الإخلاص في القول والعمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المسير إلى عرفة والوقوف بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 14 )           »          الاستفادة من الأطفال في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          معاناتي مع القولون العصبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          تعبت من مرض الذهان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أريد إعادة بناء شخصيتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          عزلة وخوف بسبب مواقف في الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          هل أنا مريضة باضطراب الشخصية الوسواسية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          التلعثم أمام الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أعاني من الضيق والوحشة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-08-2022, 09:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,699
الدولة : Egypt
افتراضي الإخلاص في القول والعمل

الإخلاص في القول والعمل
عبدالفتاح شعبان حبسه



عباد الله؛ حديثنا مع حضراتكم في هذا اليوم الطيب المبارك بفضل الله تعالى في هذا المكان المبارك عمره الله بالإيمان - يدور تحت عنوان: (الإخلاص في القول والعمل).
نعم عباد الله؛ فالإخلاص لله تعالى من أهم الآداب الإيمانية، والأخلاق الإسلامية، الإخلاص في القول والعمل، والسر والعلن، الإخلاص في كل مناحي الحياة، فهو من أخلاق الأنبياء وآداب المرسلين عليهم صلوات ربي وتسليماته.

فما حقيقة الإخلاص؟
لله در شيخنا محمد بن بكر إسماعيل رحمه الله؛ حيث قال:
"الإخلاص: تفرغ القلب إلى الله تبارك وتعالى، وتوجهه إليه حبًّا لذاته، وخضوعًا لعظمته، وتواضعًا لجلاله، وطلبًا لمرضاته، وتفانيًا في طاعته، وهربًا إليه من نزعات الشرك والهوى، وفرارًا إليه منه، إذ لا منجاة منه إلا إليه".
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر: 2، 3].


قال الطبري رحمه الله في تفسيره:
"قوله: ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ [الزمر: 2]، يقول تعالى ذكره: فاخشع لله - يا محمد - بالطاعة، وأخلص له الألوهة، وأفرده بالعبادة، ولا تجعل له في عبادتك إياه شريكًا، كما فَعَلَتْ عَبَدة الأوثان".
عباد الله؛ الإخلاص: هو تصفية الفعل من ملاحظة المخلوقين.
وفي هذا المعنى قول بعضهم: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الحق.

عباد الله؛ يقول الله تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر: 36].
يقول أحد السلف: "إذا كان الله معك فممن تخاف؟! وإذا كان عليك فمن ترجو؟!".


عباد الله؛قال سهل بن عبدالله: "الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة".
ولله در القائل:
فليتَك تَحلو والحياةُ مريرةٌ
وليتك ترضى والأنامُ غضابُ
إذا صحَّ منك الودُّ فالكلُّ هيِّنٌ
وكلُّ الذي فوق التراب ترابُ
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ
وبيني وبين العالمين خرابُ


عباد الله؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة: 5].


قال القرطبي رحمه الله في تفسيره:
"وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ النِّيَّةِ فِي الْعِبَادَاتِ فَإِنَّ الْإِخْلَاصَ مِنْ عَمَلِ الْقَلْبِ، وَهُوَ الَّذِي يُرَادُ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ تَعَالَى لَا غَيْرِهِ".


عباد الله؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا [النساء: 125].
يقول ابن القيم رحمه الله: "فإسلامُ الوجه لله هو إخلاصُ القصد، والعمل لله والإحسان فيه متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، والأخذ بسنته".


عباد الله؛ لله در القائل:
واعلم بأن الأجر ليس بحاصلٍ
إلا إذا كانتْ له صفتانِ
لا بد من إخلاصه ونقائه
وخُلوِّه من سائر الأدرانِ
وكذا متابعة الرسول فإنها
شرط بحكم نبينا العدنانِ


فالعمل - أيها الأفاضل – لا يقبل إلا بشرطين هما: الإخلاص والمتابعة.


عباد الله؛ سُئل أحد العلماء: مَنِ المخلِص؟ فقال: الذي لا يحب محمدة الناس.
ومعنى هذه الكلمات الماتعات:
أن المرء إذا كان يريد من عمله أو عبادته منفعة أو شهرة أو مدحًا وثناء؛ فهذا رياء وليس من الإخلاص في شيء.
فمثلًا: من أنفَق ليقال: جَواد وكريم، ومن قرأ ليقال: قارئ، ومن حج ليقال: حاجٌّ، ومن تعلَّم ليقال: عالم، ومن صلَّى ليقال: عابد... كل هؤلاء ليس لهم من أعمالهم حظ أو نصيب.

عباد الله؛ سُئل أحد العلماء: من المخلص؟ فقال: "الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته".
يقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ [محمد: 17]، فمن أخلص دينه لربه ومولاه، أخلصه الله لنفسه وتولاه.


عباد الله؛ تالله وبالله لن تتقدم أمتنا، ولن تعود لسابق مجدها وعزتها وسؤددها، إلا إذا جعلت الإخلاص منهجًا عمليًّا، وواقعًا حياتيًّا تحياه وتطبِّقه.

روى البخاري ومسلم من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)).أسفل
وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظُر إلى قلوبكم وأعمالكم)).


عباد الله؛ إن للإخلاص ثمارًا يانعات، وفوائد باهرات؛ من ذلك:
أن الإخلاص سببٌ في زوال الهموم وتفريج الكروب بإذن الله، والدليل على ذلك:
أن الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار لما انحدرت عليهم الصخرة من الجبل فسدت عليهم الغار قالوا: ((إنَّه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم))، فإذا بكل واحد منهم يدعو الله بخالص وصالح عمله، ((فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون)).


والإخلاص سبب للنصر على الأعداء:
ففي الحديث الذي صححه الألباني: ((إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم)).


وإن من أروع فوائد الإخلاص وأعلاها وأجملها وأحلاها الجنةَ:
﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ [الصافات: 40 - 43].


فهل بعد الجنة من شيء يطمع فيه الطامعون، ويهرول نحوه المهرولون؟
عباد الله؛ هلا سألنا أنفسنا كيف نحقق الإخلاص؟ وكيف ننميه؟ وكيف نحافظ عليه؟ إنه مما يعين العبد على تحصيل الإخلاص وتنميته والمحافظة عليه عدة أمور:
منها: التربية الأسرية:
وها هو القرآن الكريم يترك لنا المثال والأنموذج الأمثل لتربية النشء على الإخلاص؛ إذ يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان: 13].


نعم أحبتاه، فالقدوة أمر خطير، فالطفل ينشئ وينظر لبيئته التي تحيط به، ينظر لأبويه، وأهل بيته، ويكتسب منهم طيب العادات وسيئها.


ومنها: ملازمة الصالحين ومرافقة المتقين:
فكما هي القاعدة عند الموحدين: "أن المرء مع من أحب"، وكما قيل: "إنما المرء بجلسائه، فإذا عرفت من تجالس، عرفت من أنت".
وكما هو معلوم: أن المرء منا متأثر بمن حوله ومؤثر فيهم.


عباد الله؛ ومنها: الاعتبار والاتعاظ:
نعم، فإذا ما تدبر المرء واعتبر بما أعده الله للمخلصين من النعيم المقيم في جنات النعيم، فإنه لا ريب سيسلك سبيلهم، وينهج نهجهم، ويقتفي آثارهم، وإذا ما تدبر في عاقبة المشركين وأهل الرياء والمنافقين والمبتدعة يوم القيامة، فإنه لا ريب سينأى بنفسه ومن يحب عن الوقوع في مزالقهم وطريقتهم.


عباد الله؛ قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الماتع المسمى بالفوائد: "العمل بغير إخلاص ولا اقتداء، كالمسافر يملأ جرابه رملًا ينقله ولا ينفعه".


أسأل الله أن يجعل ما قلناه وما سمعناه حجة لنا لا علينا يوم القيامة، اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد يا رب العالمين.

اللهم اجعل عملنا في رضاك خالصًا لوجهك الكريم، اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئًا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه، اللهم طهِّر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة؛ إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.88 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]