بك أو بدونك ستستمر الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          معركة ملاذ كرد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الشوق للجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          المُتشابه اللَّفظي فـي القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          جعفر شيخ إدريس: فيلسوف العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تحريم إبرام اليمين وتوكيدها ممن يَعلم عجزَه أو كذبه فيها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تخريج حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب أبعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 479 - عددالزوار : 164088 )           »          من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1119 )           »          وقفات إيمانية وتربوية حول اسم الله العفو جل جلاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-12-2020, 04:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,635
الدولة : Egypt
افتراضي بك أو بدونك ستستمر الحياة

بك أو بدونك ستستمر الحياة


أرياف التميمي



بعد مرورِ ما يُقارب العشرين سنة من القهرِ العاطفي، والتحطيم النفسي، والتهميش، والإهانة والبعد، ما زالت متعلقة به، ما زال فارس أحلامِها المنتظر، ما زال أسطورتها الخيالية، تقبَّلتْ كلَّ مساوئه، وغفرت كل أخطائه؛ فقط لأنها تحبُّه، هكذا تعيشُ إحدى قريباتي تحت سطوةِ وظلمِ زوجِها الذي يعيشُ بعيدًا عنها، دون الإنفاقِ عليها أو زيارتها، أو حتى السؤال عنها، لم تمر على هذه الحالة أيامٌ وأشهر فقط، بل مرَّتْ سنون، انقضت هذه السنون وانقضى معها شبابُها، لم يكن هناك من يدعمُها لأخذِ حقِّها منه، لم تتم محاسبتُه، لم تتولَّ الحكومةُ محاكمتَه، ولم يتولَّ أهلُها أخذ حقِّها منه، وذاك كله تحت أملِ التغيير! جميل أن نؤمنَ بالتغيير، وأن نصبرَ، ونحسن الظَّنَّ، ونتفاءل، ولكن أن نرى امرأةً تُنتهكُ حقوقُها وتظلَمُ بهذه الطريقة ونسكت، فهذا الظلمُ بأبشعِ صوره، حين يتم تغليفه بالمسامحةِ والأمل المزيفين، أليس من المستغرَبِ أن نجدَها بعد كلِّ هذه السنين ما زالت متعلقة به؟ أليس من المستغربِ أن تُهان وتتقبل الإهانة؟ أليس من المستغربِ أن ترى سنين عمرها تضيعُ بين يديها دون أن تحتفظَ بها؟ لا أستطيعُ فهمَ أولئك الأشخاصِ الذين يرون المودَّةَ بأعين أعدائهم، ينتظرون تدفقَ الماء من النَّار، ويحاولون قطفَ الورود من شجرِ الصبَّار.

ليس من السيئ أن تكونَ المرأةُ وفيةً لزوجها، وتصبر على عثراتِه، وتتقبل مساوئه، ولكن أن تصبرَ على ظلمِه لها لسنين تتجاوزُ العشرين سنة، وأن ترضى بعدمِ اهتمامه بها، وتهميشه لها، وعدم قيامه بأيِّ حقٍّ من حقوقِها، ولا حتى التنازل للعيشِ معها، بل وهجرها في دولةٍ أخرى لسنين دون بذلِ عناءِ السُّؤال عنها - فهو ضربٌ من الجنونِ البشري، والعاطفة الهدَّامة.

وهناك الكثيرُ من النِّساء يرضين بالظُّلمِ، والعيش بلا كرامة، والاحتفاظ بالوفاءِ لشخصٍ لا يعرفُ معنى الوفاء، الكثير منهنَّ يحملنَ كمًّا هائلاً من الحبِّ لشخص لا يملكُ قلبًا ليحبَّ به.

المرأة عاطفية ويصعبُ عليها التخلِّي عن شخصٍ أحبتْه بصدق، ولكن حين لا يثمرُ ذلك الحبُّ سوى الذل والتهميش، فأعتقدُ أنه يجبُ اقتلاعُه من جذورِه، وتحديه، وإقامة الثوراتِ ضده، وحسن الظَّنِّ بالله للحصول على غيرِه، والكف عن مساوئه، ولتعلم كلُّ امرأةٍ تعتقد أنَّ حياتَها متعلقةٌ بشخصٍ ظالم توقف حياتها عليه، وتعتقد بأنَّه لا سعادةَ بدونه، وستتوقفُ الحياة من دونِه - أنَّ الحياةَ ليست بقبضةِ ذلك الظَّالمِ، وستستمر على نحوٍ أفضل بعد رحيله، ولتعلق لافتة على قلبِها فوق صورةِ ذلك الظَّالم؛ مكتوب عليها: "بك أو بدونك ستستمرُّ الحياة". وقد صدق الإمامُ الشَّافعي حين قال:
فَفِي النَّاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَةٌ
وَفِي الْقَلْبِ صَبْرٌ لِلْحَبِيبِ وَلَوْ جَفَا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قَلْبُهُ
وَمَا كُلُّ مَنْ صَافَيْتَهُ لَكَ قَدْ صَفَا

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.54 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]