دعا العين

[لهفة العشاق]

بسم الله حبس حابس وشهاب قابس وحجر يابس رددت عين العائن عليه وعلى احب الناس اليه هل الدعا صحيح

[سامية الحرف]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد

الأخوة والأخوات الأفاضل
هذا الدعاء الذي ذكره الأخ الطائر الحر بارك الله فيه له أصل في المراجع.

(( حبس حابس، بشهاب قابس, رددت العين من المُعْين إليه, وإلى أحب الناس عليه، فارجع البصر هل ترى من فطور)).

وقد تقدم ذكره في كم من مشاركة في هذا المنتدى, وقرأت بعض ردود الأعضاء جزاهم الله خيرا, فمنهم من يقره لكونه من الأدعية المعروف وليس فيها شرك أو محرم, ومنهم من يرده ظنا منه أنه دعاء مكذوب عن الرسول صلى الله عليه وسلم, مثله مثل حرز أبي دجانة وغيره من الأحاديث والأدعية المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم.

فأوجب علينا أن نعرف مدى صحته إن كان من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم, أو من أدعية الصحابة أو السلف الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم جميعا, وإن كان من الأدعية التي توارثها المسلمين أبا عن جدا, هل يجوز الدعاء به أم لا.

-----------------------------------------------------------------
ذكره الإمام المناوي في فيض القدير، شرح الجامع الصغير بعد حديث (العين تدخل الرجل القبر) فقال: <فائدة> أخرج ابن عساكر أن سعيداً الساجي من كراماته أنه قيل له: احفظ ناقتك من فلان العائن فقال: لا سبيل له عليها فعانها فسقطت تضطرب فأخبر الساجي فوقف عليه فقال: بسم اللّه حبس حابس وشهاب قابس رددت عين العائن عليه وعلى أحب الناس إليه وعلى كبده وكلوتيه وشيق وفي ماله يليق فأرجع البصر هل ترى من فطور الآية فخرجت حدقنا العائن وسلمت الناقة.
-------------------------------------------
وذكره الإمام العجلوني في كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس قال: وللديلمي عن أنس رفعه: شفاء العين الصائبة أن يقال على ماء في إناء نظيف وتسقيه منه، ويغسله ويلقنه: عبس عابس (وفي نسخة حبس حابس) شهاب قابس ردت العين من المعين إليه وإلى أحب الناس عليه {فارجع البصر هل ترى من فطور - الآية} (وانظر زاد المعاد لابن القيم دار الحديث)
------------------------------------------------------------------
‏ والإمام السخاوي ذكره في المقاصد الحسنة فقال: وللديلمي عن أنس رفعه: شفاء من العين الصائبة أن يقال على ماء في إناء نظيف وتسقيه منه وتغسله وتلقنه: عبس عابس (وفي نسخة: حبس حابس، ولعلها أصح) بشهاب قابس رددت العين من المُعْين إليه وإلى أحب الناس عليه، فارجع البصر هل ترى من فطور الآية، والثابت: أمر المصيب بغسل أطرافه ومغابنه ثم صبه على المصاب كما أوضحته في الأماني، ومما جرب لمنع الإصابة من العين تعليق خشب السِّبِستان وهو شجر المخيط، وكذا بلغني عن الولي بن العراقي أنه لم يكن يفارق رأسه واقتفيت أثره فيه )ص 296).
-----------------------------------------------------

بعد سرد الأخبار الواردة في الدعاء المذكور, لم يبقى لدينا دليل أنه من أدعية الرسول, وعرفنا أنه من قول أنس رضي الله عنه إن صحة الرواية.

أما أن يدع به المصاب بالعين عسى الله سبحانه وتعالى أن يشفيه, ويضن أنه مجرد دعاء, فلا أرى فيه بأس والله أعلم.

والتعلم أخي رحمك الله, أن البركة والسعادة في الدنيا والآخرة, في إتباع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم, وأن خير الهدي هديه عليه الصلاة والسلام, كما بين وقال في الحديث المشهور الذي رواه النسائي قال: أخبرنا ‏عتبة بن عبد الله ‏ ‏قال أنبأنا‏ ‏ابن المبارك ‏عن‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏جعفر بن محمد‏ ‏عن‏ ‏أبيه‏ ‏عن ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏قال: كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول في خطبته, يحمد الله ‏ ‏ويثني عليه بما هو أهله, ثم يقول: ‏من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلله فلا هادي له, إن أصدق الحديث كتاب الله, وأحسن الهدي هدي ‏ ‏محمد - صلى الله عليه وسلم - ‏ ‏وشر الأمور‏ ‏محدثاتها, ‏وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار, ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهاتين, وكان إذا ذكر الساعة احمرت‏ ‏وجنتاه ‏وعلا صوته واشتد غضبه كأنه نذير جيش يقول صبحكم مساكم, ثم قال: من ترك مالا فلأهله, ومن ترك دينا أو ‏ضياعا ‏فإلي أو علي, وأنا أولى بالمؤمنين.

هذا ما تيسر والحمد لله على منه وكرمه وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم كثيرا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو كثيـــر

أبوكثير
معالج بالقرآن والحجامة