حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 332 )           »          تأملات في سورة يوسف عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 10 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 109 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 134 )           »          كعب بن مالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فقه إدارة الخلاف المذهبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أنت حبيب الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 2713 )           »          تأملات في قصة ابني آدم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 11 )           »          حديث مع الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-08-2022, 10:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)


حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(150)

الإعجاز في القرآن الكريم (1-2)



إن القرآن الكريم كلام معجز بلفظه وبلاغته، ومعجز بأحكامه وتشريعاته، ومعجز بعلومه ومعارفه، ومعجز بغيبياته وحقائقه المستقبلية، بل هو معجز بكل حرف وكل كلمة، والمقام يطول بالحديث عن جميع صور الإعجاز في هذا المصدر الرباني، ولكن هناك بعض الصور التي يتجلى فيها الإعجاز جليًا لكل الناس، والتي تدل على أن هذا المصدر هو من عند الله تعالى، وليس لأحد أن يأتي بشيء من مثله أبدًا، ومن بعض هذه الصور ما يلي:

1- فصاحة القرآن وبلاغته وتأثيرها على النفس: حيث تميَّزَ هذا المصدر ببلاغة قوية في العبارات وفصاحة في الألفاظ وتناسق في المعاني، من غير ركاكة في اللغة أو ضعف في الجمل، رغم كثرة آياته التي تزيد على ستة آلاف وستمائة آية، ورغم الامتداد الزمني الذي نزلت فيه هذه الآيات وهي ثلاثة وعشرون عامًا، وقد تحدّى البشر جميعًا على أن يأتوأ بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، يقول الله تعالى:{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}(1).

ثم تحدّاهم على أن يأتوا بعشر سور مثله، يقول الله تعالى:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}(2).

بل تحدّاهم أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا، يقول تبارك شأنه:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ}(3)، ويقول في آية أخرى:{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ}(4).

وكان تأثير هذه البلاغة والفصاحة سبب في إسلام عمر رضي الله عنه عندما قرأت عليه سورة طه في بيت أخته.

وقد قال الوليد بن المغيرة في القرآن الكريم بعد أن رجع إلى كفار قريش من عند رسول الله ﷺ قولاً بليغًا فقال: «فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني لا برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقوله شيئًا من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته»(5).

2-التعرض للغيب كما ورد في سورة الروم، حيث إن المشركين كانوا يجادلون المسلمين في مكة عن انتصار الفرس وهم المجوس على الروم وهم أهل الكتاب، ويقولون أننا سنهزمكم كما هزم المجوسُ الرومَ، فجاء الخبر الإلهي في كتابه، بأن الروم ستنتصر بعد بضع سنوات، وقد تحقق هذا الخبر في أقل من عشر سنوات، وقد فرح المسلمون بذلك الانتصار لأنهم أهل الكتاب، وكان ذلك متزامنًا مع نصر المؤمنين على المشركين في بدر، يقول الله تعالى: {الم . غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ . فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}(6).

وكذلك مثل دخول المسلمين مكة بعد أن رجعوا منها، يقول الله تعالى:{لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}(7)، وغيرها من الآيات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

(1) [الإسراء: 88]

(2) [هود: 13-14]

(3) [يونس: 38]

(4) [البقرة: 23]

(5) أخرجه الحاكم وصححه (2/506، رقم 3872). والبيهقي في الدلائل (2/198).

(6) [الروم: 1-5]

(7) [الفتح: 27]




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-10-2022, 07:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(155)

حال السلف وأثر القرآن الكريم عليهم


يقول تبارك وتعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}(1)، فإن لهذا القرآن أثرًا عجيبًا على النفس بصورة عامة ونفس المؤمن بصورة خاصة، لا سيما أولئك الذين تذوّقوا بلاغة اللغة وجمال المعاني وجذالة الأسلوب وقوة العبارات، مع الإيمان به وتدبره، لذلك كان للقرآن الكريم أثر قوي على السلف الصالح، لشدة إيمانهم ومعرفتهم باللغة وأساليبها، وفيما يلي نماذج لحال بعض السلف حين كانوا يستمعون إلى كتاب الله تعالى:

- عن مطرف بن عبد الله عن أبيه قال: «رأيت رسول الله ﷺ وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء«(2).

- وتقول عائشة رضي الله عنها عن أبيها: «كان أبو بكر رجلاً بكّاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن«(3).

-كما يروى أن تميمًا الداري رضي الله عنه قام ليلة حتى أصبح يردد هذه الآية: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}(4).

-قدم جبير بن مطعم على النبي ﷺ فسمعه يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ الآية:{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ . أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ}(5)،يقول جبير: كاد قلبي أن يطير، وقال: وذلك أول ما وقر الإسلام في قلبي.

-وعن تأثر الجن بالقرآن: يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «انطلق النبي ﷺ في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي ﷺ، وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا: يا قومنا{إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}(6)، فأنزل الله على نبيه ﷺ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ} وإنما أوحي إليه قول الجن«(7).

- وكان الفضيل بن عياض شاطرًا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليًا يتلو: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}(8)، فلما سمعها قال: بلى يا رب قد آن فرجع، فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها سايلة فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين ها هنا يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام«(9).

-ويروى أن بعض فقهاء مصر دخلوا على الشافعي وهو في المسجد وبين يديه المصحف فقال لهم الشافعي: «شغلكم الفقه عن القرآن إني لأصلي العتمة وأضع المصحف بين يدي، فما أطبقه حتى الصبح«(10).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الحشر: 21]

(2) أخرجه النسائي (ص168، رقم 1214) كتاب السهو، باب التنحنح في الصلاة. وأحمد (4/25، رقم 16355).

(3) أخرجه البخاري (ص657، رقم 3905) كتاب الصلاة، باب المسجد يكون في الطريق.

(4) [الجاثية: 21]

(5) [الطور: 35-37]


(6) [الجن: 1-2]

(7) أخرجه البخاري (ص125، رقم 773) كتاب الصلاة، باب الجهر بقراءة صلاة الفجر.

(8) [الحديد: 16]

(9) سير أعلام النبلاء للذهبي 8/ 423، تحقيق محمد نعيم العرقسوس، مؤسسة الرسالة بيروت: لبنان، ط2، 1402هـ/ 1982م.

(10) البرهان في علوم القرآن 1/ 462.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 98.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 96.62 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (2.19%)]