|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حوار مع الخبير النفسي والتربوي د. مصطفى أبو سعد حول مفاهيم في التربية – الحلقة 2 حوار مع الخبير النفسي والتربوي د. مصطفى أبو سعد حول مفاهيم في التربية - أبو سعد: التربية علم فعلينا أن نتعلم كيف نربي أبناءنا تربية صحيحة؟ الأبناء زينة الحياة الدنيا قال -تعالى-: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وهم نعمة ومسؤولية في الوقت ذاته، نعمة تستحق الشكر، ومسؤولية توجب العناية والاهتمام، قال -تعالى-: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته»؛ لذا كانت من أهم واجبات الأبوين تجاه أبنائهم حسن تربيتهم وتنشئتهم. - ما المنطلق الثاني للتربية؟المنطلق الثاني قائم على أن التربية تنطلق من قيم: والقيم هي التربية في الأساس، وهذه القيم يمكن أن تكون موجودة في العالم كله، كلنا عندنا القيم نفسها، والقيم الضابطة والحاكمة تختلف من بيئة إلى بيئة، ويؤسفني أن كثيرا من المسلمين، وحتى الباحثين في الشريعة لا يدركون أن القيم الضابطة والحاكمة تختلف. - ما المقصود بالقيم الضابطة؟ - نحن -المسلمين- لنا قيمنا الضابطة، وهذه القيم نفهمها من القرآن والسنة الصحيحة؛ ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما يقول في حديث شعب الإيمان: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان». وهنا سؤال لماذا قال - صلى الله عليه وسلم -: الحياء ولم يقل الرحمة والصدق والأمانة؟ لأن الحياء يختلف عن باقي القيم؛ فهو قيمة ضابطة، تضبط كل القيم الأخرى فهي قيمة ضابطة وحاكمة، والحديث الآخر أكثر وضوحًا، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ»؛ فقيمتنا الضابطة هي الحياء، بينما في الفكر الغربي الحياء قد يكون نوعا من انعدام الثقة في النفس أو نوعا من ضعف الشخصية؛ إذ هناك اختلافات بين الرؤيتين. - ما محددات الرؤية الإسلامية للتربية؟ - تتميز النظرية الإسلامية بأن لها منهجا وأهدافا ونظرة خاصة، انطلاقا من طبيعة الإنسان الذي يتعامل معه بداية منذ أن كان طفلا إلى كونه رجلا معززا مكرما، فالرؤية التربوية الإسلامية تنطلق من ممارسات تربوية حققها النبي - صلى الله عليه وسلم - بمقتضى التربية، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتصرف بمقتضيات مهمة بعضهم ذكر خمسا منها، والمفكر التونسي الطاهر بن عاشور - رحمه الله - ذكر منها عشرين مقتضى؛ فكان يتصرف بمقتضى أنه رسول وأنه إمام وأنه قائد جيوش وأنه إنسان ومرب. - وفي المرجعية النبوية وجدت أن هناك صفات أربعة تميز بها النبي - صلى الله عليه وسلم - بوصفه مربيا، وهذه الصفات: (الرأفة، الرحمة، الحلم، والحكمة)، هذه الصفات الأربعة تدخل في الأساس الخامس من الأسس التي تميز تربيتنا، وهي (إعداد المربي)، فأنت لا يمكن أن تكون مربيا إلا إذا تخلقت بهذه الصفات الأربعة التي تخلق بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذه الصفات تتفرع عنها ممارسات تربوية، كيف نطبق الرحمة في الحب؟ فانظر إليه - صلى الله عليه وسلم - عندما كان يداعب ويقبل أحفاده، ووقف ذلك الصحابي وهو الأقرع بن حابس - رضي الله عنه - مستغربا من هذا المشهد الغريب الذي لم يألفه؛ فرسول الله خاتم الأنبياء وقائد الجيوش يداعب أطفالا! فعن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا؛ فَقَالَ الْأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا؛ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ: مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ». وفي حديث آخر جَاءَ أعْرَابِيٌّ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ فَما نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أوَأَمْلِكُ لكَ أنْ نَزَعَ اللَّهُ مِن قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ»! هنا يغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول بنبرة واضحة شديدة اللهجة « أوَأَمْلِكُ لكَ أنْ نَزَعَ اللَّهُ مِن قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ» هنا نلاحظ كيف ربط - صلى الله عليه وسلم - القبلة والمداعبة بالرحمة؛ فكان رحيما - صلى الله عليه وسلم -، إذًا هذه المميزات التي تميز نظرتنا الإسلامية عن غيرنا. - كيف يمكن غرس هذه الخصائص والصفات في أبنائنا ونحن أصلا لا نتمتع بها؟ - التربية علم ونحن أصبحنا في عالم يتعلم الإنسان كيف يتعامل مع الجماد، وكيف يتعامل مع الحاسوب فيحتاج لدليل لكيفية التعامل، ويحتاج إلى دليل للتعامل مع الأجهزة، ومادامت التربية علما، فعلينا أن نتعلم كيف نربي من خلال خبراء أو كتب أو منهاج وبرامج تربوية، عندما نتعلم كيف نتعامل مع قطعة حديد كالسيارة مثلا ونحفظ عددا كبيرا من القوانين والمهارات وغير ذلك، علينا أيضا أن نتعلم لكي نربي تربية صحيحة فنتعلم طبيعة الإنسان الذي ينمو، ونعرف احتياجاته وخصائص عمره، ونعرف أن هذا السلوك في هذا العمر طبيعي ومؤشر إيجابي. - كثيرا ما يأتيني من الآباء يريدون تغيير سلوك أبنائهم بعد أن استخدموا كل الطرائق من: عنف ومدمرات سلبية في الطفل، فمثلا العناد عند الطفل صاحب الثلاث سنوات هو مؤشر إيجابي لوجود شخصية قوية مازالت فطرتها سليمة، بمعني أن نعرف أن هذا السلوك في هذا العمر من خصائصه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يميز بين عمر ما قبل التميز وما بعد التميز، فلا نعلم الطفل قبل التمييز أشياء لا يميزها، ويميز بين الشباب والشيخوخة وغير ذلك، وكان يعتبر أن الطفل عليه أن يعيش طفولته، ومن حقه أن يدخل المسجد، ومن حقه أن يلهو، ومن حقه أن يصرخ ويبكي؛ لأنه طفل. روى شداد بن الهاد الليثي - رضي الله عنه - قال: «خرَجَ علينا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صَلَاتَيِ العِشاءِ، وهو حامِلٌ حسنًا أو حُسينًا، فتقدَّمَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فوضَعَه، ثمَّ كبَّرَ للصَّلاةِ، فصلَّى، فسجَدَ بينَ ظَهْرَانَيْ صلاتِهِ سجدةً أطالَها، قال أَبِي: فرفَعْتُ رَأْسي، وإذا الصبيُّ على ظَهرِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجِدٌ، فرجَعْتُ إلى سُجودي، فلمَّا قضَى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قال الناسُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّكَ سجَدْتَ بينَ ظَهْرَانَيْ صلاتِكَ سجدةً أطَلْتَها، حتَّى ظَنَنَّا أنَّه قدْ حدَثَ أمْرٌ، أو أنَّه يُوحَى إليكَ، قال: كلُّ ذلكَ لم يكُنْ، ولكنَّ ابْني ارْتَحَلَني، فكرِهْتُ أنْ أُعْجِلَهُ حتَّى يَقضيَ حاجتَهُ». فهذه رؤيتنا للتربية وعلينا أن نتعلمها؛ لأنها علم، وعلينا أن نتخلص من تلك الخرافات التي لا تعد من الإسلام في شيء بحجة هكذا ربونا أباؤنا، فالآباء ليسوا معصومين، وإن كان في تربيتهم من الخير الكثير كما أن فيها من القصور الكثير. الأسلوب الخاص في التربية - وفقاً للتخصص التربوي أبحث في: ما المقتضى؟ وما الممارسة النبوية التي تميز بها النبي - صلى الله عليه وسلم - ليعطينا نظرية تربوية فيها ممارسة واضحة لا تترك للتجارب؟ لأن البشر ليسوا مختبرات، إنما علينا أن ننطلق من رؤية واضحة، ورؤيتنا الواضحة يمكن أن ألخصها في خمسة أمور من منظور الإسلام ومنهجيته: 1. طبيعة الطفل والإنسان الذي تحدثت عنها. 2. الغايات الكبرى للتربية؛ فكل مؤسسة تحدد للتربية غايات. 3. لنا أهداف تفصيلية، ننظر للإنسان بشمولية؛ فعلينا أن نبني عقله وعقيدته وروحه وانفعالاته وعاطفته، ونبني جسده وغير ذلك. 4. من أين تستقى المرجعية؟ فنحن لنا مرجعيتان، المرجعية الأولي الكتاب والسنة، وهذه المرجعية جعلت الحضارة الإسلامية تضاهي الحضارات، واستمرت بفضل وجود هذا المنهج الذي مازال مستمرا محفوظا {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. 5. المرجعية الثانية: وهي الممارسات التربوية التي مارسها النبي - صلى الله عليه وسلم -. أمامة بنت أبي العاص بن الربيع محمد الطاهر بن عاشور الأقرع بن حابس
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() حوار مع الخبير النفسي والتربوي د. مصطفى أبو سعد حول مفاهيم في التربية – الحلقة 3 حوار مع الخبير النفسي والتربوي د. مصطفى أبو سعد حول مفاهيم في التربية - أبو سعد: أمتنا فيها خيرٌ كثير ونماذج رائعة من الأبناءيحفظون القرآن الكريم ومتفوقون في دراستهم الأبناء زينة الحياة الدنيا قال -تعالى-: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وهم نعمة ومسؤولية في الوقت ذاته، نعمة تستحق الشكر، ومسؤولية توجب العناية والاهتمام، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته»؛ لذا كانت من أهم واجبات الأبوين تجاه أبنائهم حسن تربيتهم وتنشئتهم. - ما الحل في تقديرك؟ هل تعقد دورات لتربية الأزواج والزوجات قبل أن يعقد عليهما لكي يتمكنا من تربية الأبناء بالنهج الأمثل؟- هذا واحد من الحلول لكن أعظم حل بالنسبة لي أن تصبح التربية على القيم جزءا من المنهج المقرر دراسيا، وقد شاركت مع إخوة وعلماء أفاضل من دولة قطر في إعداد منظومة للتربية الأسرية فيها 12 كتابا، وهذه المنظومة تحتاج أن تقرر وتصبح جزءا من مقررات المدارس ما يسمى بـ(التربية الأسرية)، ومع الأسف في بعض البلدان التربية الأسرية عندهم هي المطبخ. - يُعتقد أن تربية الأبناء ما هي إلا إطعامهم الطعام الحسن، وإلباسهم أغلى اللباس، وتعليمهم في أفخم المدارس، وهذا خلط شائع في أذهان كثير من الآباء والأمهات في هذا العصر، فما قولكم في ذلك؟ - هذا نسميه الإعاشة؛ فبعضهم يعد التربية هي الإعاشة؛ بحيث نوفر للأبناء المأكل والمشرب والملبس والدراسة والهدايا وغير ذلك، وهناك فرق كبير بين التربية والإعاشة؛ ولذلك فالذين يعدون التربية هي الإعاشة، هؤلاء هم المصدومون في أبنائهم، عندما يصلون إلى سن من 16 إلى 21 سنة، ويراجعنا كم من المصائب والكوارث التربوية لأباء وأمهات، يقولون: نحن لم نقصر في حق أبنائنا، أعطيناهم كل شيء، ثم بعد ذلك منهم من يصبح ملحدا، ومنهم من يتمرد، ومنهم من يهرب من البيت، ومنهم من يصبح عنده اضطراب في الهوية الجنسية ويصبح شاذا؛ فهل يعقل هذا؟ نعم يعقل؛ لأنك ما أعطيته إلا المأكل والملبس والإعاشة، فأنت لم تربه على القيم، أنت لم تزرع نخلة لم تهزها الرياح، ولم تعلمه حقيقة الدين والقيم وحقيقة الانتماء لحضارته ووطنه وأمته وإنسانيته وغير ذلك، وبعضهم يقول: والله أنا موفر له خادمة تخدمه ليل نهار، فهو لا يريد خادمة بل يريد من يرعاه ويضمه ويعلمه وينقل له تراث أجداده، ويقوي الانتماء لديه. - نعم نحن مقصرون تقصيرا كبيرا جدا لأسباب منها: الجهل والأمية، والأمية حلها بسيط لكن الجهل هو الأخطر؛ لأن الجاهل لا يعرف أنه جاهل، ويدعي المعرفة ويكابر ويقول: من أنت حتى تعلمني كيف أربي أبنائي؟ فأقول له وإن كنت مهندسا أو طيارا أو طبيبا فأنت تعلم ما في مجالك، لكن التربية علم أيضا يجب أن تتعلم كيف تربي أبناءك إلى غير ذلك، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان له وقفات في تربية الأبناء، وممارسات تطبيقية وتفصيلية، وكان يعلم الأطفال، فعن عمر بن أبي سلمة - رضي الله عنه - قال: «كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْد»ُ. إلى غير ذلك، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يربي بالاقتداء ويربي بأفعاله وأقواله، وكان قرآنا يمشي على الأرض، إذا حتى الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يحتاج إلى علم، والعلماء اهتموا بالفقه وأصول الفقه، واهتموا بعلوم القرآن وعلوم الحديث، واهتموا بالعبادات والعقائد وجزاهم الله خيرا، وقد سدوا هذا الباب وألفت فيه ملايين من المجلدات، وقادة الجيوش اهتموا أيضا بقيادة الجيوش، ورؤساء الدول اهتموا بالسياسة الشرعية وغير ذلك، ونحن أيضا نريد أن نهتم ويكون لنا تأصيل لممارسة النبي - صلى الله عليه وسلم - باعتباره المربي حتى نتعلم منه كيف نربي ونعلم الناس الممارسة التربوية النبوية التي أنشأت جيلا فريدا. - إننا في هذا العصر وهذه الأمة نرى أن هناك نماذج رائعة جدا من أبناء هذه الأمة العربية والإسلامية نضجت نضجا فائقا، نرى أبناء في سن 7 و8 سنوات يحفظون القرآن الكريم، ومتفوقين في دراستهم، رؤيتهم رائعة جدا، نتحدث مع أطفال من كل الدول من المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ومن دول الخليج ومن الشام وغير ذلك، يعبرون عن نضج غير منقطع النظير، فلو جئت بطفل عمره 8 أو 10 سنوات من هؤلاء أصحاب هذا النضج الفائق وقارنته بأي طفل في العالم سترى أن الفرق شاسع بينهما فنحن نرى أن أمتنا فيها خير كثير، وعندنا نماذج رائعة جدا، ونحن في أحد البرامج التي تعرض في رمضان قدمنا نماذج لأطفال متميزين من دول عربية وإسلامية من المغرب ومن الجزائر، وقدمنا أيضا من سوريا وفلسطين ومن دول القوقاز نماذج رائعة يمكن أن تجدوها في شبكات التواصل.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() حوار مع الخبير النفسي والتربوي – الحلقة 4 حوار مع الخبير النفسي والتربوي د. مصطفى أبو سعد حول مفاهيم في التربية د. أبو سعد: نحن بحاجة إلى منظومة تربوية قيمية تعزز الانتماء الوطني والديني والإنساني الأبناء زينة الحياة الدنيا قال -تعالى-: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وهم نعمة ومسؤولية في الوقت ذاته، نعمة تستحق الشكر، ومسؤولية توجب العناية والاهتمام، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته»؛ لذا كانت من أهم واجبات الأبوين تجاه أبنائهم حسن تربيتهم وتنشئتهم، حول هذه المعاني. تحدث د. مصطفى أبو سعد الخبير النفسي والتربوي في هذا الحوار قائلا:- هل يمكن أن يحدث اضطراب في شخصية الطفل؟ وما تأثير ذلك عليه؟ - هناك نوع من الاضطراب في بناء الإنسان؛ فالطفل في وقتنا الحاضر لديه نضج فائق في الغرائز، وإذا نضجت هذه الغرائز سريعا، فإنها تؤثر على باقي مجالات النضج، كالنضج العقلي والنضج الانفعالي والنضج الوجداني؛ لذلك يأتي أطفال في سن مبكرة خمس سنوات أو ست سنوات وهم يعانون من اضطرابات جنسية كالتحرش بالآخر، وممارسة عادات غير سوية. - ما سبب هذا الاضطراب الذي يحدث في شخصية الطفل؟ - بداية نقول: إن مثل هذه الاضطرابات لم تكن موجودة قبل ثلاثة أو أربعة عقود في حياة الطفل؛ وبسبب شبكات التواصل وما بها من مساحة حرة للاطلاع على ما يثير الغرائز، فإن هذا يؤدي إلى الإدمان الالكتروني، والتأثر بالإباحية المنتشرة، وإذا نضجت الغرائز بهذه الطريقة، فإنها تأخذ مجالا أوسع وأكبر في حياة الإنسان، وحينها تضعف عنده مجالات النضج العقلي، والانفعالي، والوجداني، والروحي، والأخلاقي، وينعكس هذا على الأكبر سنا من البالغين أيضا؛ فالخلق السيء ينتشر أكثر من الخلق الحسن، ألا ترى أن الشتائم والسب والاتهامات والافتراءات منتشرة بطريقة واضحة وكبيرة؛ والسبب أنهم لم ينضجوا أخلاقيا، ونضجوا أكثر في الغرائز. - ما الحل بالنسبة لهذه الاضطرابات في شخصية الطفل؟ - إن مثل هذه الحلول موجودة في القرآن الكريم بوصفها منظومة أخلاقية متكاملة، يمكن الاستفادة منها وتطبيقها، وكذلك نجد هذه المنظومة الأخلاقية في مواقف الرسل والأنبياء وسيرهم، وأخبار الصالحين، وهي لم تقدم لأبنائنا على شكل قيم أصيلة، بل عرضت عليهم على شكل معلومات فقط وهو ما يسمى بالمكون المعرفي، ولم تقدم لهم باعتبارها منهج حياة وسلوك وعزة واعتزاز وافتخار وغير ذلك، ولذلك هذا الاعتزاز بالقيم عندما يقل يتأخر النضج بشكل كبير. - ما أثر الترف في تربية الأبناء؟ - الترف هو نوع من معوقات النضج في حياة الإنسان، ولذلك نحن نعاني من الترف في مجال التربية، ولا بد أن نقول لأبنائنا كلمة «لا» في ثمانية مواقف؛ واحدة من أهم هذه المواقف ألا نشتري كل ما يرغبه الطفل ويلح عليه؛ وذلك حتى نعلم هذا الطفل المنهج العمري الذي ذكره عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو «أو كلما اشتهيتَ اشتريتَ»، بمعنى أن الطفل يتعود على طلب ما يحتاجه فعليا وليس مجرد رغبة في الشراء. - ما دور منظومة التربية في بناء الشخصية المسلمة؟ - إن منظومتنا في التربية سواء التربية في المدارس أم التربية في الأسر، ليست منظومة تهتم بالقيم، إنما تهتم بجانب واحد اسمه (التربية المعرفية) أو المكون المعرفي، والقرآن الكريم يتحدث عن المكون المعرفي، قال - تعالى -: {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}، وتحدث عن أعلم أهل الأرض استعارةً تمثيلا وتشبيها خطيرا {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}، وإن كانوا علماء فهم كمثل هذا الحيوان، يحمل كثيرا من العلوم على ظهره ولا يستفيد منها؛ ولذلك نحن نحتاج إلى منظومة غرس قيم واعتزاز بها؛ بحيث تتألف من مكون معرفي، ومكون وجداني، واعتزاز بالانتماء، واعتزاز بالقيمة، واعتزاز بالصدق، واعتزاز بالصلاة، واعتزاز بعبادتي، واعتزازي بانتمائي لوطني ولديني وانتمائي الإنساني. - هل الاعتزاز بالقيم يكفي أم أن هناك جوانب أخرى لبناء الشخصية المسلمة؟ - نعم، هناك أيضا المكون السلوكي، وهو كيف نحول هذه المعرفة إلى سلوك وممارسة يومية؟ وكيف يتحول هذا السلوك إلى عادات تجلب لنا شعورا إيجابيا؟ ويعرف هذا السلوك الآن (بالدوبامين)، وهي العادة التي تنتشر عند الإنسان، وتكون مرتبطة بهرمون الدوبامين، فعندما تصبح الصلاة دوبامين - وأنا أتكلم بلغة علمية - ولكن اللغة الوجدانية الجميلة هي في الحديث المروي عن الصحابي أنس بن مالك - رضي الله عنه - في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وجُعِلَت قُرَّةُ عَيني في الصَّلاةِ»، والحديث الآخر المروي عن سالم بن أبي الجعد - رضي الله عنه - في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا بلالُ أقمِ الصلاةَ، أرِحْنا بها». - هل نحتاج قيما خاصة بنا لمعالجة الظواهر السلبية في مجتمعاتنا؟ - إن تطبيق مثل هذه المكونات، أعتقد سوف تحدث نقلة كبيرة في الجانب التربوي، أما موضوع القيم، فالخطورة فيه أن بعض الدول يعرفون الموضوع وأبعاده إلا أنهم يرون التنمر، ويرون الاستقواء، ويرون التأخر الدراسي ويرون العنف، فهم يحتاجون للقيم كي يعالجوا مثل هذه الظواهر السلبية، ولكنهم -مع الأسف الشديد- لجؤوا للغرب ليجلبوا ما عندهم من القيم، ويترجموها إلى واقعنا المحلي، ويريدوا تطبيقها كما هي، في حين تعد هذه المنظومة مغايرة تماما عن النهج الذي نريده في بناء الإنسان في أوطاننا. ثقافة التفاهة - هناك ما يسمى ثقافة التفاهة، ما مدى أثرها في تربية الأبناء؟ - يجب ألا أسمح لأبنائي أن يسقطوا في التفاهة؛ فهي إحدى مدمرات النضج، فلو عرفت الوقت الذي يستهلكه الأطفال ويستهلكه الإنسان عموما في التفاهة، لعرفت لماذا لم ننضج، وهناك الكثير من البرامج المشتهرة عند الناس ليس فيها محتوى ثقافي أو علمي، بل تقدم أشياء لا معنى لها؛ بهدف إضحاك الناس، أو إلهاء الناس عن أمور أهم ولا شك أن هذه التفاهة هي معيق كبير جدا للنضج.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() حوار مع الخبير النفسي والتربوي د. مصطفى أبو سعد حول مفاهيم في التربية – الحلقة 5 الفرقان حوار مع الخبير النفسي والتربوي د. مصطفى أبو سعد حول مفاهيم في التربية - وصايا لقمان أسلوب فريد في التربية لأنها تقوم على عقيدة التوحيد والممارسة العملية له - الحلقة 5 الأبناء زينة الحياة الدنيا قال -تعالى-: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وهم نعمة ومسؤولية في الوقت ذاته، نعمة تستحق الشكر، ومسؤولية توجب العناية والاهتمام، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته»؛ لذا كانت من أهم واجبات الأبوين تجاه أبنائهم حسن تربيتهم وتنشئتهم، حول هذه المعاني. - هل لك أن تحدثنا عن وصايا لقمان لابنه وهو يعظه من أول بناء العقيدة {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} مرورا بالقيم المختلفة التي ينبغي أن يتحلى بها الأبناء؟- موضوع وصايا لقمان يدور حول محورين: المحور الأول في العقيدة والتوحيد: قال -تعالى-: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان:13) هنا يبين لقمان لابنه أهمية الالتزام بالتوحيد بقوله: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}، ولكن بعض الناس لا يعطي التوحيد أهمية كبرى؛ فالعقيدة لها دور كبير جدا؛ فهي التي تعطي للإنسان شعورا بالمعنى، وشعورا بالجدوى وشعورا بالغاية، فأنا موجود لغاية العبادة، وغاية الشكر، وغاية عمارة الأرض، إذا التوحيد هو الذي يعطيني مفهوم العبادة والجدوى والغاية والهدف في حياتي. وإذا ابتعد هذا الإنسان عن التوحيد ضل وانحرفت فطرته وعاش حائرًا؛ ولذلك هناك دراسات عن الإلحاد، لماذا يلحد الناس؟ وواحد من أهم أسباب الإلحاد أن الإنسان فقد شعوره بمعنى الحياة، وبالغائية والوجود في الحياة، والفكر المادي يُعد هذه الحياة مرحلة قاسية من حياة الإنسان تنتهي بالموت، هكذا، فلا يوجد عندهم أي غاية ولا جدوى، والفلاسفة تحدثوا عن الغاية باعتبارها مفهوما ضبابيا يصعب فهمه ويصعب تحديده. - وما المحور الثاني؟ - أما المحور الثاني: فهو حول الآية الكريمة: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ} (لقمان:19) وهو منهج للتعامل البشري، وممارسة عملية لعقيدة التوحيد ومعناه: تفاد الجدال، لا تدخل في صراعات مع الناس، ولا تغتر، ولا تصبح عنصريا، لا تستقو على أفراد ولا على شعوب، ولا تتنمر على عرقيات معينة أو فئات معينة، ولا تسخر منهم ولا تصفهم بالسذاجة، ولا تختلق تلك الطرائف والنكات السيئة التي تكون نوعا من الافتراء الخطير الذي يحرق ويفلس أجر الإنسان المسلم، فأنت قد تعمل أعمال طائلة كالجبال، وعندما تسخر من شعب أو من فئة من شعب معين، فأنت لا تدري أنك افتريت وأفلست حسناتك كلها، فعندما تتعلم معني واغضض من صوتك تصل إلى النضج الحقيقي. - هل يمكن عد وصايا لقمان أسلوبا فريدا في التربية؟ - وصايا لقمان أعتقد أنها يمكن أن تصبح منهجًا قويا جدا، وكما قلت: إنها تتحدث عن محورين مهمين: محور العقيدة والتوحيد العقدي الذي يعطي الإنسان معني، ويعطي للعبادة معني حقيقيا في حياة الإنسان، ومحور التعامل الإنساني الذي فيه دلالات عظيمة جدا، منها عدم رفع الصوت بالصراخ، فهناك 15 أسلوبا من الأساليب التربوية المدمرة؛ تدمر كرامة الطفل، وتدمر حياته، وتدمر العفو والتسامح عنده، وتدمر قوة شخصيته، وتدمر فطرته. - ولا شك أن الصراخ ليس صوتا عاليا، وإنما هو منهج وأسلوب والتدمير، ويعد من خوارم المروءة، وعلماؤنا السلف الذين اهتموا بالتربية تحدثوا عن خوارم المروءة، وإذا كان الإنسان له دور في الحياة كالقاضي أو الحاكم أو المربي أو معلم القرآن أو معلم الأبناء أو أيا كان دوره، عليه أن يبتعد كلية عن خوارم المروءة بمعني لا تفعل أمورا تنزل من مروءتك، ومنها الصراخ؛ ولذلك حتى سورة الحجرات آية رقم 2 قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}، كان بعض الصحابة ينادي النبي - صلى الله عليه وسلم- بصوت عال فيؤذيه، لكن سرعان ما تاب هؤلاء الصحابة من هذا الفعل؛ لأنهم أفاضل، تربوا على يد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكانت مدرسة قرآنية تعلمهم المروءة والرفعة والارتقاء بالنفس. - من وصايا لقمان أيضا أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر، ما قيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحديدا في المدرسة التربوية الإسلامية؟ - هذا هو هدية التربية؛ لأن التربية زيادة في المعروف وابتعاد عن المنكر، فعندما نتكلم عن القيم نتكلم عن تحبيب كل ما هو من الفضائل ومن الحسن والجمال للنفس البشرية، وأيضا نوع من التنفير لكل ما هو منكر وكل ما هو خبيث، وهذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وارتباطه بالتربية. - إذا التربية: هي تحبيب لفضائل الأعمال وتنفير للمنكرات والخبث والشر والباطل وغير ذلك؛ فالتربية تقوم بالأساس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن كلمة الأمر تختلف من مقتضى لمقتضى، ففي التربية الأمر: هو التربية والتنشئة والتحبيب، والنهي: هو التنفير من كل ما هو منكر، والأمر عند القاضي ورئيس الدولة له أساليبه وخططه واستراتيجيته. - ما ميزان الثواب والعقاب؟ وهل يستقيم أن يكون كله تسامح أم ينبغي أن يكون هناك وقفات حازمة؟ وكيف يكون هذا العقاب إذا وافقتم على ذلك؟ - أولا نحن نتكلم عن التربية من منظور ورؤية منهجية إسلامية؛ فنحن لنا مصدرنا وهو الكتاب والسنة، وهي الممارسات التربوية والنبوية أقواله وأفعاله وممارساته، فنحن لا نأخذ ديننا من الشعراء؛ ولذلك القسوة لا تلتقي في قلب وممارسة مرب، فالقسوة ليست من التربية، فهي تدمير لمكونات شخصية الإنسان، قد ينشأ على هذه القسوة وقد يكون صلبا وناجحا في أمور، لكن الرأفة من ديننا ولذلك أنظر للآية القرآنية التي تبين لنا أن هذه سنة تربوية لا تحابي بشرا بما فيهم حبيبنا ورسولنا محمدا -[- {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} فلو قسوت عليهم لتركوك، ولكن هناك توضيح: الحزم لا علاقة له بالقسوة فالحزم مطلوب.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |