|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الانطوائية والتفكير في الانتحار أ. عزيزة الدويرج السؤال ♦ ملخص السؤال: شاب في نهاية العشرين متزوج ولديه طفل، يفكر في الانتحار لشعوره بالتعاسة ولشدة انطوائيته، وتفضيله الانطوائية وعدم الحديث. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في نهاية العشرين من عمري، متزوجٌ ولديَّ طفل، مشكلتي أنني لا أحب الكلام نهائيًّا، وأحب الانطواء وحدي، وأحب الجلوس في البيت وأكره الخروج! لا أشعر بالفرح نهائيًّا، وأتمنى أن يدخلَ الفرح داخل قلبي، ليس لديَّ أصدقاء نهائيًّا، وأشعر بالوَحدة كثيرًا، وأتمنى أن يكون لي أصدقاء، لكن حتى لو كان لي أصدقاء فلن أستطيع التكلُّم معهم، ولو تكلمتُ فلن يكون كلامي إلا جديًّا، فلا أعرف المزاح أو الضحك! كثيرًا ما أتمنى أن أعيشَ بضحك مثْلَ الآخرين، لكن كأنني في نهاية السبعين من عمري، وأحمل هموم الدينا فوق رأسي، وتفكيري سَلبي جدًّا، يئستُ مِن حياتي، وأريد أن أكون إنسانًا آخر غير ما أنا عليه الآن. فكرتُ في الانتحار، لأني أكره نفسي، أرى أن الموتَ سيُريحني كثيرًا. كثيرًا ما يُقابلني بعض الناس على حالتي هذه، ويَصفونني بالمتكبِّر، ولا يعلمون أني خجول الجواب عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نشكر لك أخي الكريم ثقتك في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكون خير مُعين لك بعد الله في تجاوُز مشكلتك. عادةً ما تكون الانطوائيةُ والعُزلة مرتبطة بقلق نابعٍ مِن داخلك، يجعلك متكدِّرًا، وترى الحياة من جانبها السيئ، وتركِّز فكرك على مراقبة كل ما يحيط بك، مع الخوف وعدم الإحساس بالطمأنينة والاستقرار. وإليك بعض النصائح التي ستُساعدك بإذن الله على تجاوُز هذه المرحلة من حياتك: • أحْسِن الظن بالله، وثِقْ به في جميع أحوالك، وتوقَّع بينك وبين نفسك أنَّ ما يأتي من الله كله خير للمؤمن؛ فعن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإنْ ذَكَرني في نفسه ذكرْتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ، ذكرتُه في ملأٍ خيرٍ منه، وإن تقرَّب إليَّ بشبرٍ تقربتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا، تقربتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً))؛ أخرجه البخاري، فكلما أحسنتَ الظنَّ بالله تغيَّر إحساسك عند الفرح والسعادة بالموقف، ولن تصاحبك النظرة التشاؤمية لحصول أمر سيئ بعدها. • احرصْ على الصلاة مع الجماعة، وعدم التعجُّل في الانصراف، والمُكوث في المسجد بعد الصلاة للسلام على جماعة المسجد، والتعرف عليهم. • أكْثِرْ من الذكر والدعاء في أوقات الإجابة، بأنْ يشرحَ الله صدرك، ويُبعد عنك الهمَّ والحزن، وأكْثِرْ مِن قول: لاحول ولا قوة إلا بالله. • استبعِدْ فكرة الانتحار من عقلك تمامًا، ولو كان حلاًّ فعالاً لكلِّ مَن واجه مشكلةً أو ضيقًا - لَم يكنْ ليُحرمه الإسلام، ولم يجعلْ مَصير المنتحر إلى النار! • ضَعْ خطةً واضحةً لحياتك، وحدِّدْ أهدافك، ولتكن خطة مَكتوبة، واسعَ للعمل عليها وتحقيقها. • استثمر الطاقات المكنونة بداخلك، والإمكانات التي ميزك الله بها عن باقي البشر ووهبها لك، فما زلتَ في مقتبل العمر، وفي زهرة شبابك، وبما أنك مُصمم داخلي فلديك الفن والذوق الجميل، وذلك كفيلٌ باستغلال هذه الموهبة، وإشغال وقتك بها لتبتعدَ عن الأفكار والمشاعر السلبية التي تسيطر عليك. • انظرْ إلى ما أعطاك الله مِن النِّعَم التي يتمناها الكثير ممن حولك، فقد رزقك الله بزوجة وابنٍ يحمل اسمك، فلا تجعلْ مشاعرك السلبية تؤثر على استقرارك الأسري، ومن ثَم تؤثر على حياة زوجتك والبناء النفسي لطفلك. • حاول استغلال مكوثك في البيت بالحديث مع زوجتك عن أحلامكما، خططكما، مستقبلكما، عما يدور في الساحة الخارجية مِن أحداث وغيره. • عليك أن تغيرَ مِن طبعك الصامت؛ فالنساء في الغالب لا يُفَضِّلْنَ الرجل الصامت، تخيل أنك تستمع لشريط فارغ بلا محتوى، ألا يُصيبك الملل والضجَر؟ • السعادة منبعُها داخلك وحولك، ولكنك الآن لا تراها، ولكن افتحْ عينيك قليلاً، أليست السعادة بذكر الله، وبوجود الوالدين على قيد الحياة، وحولك زوجة تقدرك وتعزك، ولديك طفل جميل يبتسم في وجهك كلما نظر إليك؟! السعادة بالعافية والصحة الجيدة، السعادة بوجود أناسٍ حولي يشعرون بي ويهتمون لأمري، ولو استمررت في الكتابة فلن أحصي أسباب السعادة، ولكن... افتح عينيك. • مارسْ أنْشِطةً رياضيةً مُحَبَّبة لديك كالمشي، أو حاول الاشتراكَ في نادٍ رياضيٍّ لتتعرفَ على أشخاص جددٍ، واحرصْ على التقرب مِن الناس الإيجابيين، فلديهم قدرة هائلة على سَحْب الطاقات السلبية ممن أمامهم. • ما المانع إذا ذهبت إلى طبيب نفسيٍّ، وحضرتَ عدة جلسات معه، وهو بالتالي سيُقرر إذا كنتَ محتاجًا للأدوية العلاجية مع الجلسات أم لا، فالنفس تتعرض للتعب كما يتعرض الجسد له، وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، إلا الموت، فلا تنتظرْ، بادرْ بالعلاج، وستعود أفضل مما كنت عليه في السابق، ولا تغفل جانب الرقية الشرعية. وختامًا أسأل الله العلي العظيم أن تكون شبكة الألوكة بداية انطلاقة جديدة لحياتك السعيدة، ومستقبلك المشرق وأن يمنّ الله عليك بالصحة والعافية وجميع مرضى المسلمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |