|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أتعلق بالناس في مواقع التواصل أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ الملخص: فتاة تقضي أيامها في السهر أمام مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وصَل بها الحال إلى أنها تعيش مع أهلها كالضيفة، وتريد أن تعودَ كما كانتْ فتاة ملتزمةً! ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في العشرين مِن عمري، تغيَّرَتْ حياتي في المدة الأخيرة، وأصبحت أقضي ساعات طويلة في السهر أمام وسائل التواصل الاجتماعي.. تعبتُ كثيرًا، وفي كلِّ مرةٍ أقول لنفسي: سأغلق الحسابات، لكني أعود وأستخدمها! أهملتُ صلاتي، وقراءة القرآن، بعدما كنتُ مُلتزمة وأحافظ على قراءة القرآن، تراجعتْ دراستي وأنا على أبواب التخرج، حتى عائلتي انقطعتُ عنهم، ولم أعدْ أتواصل معهم، فهم بالنسبة لي وأنا بالنسبة لهم كالضيف في البيت! تحولت اهتماماتي، وأصبحتْ كلمات الحب تستهويني، وأتعلق بأي إنسان يُعْجَب بمنشوراتي. أريد أن أعودَ إلى سابق عهدي، وأشارك أهلي في جلساتهم، لا أريد أن أستمرَّ على هذا الحال فأخبروني ماذا أفعل؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أيتها الزهرة اليانعة، حياكِ الله وبياكِ، ومرحبًا بكِ في شبكة (الألوكة)، سائلة المولى أن تجدي لدينا ما يَسرُّ قلبكِ، ويُقر عينكِ، ويُطَمئن بالكِ، اللهم آمين. سيكون حديثي أجوف، وكلامي خداعًا، وعباراتي بلا قيمة - إن ذكَّرتكِ ونصحتكِ بضرورة ترْك ما تفعلين، والحفاظ على وقتكِ الثمين، وأخذتُ أشرح لكِ قيمة تلك النعمة التي غُبن فيها أكثرُنا؛ إذ سيدور الحديثُ في لبِّ ما تُعانينه دون استئصالٍ. نصيحتي لكِ النظر في السبب الفعلي وراء رغبتكِ في إطالة الجلوس على مواقع التواصل؟ هو يا صغيرتي باختصارٍ إشباعُ الرغبة العاطفية في حبِّ المديح أو الشعور بالأهمية، أو أن هناك مَن يُفكر بكِ، أو أنكِ ذات قيمة في نظر أحدهم، ولا داعي للدندنة حول غيرها من الأمور؛ فتلك هي القضيةُ بكلِّ صراحةٍ ووُضوحٍ. رغباتُ النفس العاطفية وحاجتها الفطرية للحبِّ ليس جُرمًا في حدِّ ذاته، ولا مَعيبًا لنفسه؛ لأنه شُعور فِطريٌّ لا حيلةَ للمرء فيه، ولا سُلطةَ له عليه، والعاقلُ الفَطِن مَن يُدرك مَكامِن الخلَل ومَواطن الزَّلَل مِن نفسه ويسعى لعلاجها بما يَصْلُح لها، بدلاً مِن مُقاومتها ودفْعِها في اتجاه معاكسٍ، فلن تلبثَ أن تكسرَ كل حواجز المنْع التي وضَعها، وتدفع كل دُرُوب القهْر بثورة هائجةٍ لا تُجدي معها قوة، ولا يَقْدر عليها سُلطان. أنتِ فتاة كأي فتاة، تحتاجين لكلماتٍ رقيقةٍ وعباراتٍ تُشعركِ بالرضا والأمان، وطبيعي أن تُسعدكِ الإعجابات وتُطربكِ التعليقات، ومنطقي أن تستحوذَ على تفكيركِ وتسترعي انتباهكِ إن كانتْ من الشباب، فإغلاقُ تلك المواقع ومحاولة التغلب عليها ليس حلاًّ. ما الحل إذًا؟ أولاً: إن عجزتِ عن التخلص مِن مواقع التواصل، فلن تعجزي بإذن الله عن تنقية حساباتكِ ممن لا تعرفين من الرجال، ومَن ليسوا لكِ بمحارم، وليبقَ التواصل العام في المنتديات أو غيرها مِن المواقع الإسلامية مما لا تحدث فيه حِوارات مباشرة - وسيلتَكِ لعرض ما تشائين مِن أمور، وطرْح ما تريدين من قضايا قد تنفعين بها وتنتفعين برأيِ مَن يُعلق عليها. ثانيًا: لا بد أن تكون لكِ رفقةٌ صالحة في الحياة العملية وفي عالم النت؛ فينظُرْنَ فيما تعرضين ويشهدن الصورةَ كاملةً وواضحةً، ولتطلبي منهنَّ النصيحة والتوجيه، ولتتعاهدْنَ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا شيء خير للمرء في هذا الزمان من صديقٍ يصدقه ويُعينه على أمر دينه ودُنياه. ثالثًا: اكتبي خواطر عن العواطف ومشاعر الفتاة في عُمركِ؛ صِفي ما حولكِ مِن أحداثٍ أو أشكالٍ، أو ما يطرأ على فكركِ مِن أمورٍ تشغل الفتاة وتملأ قلبها، ولكن لا تجعليها محورَ حديث يُشارك فيه الرجال؛ إذ سيُؤدي ذلك إلى نتيجةٍ عكسيةٍ، أو قد يُحمل على غير محمله، والأولى أن تكون تلك الخواطر في دفاتركِ الخاصة على الورق لا تتعدى تلك الشاشة الساحرة، ولا تخطو خارج أسوارها فيفلت الزمام، ثم إذا ما تمَّ تنقيحها، ورأيتِ صلاحها، فلا مانع مِن عرْضِها بأسلوبٍ أدبيٍّ رفيعٍ على المواقع العامة. رابعًا: جَرِّبي إشباع العاطفة عنْ طريق تقديم المحبة والمشاعِر الطيبة لمن حولكِ؛ أخْبِري والدتكِ وأخواتكِ وصديقاتكِ بمشاعركِ نحوهنَّ، وعبِّري عنها بأسلوبٍ صريحٍ: أحبكِ يا أماه، اشتقتُ إليكِ كثيرًا أختي الحبيبة، فذلك السلوكُ يُخرج الكثير من المشاعر الجيَّاشة التي لا يتَّسع لها صدرُ الفتاة، ولا يقدر على حبسها. خامسًا: اجعلي من تلك المواقع وسيلةً لتُعينكِ على أمر نفسكِ؛ كإنشاء مجموعة "group" مع الزميلات لإنهاء بعض الواجبات، أو لِمُدارَسة بعض الكتب، أو لحفْظِ بعض سور القرآن والتواصي بالخير عمومًا. سادسًا: ليس مِن العيب التفكيرُ في الزواج، وقَبول الخاطب متى صلح دينه، وإياكِ أن تؤخِّري ذلك الأمر بحجة إتمام الدراسة أو غيرها من الحجَج التي تُفوِّت الفرص، ثم لا تقدر على استرجاعها. سابعًا: اقرئي في كُتُب الأدب الراقي العفيف، وأشبعي شعوركِ بالتأمل في عباراتٍ تملأ النفس سعادةً، وترنو بها لمنزلةٍ رفيعةٍ؛ ككتب الشيخ علي الطنطاوي، والمنفلوطي، وأحمد أمين، والدكتور مصطفى السباعي، وتجنبي رديء الأدب، وسفاسف القول، وما أكثره! وفقكِ الله وأصلح حالكِ، وجعلكِ مِن المُفلحين في الدنيا والآخرة، اللهم آمين. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |