تفسير الزركشي لآيات من سورة الممتحنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أدب المتعلم تجاه المعلم (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 90 - عددالزوار : 16288 )           »          وقفات مع آية خسوف القمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1822 )           »          الأمل عبادة والثبات موقف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مختصر تاريخ تطور مدينة القاهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 128 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 27257 )           »          خطورة قول: ما رأيك في هذا الحكم الشرعي؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          خطورة الظن السيء بالعلماء الراسخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيف تحمي الأسر العريقة أجيالها من الرفاهية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2020, 04:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,372
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير الزركشي لآيات من سورة الممتحنة

تفسير الزركشي لآيات من سورة الممتحنة


د. جمال بن فرحان الريمي








﴿ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ﴾ [الممتحنة: 1]

قوله تعالى: ﴿ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ﴾، أي تبذلونها لهم، أو تلقون إليهم النصيحة بالمودة.




قال ابن النحاس: معناه تخبرونهم بما يخبر به الرجل أهل مودته.




وقال السهيلي: ضمن ﴿ تُلْقُونَ ﴾ معنى "ترمون" من الرمي بالشيء، يقال: ألقى زيد إلي بكذا، أي رمى به، وفي الآية إنما هو إلقاء بكتاب أو برسالة، فعبر عنه بالمودة؛ لأنه من أفعال أهل المودة فلهذا جيء بالباء[1].




﴿ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الممتحنة: 2]

قوله تعالى: ﴿ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾ فأتى الجواب مضارعًا وهو ﴿ يَكُونُوا ﴾، وما عطف عليه وهو ﴿ وَيَبْسُطُوا ﴾ مضارعًا أيضًا، وأنه قد عطف عليه ﴿ وَوَدُّوا ﴾ بلفظ الماضيُ وكان قياسه المضارع؛ لأن المعطوف على الجواب جواب، ولكنه لما لم يحتمل ودادتهم لكفرهم من الشك فيها ما يحتمله أنهم إذا ثقفوهم صاروا لهم أعداء، وبسطوا أيديهم إليهم بالقتل، وألسنتهم بالشتم - أتى فيه بلفظ الماضي - لأن ودادتهم في ذلك مقطوع بها، وكونهم أعداءً وباسطي الأيدي والألسن بالسوء مشكوك؛ لاحتمال أن يعرض ما يصدهم عنه، فلم يتحقق وقوعه[2].




﴿ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ﴾ [الممتحنة: 10]

قوله تعالى: ﴿ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ﴾، قدَّره الزمخشري أي "لا حل بين المؤمنة والمشرك"[3]، والآية صرَّحت بنفي الحل من الجهتين، فقد يستدل بها من قال: إن الكفار مخاطبون بالفروع[4].




وللتكرار - هنا - فائدتان:

إحداهما: أن التحريم قد يكون في الطرفين ولكن يكون المانع من إحداهما، كما لو ارتدت الزوجة قبل الدخول، يحرم النكاح من الطرفين والمانع من جهتهما، فذكر الله سبحانه الثانية؛ ليدل على أن التحريم كما هو ثابت في الطرفين كذلك المانع منهما.




والثانية: أن الأولى دلَّت على ثبوت التحريم في الماضي، ولهذا أتى فيها بالاسم الدال على الثبوت، والثانية في المستقبل، ولهذا أتى فيها بالفعل المستقبل[5].




وقوله: ﴿ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ ﴾، وإنما يحصل بالامتحان في الحكم، ووجه التجوز أن بين الظنِّ والعلم قدرًا مشتركًا وهو الرجحان، فتجوز بأحدهما عن الآخر[6].



﴿ وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾ [الممتحنة: 11]

قال رحمه الله: "الإنفاق" حيث وقع القرآن فهو: الصدقة، إلا قوله تعالى: ﴿ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا ﴾، فإن المراد به: المهر، وهو صدقة في الأصل تصدّق الله بها على النساء[7].




﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الممتحنة: 12]

قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ ﴾، فإنه كناية عن الزنا، وقيل: أراد طرح الولد على زوجها من غيره؛ لأن بطنها بين يديها ورجليها وقت الحمل[8].





[1] الروض الأنف للسهيلي 4/ 150. البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - الباء 4/ 158 – 159.




[2] البرهان: أقسام معنى الكلام – أحكام تختص بالهمزة 2/ 223.




[3] الكشاف 6/ 96.




[4] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة – العكس 3/ 286.




[5] البرهان: فوائد التكرير 3/ 18.




[6] المصدر السابق: التضمين 3/ 216.




[7] المصدر السابق: جمع الوجوه والنظائر 1/ 90.




[8] المصدر السابق: الكنايات والتعريض في القرآن - أسباب الكناية 2/ 190.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.21 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]