|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كثرة طرق الخير د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ: فإن أبواب نفع الناس كثيرة متنوعة؛ لتناسب قدرات الناس وأحوالهم؛ فضلًا من الله تعالى ورحمة منه بعباده، مع التنبيه على أن الأجر والثواب ليس بقدر العمل فقط، فقد يبلغ الضعيف بعمله القليل مبلغ القوي، وقد يَسبق درهمٌ مائة ألف درهم؛ روى النسائي في سننه عن أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبقَ درهمٌ مائةَ ألفٍ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، وَكَيفَ؟ قالَ: رجلٌ لَه دِرهمانِ فأخذَ أحدَهُما فتصدَّقَ بهِ، ورجلٌ لَه مالٌ كثيرٌ، فأخذَ من عُرضِ مالِهِ مائةَ ألفٍ، فتصدَّقَ بِها»[1][2]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ؛ تعْدِلُ بَيْنَ الِاثنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فتَحْمِلُهُ عَلَيهَا أَوْ ترْفَعُ لَهُ عَلَيهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ»[3]. ونفع الناس والإحسان إليهم كان دأبه عليه الصلاة والسلام؛ روى الإمام أحمد في مسنده مِن حَدِيثِ عُثمَانَ بنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: «إِنَّا وَاللهِ قَدْ صَحِبنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ، وَالْحَضَرِ، فكَانَ يعُودُ مَرْضَانَا، وَيتبَعُ جَنَائِزَنَا، وَيَغْزُو مَعَنَا، وَيوَاسِينَا بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ»[4]. قال ابن القيِّم رحمه الله: «وقد دلَّ العقل والنقل والفطرة، وتجارب الأمم - على اختلاف أجناسها ومِللها ونِحَلها على أن التقرب إلى رب العالمين، والبر والإحسان إلى خلقه، من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شرٍّ...» [5]. ومما ينبغي التنبيه عليه أن تعليم الناس العلم الشرعي هو من أعظم النفع، فإن حاجتهم إلى العلم الشرعي أعظمُ من حاجتهم إلى الطعام والشراب؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ»[6]، وفي رواية: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الحُوتَ، لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ»[7]. اللهم علِّمنا ما ينفعُنا، وانفعنا بما علَّمتنا، وزدنا علمًا وعملًا، واجعلنا من أنفع الناس لخلقك. والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أحب الناس إلى الله...»؛ أكمل الحديث. 2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْف...»؛ أكمل الحديث. 3- ذكر ابن القيم رحمه الله أمرين تُستجلب بهما النِّعم، وتُدفع بهما النقم، اذكرهما. 4- بِمَ يبلغ صاحبُ العملِ القليلِ درجةَ صاحبِ العملِ الكثيرِ؟ 5- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليُدرك بحسن خلقه...»؛ أكمل الحديث. [1] برقم (2528) واللفظ له، وأحمد في مسنده برقم (8929). [2] وسبق صاحب الدرهمين لأنه تصدق بنصف ماله. [3] البخاري برقم (2891)، ومسلم برقم (1009) واللفظ له. [4] «مسند الإمام أحمد» (1/ 532) (برقم 504)، وقال محققوه: إسناده حسن. [5] الجواب الكافي ص9. [6] سنن أبي داود (برقم 3641) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 694) (برقم 3096). [7] سنن الترمذي (برقم 2685)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |