|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أعيش مغصوبة مع زوجي أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة هربت من واقع سيئ بين والدين أملًا في واقع أفضل، لكنها تزوجت من رجل أكبر منها، وعاملها معاملة الخادمات، وتعيش معه مغصوبة. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة مُتزوجةٌ ولديَّ أولادٌ، تزوجتُ وعمري 14 عامًا! تزوجتُ هروبًا من الواقع الأليم الذي كنتُ أعيش فيه؛ فقد كان والداي منفصلَين، وكان والدي قاسيًا عليَّ أنا وإخوتي! تقدَّم إليَّ رجلٌ يكبرني بعشرين عامًا، ظننتُ أنه سيَغمرني بالحنان والحبِّ، لكن - بكل أسَف - كان سيئًا وعصبيًّا جدًّا، لا يفهمني، يضربني دائمًا لدرجة أني لا أعرف لِمَ أُضْرَب وأنا بين يديه؟ وهل سأعيش بعد هذا الضرب أو لا مِن شِدته؟! لم يكنْ يحبني، ولا يريد مجامعتي، ينظر إليَّ على أني غبيَّة، تافهة، لا أعرف ولا أفهم شيئًا في هذه الحياة، وكان يُطلقني في كلِّ مرة نتشاجَر فيها! كنتُ ألجأ لأبي في كل مرة نتشاجَر وأُضْرَب فيها، لكن أبي كان أظلمَ مِن زوجي. كنتُ مُلتَزِمَةً بالصلاة والصيام، وهو لم يكن كذلك، ومِن كثرة تلفُّظه بالطلاق أتيتُ بشيخٍ، وأخبرنا أنَّ الطلاقَ وقَع مرتين، ثم وقَع المرة الثالثة، وأخبرتُ زوجي فأنكر ذلك! لم أعُدْ أطيق العيش معه، أكْرَهُه وأشُك في أنه يعشَق زوجة أخيه! وقد حاولتُ الانتحارَ لكني فشلتُ، وصَل كرهي له إلى أنني أتقيَّأ عند المعاشرة، وأبكي بكاءً شديدًا بعد ذلك! أشعر أني أعيش معه في الحرام بالاغتصاب، لا أريد العيشَ معه ولا أُطيق رُؤيته. وفي الآونة الأخيرة، بعدما تأكد أني أكرهه ولا أطيقه أصبح يتقرَّب منِّي، ويحاول بكل قوته أن يُبقي على هذه الحياة، لكني رافضة حتى لو تحسَّن حاله، فإني أكرهه! أخبروني ماذا أفعل؟ الجواب: أختي الكريمة، وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته. مِن عجائب بعض الأنفُس البشريةِ أنها لا تتعلَّم كيف تتمسَّك بالنِّعَم، ولا تُقَدِّرها أو حتى تُدركها إلا بعد أن يَلُوحَ لها طيفُ فقْدِها، ويتراءَى شَبَحُ زَوالِها؛ فصِغَرُ سِنِّك، وسذاجتُك، وضَعْفُ عقلك، ونقصُ خبرتك، وقلةُ حكمتك - كانتْ بالنسبة له مِن العيوب التي لم يُقابِلْها إلا بسوء المعامَلة، وإظهار الغِلظة والاحتِقار، ثم مع شُعوره باحتمال فَقْدِ ما كان يزْدريه ظهرتْ محاسِنُه، ودعتْه للتبصُّر بالنعمة والتمسُّك بها؛ "أصبح يتقرَّب منِّي ويحاول بكل قوته أن يُبقي على هذه الحياة!". لي وقفاتٌ مع بعض ما وَرَد في رسالتكِ، وأولُ ما أُحِب أن أبدأ به قولكِ: "يُطلقني في كل مرة نتشاجَر فيها"، ثم أخبرتِ أن الطلاق لم يقَعْ إلا مرتين فقط؛ فهل أخطأتِ التعبيرَ؟ أو إنه طلَّق أكثر مِن ذلك؟ إن كانت الأولى ففي الأمر فُسحةٌ - والحمد لله، وإن كانت الثانية فعلى حسب ما ذكرتِ قد وَقَع الطلاق أكثر مِن مرتين بلا شك، وهذا يعني أنه طلَّقكِ طلاقًا بائنًا، ليس لكِ العودة إليه بأيِّ حال، إلا أن تتزوجي مِن غيره، فإذا قُدِّر عليكِ الطلاق منه جاز لكِ العودة لزوجكِ الأول بعقْد زواجٍ جديدٍ، فأرجو تحرِّي الدقة في أخْذِ الفتاوى، وأن تُوَضِّحي الأمرَ جيدًا لمن تحسبين فيه عِلمًا وورعًا، ثم تنظري ماذا سيكون أمرُكِ وحالكِ مع زوجكِ؟! الأمرُ الثاني هو: ضربكِ باستمرار، والزوجُ الذي ينهال على امرأته ضرْبًا حين لا يُرضيه خُلُقها، أو يُغضبه فِعْلها، ثم يرجو أن تتجاوبَ معه، وتُظهر محبتها التي سلَبها إياها،وينتظر أن تبادله المودةَ وتُشاطره البسمة،أو أن تتزيَّن له راغبةً في وِصاله، طالبةً رضاه - فقد اعتدى وتجبَّر،والمرأةُ التي تصبر على تلك الإهانة فقد جهلتْ ما منَحَها الشارعُ مِن حق العيش وصيانة الكرامة؛ ورد عن عبدالله بن زَمْعة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلَّم - قال: ((إلامَ يَجلدُ أحدُكم امرأتَه؟ - وفي رِواية ((جلد الأمةِ)) - ولعله يُضاجعُها مِن آخرِ يومِه))؛ رواه مسلم. كيف تصبرين كل هذه السنوات على ضرْبٍ مُبرِّح تشُكِّين معه إن كنتِ ستبقين على قَيْد الحياة أم لا؟ وما أجبركِ على ذلك؟! الوالدُ يا عزيزتي مهما بلَغ مِن بطشٍ قلَّ أن يصلَ إلى هذا الحدِّ الكريه مِن العنف والظُّلم والسادية المقيتة،فهل تخشين العودة إلى الوالد وتُؤْثِرين البقاء مع رجلٍ لا يعي مِن معاني الرجولة إلا القليلَ؟! عليكِ أن تستيقظي الآن، وتُصححي أخطاء الطفلة ذات الأربعة عشر عاماً، فليس لِبَشَرٍ على بَشَرٍ مِنِّةٌ تُجْبِرُه على قَبول حياة العبيد التي ولَّتْ وانصرَم زمانُها،ووصولكِ إلى حدٍّ تسعَيْن فيه لتنفير زوجكِ من الفِراش، وتشعرين بالرغبة في التقيؤ حين يقترب منكِ، لا يعني إلا أنه قد خرَج مِن قلبك خروجًا يصعُب أن يعودَ بعده! إلا أني أنصحكِ أولًا أن تستفتي أهلَ الدين والعلم،فإن أفْتَوْكِ بأنكِ لم تُطلقي طلاقًا بائنًا بعدُ فأعيدي النظرَ في أمرِه وأمركِ، وإن استخرتِ الله وبَدَا لكِ قبول فكرة العودة فلا أقل منِ وَضْعِ حدٍّ واضح للتعامُل الآدمي الذي تستحقينه،والتعايش في إطار الاحترام المتبادَل. أنصحكِ أيضًا أن تمهلي نفسك وتمنحيها فرصةَ الابتعاد عنه لوقتٍ تهدأ فيه وتتدرَّج في قبوله، وتستعيد عافيتها بعد سنوات مِن المعاناة يصعب أن تُوفق فيها لقرارٍ صائب، ولتكن الفُرصة له أيضًا ليُدْرِكَ بعض أخطائه، ويُرَمِّم ما تبقى مِن سُبل قد يكون فيها إصلاحُ العلاقة بينكما. أنصحكِ أيضًا أن تُولي نفسك المزيدَ مِن العناية، وتمنحيها الاهتمام الذي تستحق. لم تشيري إلى أي مراحل التعليم وصلتِ وقد تزوجتِ في باكورة صِباكِ،فإن كان قد فاتكِ الكثيرُ فليس من المستحيل تدارُكه،وإن عجزتِ فليكنْ ممارسة أي نشاط ذهني يُعيد إليك ثقتكِ واستشعار كيانكِ؛ كالالتحاقِ ببعض الدورات المتخصِّصة في رفْعِ قدرة الفرد، وتوسيع نشاطه، وإمداده بالنصائح اللازمة لتحقيق أعلى قدْرٍ من الاستفادة بوجهٍ عامٍّ مِن وقته وإمكاناته، مع العمل على تطويرها على الوجه الأمثل، أو دور تحفيظ القرآن الكريم، أو تعلم إحدى اللغات، على ألا تشغلي بالَك بمدى إحراز التقدُّم في التعلم،بل واصلي لمجرد الاستفادة،وكثيرٌ مِن هذه المجالات متاحٌ تعلُّمها من خلال الإنترنت، وبلا مقابل مادي،فاسعَيْ للتطوير من نفسكِ، ولا شك أنكِ ستلمسين فارقًا في سلوكك ونظرتكِ لنفسكِ، والتي ستنعكس إيجابًا على مَن حولكِ. أخيرًا هي كلمةٌ ليستْ لكِ، وقد لا تتحقَّق لكِ منها استفادة،لكني أضَع في الحسبان أنَّ هناك مَن يقرأ الجواب سوى صاحب الرسالة، وقد يتذكرها بعضُ الأزواج ممن دعتْهم قدرتهم أو أموالهم أو ضعف أزواجهم على الظُّلم،فأقول لهم: مَن باع الثمين بأرخص الأثمان اشترى الرخيص بأغلى الأثمان. والله الموفِّق،وهو الهادي إلى سَواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |