|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (1) أ. محمد خير رمضان يوسف الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (1) المقدمة - سورة الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الحمدُ لله العزيزِ الحكيم، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الكريم، وعلى آلهِ وأصحابهِ الأبرارِ المكرَمين، وبعد: فإن "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"، المعروفَ بتفسيرِ ابن عطية، هو من أشهرِ التفاسيرِ في الغربِ الإسلاميّ، إلى جانبِ تفاسير: القرطبي وأبي حيان وابن جُزي ومكي القيسي، وهي من أشهرها في الشرقِ كذلك. وقد وفقني الله تعالى لعملِ مستدركٍ على تفسيرِ ابنِ كثير، وآخرَ على تفسيرِ البغوي، وبحثتُ عن تفسيرٍ ثالثٍ مشهورٍ بين أيدي الناس، يحتاجُ إلى استدراكٍ كذلك، لتكونَ فائدتهُ مؤكدة، فوجدتهُ في تفسيرِ القاضي الأديبِ المجاهدِ أبي محمد عبدالحق بن عطية الأندلسي، المتوفَّى سنة 542 هـ. وهو تفسيرٌ كبير، طبعتهُ وزارةُ الأوقافِ المغربيةُ محققًا في (16) مجلدًا، وكذلك أصدرته وزارة الأوقافِ القطرية محققًا، ونشرتهُ دار ابن حزم في مجلدٍ واحدٍ (مضغوط)، بلغت صفحاته (2019 ص). وهو عن الطبعة القطرية. وهو عجبٌ في بابه! يدلُّ على ثقافةِ صاحبهِ العاليةِ المتنوعةِ الموسوعية! فهو عدةُ أنواعٍ من التفاسيرِ وليس تفسيرًا واحدًا! فيمكنُ أن يجرَّدَ منه كتابٌ كبيرٌ في (معاني القرآن)، وآخرُ في (القراءات)، وثالثٌ في (الأحكام)! هذا عدا الآثارِ والشواهدِ الكثيرة، إلى جانبِ أسبابِ النزول، والتعرضِ للعقائدِ خاصة، وإيرادِ آراءِ فرق، وخاصةً المعتزلة، مع نقدها.. وقد وجدتُ في مواضعَ منه ما لم أجدهُ في تفاسيرَ أخرى، من التحري والتفصيلِ وقوةِ الحجة، وتحريرِ إفاداتٍ وحلِّ إشكالات، وإجادةِ توفيقٍ وتوضيحِ مفاهيم، مع لغةٍ جميلةٍ باهرة، فقد كان أديبًا شاعرًا أيضًا. فجزاهُ الله خيرًا على هذا التفسيرِ العظيم، الذي جرَّدَ له قواهُ منذُ شبابه، وبقيَ معه سنواتٍ طوالًا. وهو يتعمَّقُ فيما يتعرَّضُ له، مما يرى فيه اختلافًا، أو غموضًا، أو إشكالًا. ولا يدَعُ آيةً تحتاجُ إلى بيانٍ أو تعليقٍ إلا ويبيِّنُها حتى آخرها. ولكن لا يشترطُ أن يكونَ هذا البيانُ (تفسيرًا) بمصطلحهِ المعروف، وهو المعنى الذي يريدهُ القارئ، فقد يكتبُ في لفظٍ سطورًا وحتى صفحة، ولكن في وجوهِ قراءتهِ أو نحوهِ وإعرابه، ويتركهُ هكذا معتبرًا ذلك تفسيرًا له. وكأنه بذلك يخاطبُ العلماءَ أو يكتبهُ لهم، أو للنحويين والبلاغيين وحدهم. وكأن الغالبَ على تفسيرهِ هو جانبُ التخصص. يعني أنه يفسِّرُ للعلماء! وكان هذا أحدَ الوجوهِ المستدركةِ على تفسيرهِ رحمَهُ الله. فالكلامُ حولَ اللفظِ أو الآيةِ مالم يكنْ (تفسيرًا) استدركتُ عليه وأوردتُ تفسيره. فبيانُ الوجهِ النحوي للكلمةِ أو إعرابها دون بيانِ معناها لم أعتبرهُ تفسيرًا. وكذلك المعنى اللغويُّ للفظ، إلا إذا وافقَ معناهُ الشرعي، وفُهِمَ به تفسيره. ومن الوجوهِ الأخرى التي استُدركتْ على تفسيرهِ قولهُ مرات: وباقي الآيةِ بيِّن، أو واضح. ولا يوردُ تفسيره. وكذلك قولهُ إنه سبقَ تفسيرُ مثله. ولا يقولُ هذا في كلِّ مرةٍ إذا لم يفسِّر. وقد يفسِّرُ الآيةَ بالكلماتِ الواردةِ فيها، ولا يغيِّرُ فيها سوى تصريفها. وقد يفسِّرُ منها لفظًا واحدًا، ولا أشيرُ إلى ذلك عند الاستدراكِ عليه. وشغلتْ أواخرُ الآياتِ قسمًا كبيرًا مما لم يفسِّره. وأتوقفُ عند آيات، فلا أدري هل فسَّرَ أم لا؟ فأتردَّدُ في إعادةِ تفسيرها.. وقد أفسِّر. وقد اعتبرتُ كلَّ ما يؤدِّي إلى توضيحِ معنى الآيةِ تفسيرًا. ويتبيَّنُ هذا من خلالِ ما يوردهُ المؤلفُ من الشواهدِ والآثار، من القرآن نفسه، ومن الأحاديثِ الشريفة، وأقوالِ أهلِ العلمِ والحكمةِ عمومًا، وحتى أسبابِ النزول، وما يلخصهُ من الإسرائيليات، أو القصصِ والحكايات.. وقد يفسِّرُ كلماتٍ من الآيةِ السابقةِ في الآيةِ التاليةِ أو ما بعدها، لاتصالها بها. وقد أشرتُ إلى ذلك مراتٍ قليلة. فإذا لم يجدِ القارئ عندهُ تفسيرَ آيةٍ في مكانها، فليبحثْ عنها فيما بعدها. وقد يفسِّرُ الآيةَ في أولِ كلامه، أو في وسطه، أو آخره. وقد يفسِّرها أكثرَ من مرة. وهو قليل. ثم إن بعضَ القرّاءِ قد يعجبُ من هذا الاستدراكِ الدقيقِ على المفسِّرين، بتتبعِ كلامهم، ويرَى أن هذا هو أسلوبهم ومنهجهم في التفسير، فلماذا الاستدراك؟ وأقول: إن المفسِّرين ليسوا سواء، وتختلفُ مناهجهم في التفسيرِ حسبَ تخصصاتهم، فقد يركزون على ما يرونهُ مهمًّا من وجهةِ نظرهم واشتغالهم بعلومهم، ولا يعاملون الباقي مثله، بل يدَعون كثيرًا من الألفاظِ والآياتِ بدونِ تفسير! وليس في القرآن شيءٌ زائد، وإذا تكرَّرَ فلحِكمة. وينبغي أن يفسَّرَ القرآنُ كلُّه. وقد تبدو هناك آياتٌ واضحةٌ لا تحتاجُ إلى تفسير، ولكن بالتدبرِ فيها وتفصيلها وضربِ أمثلةٍ لها يتضحُ معناها أكثر، ويظهرُ فيها للقارئ ما لم يكنْ يعرفهُ منها. وهذا الإمامُ الطبري، إمامُ المفسِّرين، لم يدَعْ شيئًا من الآياتِ بدونِ تفسير، بجميعِ ألفاظها، إلا ما ندر. وغيرهُ لم يفعلْ مثله. وآخرون فسَّروا ما لم يفسِّرهُ غيرهم. وابنُ عطيةَ رحمَهُ الله فسَّرَ كلماتٍ قرآنيةً وآياتٍ لم يفسِّرها آخرون من المفسِّرين، وغيرهُ فسَّرَ ما لم يفسِّره. وما فسَّرَهُ أولئك يمكنُ الاستدراكُ بها عليه، وما فسَّرهُ هو يمكنُ الاستدراكُ به على ما لم يفسِّروه، حتى تتعادلَ التفاسير، ولا يخفَى على القارئ ما لم يفسَّرْ من القرآنِ الكريم. ويقولُ ابن عطية نفسهُ في تفسيرهِ هذا (ص 982): "... ومثلُ هذا قولُ الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ [سورة الصافات: 103]، وقال بعضُ النحاةِ في مثلِ هذا: إن الواوَ زائدة. وقولهُ مردود؛ لأنه ليس في القرآنِ شيءٌ زائدٌ لغيرِ معنى". أقول: وبما أنها غيرُ زائدة، وليس في القرآنِ شيءٌ زائدٌ لغيرِ معنى، فيفسَّرُ مثلَ غيره. المنهج: والمنهجُ الذي اتبعتهُ في الاستدراكِ على تفسيرهِ رحمهُ الله، هو كالنهجِ الذي اتبعتهُ في المستدركين السابقين تقريبًا، وهو تفسيرُ كلِّ ما لم يتضحْ للقارئ أنه فُسِّر، من الأمورِ التي ذكرتها سابقًا. ولم أبحثْ في الحروفِ المقطَّعة، والمتشابهاتِ مِن الآيات. ولم أتتبَّعْ ما أوجزَ من تفسير، والأفضلُ توضيحهُ أكثر. واستثنيتُ - كذلك - ما كان تفسيرهُ واضحًا، ولو لم يتتبَّعِ المؤلفُ ألفاظه. وقد لا أوردُ التفسيرَ كلَّهُ إذا كان مطوَّلاً، بل أكتفي بما تتوضَّحُ به الألفاظُ أو الآيات، عند ذلك أُشيرُ إلى أنه مختصرٌ، أو منتخبٌ من مصدره. وأُورِدُ تفسيرَ آيةٍ أو لفظٍ مما فسَّرهُ المؤلفُ من مشابهٍ له في موضعٍ آخر، فإنْ لم أجدهُ طلبتهُ في تفاسيرَ أخرى ذكرتها للقارئ. ولم أتقصَّهُ عندهُ كما فعلتُ في المستدركين السابقين، فتفسيرُ الألفاظِ والآياتِ في سياقها قد يعطيها مدلولًا إضافيًّا غيرهُ فيما سبق، فالتكرارُ له فائدةٌ وميزة. والتفسيرانِ الأساسيانِ لهذا العملِ هما: تفسيرُ الإمامِ الطبري (جامع البيان في تفسير القرآن)، وتفسيرُ الحافظِ ابنِ كثير (تفسير القرآن العظيم)، وهذا ما يشكِّلُ جلَّ هذا التفسير. وهما تفسيرانِ مأثوران، وأكثرُ قبولًا عند كلِّ الناس. وتفسيرُ ابن عطيةَ يجمعُ بين الأثرِ والرأي. كما استعنتُ بتفسيرِ القاضي البيضاوي (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) فهو تفسيرٌ مشهور، وتفسيرِ النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) لشمولهِ وسهولته، واستفدتُ من تفسيرِ (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) للآلوسي، فهو لا يكادُ يتركُ لفظًا دون بيانه، ويدخلُ في الأمورِ المستعصيةِ فيوردُ وجوهها ويحلُّها، كما استعنتُ بـ (الواضح في التفسير) لمعدِّ هذا الكتاب، وقد استفدتهُ من التفاسير السابقةِ وغيرها. ولم أزدْ على تلك التفاسيرِ إلا نادرًا. وأضعُ المصدرَ في آخرِ تفسيرِ كلِّ آية. وقد أذكرهُ في أوَّلها. وموضعُ الاستشهادِ هو مكانُ تفسيرِ الآياتِ في التفاسيرِ نفسها، واستغنيتُ بذلك عن ذكرِ أرقامِ الأجزاءِ والصفحاتِ في الهوامش. ولم أوردِ الأقوالَ والآثارَ والخلافات. وجمعتُ بين المأثورِ والرأي في هذا المستدركِ كما هو شأنُ التفسيرِ المستدركِ عليه. وراعيتُ جاهدًا التوفيقَ بين التفاسيرِ القديمةِ التي أنقلُ منها، وبين ما أقدِّمهُ لجيلٍ معاصرٍ بما يناسبهُ وما يفهمهُ ويستفيدُ منه. ولم أُدخِلْ في هذا التفسيرِ أمورًا محدَثة، ولا علومًا مساندةً للتفسير، فالأساسُ في هذا هو الأصل. وأوردُ الآيةَ أو جزءًا منها، يسبقها رقمها، وأضعُ خطًّا تحت الكلمةِ أو الكلماتِ والجُمَلِ التي لم تفسَّرْ فيها. فإذا لم تفسَّرِ الآيةُ كلُّها أبقيتُها بدونِ خطّ. وقد لا أشيرُ إلى كلمةٍ فسَّرها في آيةٍ طويلة، فأفسِّرُها كلَّها مع الكلمة. وفسِّرَ كثيرٌ من الآياتِ وهي تبدو سهلةً للقارئ، ولكن تفسيرها يُظهِرُ له ما لم يدركهُ من أسرارها. وأنبِّهُ إلى أن معظمَ ما وردَ هنا هو تفسيرٌ لجزءٍ أو ألفاظٍ أو جملةٍ من الآية، فلا يصلحُ إلا مع متابعةِ الأصل، يعني أن هذا التفسيرَ مكمِّلٌ لتفسيرِ "المحرر الوجيز"، وليس مستقلاً بذاته، فقد أفسِّرُ لفظةً في آيةٍ تكونُ مرتبطةً بما قبلها وما بعدها فسَّرها المؤلف. والأفضلُ أن يطبعَ معه، بهامشه. وقد أذنتُ بذلك لمن شاء، مع إثباتِ هذه المقدِّمة، وعدمِ الزيادةِ أو النقصِ في الكتاب، إلا ما كان من الرسمِ العثماني للآياتِ الكريمة. واعتمدتُ في هذا الاستدراكِ على طبعةِ دار ابن حزم، التي اجتهدَ أخونا الشيخ مجد مكي سلَّمهُ الله في مقابلتهِ وتصحيحهِ على طبعةِ قطر المحققة. ورأيتهُ كافيًا وافيًا بالمقصود، ففيه كلُّ ما فسَّره. والهدفُ من هذا المستدركِ هو تفسيرُ ما لم يفسِّرهُ المؤلف، لا التعليقُ أو التحقيقُ لما فسَّره. والحمدُ لله الذي يسَّرَ هذا، وله الفضلُ والمنَّة. محمد خير رمضان يوسف الرياض بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الأول سورة الفاتحة 3- ﴿ ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾ قالَ رحمَهُ الله: تقدَّمَ القولُ في ﴿ ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾. ويعني عند تفسيرهِ البسملة. وملخصُ ما ذكرَهُ هناك، أن ﴿ ٱلرَّحْمـٰنِ ﴾ صفةُ مبالغةٍ من الرحمة، ومعناهاأنه انتهَى إلى غايةِ الرحمة، وهي صفةٌ تختصُّ بالله ولا تُطلَقُ على البشر. وهي أبلغُ من فَعِيل، وفَعِيلُ أبلغُ من فاعل؛ لأن راحمًا يُقالُ لمن رَحِمَ ولو مرةً واحدة، ورحيمًا يُقالُ لمن كثرَ منه ذلك، والرحمنُ النهايةُ في الرحمة. 7- ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾. قال: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ ﴾ بدلٌ من الأول. يعني في الآيةِ السابقة: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾. وذكرَ هناك أن "الصراطَ" في اللغةِ الطريقُ الواضح. ثم أوردَ أقوالًا في المعنَى الذي استُعيرَ له الصراطُ في هذا الموضع، منها قولُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ الله عنه: الصراطُ المستقيمُ هو القرآن، وقالَ جابر: هو الإسلام. قال: و"المستقيم": الذي لا اعوجاجَ فيه ولا انحراف، والمرادُ أنه استقامَ على الحقّ، وإلى غايةِ الفلاحِ ودخولِ الجنة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |