قصة ومعاني كثيرة

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم إخوتي الكرام وأحبتي الطيبين.

سأحكي لكم هذه القصة وليس اختاري لها لغرابتها أو طرافتها وإنما هناك أمر آخر جعلني أختارها .
وهو أنها وقعت اليوم فقط , وكوني عشت بعض فصولها فأنا لا زلت متأثرا بها جدا .
عند عودتي من صلاة الظهر (هذا اليوم[1]) صادفني أحدهم في الطريق وجعل يخاصمني في أمر ـ والله ـ لا علم لي به لا من قريب ولا من بعيد , واشتد معي في الخصومة حتى كاد يخنقني .
ومن فضل الله علي أن رجلا من المارين سمع مقالته واستطاع ببساطة خارقة إقناعه بأني لا دخل لي فيما يخاصمني بسببه .
فقلت له : نجاك الله من البلاء كما نجيتني .
صدقوني .والله الذي لا إله إلا هو, قبل المغرب , جاءني الرجل وقال : لقد استجاب الله دعوتك ونجاني من بلاء عظيم . لقد تعرضت لحادث مرور رهيب وخرجت منه سالما كما ترى !
ثم أضاف : كنت أسير بسيارتي ففوجئت بشاحنة تتجه نحوي بسرعة مرعبة وكان سائقها كالمجنون , حاولت الهروب منه غير أنه صدمني (وأراني سيارته المهدمة) قال والغريب أنه لم يتوقف ولم يلتفت إلي مجرد التفات .
ثم قال ولكني عرفته .
ذهبت إلى منزله , ولما حضر قلت له مالك ؟ كدت تقتلني قبل قليل ؟
فقال لي وهل أنت هو من تصادمت معه قبل قليل ؟!؟!؟! والله ما عرفتك! ظننتك من قبيلة بني مخلوف[2] .
فقلت له والله حتى لو كنت من قبيلة بني قيناع أو بني النضير ما يحق لك أن تفعل معي ما فعلت !!!

التعليق :
1ـ إياكم إخوتي وأحبتي أن تفهموا من قصتي أنني أريد أن أقول لكم إني أصبحت وليًا صالحا مستجاب الدعوة .
فيا أسفي عليكم إن كان هذا هو فهمكم ! وقد خيبتم ظني فيكم إلى أبعد حد.
بل إني أرى ـ ولا أجزم ـ أن سبب نجاته ليس دعوتي وإنما فعله للخير, فكما نجاني من ذلكم الظالم نجاه الله عز وجل من هذا (المجنون) أقصد السائق الجهول . هذا هو تفسيري
خاصة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة أشد منها[3]معنى الحديث .

2ـ ولقد اندهشت من الحالة التي وصلنا إليها بسبب هذه التقسيمات
القبلية والحزبية والمذهبية والطرقية و....................
فالشخص إذا لم يكن من حزبي أو جماعتي أو قبيلتي فهو حقير,
يحق لي أن أطأه بقدمي أو أدوسه بسيارتي أو أحطمه بقلمي بل بفأسي وبكل ما تقع عليه يدي ويوسوس لي به شيطاني .
فما هكذا الإيمان يا مؤمنون .

فهل ترى معي أن تلك التقسيمات أحدثت فعلا صدوعا أو تشققات في بناء الأمة الإسلامية , أو حتى داخل الوطن الواحد ؟
وهل يمكن ترميم ذاك البناء؟ كيف ؟
أعلم أنه موضوع كبير والنقاش فيه خطير ولكن لنحاول الإجابة عنه بما تيسر .
أخي الكريم إذا حاولت النقاش في هذه النقطة ولم تستطع , فهاهي نقطة أخرى , قد تكون أسهل :
ما هو تفسيرك لنجاة صاحبي من الحادث ؟ هل تظنه كان بمحض الصدفة ؟ أم بسبب دعائي له ؟ أم بسبب فعله للخيرودفاعه عن مظلوم؟ أم لديك سبب آخر ؟

أتمنى أن ألقى منكم ردا أو تعليقا على هذا الموضوع وأن لا تظنوني من قبيلة بني مخلوف أو قبيلة بني حلوف[4] !!

أخيرا تقبلوا مني أجمل التحيات وأطيب الأمنيات .
دمتم في رعاية الله وحفظه .

والســـــــــــــــــــــــــــــلام عليكم

[1] عندما أقول اليوم فأنا أعني يوم كتابتها وليس يوم إرسالها فأحيانا يكون هناك فرق بسبب عدم توفر الاتصال دائما

[2] ) بين هذه القبيلة وبين قبيلته شنآن .

[3] ) نص الحديث :"...... مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ......" البخاري

[4]) الحلوف في لهجتنا المحلية هو الخنزير