قد أستفاقت||أمتي الحبيبة

[فدآئية آلدعوة]

كانت

قد أستفاقت في تلك العشية على غير المعتاد بيد أن ضجيجًا أرخى أسبال أصواته على المكان.

حين أهمت بالرقاد من جديد لم تستطع فثمة شيءٌ عميم في داخل القلب يمنعها الرقاد توشحت أيشاربها
وخرجت باحثة في ظلام دامس عن ذلك المصدر الذي يرمي بضجته على المسامع ألتفتت يمنة ويسرة فأذا المكان خاوي كأن شيئًا لم يكن أستقوت وحملتها قدماها وأكملت طريقها باحثة عن مصدر الصوت
فإذ بها تبصر أما مرآها تلك المرأة التي لم تستبن ملامح وجهها من شدة الظلام الدامس كما سواد الغلس

أهمت تلك الفتاة بإن تستبصر من تلك المرأة عن ذلك الصوت الذي تطرق طباله في كل قارعة طريق حاولت فما أستطاعت

لكنها قد عزمت المسير لتلك المرأة فأسترسلت بخطوات مسرعة تارة ومبطئة أخرى إلى ان وصلت للمكان المنشود واضعة اليد على القلب ونبضاته في خفق متواصل قآئلة بصوتٍ مبحوح لا بل مرعوب سيدتي هل لي بجزء من وقتك أقضيه على عجل في سؤال

،ألتفتت إليها تلك المرأة قائلة لها ءالآن قد أهمك طرح السؤال أين كنتي حين ولى ذلك الوقت أين كنتي حين ناديناكم وصرخنا بمواجع القلب وأكتوائه ونزفنا الدماء المتصببة المهراقة ولا ثمة جواب يرتجى منكم لنا

،ءالآن بعد أن جاء الدور عليكم وأستخذلتمونا حينما طلبناكم كلا والله لستُ أنا ممن سيفعل مثل فعلتكم تلك كلا والله فلستُ انا ممن يتصيد لكم زلاتكم وهفواتكم فأنا الآن بتُ قد ذقتُ مواجعا وطعنات من كل مكان وصرت عارفة فطنة بها

،فسأمضي كيما أكمل ذلك الطريق الذي كُتب لي وسأكفُ عن معاتبتك فكما أن سؤالنا لن يجدي نفعنا فكذلك هي معاتبتي لن تجدي نفعا حتى لو ندمتي وبكيتي وصحوتي فما فات قد فات وولى مع الذاهبات،

لكن ألتمس الذي سيأتي وأرتجي فيكم خيرًا له فهيا قوموا من رقادكم وكفوا عنكم ذلك الدنس الذي ران على القلب فبات القلب خاليا من شعور الذنب ولوعة الفقد أي بنية شدي أزري بوثاقك وسأمضي بك كما لم تمضوا بي في ذات يوم ولايهمني أن قضيتُ نحبي قبل بلوغ المنى فقد فعلت مايرتجى مني وعليكِ أنتِ أتمام المسير وتبصير اللذين غفلوا وهم كثير كثير لتعود الأمة موحدة لايهزها متصيدٌ لفرقة ولا متهجما بحرقة،

فأنا قد طعنتُ من كل سهم ولم أعد أبالي إلا بجمع الشمل والعودة لطريق الحق الذي أرتضاه الله لكل خليقة على وجه الأرض حينها ستكون روحي قد صعدت كما طير محلق في سماء ذلك الفجر المنبزغ الذي يتلو هذا الظلام الدامس الغلس لتكون كما مصباح ينير لكم نفقا مظلما ويزيح عنكم تلك الأصوات التي تضج بكم