حقيقة الدنيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 90 - عددالزوار : 16271 )           »          وقفات مع آية خسوف القمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1818 )           »          الأمل عبادة والثبات موقف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مختصر تاريخ تطور مدينة القاهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 120 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 27232 )           »          خطورة قول: ما رأيك في هذا الحكم الشرعي؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الظن السيء بالعلماء الراسخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيف تحمي الأسر العريقة أجيالها من الرفاهية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          نزيف الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-07-2021, 04:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,372
الدولة : Egypt
افتراضي حقيقة الدنيا

حقيقة الدنيا



الحمد لله الكريم المنان ذي الفضل والإحسان، وصلى الله وسلم على خير خلقه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، وعلى وآله وصبحه أجمعين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أمَّا بعدُ:
الحياة الدنيا متاعها قليل، وزينتها زائفة حياتها غرور ومتاعها زائل، ومخطئ من ظن أنها دار السعادة والهناء وهي دار فناء لا دار بقاء، ودار ممر لا دار، قال تعالى: {يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [غافر: 39].

أيامها تنقضي سراعًا ولياليها تنصرم طواعًا كلما مضى عليك يا ابن آدم يوم دنى أجلك فيومك أقربُ منه مِن أمسك.

يا عباد الله:
لا تغرانّكم الحياة الدنيا بزخرفها وتفتنكم بمفاتنها حتى تغفلوا عن حقيقتها، فهي دار عمل لا دار جزاء، ودار ابتلاء واختبار لا دار ثواب وهناء، وفي المحن والابتلاء أو المرض والفقد تكشف عن وجهها سافرةً عن حقيقتِها فيا من تريد الراحة والسعادة فأنت تكلف الأيام غير طبائعها وتكلف الليالي عكس حقيقتها، الدنيا خمرة الشيطان من سكر منها لا يفيق إلا بسكرات الموت حين لا ينفع الندم وانتهى العمل.
قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2].
وقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].

أيها المسلمون:
حال المؤمن في هذه الدنيا كالغريب المؤمل الرجوع إلى أهله وبلده وداره التي أخرجه منها العدو المتربص عندما أزلَّ أبويه وأخرجهما من الجنة، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا بقوله: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» (رواه البخاري).

فإن الغريب يكون حريصًا على ما ينفعه بعيد كل البعد عن التنافس مع أهل هذه البلدة ولا تجد في قلبه حقد أو حسد على أحدٍ، وحال الغريب دائم الشوق إلى الرجوع إلى أهل وداره مستعد للرحيل ليس له هم إلا ما يعينه على العودة أو كالمسافر المتخفف من متاع الدنيا والحريص على ما يبلغه بلده من الزاد، قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197].

أيها المؤمنون:
الدنيا ليس بها راحة لمؤمن فلا ينبغي له أن يركن إليها ويتخذها وطنًا ومسكنًا، فيطمئن فيها، فمن ذا الذي يبني على موج البحر درًا، تلكم الدنيا، فلا تتخذوها قرارًا.
وإنَّ امرءًا قد سار ستين حجةٍ *** إلى منهلٍ من ورده لقريبُ
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَالْحَسَنِ أَنَّهُمَا قَالَا: ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ فِي هَدْمِ عُمْرِكَ مُنْذُ سَقَطْتَ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ، وَمِمَّا أَنْشَدَ بَعْضُ السَّلَفِ:
إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالْأَيَّامِ نَقْطَعُهَا
وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الْأَجَلِ
فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ مُجْتَهِدًا
فَإِنَّمَا الرِّبْحُ وَالْخُسْرَانُ فِي الْعَمَلِ.
إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» (صححه الألباني).
فالأعمار صناديق الأعمال والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت فاليوم عملٌ بلا جزاء وغدًا جزاءٌ بلا عمل، وَقَالَ بَكْرٌ الْمُزَنِيُّ: مَا مِنْ يَوْمٍ أَخْرَجَهُ اللَّهُ إِلَى الدُّنْيَا إِلَّا يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، اغْتَنِمْنِي لَعَلَّهُ لَا يَوْمَ لَكَ بَعْدِي، وَلَا لَيْلَةٍ إِلَّا تُنَادِي: يا ابْنَ آدَمَ اغْتَنِمْنِي لَعَلَّهُ لَا لَيْلَةَ لَكَ بَعْدِي، وَلِبَعْضِهِمْ:
اغْتَنِمْ فِي الْفَرَاغِ فَضْلَ رُكُوعٍ
فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَوْتُكَ بَغْتَةْ
كَمْ صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ غَيْرِ سُقْمٍ
ذَهَبَتْ نَفْسُهُ الصَّحِيحَةُ فَلْتَةْ
أقولُ قولي هذا، واستغفر اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلِ نذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية
الحمد للهِ ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
أيها الناس:
إن العقل ليدل على أنَّ هذه الحياة الدنيا لا بد أن يكون لها نهاية كما أنَّ لها بداية، وأنه سوف يكون هناك جزاء وحساب فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء فلا يلومنَّ إلا نفسه ,وأن للظالم يوم يقتص منه فيه ,وللمظلوم يوم يوفى له حقه حتى البهائم يقضى بينها وهذا ما تقتضيه الحكمة الإلهية ,وأنه لم يخلقنا عبثًا، قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]، والتوازن مطلوب فيكون الإنسان حريصًا على آخرته ولا ينس نصيبه من الدنيا كما قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77].

عباد الله:
صلوا وسلموا على نبينا محمدٍ فإنه يقول أعز من قائلٍ علميًا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على عبدِك ورسولِك محمدٍ ما تعاقب الليل والنهار.

اللهم أغننا بحلالك عن حرام وبفضلك عما سواك اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاه أنت وليها ومولاها.

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واللهم جنبنا الفتنَ ما ظَهَرَ منها وما بطنَ، ربنا اغفرْ لنا ولوالدينا وجميعِ المسلمينَ. {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].

عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، فاذكرُوا اللهَ العظيمَ يذكرْكم واشكرُوه على نعمِهِ يزدْكم {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].
_____________________________________________
أحمد بن علوان السهيمي


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.62 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]