|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() فقدت الأمان مع زوجي أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة يضربها زوجها ويعاملها معاملة سيئة، أعادها لأهلها، وتفكر في الطلاق؛ لأنها فقدت الثقةَ والأمان معه، فهو إنسانٌ يُحِبُّ نفسه فقط. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تزوجتُ منذ سنتين، وفي الأسبوع الأول من الزواج تعرَّض لي زوجي بالضرب في مجمعٍ تجاري؛ لسببٍ تافهٍ لا يُذْكَر، ثم تركني وذهب! وبعد رجوعي للبيت طلَب مني الاتصال بأهلي لكي يأخذوني!! عدنا لبلدنا بعد سفرٍ، وبدأ يتعنتُ معي في كلِّ شيء؛ فلا يريد أن أكملَ دراستي، ويُضَيِّق عليَّ حياتي، لا خروج، ولا زيارات لأحدٍ، وبعد مناقشاتٍ طويلةٍ وافق على إكمال الجامعة، لكنه يُماطل في تسديد الرسوم، ويحاول - بقدر الإمكان - تأجيلها! قبل إتمام سنة من عمر الزواج قام بضربي، وأخذ هاتفي مني؛ إلى أن افتديتُه بالمال؛ لوجود صور أخواتي عليه! ثم ذهب بي لبيت أهلي وهو يضربني طول الطريق، حتى وصلتُ لبيت أهلي وتركني! اكتشفتُ أني حامل، فأَخْبَره أهلي بالحمل، لكنه لم يسألْ، وجلس طوال مدة الحمل على هذا الحال، أنا عند أهلي وهو لا يسأل عني، حتى سقط جنيني نتيجةَ نزيف شديدٍ! طلَب أهلي منه أن يُطَلِّقني، فاشترط أن أعيدَ له المهرَ كاملًا مقابل الطلاق، فتدخَّل بعضُ الأقارب وأشاروا عليَّ برَفْع دعوى قضائية عليه، وعندما علم بالأمر عاود الاتصال بنا، وبدأ يأتي ويُقَدِّم لي هدايا، وكَتَب على نفسه تعهُّدًا بعدم التعرُّض لي، وعدم مُضايقتي! فوجئتُ بعد رجوعي للبيت بأنه حاول تزوير بعض الأوراق؛ ليكسب أمورًا ماديةً مِن ورائي، لكني رفعتُ دعوى قضائية، وذهبتُ لبيت أهلي، حاول إرجاعي حتى لا أتم الدعوى، وحاول تقديم بعض التنازلات مثل السفر والترفيه وما شابه! الآن أنا أُفَكِّر في الطلاق؛ لأني فقدت الثقةَ والأمان معه، فهو إنسانٌ يُحِبُّ نفسه فقط، ويُحاول أن يُحَطِّمَني، ويريدني أن أقومَ بواجباتي دون أن يُقَدِّمَ أي شيء، أعطيتُه فُرَصًا بقدْر استطاعتي، لكنه لا يُقَدِّر! أشيروا عليَّ، هل أطلب الطلاقَ لأرتاح؟ الجواب أختي الفاضلة، حياكِ الله. يقول تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]، والرجلُ الذي يُسيء إلى أهلِه، ويعتدي عليهن بالضرب، لا يملك مِن صفات الرجولة إلا الجسديَّة! ما حدثتِنا عن صلاته وسائر عبادته، ولا أعتقد أنها كما ينبغي لها أن تكون؛ إذ يرتبط الدين بحُسْن الخُلُق، وطيب المعاشرة في الأحوال الطبيعية، وما ذكرتِ مِن تَكْرار تعَدِّيه عليكِ بالضرب وسائر سلوكه معكِ؛ مِن إهمالٍ واستثقال أعبائكِ - يوحي بانعدام المحبة بينكما، وذهاب المودَّة، وانحسار الأُلفة، إلى حدٍّ تصعب الحياةُ معه بصورةٍ طبيعيةٍ. دعينا نُصارح أنفسنا! أستبعد أن يُسارعَ الزوجُ بضرب زوجه، وطلب مفارقتها، لمجرد أنها تصرفتْ بشكل غير لائق في مجمع تجاري، أو في أي مكان عامٍّ! وإن كان ليس مِن السهل أن يتحمَّلَ الرجلُ ذلك، ويراه إهانة غير مقبولة، لكن الموقف في أغلب الأحوال لا يقتصرُ على ذلك، بل له أبعادٌ ربما لم تتضحْ لكِ، أو رواسب جعلتْ منه مترقبًا ومتربِّصًا بكلِّ موقفٍ يصدُر منكِ، فيحمله على محملٍ سَيئٍ، على حسب ما تَخَزَّن في ذاكرتِه. قد تكونين صبرتِ بالفعل على سُوء خُلُقِه، وقوة بطشِه وغِلظته، لكن علينا أن نُجرِّبَ أن نمنحَ أهلنا ومَن جعل الله لهم علينا مِن الحقوق ما ليس لغيرهم - فرصةً مِن نوعٍ مختلفٍ؛ فلا نقف لهم على كلِّ فعلٍ حتى نراجعَ مواقفنا، ونُخَطِّئ أنفسنا، ونتجاوز لهم ما نقدر عليه مِن أخطاء تصدر كردودِ أفعال غير مقبولة، فمُقابلة موقفه مِن الإهمال، أو التسلُّط، أو القسوة بالتهديد، والسعي لتفشيله أو فَضْحه، وقد تراجَع عن سلوكه السيئ لا لعلمه بخطئه، بل خشية التضرُّر! ومتى ما تحولت الحياةُ إلى مصالحَ ونظرة مجردة للحقوق والواجبات، وكم دفعنا وكم أخَذْنا - خلتْ مِن كلِّ مشاعر الودِّ، وتجرَّدَتْ مِن أسمى معانيه، وتَحَوَّلَتْ إلى سلسلةٍ مِنَ المشاحنات لا تكاد تنتهي، فها هو زوجكِ لم يأتِ راغبًا مُحبًّا، وإنما أتى وتعهد بعدم التعرض لكِ بالسوء بعد أن قاسها بميزان المصالح الذي لا يصلح للتعامل بين الزوجين! لكِ أن تطلبي الطلاق، وأن تهربي براحتكِ وسعادتكِ، بعد أن قدَّمتِ من التضحيات والصبر ما ترينه كافيًا، ولكن ما المانع أن تُعيدي التفكير مِن وجهة نظره؟ زوجتي لا تحترمني، تنظر لمصالحها الشخصية، تؤثر نفسها عليَّ، لا تعمل على راحتي، لا تسعى لإسعادي، شهادتها الجامعية مُقَدَّمة عليَّ، تهدِّد بفضحي...، حتى وإن كان جزءٌ من ذلك أو كله غير صحيح، إلا أنها وجهة نظره التي لا يرى غيرها، فلِمَ لا تعملين على تصحيح هذه الصورة لديه، بتقديم تلك التضحيات التي فعلتِ، لكن بصورةٍ تبدو أوضح أمام عينيه؟ وهذا يعتمد على معرفتكِ بطبيعته وشخصيته. وتذَكَّري أخيرًا أنَّ لغة التهديد لا تبني إلا جدرانًا متصدِّعة لا تصلح لإقامة بيتٍ، وكما فقدتِ معه الشعور بالأمان، فقدْ فَقَدَ الثقة فيكِ على ما يبدو، فإنْ تَيَسَّر لكِ إصلاح ذلك الأمر فأرجو من الله أن يُوَفِّق بينكما، ويُيَسِّر أمركما، ويصرف عنكما شياطين الإنس والجن. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |