|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#4
|
||||
|
||||
![]() حوار مع الخبير النفسي والتربوي د. مصطفى أبو سعد حول مفاهيم في التربية – الحلقة 5 الفرقان حوار مع الخبير النفسي والتربوي د. مصطفى أبو سعد حول مفاهيم في التربية - وصايا لقمان أسلوب فريد في التربية لأنها تقوم على عقيدة التوحيد والممارسة العملية له - الحلقة 5 الأبناء زينة الحياة الدنيا قال -تعالى-: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وهم نعمة ومسؤولية في الوقت ذاته، نعمة تستحق الشكر، ومسؤولية توجب العناية والاهتمام، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته»؛ لذا كانت من أهم واجبات الأبوين تجاه أبنائهم حسن تربيتهم وتنشئتهم، حول هذه المعاني. - هل لك أن تحدثنا عن وصايا لقمان لابنه وهو يعظه من أول بناء العقيدة {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} مرورا بالقيم المختلفة التي ينبغي أن يتحلى بها الأبناء؟- موضوع وصايا لقمان يدور حول محورين: المحور الأول في العقيدة والتوحيد: قال -تعالى-: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان:13) هنا يبين لقمان لابنه أهمية الالتزام بالتوحيد بقوله: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}، ولكن بعض الناس لا يعطي التوحيد أهمية كبرى؛ فالعقيدة لها دور كبير جدا؛ فهي التي تعطي للإنسان شعورا بالمعنى، وشعورا بالجدوى وشعورا بالغاية، فأنا موجود لغاية العبادة، وغاية الشكر، وغاية عمارة الأرض، إذا التوحيد هو الذي يعطيني مفهوم العبادة والجدوى والغاية والهدف في حياتي. وإذا ابتعد هذا الإنسان عن التوحيد ضل وانحرفت فطرته وعاش حائرًا؛ ولذلك هناك دراسات عن الإلحاد، لماذا يلحد الناس؟ وواحد من أهم أسباب الإلحاد أن الإنسان فقد شعوره بمعنى الحياة، وبالغائية والوجود في الحياة، والفكر المادي يُعد هذه الحياة مرحلة قاسية من حياة الإنسان تنتهي بالموت، هكذا، فلا يوجد عندهم أي غاية ولا جدوى، والفلاسفة تحدثوا عن الغاية باعتبارها مفهوما ضبابيا يصعب فهمه ويصعب تحديده. - وما المحور الثاني؟ - أما المحور الثاني: فهو حول الآية الكريمة: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ} (لقمان:19) وهو منهج للتعامل البشري، وممارسة عملية لعقيدة التوحيد ومعناه: تفاد الجدال، لا تدخل في صراعات مع الناس، ولا تغتر، ولا تصبح عنصريا، لا تستقو على أفراد ولا على شعوب، ولا تتنمر على عرقيات معينة أو فئات معينة، ولا تسخر منهم ولا تصفهم بالسذاجة، ولا تختلق تلك الطرائف والنكات السيئة التي تكون نوعا من الافتراء الخطير الذي يحرق ويفلس أجر الإنسان المسلم، فأنت قد تعمل أعمال طائلة كالجبال، وعندما تسخر من شعب أو من فئة من شعب معين، فأنت لا تدري أنك افتريت وأفلست حسناتك كلها، فعندما تتعلم معني واغضض من صوتك تصل إلى النضج الحقيقي. - هل يمكن عد وصايا لقمان أسلوبا فريدا في التربية؟ - وصايا لقمان أعتقد أنها يمكن أن تصبح منهجًا قويا جدا، وكما قلت: إنها تتحدث عن محورين مهمين: محور العقيدة والتوحيد العقدي الذي يعطي الإنسان معني، ويعطي للعبادة معني حقيقيا في حياة الإنسان، ومحور التعامل الإنساني الذي فيه دلالات عظيمة جدا، منها عدم رفع الصوت بالصراخ، فهناك 15 أسلوبا من الأساليب التربوية المدمرة؛ تدمر كرامة الطفل، وتدمر حياته، وتدمر العفو والتسامح عنده، وتدمر قوة شخصيته، وتدمر فطرته. - ولا شك أن الصراخ ليس صوتا عاليا، وإنما هو منهج وأسلوب والتدمير، ويعد من خوارم المروءة، وعلماؤنا السلف الذين اهتموا بالتربية تحدثوا عن خوارم المروءة، وإذا كان الإنسان له دور في الحياة كالقاضي أو الحاكم أو المربي أو معلم القرآن أو معلم الأبناء أو أيا كان دوره، عليه أن يبتعد كلية عن خوارم المروءة بمعني لا تفعل أمورا تنزل من مروءتك، ومنها الصراخ؛ ولذلك حتى سورة الحجرات آية رقم 2 قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}، كان بعض الصحابة ينادي النبي - صلى الله عليه وسلم- بصوت عال فيؤذيه، لكن سرعان ما تاب هؤلاء الصحابة من هذا الفعل؛ لأنهم أفاضل، تربوا على يد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكانت مدرسة قرآنية تعلمهم المروءة والرفعة والارتقاء بالنفس. - من وصايا لقمان أيضا أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر، ما قيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحديدا في المدرسة التربوية الإسلامية؟ - هذا هو هدية التربية؛ لأن التربية زيادة في المعروف وابتعاد عن المنكر، فعندما نتكلم عن القيم نتكلم عن تحبيب كل ما هو من الفضائل ومن الحسن والجمال للنفس البشرية، وأيضا نوع من التنفير لكل ما هو منكر وكل ما هو خبيث، وهذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وارتباطه بالتربية. - إذا التربية: هي تحبيب لفضائل الأعمال وتنفير للمنكرات والخبث والشر والباطل وغير ذلك؛ فالتربية تقوم بالأساس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن كلمة الأمر تختلف من مقتضى لمقتضى، ففي التربية الأمر: هو التربية والتنشئة والتحبيب، والنهي: هو التنفير من كل ما هو منكر، والأمر عند القاضي ورئيس الدولة له أساليبه وخططه واستراتيجيته. - ما ميزان الثواب والعقاب؟ وهل يستقيم أن يكون كله تسامح أم ينبغي أن يكون هناك وقفات حازمة؟ وكيف يكون هذا العقاب إذا وافقتم على ذلك؟ - أولا نحن نتكلم عن التربية من منظور ورؤية منهجية إسلامية؛ فنحن لنا مصدرنا وهو الكتاب والسنة، وهي الممارسات التربوية والنبوية أقواله وأفعاله وممارساته، فنحن لا نأخذ ديننا من الشعراء؛ ولذلك القسوة لا تلتقي في قلب وممارسة مرب، فالقسوة ليست من التربية، فهي تدمير لمكونات شخصية الإنسان، قد ينشأ على هذه القسوة وقد يكون صلبا وناجحا في أمور، لكن الرأفة من ديننا ولذلك أنظر للآية القرآنية التي تبين لنا أن هذه سنة تربوية لا تحابي بشرا بما فيهم حبيبنا ورسولنا محمدا -[- {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} فلو قسوت عليهم لتركوك، ولكن هناك توضيح: الحزم لا علاقة له بالقسوة فالحزم مطلوب.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |