يا لؤلؤة في أعماق البحار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5013 - عددالزوار : 2141575 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4594 - عددالزوار : 1421425 )           »          إزدواجية الملتزم بين أخلاق الإسلام وغواية الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          غـزوة مؤتـة: بداية الفتح الإسلامي وإنهيار دولة الرومان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 911 )           »          السنة كالقرآن في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          شـهر رمضـان- أمامك موسم من مواسم الآخرة فاستعد لعمارته بالأعمال الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 8775 )           »          تفسير آيات الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 40 )           »          لا تحاســدوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2020, 04:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,942
الدولة : Egypt
افتراضي يا لؤلؤة في أعماق البحار

يا لؤلؤة في أعماق البحار
محمد الحمود النجدي


كلمات أكتبها لكِ أختي الكريمة، يا من لم تتزوجي بعد، وأصارحك فيها، وكلي أمل أن تتسلل لعقلك، وتجد مكانها في قلبك.
إلى من لم تتزوج بعد، وجعلت الهّم رفيقها، وغلفت بالحزن قلبها، وجعلت اليأس يدبُ في نفسها، وكل هذا لأنها لم ترزق بالزوج بعد؟!
لا تيأسي من روح الله، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
رفقاً بنفسك أيتها الكريمة... فالزواج ليس فريضة يهدم دينك إن لم تفعليه، بل هو سنة الله في خلقه، يكتبها لمن يشاء، ويرزق بها من يشاء، ولا راد لقضاء الله.
فكم من عالم وعالمة، ومحدث ومحدثة، أثروُا المكتبة الإسلامية، والتاريخ الإسلامي بالكتب والأبحاث، والدعوة إلى الله - تعالى -، ولم يكتب الله لهم أن يتزوجوا، ومع هذا ذاع صيتهمُ، وخلفوا وراءهمُ كنوزا فكرية ثمينة، هي خيرٌ من كنوز الذهب والأحجار الكريمة، ولم يقلل هذا من شأنهم أبداً.
أختي الكريمة... لماذا تعتزلين الناس؟ أو تكوني معهم بقلب حزين يائس، وكل ذلك بسبب عدم زواجك، وهذا فيه اعتراض على قضاء الله.
فيا أختي.... أنتِ لا تدرين! قد يكون في بقاءك دون زواج رحمة بك، فاشكري الله على أي حال، ولا تحزني أو تعتزلي الناس، فهذا معناه شعورك بالنقص، وكأن عدم الزواج، يخل بعقيدتك وإيمانك، أو ينقص من درجتك وكرامتك.
أختاه تعال لأخبرك، كيف قد يكون عدم الزواج أحيانا من رحمة الله بك، وقد يكون من نعم الله عليك، فكم من فتاة كانت في مثل حالك وتزوجت، وفتنها زوجها، فأبعدها عن دينها، وانتكس حالها، فخسرت في الدنيا والآخرة.
وكم من امرأة يضربها زوجها ليل نهار، ويسيء لها بالقول والفعال، وأنت عزيزة مكرمة ببيتك ومكانك.
يا أختاه! اعلمي أن الله لطيف بك! (الله لطيف بعباده) فاشكري الله - سبحانه -، أن فضلك على كثير من خلقه تفضيلا، وقدر لك هذا الحال لحكمة لا تعلمينها.. ولعل فيها تخفيفا لذنوبك، وتكثيراً لحسناتك، ورفعة لدرجاتك.
وعليك بتقوى الله على كل حال، فإن من اتقى الله يسر له الأمور، وسهل له كل عسير، كما قال - عز وجل - (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً * ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفّر عنه سيئاته ويعظم له أجراً) سورة الطلاق: 4 - 5.
أي: يندفع عنه المحذور، ويحصل له المطلوب.
ولن ننسى الجانب الفطري الهام، والذي هو سبب رغبة كثير من الفتيات بالزواج، وهو الإنجاب وحصول الأطفال، وإشباع عاطفة الأمومة بداخلها، وهنا أيتها الكريمة أتمنى منك أن تنظري لمن حولك، وترين حال بعض من تزوجت وأنجبت، كيف هو حالها؟! فبعضهن في عذاب وشقاء، وتعب وسهر، فهم يعذبون الوالدين ليلا ونهارا، بالمشاكل والهموم والغموم، ودوام الرعاية، فثقي بالله - تعالى -وباختياره.
ثم يا أختاه.. أنتِ لديك أبناء إخوانك وأخواتك وأقربائك، فوجهي عاطفتك نحوهم، وعلميهم وساعدي أسرهم في تنشئتهم على أحسن الأخلاق، وعلى طاعة الله، وقد تكوني معلمة في مدرسة، ولديك فرصة لتربين من هم بين يديك من بنات المسلمين خير تربية، فأنتِ مربيه أولا، ومعلمه ثانياً، والمهم في كل هذا أن تحتسبي الأجر عند الله - تعالى -، وسيمتلئ قلبك بالسعادة الحقيقية، ومعها الأجر العظيم.
أختي الكريمة..... إن كنتِ تشعرين بأن عمرك يمضي ويحترق، فاعلمي أن الله أرحم بك من أمك وأباك، كما ورد في الحديث الصحيح، فلن يضيع عمرك هباء أبدا، فأين ثقتك بالله؟!
أما أن كنتِ تنشدين المودة والحب والرحمة في الزواج، فلا يخفى عليك ذلك الحرمان والشقاء والجفاء الذي تعيشه كثير من النساء المتزوجات، في ظل أزواج قصروا في حقوقهن، ولم يراعوا شرع الله، فكان الزواج وبالاً عليهن، لذا عليك بشكر الله - سبحانه -، فأنتِ لا تعلمين عن حالك بعد الزواج كيف سيكون.
ولا تجعلي كل تفكيرك محصورا في الزواج، فهذا سيجعل العمر والوقت موحشاً عليك، بل اصرفي هذا التفكير عن بالك، وتوكلي على خالقك، واجعلي همك الأول: رضا الله - سبحانه -، ثم تعلم دينه العظيم، وكتابه الكريم، وسنة رسوله المصطفى الأمين - صلى الله عليه وسلم -، فأنتِ أن لم تكوني عالمه بكتاب الله، وحافظة له، فقد فاتك الخير الكثير، فعليك بطلب العلم الشرعي، وابتغاء وجه الله الكريم، وهكذا سيمر العمر بك وأنتِ كلك ثقة بنفسك، وبالله - تعالى -، لأنك توكلت على الله.
أختاه...... لا تبالي بتلك الأوصاف التي تطلق عليك، فالعنوسة الآن تشمل الشباب قبل الفتيات، فسبحان من يوزع الأرزاق كما يشاء.
وإن شعر الآخرون بعظم شخصيتك، ونجاحك في حياتك، وعلو قدرك، فسيخجلون منك ويعرفون قيمتك، فلن يهز ثقتك بنفسك أحد، وثقتك بمن خلقك وصورك وشق سمعك وبصرك، فمن أنعم عليهم قادر على أن ينعم عليك بما هو خير منهم وأفضل بلا شك ولا ريب.
أختي الكريمة.... بأي عمر كنتِ، في العشرين أو الثلاثين أو الأربعين أو حتى أكثر، أتعلمين بماذا أشبه حالك؟ حالك كحال تلك اللؤلؤة الثمينة، الساكنة في أعماق البحار، لا أحد يراها، فهي محفوظة في تلك الأصداف، والتي لم تستخرج بعد!
بأختي الكريمة... أفرحي ولا تحزني وتهتمي، واملئي قلبك بالعزة والرضا بقضاء الله، و اجعلي هذا اليوم هو البداية الحقيقة لك، و توجهي فيه لله - سبحانه -، و أدعيه أن يعينك على ذكره وشكره وحُسن عبادته، وأن ييسر أمرك، ويفقهك في أمور دينك، ويجعلك نوراً لمن حولك...
وأكثري من هذا الدعاء وردديه صباحاً ومساء:
" اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.01 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]