|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() انقطعتُ عن الدراسة فتعبْتُ وازداد ألمي أ. طالب عبدالكريم السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ في بداية العشرينيات مِن عمري، أنهيتُ دراستي المتوسطة، ثم واجهتني ضغوطٌ نفسية شديدةٌ، ثم توقَّفْتُ عن الدراسة؛ حيث أصابتني عينٌ، رقيتُ نفسي، وتحسنتُ قليلًا. بدأتُ أفقد الثقة في نفسي، وأشعر أني مُشَتَّتة، وازْدادَ الإحباطُ والبكاء والحزن الشديدُ، ابتعدتُ عن الناس بسبب سؤالهم عن الدراسة، حتى أهلي بدأتُ أبتعد عنهم. لا يوجد لديَّ أصدقاء، أحلم كثيرًا بأن يكونَ لديَّ أصدقاء، يسمعونني ويقفون بجانبي. أما أسرتي فمُفَكَّكة، تكثُر فيها المشكلاتُ، أصبحتُ أخاف مِن كل شيء؛ فعندما تحدُث مشكلةٌ ما يضطرب قلبي، وأشعر بخوفٍ شديدٍ، ورعشةٍ في جسدي، وأقضم أظفاري، وأتأثَّر نفسيًّا حتى أنعزلَ عن الناس! ذهبتُ لطبيبٍ نفسيٍّ، فأرْشَدَني إلى العودة إلى الدراسة، وأعطاني علاجًا، وارتحتُ شيئًا ما! لكن عدتُ بعد فترة إلى ما كنتُ عليه! أخبروني ماذا أفعل؟ الجواب: أختي الفاضلة، إنَّ مِن نِعَم الله - عز وجل - علينا كمسلمين: أنْ جَعَل لحياتنا معنى وقيمةً بكل حالاتها؛ لذلك جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: ((عجَبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إنْ أصابتْه سرَّاء شكَر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضرَّاء صبر؛ فكان خيرًا له)). فليس هناك أفضلُ مِن أن نرضى بقضاء الله وقدَرِه، فهو - سبحانه - الأعلم بما يصلح لنا، حتى وإن خفي عنا حكمته سبحانه. فقد تكون الحياةُ بالنسبة لنا سوداء قاتمةً، لكن مُقابلها ما لا عينٌ رأتْ، ولا أُذُنٌ سمعتْ، جزاء لصبرنا وشكرنا وحمدنا لله على كلِّ حال. ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُسْوَةٌ حسنةٌ؛ فقد طُرِد مِن أحب البلاد إليه، ودميت قدماه، وهو يُحاول أن يُخْرِج الناس مِن الظلمات إلى النور، وكانتْ تمرُّ عليه ثلاثة أهِلَّة لا يذوق فيها شيئًا إلا الأسودان: الماء والتمر؛ لذلك كان مِن أركان الإيمان أن نؤمنَ بقضاء الله خيره وشره؛ امتثالًا لله سبحانه. أيتها الفاضلة، قد ننشغل أحيانًا بما يدور حولنا مِن مشاكل الحياة وآلامها على أن نلتفتَ لأنفسنا، ويكون حينها شغلنا الشاغل البحث عن متنفّس ومخرج مِن الخروج مِن المنزل، أو الالتحاق بأي عمل أو برنامج، لكنها بانتهائها يعود الأمر كما كان. وللخروج مِن مشكلتك أنصحك باتِّباع الخطوات التالية: • اكتبي في ورقةٍ كلَّ الإيجابيات التي تملكينها ويفتقدها غيرُك، وقد تتساءلين: ما هذه الإيجابيات وأنا أعيش في بيتٍ لا يعرف أهله سوى المشاكل؟! في الحقيقة هناك الكثيرُ مِن الإيجابيات لديك، لكنك بحاجةٍ إلى أن تتعلَّمي أن تنظري بعين النحلة التي لا تقع إلا على ما هو جميل، فلديك نعمة الوالدين بوابتك إلى رضا الله، وإلى الجنة، وهي أعظمُ إيجابية تملكينها، ولنا في نبي الله إبراهيم - عليه السلام - أُسْوَةٌ حسنة، فرغم أن أباه كان كافرًا، فإنه لم يمنعْه ذلك مِن بِرِّه والدعاء له بالهداية، رغم أَذِيَّةِ والده له. كذلك تفكَّري في نعمة المأوى والسكَن والملبس والمطعم، فأنتِ أغنى مِن ملايين من الفقراء الذين لا يجدون مأوى لهم، أو حتى قوت يومِهم. • لا تنتظري منهم جزاءً أو شكورًا، بل الجَئِي لله في كلِّ صغيرة وكبيرةٍ، وأسبلي دمعك بين يدي الله - سبحانه وتعالى - خاصة عندما ينزل في الثلُث الأخير مِن الليل، وانطرحي بين يديه؛ فهو وحده القادرُ على أن ينقلك مِن حالٍ لحال. • أكْثِري مِن الابتسامة وقَوْل: الحمد لله، ولا يفتر لسانك مِن ذِكْر الله من استغفار وتسبيح وتحميد، فسيكون له أثرٌ طيبٌ وظاهر عليك؛ ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]. • ضعي لك أهدافًا متوازنةً في الجوانب الأربعة من حياتك: الجانب الإيماني: من حفظٍ لكتاب الله، وصيام الاثنين والخميس، والمحافظة على الوِتْر وغيرها. الجانب التطويري: مِن قراءةٍ للكُتُب النافعة، ومتابَعة البرامج الجيدة والمواقع المفيدة؛ مثل: شبكة الألوكة وغيرها، وهناك الكثير من الدورات المتميزة والمجانية المتواجدة على الشبكة العنكبوتية. الجانب الجسدي: مِن اهتمام بالأكل الجيد والصحي، والمحافظة على بعض التمارين المفيدة؛ مثل: المشي. الجانب الاجتماعي: مِن حُسْن الخُلُق مع الآخرين، وصلة الأرحام ونحوها. • حاوِلي أن تطوِّري بعض هوايتك إن كانتْ لك هوايات قديمة؛ مثل: الطبخ، أو الأشغال اليدوية؛ مِن خياطة ورسْمٍ ونحوها، ثم حوليها إلى مشروعٍ صغيرٍ، وهناك جهات متخصِّصة لدعم وتمويل المشاريع الصغيرة، تستطيعين أن تستفيدي منها - بإذن الله عز وجل. • كذلك بإمكانك الارتباط مع بعض الجهات بالعمل عن بُعْد لبعض المِهَن، أو المشاريع الاجتماعية التي لا تحتاج مهارات عالية أو متخصصة؛ مثل: التسويق أو الطباعة ونحوها، فتشغلين وقتك بشيءٍ مفيدٍ. أسأل الله - عز وجل - أن يُلهمَك الصبر والرشاد، وأن ييسرَ لك أمرك؛ فهو القادرُ سبحانه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |