|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل آخذ الخاطب بأمه المُذنِبة أ. فيصل العشاري السؤال: أنا فتاةٌ في بداية الثلاثينيَّات من عمري، تقدَّم لي شابٌّ صالحٌ حافظ للقرآن، خَلوقٌ، يتفق معي في الأفكار. صليتُ صلاة استخارة أكثر مِن مرة، وكنتُ مرتاحة جدًّا له، والحمد لله. سألنا عنه فجاءنا الرد بأنه شابٌّ صالح محترمٌ، بارٌّ بأهله، لكن المفاجأة أن أمَّهُ لديها فضيحةٌ جنسيةٌ، وتمَّ التحقيقُ معها رسميًّا، وقد تأكَّدْنا مِن هذا الأمر مِن أكثر مِن مصدرٍ! فهل نأخذ الشابَّ بذنب أمه ونرفضه؟ وهل في تلك الحال أكون ظالمةً له؟ أو أقبل الخطبة وأترك ما علمتُ عنه؟ عَلِم أهلي بالأمر، ورفضوا رفضًا تامًّا، وكذلك انتشر الأمرُ بين الأقارب! فهل أخبر الخاطب بأننا علمنا ذلك؟ كذلك أفكِّر هل لو تَمَّ الزواجُ أكون آثمةً وأحمل ذنب أولادي أني اخترتُ لهم أبًا أمُّه كانتْ لديها فضيحةٌ جنسيةٌ؟! تواصلتُ معه عبر البريد مرَّتين لأنه مسافر إلى دولة أخرى للعمل، وتعلقتُ به. أشيروا عليَّ بالقرار الصحيح. الجواب: الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة . لا شك أن الزواجَ مسؤولية وشركة مستقبلية، بحاجة إلى سُمْعَةٍ طيبة؛ حتى تنال ربحًا طيبًا ويثق فيها الناس. ما فعلتْه والدةُ خطيبك خطأ لا يتحمَّل وِزْرَه ولدُها، ولا أولادكم لاحقًا - في حال تمَّ الزواج - عملًا بمبدأ: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾[الأنعام: 164]، هذا من ناحية شرعية. أما من الناحية الاجتماعية والأدبية، فالمجتمعُ سيحمله هذه الجريرة، ويُلاحقه بتلك السمعة له ولوالدته؛ رغم براءته منها، وهذا شأنُ الناس للأسف! نعم كان يمكن قبولُه في بعض الحالات الخاصة، وفي بعض المجتمعات التي ربما لا تُعِير لهذا الأمر أهميةً كبيرة، لكن ما تفضلتِ بِذِكْرِه من مُعارضة الأهل والأعمام، يُعَقِّد عليك هذا الأمر كثيرًا. قد يكون الشخصُ مُناسبًا، وصاحب دين وخُلُق، إلا أنَّ هذا المانع سيُعَكِّر عليكم مستقبلكم، وسيلاحقكم باستمرارٍ؛ لذا من الأفضل صَرْفُ النظر عنه، والبحث عن شخصٍ آخر. تبقى مسألةُ التعلُّق، حديثكم معه مرتين على الإنترنت جعلكم تقتنعون به، لكن ربما لا يصل إلى حدِّ التعلُّق؛ لذا من الأفضل الانسحاب بهدوء، والبحث عن شخصٍ آخر، وهذه المشكلةُ وإن كانتْ ليست مشكلته، إلا أنك لستِ مُطالَبة بأن تكوني كبش فداء له، فقد يسهل الله له امرأة أخرى، ويسهل لك رجلًا آخر. في مسائل الزواج والفراق ينبغي أن يكونَ العقلُ هو سيد الموقف، وأن نَدَعَ العاطفة جانبًا، فوجودُها هنا يضرُّ أكثر مما ينفع، لأنها ليستْ قضية إنسانية تتطلَّب التعاطُف، إنما شركة حياة مبنيَّة على حساب الرِّبْح والخسارة في النواحي الإيمانية والأخلاقية والمادية كذلك؛ ومِن ثَمَّ فرفْضُك الارتباط به ليس فيه ظُلْمٌ له؛ لأنك لم تسلبي منه حقًّا، ولم تهتكي له خُلُقًا، فلا جناح عليك في الرَّفْض حتى بدون إبداء الأسباب، وليس شرطًا أن يعرفَ سبب رفضكم؛ فهذا حقُّكم الطبيعيُّ الذي أمْلَتْهُ حيثيات دراسة الحالة. أرجو أن تَتَحَلَّيْ بقَدْرٍ مِن الشجاعة في اتخاذ القرار، وحَسْم الأمور؛ حتى لا تبقَيْ معلقة بين طرفَيْنِ، كما نذكركم بضرورة قطْعِ التواصل تمامًا بعد الرفض؛ حتى لا تكون مدخلا يتعبكم لاحقًا. نسأل الله أن يسهلَ أمركم، وأن يرزقكم الزوج الصالح، والعمل النافع والله الموفِّق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |