مكانة السنة النبوية من التشريع...

[امتنان]

{من الاحاديث التي غفل الناس عنها}

مكانة السنة النبوية من التشريع
في هذا الحديث يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم: ان الله تعالى قد اعطاه الكتاب الا وهو "القران " ومثله معه :وهي" السنة النبوية المطهرة "
كما ان النبي صلى الله عليه وسلم يبين في هذا الحديث انه لا فرق في امور التشريع بين ما ورد في " القران الكريم " وبين ما ورد في " السنة المطهرة "،
اذ ان الجميع من وحي الله تعالى لهذه الامة ؛ كما قال الله تعالى في مطلع سورة النجم "وما ينطق عن الهوى *ان هو الا وحي يوحى"
فلزم من ذلك ان يتبع الناس ماورد في " السنة " مثلما يتبعون ما هو منصوص عليه في" القران الكريم" طالما ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم بهواه انما هو من وحي الله تعالى اليه.
ومن المعلوم مسبقا ان طاعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من طاعة الله سبحانه وتعالى،كما جاء في
سورة " النساء" ومن يطع الرسول فقد اطاع الله " والاية صريحة في وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي حياته يرجع الامر اليه مباشرة
واما بعد موته فانما يرجع الى سنته الصحيحة والثابتة

ويؤكد هذا المعنى ما جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله...." الخ الحديث.
وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم اصل من اصول اهل السنة والجماعة
فمن انتمى الى اهل السنة والجماعة فإنما يجب علية ان يعرف للسنة حقها ؛
وان يتمسك بها ،ولذلك قيل بان سبب التسمية باهل " السنة والجماعة "
راجع الى هذا المعنى
فاهل السنة -بمعنى اهل الرجوع الى السنة والاخذ بها
والجماعة -اي المتمسكون بها ؛والمجتمعون عليها.

وقد خالفهم في هذا الاصل فرقة من الفرق الزائغة عن الطريق ؛ الا وهي فرقة الخوارج- هم الذين كفروا الصحابة رضي الله عنهم وخرجوا عليهم وحاربوهم في زمن علي بن ابي طالب رضي الله عنه
ويدل على ذلك ما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث معاذة العدوية : ان امراة سألت عائشة رضي الله عنها :اتقضي احدانا الصلاة ايام محيضها ؟
فقالت عائشة رضي الله عنها : احرورية انت !؟!
قد كانت احدانا تحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا تؤمر بقضاء.

وقال الحافظ ابن حجر في تعليقه على هذا الحديث :
يقال لمن يعتقد بمذهب الخوارج " حروري " ؛ لان اول فرقة منهم خرجوا على علي رضي الله عنه بالبلدة المذكورة
فاشتهروا بالنسبة اليها، وهم فرق كثيرة ولكن من اصولهم المتفق عليها بينهم : الاخذ بما دل عليه القران ورد ما دل عليه الحديث مطلقا ،
ولهذا استفهمت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها استفهام انكار فقالت : احرورية انت ؟
ويرجع سبب ردهم للسنة تكفيرهم الصحابة رضي الله عنهم

وقال الامام ابو سليمان الخطابي -رحمه الله في " معالم السنن والاثار"
عند تعليقه على الحديث { يوشك رجل شبعان....} :يحذربهذا القول من مخالفة السنن
ومن هنا لزم ان يتبع الناس السنة المطهرة حتى يباينوا هذه الفرق التي زاغت عن منهج الصحابة الكرام من جانب
ومن جانب اخر فان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم انما هي طاعة الله سبحانه وتعالى .