من فطَّر صائماً - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 90 - عددالزوار : 16274 )           »          وقفات مع آية خسوف القمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1819 )           »          الأمل عبادة والثبات موقف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مختصر تاريخ تطور مدينة القاهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 121 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 27235 )           »          خطورة قول: ما رأيك في هذا الحكم الشرعي؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          خطورة الظن السيء بالعلماء الراسخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف تحمي الأسر العريقة أجيالها من الرفاهية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          نزيف الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-03-2020, 09:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,372
الدولة : Egypt
افتراضي من فطَّر صائماً

من فطَّر صائماً

لحمد لله ما حمده الذاكرون الأبرار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وصحبه ما تعاقب الليل والنهار، أما بعد:
فمن لطف الله - سبحانه وتعالى -، وعظيم نواله؛ أن جعل أبواب الخير في رمضان مشرعة، وأغدقه بأعمال من البر مترعة، ألا وإن من جملة تلك العبادات التي حثَّ الشارع عباده عليها: "تفطير الصائمين"، الذي ارتبط فضله وأجره بمنزلة الصوم، ومكانة الصائمين عند الله - عز وجل -، ولذا كان الجزاء على تفطيرهم عظيماً يتناسب مع منزلة الصوم، ومكانة الصائمين فقد ثبت عن زيد بن خالدٍ الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ فَطَّرَ صَائِماً كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيء))1 قال العلامة المناوي: "((من فطَّر صائماً)) بعشائه، وكذا بنحو تمر، فإن لم يتيسر فماء ((كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء))...، ثم يتابع فيقول: فقد حاز الغني الشاكر أجر صيامه هو أو مثل أجر الفقير الذي فطره، ففيه دلالة على تفضيل غني شاكر على فقير صابر2، وقال شيخ الإسلام: والمراد بتفطيره أن يشبعه3.
وفي الحديث من الفقه أن كل من أعان مؤمناً على عمل بر فللمعين عليه أجرٌ مثل العامل، وإذا أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن من جهَّز غازياً فقد غزا؛ فكذلك من فطَّر صائماً، أو قوَّاه على صومه، وكذلك من أعان حاجَّاً أو معتمراً بما يتقوى به على حجه، أو عمرته حتى يأتي ذلك على تمامه؛ فله مثل أجره"4.
حرص السلف على تفطير الصائمين:
- كان عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة، وكان إذا جاء سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقى في الجفنة، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.
- وهذا الحسن البصري يطعم إخوانه وهو صائم تطوعاً، ويجلس يروحهم وهم يأكلون.
- وأُثِرَ عن حماد بن أبي سليمان أنه كان يفطر كل ليلة في شهر رمضان خمسين إنساناً، فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوباً ثوباً.
- وقال أبو السوار العدوي: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد؛ ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس، وأكل الناس معه.
- واشتهى بعض الصالحين من السلف طعاماً وكان صائماً، فوضع بين يديه عند فطوره، فسمع سائلاً يقول: من يقرض الملي الوفي الغني؟ فقال: عبده المعدم من الحسنات، فقام فأخذ الصحفة فخرج بها إليه، وبات طاوي5.
فضائل أخرى:
ومما ينشأ عن عبادة تفطير الصائمين عبادات كثيرة منها:
- التودد والتحبب إلى المُطعَمين فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا))6.
- مجالسة الصالحين، واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك؛ يقول ابن رجب الحنبلي - رحمه الله تعالى - معدداً فضائل الجود في رمضان ومنها: "إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم"7.
ومن البشائر أن تجد هذه السنَّة بفضل الله ما زالت قائمة، يتسابق إليها الناس، وينشأ عليها الجيل بعد الجيل، فلله الحمد أولاً وأخراً.
فيا أخي: أبذل القليل من مالك تغنم الكثير منتهى مآلك، وأسعد صائماً بفطرك تنعم بها يوم نشرك، فبادر ولا تنس فبين يديك شهر الجود والإحسان، سدَّد الله خطاك للمغنم، وعظيم الغفران.
وصلى الله وبارك على نبيه وآله وصحبه وسلم.

1 رواه الترمذي برقم (807)، وابن ماجه برقم (1446)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (11360).

2 فيض القدير (6/187).

3 الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/376).

4 شرح صحيح البخاري لابن بطال (5/51).

5 اختيار الأولى في شرح حديث اختصار الملأ الأعلى.

6 رواه أبو داود برقم (5195)، والترمذي برقم (2510)، وابن ماجه برقم (68)، وحسنه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (5673).

7 شذى الريحان في روائع رمضان (183).
منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]