|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() رحلة الحج إلى بيت الله الحرام : فوائد وملح فهد بن عبد العزيز الشويرخ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن علماء السلف المتأخرين: العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي, المتوفى سنة ( 1393هـ) رحمه الله, والشيخ له العديد من المؤلفات, أشهرها: تفسيره النافع, المفيد للقرآن الكريم: "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن " ومن مؤلفات الشيخ رحمه الله, كتابه الموسوم بـ " رحلة الحج إلى بيت الله الحرام " حيث ذكر فيه تفاصيل رحلته. يقول: فليكن في علم ناظره أنا أردنا تقيد خبر رحلتنا هذه إلى بيت الله الحرام ثم إلى مدينة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام ليستفاد بما تضمنته من المذاكرة, والأحكام, وأخبار البلاد والرجال, وما تجول فيه الأدباء من المجال, والغرض الأكبر من ذلك تقيد ما أجبنا به عن كل سؤال علمي سئلنا عنه في جميع رحلتنا. والأسئلة التي طرحت على الشيخ في رحلته كثيرة ومتنوعة, فيوجد أسئلة في العقيدة, وفي الفقه, وفي أصول الفقه , وفي اللغة, وفي الأدب, وإجابات الشيخ تدل على تمكن قوي في العلم, قال عنه العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله: مُلئ علماً من رأسه إلى أخمص قدميه. والغالب على الكتاب إجابات الشيخ رحمه الله على الأسئلة التي وجهت له, وفي ثنايا تلك الإجابات فوائد علمية, وملح وطرائف لا تخلو من فوائد , وهذه بعضها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
فقلنا له: نعم. وبين فرق النصارى أيضاً. أما اليهود فقد قال الله فيهم: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة:64] فالضمير في قوله: ﴿ بَيْنَهُمُ ﴾ في الظاهر المتبادر من مساق الآية راجع إلى اليهود فيما بينهم فقط, لا إلى اليهود والنصارى, وإن قال بهذا الأخير بعض الأجلاء من علماء التفسير, لأن القرآن لا يصح صرفه عن ظاهره المتبادر منه إلا بدليل جازمٍ من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وأما النصارى فقد قال الله فيهم: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ } [المائدة:14] فالضمير في قوله ﴿ بَيْنَهُمُ ﴾ راجع إلى النصارى المعبر عنهم بــــــــــ ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ﴾ في الظاهر المتبادر من مساق الآية, وإن قال بعضهم: إن معناه راجع إلى اليهود والنصارى, لما قدمناه من عدم جواز صرف القرآن عن ظاهره المتبادر منه إلا بدليل من كتاب أو سنة. فدل ظاهر الآيتين الكريمتين على أن العداوة والبغضاء بين فرق اليهود كائنة إلى يوم القيامة, وكذلك بين فرق النصارى, ولا شك أن الحروب الواقعة بينهم من آثار تلك العداوة والبغضاء التي أغراها الله بينهم بسبب نسيانهم العهد الذي أخذ عليهم, كما دل عليه الفاء من قوله {فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} واعلم أن قوة اليهود ودولتهم التي ذكرنا أشبه شيء بالجلود التي تجدد لأهل النار ليذوقوا العذاب, لأن تلك القوة المذكورة يكون عليهم بسببها العذاب الواقع بهم, والنكال الذي لا يفارقهم أبداً أشد وقعاً عليهم, لأن الله تعالى أخبر في كلامه الذي لا شك في صدقه أنه لا بدّ أن يسلط عليهم من يعذبهم وينكل بهم, ويهينهم إلى يوم القيامة, حيث قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [الأعراف:167] لأنهم ما داموا متفرقين في البلاد لا قوة لهم لم يظهر عظم موقع النكال بهم.
الغريب في بلد يريد التزوج فيه, ونيته أنه إن أراد العود لوطنه ترك الزوجة طالقاً في مجلها. هل تزوجه مع نية الفراق بعد مدة يجعل نكاحه نكاح متعه فيكون باطلاً, أم لا ؟ فكان جوابنا أنه نكاح صحيح, ولا يكون نكاح متعة إلا بالتصريح بشرط الأجل عند عامة العلماء, إلا الأوزاعي فأبطله, ونقل كلامه هذا الحافظ ابن حجر في فتح الباري ولم يتعقبه بشيء, وعن مالك رحمه الله أنه قال: ليس هذا من الجميل, ولا من أخلاق الناس. يسعك ما وسع رسول الله علية الصلاة والسلام: اعلم أن هذا الدليل المسمى عند الأصوليين بـــــ " السبر والتقسيم " من أحسن الأدلة الجدلية, وأنفعها في إفحام الخصوم, وهو الدليل الذي أفحم به الشيخ الذي جيء به مقيداً من الشام إلى ابن أبي داؤد, بحضرة الواثق بالله العباسي, وذلك أن الشيخ الشامي قال لابن أبي داؤد: مقالتك هذه التي تدعو الناس إليها وهي القول بخلق القرآن لا تحلو بالتقسيم الصحيح من أحد أمرين إما أن يكون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان عالماً بمقالتك هذه التي تدعو الناس إليها وهو وخلفاؤه الراشدون, أو كانوا غير عالمين بها, ولا واسطة بين الأمرين, أي علمهم بها وعدمه. وفي كل واحد منهما فأنت على غير حق يا ابن أبي داؤد, لأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا كان عالماً بها وسكت عنها, ولم يدع لها أحداً, وكذلك خلفاؤه الراشدون, فأنت يا ابن أبي داؤد يسعك ما وسع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ووسع خلفاءه الراشدين في رعاياهم. وإن كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم غير عالمين بها فكيف يجهلونها وتعرفها أنت يا بن أبي داؤد ؟ فانقطع ابن أبي داؤد, بهذا "السبر والتقسيم", وفهم الواثق أنه لا بد من أحد الأمرين, وذلك معنى :"التقسيم", وأن ابن أبي داؤد مخطئ على كل واحد منهما, وذلك معنى " السبر "
لذا قال ابن العربي المالكي: إن قصة الغرانيق باطلة لا أصل لها. وقال القاضي: إن قصة الغرانيق لم يخرجها أحد من أهل الصحة...وقد اعترف الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله مع انتصاره لثبوت هذه القصة بأن طرقها كلها إما منقطعة, أو ضعيفة إلا طريق سعيد بن جبير...قال البيهقي فيها إنها غير ثابتة من جهة النقل. وذكر الرازي في تفسيره أنها باطلة
فقال زياد لابن همام: بلغني أنك هجوتني, فقال: كلا أصلح الله الأمير ما فعلت, وما أنت لذلك أهل. قال: فإن هذا أخبرني, وأخرج الرجل. فأطرق ابن همام هنيهة. ثم أقبل على الرجل فقال له هذين البيتين: وأنت امرؤ إما ائتمنتك خاليــــــــاً فخنت وإما قلت قولاً بغير علم فأنت من الأمر الذي كان بيننـا بمنزلة بين الخيـــــــــــــــــــــانة والإثـــــــــم فخجل الرجل وأقصاه زياد. والبيتان المذكوران فيها "السبر والتقسيم" لأنه حصر الأوصاف بالتقسيم الصحيح في أمرين, وهما: أنه إما أن يكون حدثه بأنه هجا زياداً, وإما أن يكون كذب عليه في ذلك, ثم بين بالسبر أنه مذموم في كل من الأمرين, لأنه إن كان أخبره بأنه هجا زياداً وائتمنه على هذا السر فأفشاه...فهو خائن والخائن مذموم, وإن كان بهته وكذب عليه بأن قال عنه: إنه هجا زياداً بالكذب فهو كذاب ذو بهتان وهو مذموم, فبيّن بهذا الدليل أنه مذموم على حال, فانقطع ولم يُحِر جوابا.
من كان حرباً للنســــــــــــــــاء فإنني سلــــــــــــــــم لهنّــــــــــــــــــه فإذا عثرن دعوننـــــــــــــــــــــى وإذا عثرت دعوتهنّـــــــــــــه وإذا بـــــــــــــــرزن لمحـــــــــــــــفل فقصارهـــــــــن مــلاحهنّه مع أن القصر جداً وصف مذموم, كما يدل عليه قول كعب بن زهير: * لا يُشتكى قصر منها ولا طول * ومعلوم أن كمال القامة, واعتدال القد وصف محمود فيهن. فكان جوابنا عن المسألة أن قلنا لهم: إن القصر الذي يستحسنه الشعراء من النساء ليس هو القصر الذي هو ضد الطول, بل هو القصر في الخيام, فالقصار عندهم هن المقصورات في الخيام العاملات بقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:33] وهو معنى معقول, لأن الصيانة تصون ماء الملاحة ومعناها, والابتذال يذهب ذلك كله. وقد بين كُثيِّر في شعره حلّ هذا الإشكال حيث قال: وأنتِ التي حبّبت كل قصـــــــــيرة إليّ وما تدرى بذلك القصـــــــائر عنيتُ قصيرات الحجال ولم أُرد قصار الخطا شر النساء البحاتر والبحتر: القصير المجتمع الخلق. فالخراجة الولاجة لا ملاحة لها أبداً, وهي مذمومة عندهم.
[القلم:16] فقلنا له ذلك خرطوم آخر غير الخرطوم الذي تعنى.
ومثال التلميحية قولك: "رأيت أسدا" تعنى رجلاً جباناً على سبيل التلميح والظرافة.
ـــــــــــــــ
قال: يقول الشاعر: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكــــــــــــــــــــل قرين بالمقارن يقـــــتدي فإن كان ذا شر فجانب بســـــــرعة وإن كان ذا خير فقارنه تهتـــــــدي
فقلت له: أما بالجبلة والطبيعة فنعم, وأما من حيث التوصل بالشعر إلى الأغراض والأكل به من الملوك والأمراء فلا. اللهم اغفر للشيخ, واجمعنا وإياه ووالدين ومن نحب في جنات النعيم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |