|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي يسيء إليَّ ويظلمني أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جِئتَ لإنجلترا لأشاركَ زوجي الحياةَ هنا، وعندما جئتُ فوجئتُ أنى أعيش مع 7 أفراد، وبقيت بالحجاب ليل نهار، وساءتْ معاملة زوجي كثيرًا؛ لأنِّي أطلب دومًا الرجوع لبلدي. واتَّضح أنَّ زوجي لا يُواظِب على الصلاة ولا يصوم، وفى هذه الأثناء حملتُ، وبعد ولادتي الأنثى ساءتِ العلاقة، وبلغت منتهى الإساءة، مع العلم أنِّى عندي ولد ذكر! بعدَها ضرَبني زوجي، والجيران بلَّغوا الشرطة، وأخذوني أنا وأولادي إلى مكانٍ آمن، وأعطونا فلوسًا وسكنًا. وحاول زوجي - بعدما عرَف بأنَّنا نملك النقودَ والمنزل - الرجوعَ، ولكني لم أُرِد، وطلبتُ الطلاق، فعمل محكمةً بعدم خُروجنا للأبد مِن إنجلترا. والآن أنا بمفردي أنا وأولادي منذ سَنَة، وأريد الطلاق وهو لا يرضَى، ويقول: اطلبيه أنت. وابني الآن يذهب مع أبيه 3 أيَّام أيضًا بأمر المحكمة، والأب يَشتُمني أمامَه بأفظعِ الشتائم، مع العلم أنَّني منذ سَنة لم أقلْ كلمة سيئة واحدة في حقه! هو الآن يقول: إني زوجُك، ولي حقٌّ عليك أريده، مع العِلم أنه لم ينفق علينا، ولا مليمًا واحدًا منذ سنة، مع أنَّه مقتدر جدًّا! ماذا أفعل؟ أريد المشورة. وجزاكم الله خيرًا. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هناك مشكلاتٌ لم تبدأ في يوم وليلة، بل تراكمتْ عبرَ سنوات، وأخطاء كثيرة في التعامُل أوصلتْها لهذا الحد؛ لذلك فمن الصَّعْب حلُّها بكلمتين، أو باستشارة مكتوبة، وتحتاج متابعةً عند متخصِّص في العلاج الأُسري، وأرى أنَّ مشكلتك من هذا النوع للأسف. سأكتب لك اقتراحاتي، وما أراه مِن أسباب ما وصلْتِ إليه، لكن الجهد الأكبر يبقَى عليك لتطبقيها وتغيير الكثير مِن عاداتك وأفكارك، وسيحتاج هذا منك صبرًا وتعاونًا، ولو استطعتِ المتابعةَ مع متخصِّص يكون أفضلَ بالتأكيد. عادة، حينما يحصل لنا أمرٌ خلاف توقُّعنا، ويؤثِّر على حياتنا، نفكِّر في حلٍّ لتجاوزه، والحل يحتاج لحِكمة، ولبَحْث عن الطريق الموصل إليه حسبَ شخصية زوجك، وبما يناسب الظروفَ حولك. ما قمتِ به أنت كان مجرَّدَ تنفيس عن غضب، وتعبير عن استياء من وضْعٍ لم تتوقَّعيه ولا ترتضيه؛ لذلك لم يساعدْك ذلك على الحلِّ، بل زاد الأمورَ سوءًا! الآن اختلفتِ المشكلة، وعليك أن تُفكِّري ثانية؛ هل ترغبين في إصْلاح الأوضاع، والعودة لبيتك وزوجك، ولَمِّ شمْل الأسرة ثانية؟ أم أنَّ الأمر صار مستحيلاً بالنسبة لك؟ ووقتَها ستحتاجين للبحْث عن أكثر طريقة مناسبة للانفصال دون أن تُؤثِّر على الأولاد، أو تجعلهم يفقدون أحدَ الأبوين. في حال كان خيارك الأول، فهنا يجب عليكما معًا مراجعةُ مركز من مراكز الإصلاح الأسري، وأتوقَّعُها موجودةً حيث تقيمين، وقد تساعدكما المحكمةُ نفسها على الوصول لها، أو تقومَان بتوسيط شخْص حكيم تثقانِ به؛ ليكونَ همزةَ وصْل بينكما، ويساعدكما على التواصل. أو تُحكِّمان طرفًا حكيمًا من أهلك، وطرفًا حكيمًا من أهله؛ لتصلاَ معًا لاتفاقات تساعدكما على الاستمرار ثانيةً دون مشكلات. وبالتأكيد وقتَها عليك التأكُّدُ مِن صَلاته وصِيامه، هل هو تقصير يمكن تداركُه، أم أنَّه أكثر من ذلك؟ وأيضًا تحتاجين الاستفتاءَ حولَ هذا الأمر، ووضعه ضمنَ اتفاقيات العودة. وفي حال كان خيارك الثاني، فإنَّك بحاجة لفَهْم قوانين البلد الذي تعيشين به، وأن تَضعي حدًّا بالانفصال والاتِّفاق على طريقة التعامُل مع أولادكما، لم أفهمْ ما الذي يمنعك أنت مِن طلب الطلاق، ولماذا تنتظرينه منه في حال أردتِه؟ أمَّا عن كونه يشتُمك أمامَ ولدك، فتوقَّعي ذلك، فلَيْس من السَّهْل تغييرُ العادات بين يوم وليلة، لكن هنا يكمُن دورك بأن تكوني حكيمةً ومسترخية، وتكسبين ولدَك، وتُعلِّميه كيف يتصرَّف في مِثْل هذه المواقف، فليس دَورُ ابنك أن يكون محاميًا لأحدكما على حسابِ الآخَر. أخبريه أنَّ ما بينك وبيْن والده يختلف عن علاقته بكما، وأنَّ عليه أن يفصِلَ ويساعدَكما على ذلك، أشعريه أيضًا بثِقتك به، وبأنَّه شخصٌ يُعتمد عليه في البيت أثناءَ حياتكم اليومية. واهتمِّي بغَرْس القِيم الحقيقية أثناءَ تربيتك له، ورَبْطه بالله، والاهتمام بصَلاته وصِيامه، فربَّما يكون هو قدوةً لوالده بعدَ ذلك، وبالتأكيد سيؤثِّر ذلك على أخته التي تصغُره. واحرْصي ألاَّ يكون أبدًا أحدُ أبنائك هو كبشَ الفِداء، أو الرسول الذي ينقُل مشاعرَكما السلبية. يُمكنك أن تُفهمي ذلك للوالد بحَزْم، حيث مصلحة الأولاد ستصبح مصلحةً مشتركةً بينكما، أو أن تُوسِّطي لذلك شخصًا حكيمًا آخَرَ لا يضطر معه زوجُك لتوسيط الأولاد. النقطة الأهم: استخيري واتَّخذي قرارك، ولا تتركي الأمورَ معلَّقة، وتصرَّفي مع كلِّ وضع بما يناسبه. ولا تنسي أثرَ الدعاء، واللجوء لله في كلِّ خُطوة. كما عليك أن تَشغلي نفسك بما يعود عليك بالنَّفْع دومًا؛ حتى لا تشغلك هذه المشكلاتُ، وتستغرق حياتَك كلها. فكري فيما يمكنك الإنجاز فيه، أو الاستمتاع والاستغراق بعَملِه، وطوِّري نفسَك وقدراتك؛ لتكوني أيضًا قدوةً جيِّدة لأولادك. استفيدي من كلِّ ظروفك، ووفِّيها لصالحك بإيجابية، وثِقي أنَّ أمر المؤمن كلَّه خير، المهم أن نغتنمَ جوانب الخير، ونستطيع توظيفها. وفَّقك الله، ويسَّر لك كلَّ خير.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |