|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أخذت مجوهرات أمي دون عملها أ. طالب عبدالكريم السؤال: أنا فتاةٌ تربَّيتُ في بيئةٍ تقيس البنتَ بسُمعتها ومكانتها بين الناس، كانتْ حياتي تدور على هذا الموضوع؛ فاهتممتُ بسُمعتي ومكانتي حتى في الجامعة، فما كنتُ أكلِّم الشبابَ، والحمدُ لله وفَّقني الله في دراستي، وحصلتُ على تقدير عالٍ. أهلي لم يُساعدوني على التقرُّب مِن الله تعالى، كنتُ أُحاول أن أتقرَّبَ إلى الله بنفسي؛ أُصلي وأصوم، وأقرأ في السيرة والتفسير، وأحفظ القرآن. أمي كانتْ لا تُوافق على ما أفعل، بل كانت تُحاول إبعادي عن الطريق الذي أسير فيه، حاولتُ إقناعها لكنها لم تقتنعْ! حتى إنها قاطعتني شهرين كاملين لأني تحجبتُ، وهي رافضة للحجاب أصلًا، أما والدي فإنه لا يُعارض أمي، باختصار: الرأيُ رأيها! لدى أمي مجموعةٌ مِن الذهَب والمال، تُنفقه فيما لا ينفع، وإذا ذهبتْ إلى السوق أو لشراء شيءٍ ما فإن البائعين يضحكون عليها! فكرتُ أنْ آخذَ بعضَ الذهب مِن أمي وأخبرها أني توظفتُ في المحافظة التي أردس فيها براتبٍ جيد، ثم أرسل لها شهريًّا جزءًا من قيمة الذهب بعد أن أبيعه! والغرَض من هذا أن أعيش بعيدًا عنها، بعيدًا عن التوتُّر والنكَد! أو أبيع الذهَب بمال كبيرٍ، وأنشئ مشروعًا خاصًّا بي أستفيد منه، فأشيروا عليَّ فيما أُفَكِّر فيه. الجواب: بنيتي الفاضلة، في الحديث الشريف: ((أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمْثَل فالأمْثَل، يُبْتَلى الرجلُ على حسب دينِه، فإن كان في دينِه صلبًا اشتدَّ به بلاؤُه، وإن كان في دينه رقَّة ابتُلِيَ على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة))؛ أخرجه الإمام أحمد وغيرُه. لذلك مِن السُّنَن الكونية وقوعُ البلاء على المخلوقين؛ اختبارًا لهم، وتمحيصًا لذنوبهم، وتمييزًا بين الصادق والكاذب؛ قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]، وقال تعالى: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت: 1، 2]، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإنَّ الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَن رضِيَ فله الرضا، ومَن سخط فله السخط))؛ رواه الترمذي، وقال: حديثٌ حسن. فأنت على خير، فاصبري واحتسبي، وإنَّ مما يُعين على الثبات وجود الصحبة الصالحة المعينة؛ ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]، وأكْثِري مِن الدعاء بظَهْر الغيب لوالدتك؛ فالقلوبُ بِيَد الله يُقلِّبهما كيفما شاء، وهو مِن البر بها، وأحسني التعامُل معها، وعامليها برفقٍ وإحسانٍ، واصبري على أذاها لك، فقد أُمِرْنا ببر الوالدين، وإن كانوا كفارًا، مع عدم طاعتهما في معصية الله؛ ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾ [لقمان: 15]. أما مسألةُ أخْذِ ذهَب الوالدة مِن غير علمها وكذلك إعطائها مِن قيمته شهريًّا على أنه مقابل عملك، فأخشى أنك ارتكبتِ بذلك إثمَيْن، أولها: إثم السرقة، والثانية: إثم الكذب. فاستغفري الله، وتوبي إليه، واعلمي أنَّ مَن تَرَك شيئًا لله عوَّضَه الله خيرًا منه، فاللهُ هو الرَّزَّاق، فإن لم يتيسرْ لك أمرُ دراستك فلعله يكون فيه حكمة مِن الله، ولا تجعليه مَدعاةً إلى ارتكاب ما حرم الله مِن السرقة أو الكذب. أسأل الله أن يُفَرِّجَ عنك، ويُيسرَ أمرك، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |