الشجار بين الأبناء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المُتشابه اللَّفظي فـي القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          جعفر شيخ إدريس: فيلسوف العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تحريم إبرام اليمين وتوكيدها ممن يَعلم عجزَه أو كذبه فيها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تخريج حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب أبعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 479 - عددالزوار : 164056 )           »          من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1096 )           »          وقفات إيمانية وتربوية حول اسم الله العفو جل جلاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حكم تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الإيمان (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الذكر يحصن العبد من وسوسة الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-12-2020, 11:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,632
الدولة : Egypt
افتراضي الشجار بين الأبناء

الشجار بين الأبناء
رانية طه الودية



وصفات (روشتات) تربوية 2-5

إن من أكثر ما يسبب الضيق والغضب للوالدين: هو الشجار المتكرر للأبناء، وهذه الظاهرة لا يخلو منها بيت. وبالرغم من أنها تعد مصدراً للإزعاج، إلا أنها لا تخلو من بعض الإيجابيات، فهي بمثابة تدريب للأبناء على التواصل والتفاعل، والقدرة على إثبات الذات، مع التسامح وتفريغ طاقاتهم. لذا فهي فرصة يجب استغلالها لتعليمهم مهارات إدارة الخلاف وضبط النفس. لكنها رغم ذلك كالملح إن زاد أفسد طعم الحياة.

وما يخفى على كثير من الآباء والأمهات أنهم قد يكونون سبباً مباشراً أو غير مباشر في شجار الأبناء. فالتفريق بين الأبناء، وتفضيل بعضهم على بعض بالمحبة أو العطاء، يخلق جواً من الغيرة تتشكل في شكل شجار متكرر.

وقد يعمد أحد الأبناء إلى الشجار مع من يشعر بقربه من والديه، في رغبة خفية لا شعورية في الانتقام، وعقاب أحد الوالدين على سلوك ما، بإثارة المشاكل مع المقرب له في حيلة دفاعية خفية قد لا يدركها الآباء.

كما ويمكن أن يكون وسيلة تعبيرية للفت نظر الوالدين المشغولين عنه كأنه يقول: ها أنا ذا، أين أنتم عني؟

وإذا أبحرنا قليلاً في سيكولوجية الأبناء، فإننا سنتفهم أسباب الشجار، بتفهمنا للدوافع المحركة له. فمما لا يخفى علينا أن لكل سلوك دافعا يحركه. فإذا علمنا الدافع، استطعنا تفسير السلوك ومعالجته، فالابن الأكبر كثيراً ما يشعر بأن من هم دونه من الإخوة أخذوا، واستمتعوا بامتيازات لم يمتلكها، فينشأ دافع الغيرة مع رغبته في فرض سيطرته على الأصغر منه. وكذلك رغبة الذكور في السيطرة والتحكم في الإناث. ورغبة الطفل الصغير في محاكاة الأخ الكبير وتقليده، واستخدام بعض؛ مما يسبب له الضيق. مع وجود التنافس بين الأطفال الذين تتقارب أعمارهم أو مع من ينتمون للجنس نفسه.

وعلى مستوى الأسرة نجد أن العُنف الأسرى هو المحرك الأكثر تأثيراً لشجار الأبناء، سواء كان العنف في تعامل الزوجين مع بعضهما البعض أو مع الأبناء، بالإضافة إلى عدم إشباع حَاجات الطِفل. كل تلك دوافع نستطيع بتفهمنا لها الحد من الشجار، بالوقاية أولاً بتنمية الجانب الديني من ناحية احترام الصغير للكبير، وعطف الكبير على الصغير، والالتزام الدائم بالمساواة بين الأبناء والاهتمام بهم، وباحتياجاتهم دون إفراط ولا تفريط؛ حتى يكونوا وسطاً بين الدلال المفسد والحرمان المؤلم.

ومع ذلك فإننا حتماً لن نقضي على الشجار، وإنما نحد منه ونكيفه في اتجاهنا التربوي.

وفي حال تكرر الشجار بشكل، علينا البحث عن الأسباب والبدء بتطبيق بعض الأساليب التي تجعلنا نديره بشكل أفضل. ومن أهم ما يجب على الوالدين القيام به تجاهه، هو ضبط مشاعر الغضب للقضاء على أي محاولة للفت الانتباه من قبل الطفل. وكذلك تجنب تعنيف الطفل بالقول أو بالفعل، فالنار لا تُطفأ بالنار أبداً.

ومما يجب الانتباه إليه أن توجيه النقد واللوم يكون للسلوك لا الطفل. فذات الطفل لا ننقدها ولا نمسها بالجرح والتقليل من قدرها، فلا نقول له: أنت عنيف، أنت عدواني، إنما سلوكك عنيف، فالسلوك هو ما أنقده لأقومه. على أن نكون قدوة لأطفالنا في إدارة خلافاتنا الأسرية والزوجية، فالتعلم بالقدوة أقوى وأنفع من القول.

كما ويجب تذكير الأطفال بالآداب التي سبق غرسها فيه من قبل، وتشجيعه على تولي قيادة المشكلة، وحلها بعبارات تغذي فيه روح القيادة والمسؤولية مثلاً: أنا أثق بك، أرني ماذا ستفعل في هذا الموقف لحل المشكلة؟

مع تجنب الحكم السريع أو الالتفات للباكي. فليس بالضرورة أن يكون هو المظلوم حتماً، لذا فالتدخل يكون في حالة كان الشجار عنيفا، و قد يسبب الأذى لبعض الأطفال، أو كان فيه بعض الألفاظ غير اللائقة، فنحاول إعادة الأطفال إلى المسار التربوي الصحيح بكل هدوء.

وفي غير هاتين الحالتين يكون التجاهل أولى؛ لترك مساحة كافية للأطفال للتعبير عن أنفسهم، وتدريب شخصياتهم على الاستقلال.

على أن يتم الجلوس مع كل طفل كان طرفاً في المشكلة، والتحدث معه والاستماع إليه، بعد انتهاء الشجار؛ لإشعاره بالاهتمام و تنفيس انفعالاتهم السلبية، وجعله يستخلص دروساً يصحح بها سلوكه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.46 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]