أنه حدَّثهم، قال: (لقيتُ رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صحبه أربع سنين كما صحبه أبو هريرة). رواه ابن أبي خيثمة، ويعقوب بن سفيان.
- قلت: التفاوت بسبب اطراح الأشهر الزائدة عن السنوات الثلاث أو جبرها.

مناقبه وفضائله
لأبي هريرة رضي الله عنه فضائل كثيرة ومناقب عدة؛ نالها بسبقه قومَه إلى الإسلام، وهجرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وشدة ملازمته إياه، وحرصه على العلم، وحفظ الحديث؛ حتى امتاز به امتيازاً ظاهراً، فكان له بحديث النبي صلى الله عليه وسلم اختصاصٌ لا يُنكر، وفضل لا يخفى.
وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالحرص على العلم، ودعا له بالحفظ؛ فكان لا ينسى شيئاً سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وبورك له فيما حدّث به عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى صارَ أكثر أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية لحديث، وتلك منقبة عظيمة له؛ إذ كلّ حديث حدّث به فهو من العلم النافع الذي تركه، وكلّ من عمل بما حدّث به فله مثل أجره مهما تسلسل التحديث عنه.
وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يحببه وأمه إلى المؤمنين، فكانت محبّته من علامات الإيمان، وتلك منقبة أخرى عظيمة.
- وقال الفضل بن العلاء: حدثنا إسماعيل بن أمية، عن محمد بن قيس، عن أبيه، أنه أخبره أنَّ رجلاً جاءَ زيد بن ثابت، فسأله عن شيء، فقال له زيد: عليك أبا هريرة؛ فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله ونذكر ربنا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا فسكتنا؛ فقال: « عودوا للذي كنتم فيه ».
قال زيد: فدعوتُ أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمّن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة، فقال: اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي هذان، وأسألك علما لا ينسى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آمين».
فقلنا: يا رسول الله! ونحن نسأل الله علماً لا ينسى؛ فقال: «سبقكم بها الغلام الدوسي» رواه النسائي في السنن الكبرى والطبراني في الأوسط.
- وقال أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو كثير السحيمي، قال: حدثني أبو هريرة وركبتي تمس ركبته وقال لنا: والله لا يسمع بي مسلم ولا يراني إلا أحبني.
قال: قلت: وما ذاك يا أبا هريرة؟
قال: إنَّ أمّي كانت امرأةً مشركة، فذكر حديثاً طويلاً قال في آخره: قال: قلت: يا رسول الله! قد استجاب الله دعوتك! قد هدى أمَّ أبي هريرة.
قال: قلت: يا رسول الله! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا، قال: ((اللهم حبّبْ عبيدك وأمَّه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما)).رواه ابن أبي خيثمة بهذا السياق، وأصل الحديث في صحيح مسلم، ومسند الإمام أحمد.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 975.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 973.36 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.18%)]