النسخ يقع في نصوص الكتاب والسنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5013 - عددالزوار : 2141165 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4594 - عددالزوار : 1420937 )           »          إزدواجية الملتزم بين أخلاق الإسلام وغواية الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          غـزوة مؤتـة: بداية الفتح الإسلامي وإنهيار دولة الرومان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 876 )           »          السنة كالقرآن في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          شـهر رمضـان- أمامك موسم من مواسم الآخرة فاستعد لعمارته بالأعمال الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 8745 )           »          تفسير آيات الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          لا تحاســدوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-02-2021, 02:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,942
الدولة : Egypt
افتراضي النسخ يقع في نصوص الكتاب والسنة

النَّسْخُ يَقَعُ فِي نُصُوصِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ


د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

قَوْلُهُ: (النَّسْخُ): النسخ لغة له معنيان: الإزالة[1]، والنقل كما تقدم في الباب الرابع.

واصطلاحًا: هو رفع الحكم الثابت بخطابٍ متأخِّر عنه[2].


فقولنا: (رفع الحكم الثابت): أي إزالةُ الحكمِ الثابتِ بطريقٍ شرعي على وجهٍ لولاه لبقي ثابتا، كرفع الإجارة بالفسخ[3].


وخرج بهذا إزالةُ الحكم بدليل نافي، وهو ما يُسمَّى بالبراءة الأصلية، فلا يُسمَّى نسخًا[4].

مثال: زوال حكم براءة الذمة، وشغْلِها بالحق بشاهدين، أو غير ذلك من البيِّنات الشرعية، وليس هذا بنسخ؛ لأن الحكم المرفوع ها هنا ليس ثابتًا بخطاب متقدِّم، بل بالنفي الأصلي.

ومعنى النفي الأصلي: هو البقاء على حكم العدم في المحدَثات قبل وجودها.


وقولنا: (بخطاب): أي بدليل شرعي من الكتاب أو السنة.


وخرج بهذا زوال الحكم بغير دليل شرعي.


مثال [1]: زوال الحكم بالموت والجنون، فإنَّ من مات، أو جُنَّ، انقطعت عنه أحكام التكليف، وليس ذلك بنسخ؛ لأن انقطاع الأحكام عنهما لم يكن بخطاب شرعي.

مثال [2]: زوال حكم الصوم بمجيء الليل، وحكم الفطر بمجيء النهار ليس نسخًا؛ لأنه لم يكن بالخطاب الشرعي، بل بانتهاء غاية الحكم، وانقضاء وقته[5].

وقولنا: (متأخِّر عنه): أي متأخِّر عن الدليل المنسوخ في نزوله إلينا إن كان قرآنًا، وفي تكلُّم النبي صلى الله عليه وسلم به إن كان سُنَّة.

وخرج بهذا زوال الحكم بخطاب متصل؛ كالشرط والاستثناء.


مثال [1]: قول الله تعالى: ﴿ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ [البقرة: 230]؛ فالغاية المذكورة رفعتْ عموم التحريم.


مثال [2]: قوله: أنتِ طالقٌ إن دخلتِ الدارَ، فإن قوله: (إن دخلت الدار) قد رفع حكم عموم وقوع الطلاق، الذي دل عليه: أنت طالق.

مثال [3]: قوله: أنتِ طالقٌ ثلاثًا إلا واحدة، هذا الاستثناء رفع عموم الطلاق الثلاث، حتى رده إلى اثنتين.


فهذا كلُّه وأمثالُه ليس بنسخ؛ لأنه وإن كان رفعًا لحكمٍ بخطابٍ، لكنَّ ذلك الخطاب غيرُ متأخِّر، فهو تخصيصٌ لا نسخٌ[6].

قَوْلُهُ: ( النَّسْخُ يَقَعُ فِي نُصُوصِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ):هذا بالإجماع، فلقد أجمعت الأمة على جواز النسخ ووقوعه في نصوص الكتاب والسنة[7].

قال الحافظ ابن كثير: (المسلمون كلُّهم متفقون على جواز النسخ في أحكام الله تعالى؛ لما له في ذلك من الحِكَم البالغة، وكلُّهم قال بوقوعه)[8].

ومن الأدلة على ذلك[9]:
الدليل الأول: قول الله تعالى: ﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 106].

الدليل الثاني: قول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ [النحل: 101].

الدليل الثالث: قول عائشةَ رضي الله عنها: (كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ: عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ، ثُمَّ نُسِخْنَ، بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ)[10].

الدليل الرابع: قول أنس رضي الله عنه: (أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ، ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ)[11].

ومن أمثلة وقوع النسخ في الكتاب والسنة:
[1]: نسخ وجوب مصابرة المسلم عشرة من الكفار المنصوص عليه في قول الله تعالى: ﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا [الأنفال: 65]، بمصابرة المسلم اثنين من الكفار المنصوص عليه في قول الله تعالى: ﴿ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ [الأنفال: 66].

[2]: نسخ النهي عن زيارة القبور بمشروعية زيارتها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا)[12].

[3]: نسخ التوجه إلى بيت المقدس بالتوجه إلى البيت الحرام.
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ)، فَنَزَلَتْ: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [البقرة: 144][13].

[4]: نسخ عدد الرضعات المحرِّمَات من عشرة إلى خمسة.
قالت عَائشةُ رضي الله عنها: (كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ: عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ، ثُمَّ نُسِخْنَ، بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ)[14].

فائدة: يتضح من الأمثلة السابقة[15]:
[1]: أن القرآن ينسخ القرآن كما في المثال الأول.
[2]: أن السنة تنسخ السنة كما في المثال الثاني.
[3]: أن القرآن ينسخ السنة كما في المثال الثالث.
[4]: أن السنة تنسخ القرآن كما في المثال الرابع.

[1] انظر: تهذيب اللغة، مقاييس اللغة، مادة «نسخ».

[2] انظر: الفقيه والمتفقه (1/ 244)، وروضة الناظر (1/ 283).

[3] انظر: الفقيه والمتفقه (1/ 244)، وروضة الناظر (1/ 284).

[4] انظر: شرح مختصر الروضة (2/ 256-258).

[5] انظر: الفقيه والمتفقه (1/ 244)، وروضة الناظر (1/ 284)، وشرح مختصر الروضة (2/ 258).

[6] انظر: الفقيه والمتفقه (1/ 244)، وروضة الناظر (1/ 284)، وشرح مختصر الروضة (2/ 256-259).

[7] انظر: روضة الناظر (1/ 292-293)، وشرح الكوكب المنير (3/ 535-536).

[8] انظر: تفسير ابن كثير (1/ 379).

[9] انظر: روضة الناظر (1/ 292-293).

[10] صحيح: رواه مسلم (1452).

[11] متفق عليه: رواه البخاري (2814)، ومسلم (677).

[12] صحيح: رواه مسلم (977)، عن بريدة رضي الله عنه.

[13] متفق عليه: رواه البخاري (4493)، ومسلم (527)، واللفظ له.

[14] صحيح: رواه مسلم (1452).

[15] انظر: الفقيه والمتفقه (1/ 253)، وروضة الناظر (1/ 321).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]