|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() لطائف من القرآن الكريم [3/3] د. صالح بن أحمد الغزالي الحلقة الحادية والعشرون: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد: قال تعالى: "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" وقال: "ربنا واجعلنا مسلمين لك" كرر النداء بـ "ربنا"؛ لإظهار التضرع، وإظهار الفقر إلى الله، وحُسن التملق والسؤال. وقوله:"واجعلنا مسلمين" فيه دليل على خلق الله لأفعال العباد، قال أهل التفسير: الجعل يقتضي الخلق. وقالا: "ومن ذريتنا أمة مسلمة لك" أي: ومن ذريتنا فاجعل. قال أهل التفسير: قالا: ومن ذريتنا ولم يقولا: وذريتنا ! هذا من حُسن السؤال وأدب الدعاء. وقالا: "وأرنا مناسكنا وتب علينا" قرن بينهما، قيل: الفائدة في ذكر التوبة بعد ذكر التوسل والعبادة؛ لِيدل على أن ذلك الموقف وتلك المواضع، مكانٌ للتنصل من الذنوب وطلب التوبة. وفي قوله تعالى: "ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم" إثبات أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من العرب بأوضح الدلائل. وفي قوله تعالى: "منهم" الإشارة إلى استحسان أن يكون الداعية والمصلح من أهل المدعوين ومن مجتمعهم. وقوله سبحانه: " يُعلمهم الكتاب والحكمة ويُزكيهم" فيه الإشارة إلى أن التعليم وحده لا يكفي، وأنه لابد في دعوة الإصلاح من التزكية والتربية الصحيحة، قال صاحب المنار: عَلِم إبراهيم وإسماعيل أن تعليم الكتاب والحكمة لا يكفي لإصلاح الأمم وإسعادها، بل لابد أن يقترن التعليم بالتربية على الفضائل، والحمل على الأعمال الصالحة بحُسن الأسوة والسياسة، فقالا: "ويزكيهم". ويتفرع عن هذا إبطال منهج التعليم من غير تزكية، أو التزكية من غير تعليم، وأن الداعية الناجح لابد أن يجمع بين المنهجين: التزكية والتعليم، وأن هذا هو منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو منهج أبينا إبراهيم عليه السلام، ومَن يرغب عنه فقد سفه نفسه. وقوله تعالى: "ومَن يرغب عن ملة إبراهيم إلاّ مَن سَفِه نفسه" استُدل بها على حجية شرع مَن قبلنا، وخصوصاً ملة أبينا إبراهيم، وأنها شريعة لنا ما لم يرد في شرعنا ما ينسخها. واستُدل بالآية على أن النصرانية واليهودية بدعة، ما أنزل الله بها من سلطان، قال قتادة: "إلاّ مَن سفه نفسه" هم اليهود والنصارى، رغبوا عن ملة إبراهيم، واتخذوا اليهودية والنصرانية بدعة ليست من الله تعالى. قال تعالى: "إذ قال له ربه أسلم قال أسلمتُ لله رب العالمين" فيه إشارتان: الأولى:فضيلة إبراهيم عليه السلام، وأنه بادر إلى الامتثال لأمر الله، دون تردد أو تباطؤ، كما يُفيده وقوع الجواب: "قال: أسلمتُ لرب العالمين". الثانية: أنه قال: "أسلمتُ لرب العالمين" ولم يقل: لك. لِيكون قد أتى بالإسلام وبدليله. فيكون قد ذكر الحكم وهو: الإسلام، وذكر دليله وتعليله وهو: كون الله رب العالمين وخالقهم وموجدهم، كأنه يقول: أسلمتُ لك؛ لأنك ربي ورب العالمين. وقوله سبحانه: "أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوبَ الموتُ" فيه فوائد: الأولى: فضيلة الدعاء إلى التوحيد، وإلى الحنفية ملة إبراهيم عليه السلام، وفضيلة يعقوب عليه السلام، حيث لم يُشغله الموت والاحتضار عن الوصية بالدين والتوحيد. الثانية: الاعتبار بقول المحتضر، وأن قوله يُعتبر به ما لم يعترضه دليل آخر يُخرجه عن هذا الأصل. وقوله تعالى:"ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" يُستفاد منه فائدتين: الأولى: الحض على التمسك بالإسلام في كل وقت، وعدم مُفارقته ولو لحظة واحدة؛ لأن الموت يُمكن أن يأتيك في أي لحظة. قيل: أُدخل النهي على الموت لنكتة أخرى: وهي الإشارة إلى أن هذا الموت، وهو الموت بغير الإسلام، لا خير فيه، وأن من حق هذا الموت ألاّ يحل بكم. الفائدة الثانية: تضمنت الآية كذلك الإشارة إلى أن غير المؤمن لا ييأس من الدخول في هذا الدين، وعليه أن يُبادر بالدخول فيه، فهاهو لم يمت؛ فليُبادر إليه حتى يتوفاه الله عليه. وقوله تعالى: "آباءك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق" استدل به الفقهاء على تسمية الجد أباً، وفرعوا عليه القول بتوريثه كتوريث الأب، عند فقده، وأنه يحجب الأخوة في الميراث كما يحجبهم الأب والقول الآخر التشريك بينهم، وفي المسألة خلاف قديم. وفي قوله تعالى: "قولوا: آمنا بالله وما أُنزل إلينا … الآية" فوائد: الأولى: جواز التصريح بالمعتقد الصحيح، وإعلان الدين الحق للناس، والصدع بالحق؛ ليحصل الإقتداء والأسوة. الثانية: الإشارة إلى أن الإيمان واجب جماعي على الأمة، فيجب عليهم تحمله جميعاً، ويجب عليهم الاعتصام به، والاجتماع عليه. الثالثة: اُستُدل بالآية على جواز قول القائل: (آمنت)، وهذا بخلاف قوله: (أنا مؤمن)؛ فالأول إخبار بالواقع الماضي والحاصل الحاضر، ولا إشكال فيه. وفي قوله تعالى: "لا نُفرق بين أحد منهم" تبكيت على أهل الكتاب، والتشهير بهم، فهم آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض، وفرقوا بينهم. وقال تعالى: "فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به" ولم يقل: فإن آمنوا بما آمنتم به. يعني: ما فائدة (مثل) هنا؟ وعلى أي شيء تدل؟ أن أهل الكتاب يؤمنون بالله، ويؤمنون بما أُنزل على الأنبياء، ولكن إيمانهم بذلك إيمانٌ مُنحرف، وإيمانٌ دخلته الأهواء والبدع والتحريفات. إذن المطلوب هو الإيمان إيماناً صحيحاً، إيماناً كإيمانكم، ليس مجرد الإيمان، لو قيل لهم: آمنوا بالله وما أُنزل على الأنبياء. لقالوا: نحن نؤمن بذلك. إذن تقول لهم: آمنوا بالله وما أُنزل على الأنبياء إيماناً صحيحاً، كما بينه القرآن، وكما آمن به المسلمون الصادقون، وهذه فائدة قوله: (بمثل). قال بعض العلماء: لفظ (مثل) هنا هو الذي يقطع عرق الجدل. وفي قوله تعالى: "صبغة الله ومَن أحسن من الله صبغة" فائدتان: الأولى: الرد على اليهود والنصارى فيما يعتقدونه صبغة، وما ابتدعوه في ذلك من الدين مع تضييع أصول الشرع. كأنه يقول لهم: الصبغة الحقة هي صبغة الله، المتضمنة الإيمان بالله وبما أنزل وبالعمل الصالح، لا هذه الرسوم والطقوس الخاوية من الإيمان. وقال لهم: "قولوا: آمنا" وقال: " ونحن له مسلمون" وقال: "ونحن له مخلصون". الفائدة الثانية: الصبغة في العادة تنفذ إلى المصبوغ، وتطبع به جميعَ جسمه. فالتشبيه هنا يدل على شدة التمسك بالدين، كأنه يقول لهم: لِيكن إيمانكم وتمسككم بملة إبراهيم وبدين الإسلام كالصبغة، فهو يتغلغل فيكم وفي أعمالكم كما تتغلغل الصبغة في المصبوغ. الفائدة الثالثة: يُستفاد من الآية: الأمر بإظهار شعائر الدين وعلامات الاستقامة؛ لأن الله عبّر عن الدين بالصبغة. قال القرطبي – رحمه الله -: سمى الدين صبغة استعارة ومجاز، من حيث تظهر أعماله وسَمْتُه على المتدين كما يظهر أثر الصبغ على الثوب. وقوله تعالى: "تلك أمة قد خلت" كررها هنا بعد ذكرها قبل آيات لفوائد: الأولى: قال الراغب: إعادة هذه الآية من أجل أن العادة مُستحكمة في الناس، صالحهم وطالحهم أن يفخروا بآبائهم، ويقتدوا بهم في مُتحرياتهم لاسيما في أمور الدين. الفائدة الثانية: إن المعنى يختلف باختلاف السياق الذي جيء بالآية فيه، ففي المرة الأولى رَدّت الآية على أهل الكتاب بأنه لا شفاعة لهم يوم القيامة في نسبتهم إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وأن النسب لا يُفيد. وفي المرة الثانية: رد عليهم من جهة ادعائهم النسبة الدينية، وقولهم: أنهم يهود ونصارى فهو يقول لهم: لن ينفعكم الانتساب إلى دين اليهودية والنصرانية، وأن إبراهيم كان مسلماً حنيفاً. الحلقة الثانية والعشرون: في قوله سبحانه: "سيقول السفهاء" إخبار لهم عما سيكون، أي إخبار بالغيب الذي سيقع من اعتراض السفهاء على تغيير القبلة، ففيه مُعجزة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتأييد للوحي بما يوافق الواقع. وفيه إثبات أن هؤلاء المُعترضين سفهاء على الحقيقة، وبشهادتهم على أنفسهم وإقرارهم. قال بعض المفسرين: برغم أن الله تعالى قال: "سيقول السفهاء". أي: أنهم لم يقولوها إلا بعد أن نزلت هذه الآية مما يدل على أنهم سفهاء حقاً، ولو أنهم امتنعوا عن القول – وهذا مُحال – لكان في ذلك تشكيك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن لأنهم سفهاء فعلاً قالوا ذلك. وقوله سبحانه: "قل لله المشرق والمغرب" تتضمن الإشارة إلى حقيقة الطاعة وإلى حقيقة التشريع. كيف هذا؟ كل الجهات لله، المشرق والمغرب، إذن ما الذي يُميز هذه الجهة من غيرها؟ الذي يُميزها هو أمر الله تعالى، إن قال الله للعبد: ارمِ هذا الحجر. رماه، وإن قال: قَبِّل هذا الحجر. قبّله، وإن قال: توجه إلى هذه القبلة. توجه، أمر الله هو الذي يعطي هذه الجهة الخصوصية وليس ذات الجهات.. فلا وجه للاعتراض بحال. وقوله تعالى: " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" فيه الإشارة إلى توسط الكعبة للكرة الأرضية، قيل المعنى: كما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطاً، وسطية الكعبة وسطية المكان، وهذا فيه عدل، ووسطية الأمة وسطية عدالة وخيار. وفي الآية الكريمة دليل على أن إجماع الأمة حجة قاطعة، وأنهم معصومون في جملتهم عن الخطأ؛ لأن الله تعالى أطلق على مجموعهم لفظ (وسطاً)، قال العلماء: فلو قدر اتفاقهم على الخطأ لم يكونوا وسطاً إلاّ في بعض الأمور، والآية بخلافه. وقال سبحانه: "لتكونوا شهداء على الناس" وقال: "ويكون الرسول عليكم شهيداً" أخَّر لفظ (على) في شهادة الناس، وقدَّمها في شهادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عليهم. لماذا؟ قال صاحب الكشاف: لأن في الأول إثبات شهادتهم على الناس، وفي الآخر اختصاصهم بكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شهيداً عليهم. ومن الفوائد: الاستدلال بها على أنه لا يشهد إلاّ العدول، وأنه لا يعتد بقول الغير على الغير إلاّ أن يكون عدلاً. ومن الفوائد: أن الشاهد يشهد بما حصل له من العلم، وإن لم يُشهده المشهود عليه، وأن الشاهد يشهد على العلم بالسماع والأدلة اليقينية، وإن لم يره بعينه. ومن الفوائد: أن التزكية أصل عظيم في الشهادة، وأن المُزكِّي يجب أن يكون أعدل وأفضل من المُزكَى. ومن الفوائد: أن المُزكِّي لا يحتاج إلى تزكية. ومن الفوائد اللطيفة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشهد على الأمة، وأن الأمة لا تشهد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال بعض العلماء: ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع: (ألا هل بلغت ؟) فيقولون: نعم. فيقول: (اللهم اشهد) فجعل صلى الله عليه وآله وسلم الشاهد عليههو الله سبحانه لا أمته. ومن الفوائد: إيجاب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ووجوب اتباعه في كل أمر صغيراً كان أو كبيراً، وهذا من مُقتضيات شهادته صلى الله عليه وآله وسلم على أمته. ومن الفوائد: إثبات اشتراط العدالة في الحكم وفي الشهادة و الإفتاء وما كان من نحو ذلك. وقال سبحانه: "وما كان الله لِيُضيع إيمانكم" أي صلاتكم السابقة إلى بيت المقدس، قال القرطبي: فسمى الصلاة إيماناً؛ لاشتمالها على نية وقول وعمل. وقال مالك رحمه الله: إني لأذكر بهذه الآية قول المرجئة: إن الصلاة ليست من الإيمان! يعني: أن هذه الآية ترد على المرجئة في قولهم: العمل ليس من الإيمان. ومن فوائدها الفقهية: أن مَن لم يبلغه الناسخ فهو مُتعبد بالحكم الأول، ولا يصح أن يُقال: إن الحكم الأول يرتفع عنده بوجود الناسخ لا العلم به. وقوله تعالى: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها" فيه فوائد: الأولى: إثبات علو الله تعالى على خلقه، وأن السماء قبلة الدعاء. الثانية: أدب النبي صلى الله عليه وآله وسلم العظيم في دعاء ربه ومناجاته. الثالثة: المنزلة العظيمة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ربه في قوله: "ترضاها" لم يقل: أرضاها. ولكن قال:" ترضاها". قال صاحب التفسير الكبير: وفي الشاهد إذا وصف واحد من الناس محبة آخر، قالوا: فلان يحول القبلة لأجل فلان، على جهة التمثيل. ومن اللطائف: أن الله تعالى خص الكعبة بإضافتها إليه في قوله: "بيتي"، وخص المؤمنين بإضافتهم بصفة العبودية إليه، وكلتا الإضافتين للتخصيص والتكريم، فكأنه تعالى يقول: يا مؤمن! أنت عبدي، والكعبة بيتي، والصلاة طاعتي، فأقبل بوجهك في طاعتي إلى بيتي وبقلبك إليَّ. وقوله تعالى: "شطر المسجد الحرام" فيه فائدة فقهية: وهي إثبات أن التكليف إلى جهة الكعبة، لا إلى خصوصية الكعبة لِمن كان خارج المسجد الحرام، قالوا: وإلا لم يكن لكلمة (شطر) فائدة، ولكان لفظ (فول وجهك المسجد الحرام) يُغني عنه. وقوله تعالى: "ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك" فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه إخبار بحال المُعاندين من أهل الكتاب، وأن كفرهم كفر عناد لا بسبب البرهان أو بسبب عدم فهم الإسلام، قال صاحب الظلال رحمه الله: إن كثيراً من طيبي القلوب ليظنون أن الذي يصد اليهود والنصارى عن الإسلام أنهم لا يعرفونه، أو لأنه لم يُقدم لهم في صورة مُقنعة، وهذا وهم، إنهم لا يُريدون الإسلام لأنهم يعرفونه، يعرفونه فهم يخشونه على مصالحهم، وعلى سلطانهم، ومن ثم يكيدون له ذلك الكيد الناصب الذي لا يفتر. وقوله تعالى: "وما أنت بتابع قبلتهم" قال الراغب: فيه إشارة إلى أن مَن عرف الله حق معرفته، فمن المحال أن يرتد، ولهذا قيل: ما رجع مَن رجع إلاّ من الطريق، أي ما أخل بالإيمان إلاّ مَن لم يصل إليه حق الوصول. وقوله تعالى: "ولئن اتبعت أهواءهم "استُنبط منه: الترهيب من اتباع أهل الأهواء والبدع، قال الشوكاني رحمه الله: اتباع أهوية المبتدعة يشبه أهوية أهل الكتاب، كما يُشبه الماء الماء، والتمرة التمرة، وقد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشد على الملة؛ لِكونهم ينتمون إلى الإسلام وهم على العكس. ومن الفوائد في الآية: النهي الصريح عن اتباع منهج اليهود والنصارى ومنهم المستشرقون، يقول صاحب الظلال رحمه الله في تفسير الآية: وما أجدرنا اليوم أن نستمع إلى هذا التحذير، ونحن في بلاهة منقطعة النظير، نروح نستفتي المستشرقين في أمر ديننا، ونتلقى عنهم تاريخنا، ونأمنهم على القول في تراثنا، ونسمع لما يدسونه من شكوك في دراسة لقرآننا، وحديث نبينا وسيرة أوائلنا، ونُرسل إليهم البعثات من طلابنا يتلقون عنهم علوم الإسلام! وقوله تعالى: "ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات" استُدل به على أفضلية الصلاة في أول الوقت، قال المُستدل: ربط الله بين التوجه إلى القبلة وبين الأمر باستباق الخيرات، فعلمنا أن المقصود هو المُبادرة إلى الصلاة. وقوله تعالى: "ولأُتم نعمتي عليكم" فيه البشارة بدخول الجنة لأهل الإيمان، وللعبد الذي يواظب على الطاعة والصلاة، قال سعيد بن جبير يرحمه الله: ولم تتم نعمة الله على عبده حتى يُدخله الجنة. يتبع
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |