|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كونوا حكمًا بيني وبين زوجي ، مَن المخطئ ؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال: أنا شابَّة في العشرين مِن عمري، تزوَّجتُ منذ ثلاث سنوات، وزوجي يكبرني بأكثرَ مِنْ عشر سنوات، ولدينا ابنٌ، والحمد لله. لا أقولُ بأني لا أحبُّه، أو لم أتقبَّله، بل بالعكس أحبُّه وأُرِيد له الراحة، ولكنَّنِي مؤخرًا أصبحتُ عنيفةً، ولا أُطِيق رؤيتَه، ولا أطيق أن أسمع صوتَه، وأتهرَّب منه عندما يَطلُب مني حقَّه الشرعي! لزوجي العديدُ مِن السيِّئات؛ منها: أنه لا يحترمُني أمام أهله وأهلي، دائمًا يَهْزَأُ بي، ويجعل مني أضحوكةً أمامهم، رغم احترامي وتقديري له، كما أنه مقصِّر معنا في النفقة؛ فهو لا يُنفِق علينا؛ فاضطرِرتُ أن أعملَ - رغم أنني أدرس - حتى أستطيعَ تلبية احتياجات ابني، فهو يوفِّر لنا الطعام فقط! وكذلك هو كثيرُ السفرِ، لا يتحمَّل مسؤوليتَنا، ويُرِيد مني القيام بكل شيءٍ؛ كالتسوُّق، والإنفاق، والتربية. للأسف بدأتُ أشعر وكأنني أرملةٌ لا زوج لها! أخبرتُ أحد أقاربه بالمشكلة، فكَلَّمه، ولكن لا فائدة! لم يَستَجِب لكلامه، بل بدأ الآن يَضرِبني على أي سببٍ تافهٍ! لا أعلم ما العمل؟! أنا لا أريد الطلاق؛ فلا أرى مصلحة لابني في ذلك؛ فما الحل؟ وكيف أجعله شخصًا أفضل، رغم أنه متديِّن، ويعمل في مؤسسةٍ خيريةٍ، ومن المؤكد أنه يَعرِفُ أهمية أهله؛ كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: ((خيرُكم خيرُكم لأهله)). ولكم جزيل الشكر والتقدير. الجواب: تختلف المشكلاتُ الزوجيةُ مِن هذا النوع عن غيرها من المشكلات؛ مِن حيثُ ضرورةُ التعامل معها برفقٍ وحكمةٍ أكثر، والتأني وعدم استعجال النتائج؛ تأملي معي: • لم يحترمْكِ أمام الناس، ويُقتر عليكِ في النفقة؛ فكان ردُّ فعلِكِ - اللا إرادي - أنكِ لا تُطِيقينه، وتقَصِّرين في حقِّه الشرعي؛ فزادتْ معاملته سوءًا، حتى صار يَضْرِبكِ! التسلسلُ مؤسِف بحقٍّ، لكنكما اشتركتُما في صُنع هذه النتيجة البائسة، والوصول إلى ذلك الحال المُحزن. تقولين: إنه كثير السفر؛ فهل سفرُه مِن أجل العمل الدعوي؟ أو للترويح عن النفس والتسلية، بعيدًا عن جوِّ البيت الذي لم يَعُدْ يحتملُه؟ إن كانتِ الأولى فهو مُضْطَرٌّ لذلك، وعليكِ حينها أن تُعِينيه عليه، وتستغلي وقت غيابه لعمَل التجديدات المُتاحَةِ داخل البيت أو في نفسكِ، وإنْ أخذتِ جولة "إنترنتيه" فستجدين في عالَم الزواجِ ما يُعِين على ابتكاراتٍ غيرِ مكلِّفة. وإن كانتِ الثانية، فهذا نذير خطر؛ إذ يكونُ الترويحُ عن النفس في الظروف الطبيعية برفقةِ الأهل، ولا يعني رغبته في السفر بمفرده بشكلٍ دائمٍ مع إمكانية اصطحابكِ، إلا أنه قد وصل لمرحلةٍ لا يَبْغِي السَّير فيها إلا مِن أجل الأبناء! أيتها الكريمةُ، نحن نعجز في كثيرٍ من المواقف عن التحكُّم في ردود أفعالنا، وضَبْط أنفسنا، وأمر السخرية منكِ أمام الأهل لإضحاكِ الجلوس، مِن أقبحِ وأسوأ ما يُثِير في نفسِ المرأة مِن مشاعر الضَّجَر والحُزْن، والنفور مِنَ الزوج، ما لا يُمكِن تخيُّله مِنْ قِبَل الأزواج، ولستُ أرى لكِ إلا مُصارحتَه إِثْر كلِّ موقفٍ يَحدُث فيه ذلك، ومُعاتبته بلطفٍ، ومُصارحته بحزمٍ برفْضِك التامِّ لاستخدام تلك الطريقة السيِّئة، لمجرد إثارة جوٍّ من المرَح ونَشْر روح الدعابة! ومِن أكبر الأخطاء التي تقع فيها النساءُ - في مِثْل هذه المواقفِ - أن تَلُوذَ بالصمت، وتُؤثِر التلميحَ الذي لا يَعِيه الزوجُ، ولا يُعِيره أذنًا، كما وأنها في كثيرٍ من الأحيان تظن أن مبالغتَها في احترامِه أمامهم إشارةٌ كافيةٌ، ورسالةٌ واضحة لرفضِها هذا السلوكَ، في حين يفسِّره الزوجُ على أنه قبولٌ تامٌّ لما يَفعَل! فعليكِ بمُصارحتِه بالرغبة في فتحِ صفحةٍ جديدة، بعد إعداد ليلة رومانسية طيبةٍ، تتناسين فيها تمامًا كلَّ ما بينكما مِن مُشاحنات وما له مِن سلبيات، وتتجاهلين فيها كل ما لا يَرُوق لكِ فيه، وتَغُضِّين الطَّرْف عن أخطائه، ولو بدتْ غيرَ قابلة لذلك، فبعد مثل هذه الأوقات الطيبة سيكون لديه استعدادٌ لتقبُّل بعضِ ما لديكِ، متى تمَّ عرْضُه بأسلوبٍ حسنٍ، ومودَّة صادقةٍ، ومتى ما غُلف بالحِرْص على مصلحتكما معًا، وليس لمجرد استمرار البيتِ وسلامة الأسرة، وإنما عليكِ بإظهار المصلحة العائدة عليه شخصيًّا مِن تغييرٍ هذا النمط الذي سيَذهَب بالأسرة إلى طريق مُظلِمٍ. وفَّقكِ الله، ويسَّر أمرَكِ، وهدى زوجكِ والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |