«عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تكنولوجيا النانو ما لها وما عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 465 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 5361 )           »          تجديد الإيمان بآيات الرحمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 2806 )           »          نور الفطرة ونار الشهوة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 42427 )           »          بيع وشراء رباع مكة ودورها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من أخطاء المصلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 388 )           »          بيع الصوف على ظهر الحيوان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          النجش في البيع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أربعة يعذرون في الإسبال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 28-07-2021, 11:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,195
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»


الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم





تفسير قوله تعالى:


﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾

قوله تعالى: ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 35].

هذا مما أخبر الله به مما أكرَمَ الله به آدم عليه السلام، وهو إسكانه وزوجِه الجنةَ، بعد إكرامه بأمر الملائكة بالسجود له، كما قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 19]، وقال تعالى في سورة طه: ﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 117 - 119].

قوله: ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ ﴾ "يا" حرف نداء، و"آدم" منادى، وفي نداء الله عز وجل لآدم تكريمٌ وتشريف له.

﴿ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ "أنت" ضمير منفصل مؤكِّد لفاعلِ "اسكن" وهو الضمير المستتر فيه، ﴿ وَزَوْجُكَ ﴾ معطوف على فاعل "اسكن"، وزوج آدم هي حواء عليها السلام.

﴿ الْجَنَّةَ ﴾ "أل" للعهد؛ أي: الجنة المعهودة، جنة الخلد، التي أعَدَّها الله لأوليائه المتقين، وحزبه المفلحين.

وقيل: إن هذه الجنة التي أسكنها آدم وزوجه في الأرض، والصحيح أنها جنة الخُلد كما وصفها الله عز وجل في قوله في سورة طه: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 118، 119].

وقد استدل ابن القيم[1] بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 118، 119]، ثم قال: "وهذا لا يكون في الدنيا أصلًا، فإن الرجل ولو كان في أطيب منازلها لا بد أن يَعرِض له شيءٌ من ذلك، وقابَلَ سبحانه بين الجوع والظمأ، والعري والضحى، فإن الجوع ذلُّ الباطن، والعري ذل الظاهر، والظمأ حرُّ الباطن، والضحى حر الظاهر، فنفى عن سكانها ذلَّ الظاهر والباطن، وحرَّ الظاهر والباطن، وذلك أحسن من المقابلة بين الجوع والعطش، والعري والضحى، وهذا شأن ساكن جنة الخلد. قالوا: وأيضًا فلو كانت تلك الجنة في الدنيا لعلم آدم كذب إبليس في قوله: ﴿ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾ [طه: 120]، فإن آدم كان يعلم أن الدنيا منقضية فانية، وأن مُلكها يبلى".


ففي هذه الجنة نزل الأبوانِ آدم وحواء عليهما السلام، ومنها أُخرِجا بسبب المعصية، وإليها مأواهما ومَن آمَنَ من ذريتها، وفيها خلودهم.

قال ابن القيم[2]:
فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنها ♦♦♦ منازلُك الأولى وفيها المخيَّمُ


﴿ وَكُلَا ﴾أمر إباحة ﴿ مِنْهَا؛ أي: من الجنة.

﴿ رَغَدًا ﴾ صفة لمصدر محذوف؛ أي: أكلًا رغدًا؛ أي: أكلًا هنيئًا واسعًا طيبًا، مريئًا لا عناء فيه، ولا تنغيص ولا كدر.

﴿ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾؛ أي: في أي مكان شئتما من هذه الجنة، ومن أي مأكول شئتما، ومتى شئتما، وفي هذا إكرام من الله عز وجل لآدم وزوجه، وامتنان عليهما، بإسكانهما الجنة، وإباحته لهما ما فيها من النعيم، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 118، 119].

﴿ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ في هذا امتحان من الله عز وجل لآدم وزوجه، وحكمة الله أعلم بها؛ أي: ولا تأكلا من هذه الشجرة، والنهي عن قربها أبلغ من النهي عن الأكل منها؛ لأن من حام حول الحِمى يوشك أن يرتع فيه، كما جاء في الحديث[3]، فالنهي عن قربها نهيٌ عن الأكل منها من باب أولى.

و"أل" في الشجرة للعهد الحضوري؛ لأن الله أشار إليها بإشارة القريب "هذه" من أشجار الجنة، والله أعلم أي شجرة هي.

﴿ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ جواب النهي، والفاء للسببية؛ أي: فيتسبب عن قربكما لها كونُكما من الظالمين المعتدين؛ لفعلكما ما نهاكما الله عنه وحرَّمه.

والظلم: النقص، كما قال تعالى: ﴿ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ﴾ [الكهف: 33]؛ أي: ولم تنقص منه شيئًا، وهو وضع الشيء في غير موضعه على سبيل التعدي.


أي: فإن قربتما هذه الشجرة التي نهيتُكما عنها، كنتما من الظالمين لأنفسهم، المعتدِين على حُرمات الله تعالى.

[1] انظر "بدائع التفسير" (1/ 309).

[2] انظر "حادي الأرواح" ص (31).

[3] أخرجه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه البخاري في الإيمان (52) ومسلم في المساقاة (15999) وأبو داود في البيوع (3329) والنسائي في البيوع (4453)، والترمذي في البيوع (1205)، وابن ماجه في الفتن (3984).









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 905.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 903.90 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.19%)]