|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قلقي من فارق العمر بيننا أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم. أنا لديَّ مشكلة، مع أني أخجل عندما أقرأ مشاكلَ أخواتي المسلمات، ولكن الله وحْده يعلم كم أتعبتني، وأسأل الله أن أجِدَ عندكم الجواب الكافي. أنا شابَّة متزوِّجة من شاب مطلّق، له 3 أولاد مِن زوجته، وهو ملتزم وذو خُلُق حسن، ومقتدر، ويحبني كثيرًا، وأنا أيضًا أحبُّه، مع أني لم أتكلَّم في حياتي مع شابٍّ؛ لعلمي بحُكم الشرع في ذلك، ولكن الله زرَع في قلبي حبَّه، واللهُ وحده أعلم بقصة زواجي؛ لأنِّي ما تخيلتُ أن أقبلَه زوجًا لي، ولكن الله تعالى قذَف الموافقةَ والراحة في قلبي بعدَ الاستخارة، تخيَّلي أنا بنت في 19 مِن عمرها طالبة في الجامعة، تزوجتُ مِن رجل عمره 40 مطلّق، له أولاد، لكن قدَّر الله أن أقبل وأفْرَح أيضًا! والله يشهَد معزَّتَه في قلبي، لكن المشكلة تكمُن في فارق العمر، أنا أمضي ليالي أفكِّر في المستقبل، وأخاف كثيرًا كلما أتذكَّر أنَّني عندما يكون عمري 30 سنة سيكون هو في الخمسين، كم أتمنَّى مِن شدة حبي له أن نعجز مع بعض وأن نشيبَ معًا! وساعات أتمنَّى أن يكون في 30، ولكن هذه حِكمة الله، وأنا لستُ نادمةً، بل بالعكس أحمد الله تعالى، ولكن لا أستطيع منْعَ نفْسي من الحُزن؛ بسبب فارق العُمر بيننا، وأقول لنفْسي: الـ10 القادمة هي الوحيدة المتبقية مِن شبابه، فكيف ستكون حالتي وأنا ما زلت في 30؟! تعقدتُ مِن هذه المشكلة، وأشعر بالذنب مِن طريقة تفكيري؛ لأني أحبُّه كثيرًا. ساعدوني لأتخلَّصَ مِن هذا الشعور. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ثِقي أنَّ الدنيا لا تكمُل مع أحد، وحينما تكمُل مِن جهة لا بدَّ أن تنقص مِن أخرى، ولا شكَّ أنَّ هذا مِن حِكمته تعالى؛ حتى لا نركنَ إلى الدنيا وننسى العملَ لدار القرار الحقيقي. لكن انتبهي أيضًا فالشيطان يُحزِن الذين آمنوا، ولا يرضى بأن يجِد حياةً مستقرة تحتَ الزواج؛ لذلك تجدينه يفرِّق الأزواج ويقرِّب المتحابين بالحرام، ويبحث عن الثغرات؛ كي يحزن قلوبَ المؤمنين ويؤثِّر على طاعاتهم. عزيزتي، العمر مكتوب منذُ الأزل، والموت لا يعرِف صغيرًا أو كبيرًا، وكم مِن أشخاص حسبوها فخابتْ حساباتهم! ليستْ هذه مهمَّتنا، نحن علينا أن نستغلَّ كلَّ لحظة نعيشها في رِضا الله، لكن لا نملك أن نحسبَ وقت وفاتنا أو حياتنا، كما لا يملك أحدٌ ذلك. مِن القصص التي تؤثِّر فيَّ كثيرًا قصَّة مرَّت عليَّ لرجل يكْبُر زوجته بـ16 سنة، وقد جلَس يومًا يحسب معها أنَّ أواسط العمر بعائلته بيْن الستين والسبعين بينما هي أواسط عمر عائلتها بين الثمانين والتِّسعين، وقد كان قلقًا عليها؛ كيف ستعيش بعدَه، وقد حسبها فلم يجِد المتبقي له كثيرًا! لكن شاء الله أن تُتوفَّى زوجته قبله بحادثٍ مروري بعدَها بأيَّام قليلة فحسب، وبقي هو بعدها؛ فالقدَر لا يعرِف الحساب البشري أبدًا، ومِن المنهك وغير المجدي حسابُ ما لا نملِك. استمتعي بما تملكينه، ولا تجْعلي كلامَ الناس أو حساباتهم تؤثِّر عليك، فقد مشيتِ وَفق اختيارك، وأنت سعيدة به بالفعل، فلا تسْمحي للشيطان أو لغيرِه أن يحزنَكِ، ويخرب عليكِ حياتك، وثِقي أنَّ الخِيرة دومًا فيما اختارَه الله لك. ولا تنظري لمشكلتك أنَّها مشكلة معقَّدة، أبدًا، على العكس هي مِن أهون المشاكل رغمَ صُعوبتها عليك، ويُمكنك - بإذن الله تعالى - تجاوزها بتغيير طريقةِ تفكيرك، فأنتِ تُدركين أنَّ المشاعر المؤلِمة تأتي مِن تفكيرك؛ لذلك ركِّزي على تغيير طريقة تفكيرك لتُغيري مشاعرَكِ، لن يكون ذلك بيْن يوم وليلة، ولن تنتهي مِن قراءة ردِّي لتجدي نفْسَكِ قد تجاوزتِ مشكلتك؛ لكنَّه يحتاج منك إلى قُوَّة إيمان، وعزْم، وتركيز على تشتيتِ الأفكار المزعِجة وإبدالها بأخرى أكثر إيجابيةً. ركِّزي دومًا على ما بيدِكِ قبل أن تفقديه وأنتِ تفكِّرين فيما لا تملكينه! وفَّقك الله، وأسْعَدكِ وزوجَكِ ولا حرمَكِ منه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |