|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الخيانة وأثرها على الأسرة أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ ملخص السؤال: شاب اكتشف أن والده على علاقة بامرأة، ويخاف على والده من هذه العلاقة، ويخاف على عائلته من التشتت، ويريد بعض النصائح التي يعمل بها ليحافظ على العائلة من الهدم. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في العشرين من عمري، اكتشفتُ مُؤخَّرًا - وبالأدلة القاطعة - أنَّ والدي الذي يبلغ من العمر خمسين عامًا يخون والدتي! لا أعلم ماذا أفعل؟ لمحتُ له بأني أعلم الأمر، وأصبح يتحاشاني، ثم واجهته مباشرة بالأمر فاعترف لي بعلاقته مع امرأة، وأخبرني بأنه حاوَل الابتعاد عنها. أخبرتُ أخي الأكبر، لكنَّه لم يهتمَّ.. أخاف على أبي كلما خرج، لأني أخشى أن يموت وهو على هذا الوضع. أرجو أن تقدموا لي نصائح أستطيع من خلالها إنقاذ عائلتي من الشتات أو الهدم. وجزاكم الله خيرًا الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. مُصْطَلح الخيانة الزوجية مُصْطلحٌ واسعٌ، يشْمَل مجرد العلاقة العاطفية، وينتهي بالفاحشة، ولم يتضح لنا من كلامك المقصود تحديدًا بالخيانة الزوجية التي يُمارسها والدك، هل هي مجرد علاقة كلامية؟ أو إنها تصل إلى ارتكاب الفواحش؟ رغم أنك أشرتَ إلى خوفك عليه كلما خرج، لكن هذه الإشارة غيرُ كافية لتحديد نوع الخيانة الزوجية. عمومًا يَحْسُن بنا أن نضعَ وإياك المحددات التالية للمشكلة، وكيفية التعامل معها: • الأصل في المسلم السِّتْر على معصيته عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ومَن ستَر مُسلمًا سَتَرَهُ الله))؛ فكيف إذا كان هذا المسلم هو والدك؟ فالسِّتْرُ في هذه الحالة أوجبُ. • الأصل مع الوالد البِرُّ والإحسان عملاً بقول المولى جل جلاله: ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 15]. • الأصلُ أن كلَّ شخص مَسؤول عن عمله، ومن ثَم فإثمُ الوالد لا يضر الولد وبالعكس؛ ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164]. • الأصلُ في علاقة الوالد بالوالدة منْعُ حصول الضرر عملاً بقاعدة: (لا ضرَر ولا ضرار). ومِن ثَم فلا بد مِن تفادي أي مخاطر صحيَّة تتعلَّق بالوالدة (هذا إذا وصل الأمر لارتكاب الزنا مع امرأة أخرى). تلك أربعة أصول ومحددات تنتظم مشكلتك تقريبًا، وبالتالي ستتضح لك الصورة شيئًا فشيئًا بناء على ما سبق. فلا بد من الحرص على بقاء حْبل الصِّلة والمودة بينك وبين أبيك بشكل عامٍّ، ووجود خطّ مُناصَحة بينك وبينه بشكل خاصٍّ، ولا داعي لتوسيع عدد المطلعين على المشكلة، باستثناء الوالدة كما سيأتي: • لا تَلُمْ نفسك؛ فليس عليك إثمٌ؛ ولا تقلقْ فلستَ مسؤولاً عن فِعْل غيرك، وهذا لا ينفي عنك مسؤولية النصح والإرشاد وتغيير المنكر بغير منكر. • هل تُخبر الوالدة أو لا؟.. هذا يعتمد على تقديرك للأمور. • هل يمكن أن تتفهَّم الوالدةُ هذا الموضوع، أو أن الأمور ستتفاقم أكثر؟ إذا علمت بذلك فنرجو أن تكون واسطة خير بين أبيك وأمك؛ حتى لا ينفرطَ العقدُ، ويتفرق الشمل بعد هذه السنين الطويلة، وستكون ورقة ضغط قوية بيدك لتوجيه سلوك الوالد، والتعهُّد بقطع علاقته المحرَّمة. لفتة أخيرة: وهي البحث عن سبب انحراف الوالد: ما الذي يجعل والدك بعد هذه السن الكبيرة يلجأ لِمِثْل هذا الفعل؟ هل وضع والدتك الصحي لا يسمح لها بتلبية حاجة الوالد الجنسية؟ أو أنه يحصل على مَطْلُوبه لكن بشكل ناقصٍ وغير مُشبع؟! قد تكون هناك ظروفٌ مُعَيَّنة دفعت الوالد إلى تَغْطية احتياجه خارج إطار الزوجية، فلا بد من البحث عن هذه الأسباب ومعالجتها، وقد يكون منها احتياجه للزواج بامرأة أخرى! أخيرًا: لا شك أن ما وقع معكم هو ابتلاء واختبار من الله تعالى؛ لِيَبْلُوَ المحسن في إحسانه، والمسيء في إساءته، فعليك بالصبر والمجاهدة ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]. أسأل الله أن يعافي والدك من هذا البلاء، وأن يُعينكم على هذا الابتلاء والله الموفق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |