الإنابة إلى الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيف نستعد لشهر رمضان من خلال شهر رجب (اخر مشاركة : فهيم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 217 )           »          العملُ علاجٌ للأسقام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          رحل... فلان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          (الترجيب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          حاور قبل أن تجادل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الحكمة في زمن التقنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          مفتاح التغيير في النفس والحكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          حفظ وقراءة عشر آيات من سورة الكهف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          العبادة ليست حكرا على أشكال محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الاحتفال بأعياد النصارى حرام شرعًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-09-2025, 10:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,618
الدولة : Egypt
افتراضي الإنابة إلى الله

الإنابة إلى الله

د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري

إن الحمد لله نَحمَده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد: أيها المؤمنون، نَحمَد الله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه أن أعادنا ثانيةً إلى بيوته رُكَّعًا لله وساجدين، ونسأله سبحانه أن يَجعلنا ممن تعلَّقت قلوبهم بالمساجد.
الله أكبرُ دوَّتْ من مآذنه
تَشعُّ فينا سلامًا، وشمسَ هدى
الله أكبر دوَّتْ في مسامعنا
وكلُّ صوت له في القلب ألفُ صدى
من علَّقَ القلبَ في بيت الإله ولم
يطلب سوى من كريمٍ مُنعمٍ مَددًا
فذاك مِمَّنْ يُظلُّ اللهُ حين نرى
لا ظلَّ إلا له سبحانهُ أبدًا
كم خائفٍ من ذنوبٍ جاءَ مرتجفًا
ولم يجدْ غيرَ بيت الله مُلتحدًا
فسبَّحَ الله، صلى، قام منكسرًا
ببيتِ مَنْ غيرُهُ بالحق ما عُبِدَا
حتى زكت روحُهُ والنفسَ هذَّبها
فلا ترى ظلمةً في القلب أو حسدًا

أيها المؤمنون، يُعَدُّ حِفظ النفس من ضرورات ديننا الإسلامي، كما أن حفظ الدين من ضروراته سواء بسواء، فكما لا يتنازل المؤمن عن دينه الإسلامي، فلا يقبل منه أيضًا أن يتهاون في صحته وسلامته، وبالحفاظ عليه تتحقَّق للنفس الحياة الإنسانية والكرامة والعزَّة، والسلامة من أي أذى، وحفظُ النفسِ مُقدَّمٌ على حفظِ المالِ، فإنَّها تُفتَدَى بالمالِ والمالُ يُمكنُ استِدراكُ ما يفوتُ منهُ بخلافِ النَّفسِ، هذه أنفسنا قيمتها عظيمة ومقامها سامٍ في ديننا الحنيف، والضرورات تبيح المحظورات، وإذا ضاق الأمر اتَّسع، والمشقة تجلب التيسير، وكلُّ ذلك تكريمًا من شأن بني آدم، ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، بل إن الله عز وجل تفضَّل على عباده المؤمنين أيَّما تفضُّل؛ فقد أخرج البخاري رحمه الله تعالى عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مرِض العبد أو سافر، كتَب له مثلَ ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا))، فلو كان محافظًا على السنن الرواتب مثلًا أو قراءة وردٍ قرآني أو أي عملٍ صالحٍ، وحال دونه المرضُ أو السفرُ، فله أجر مَن عمل بها فضلًا من الله ومنةً وإكرامًا، فاللهُ أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وأرحم الراحمين، فهو أرحم بالأم على وليدها، جلَّ جلالهُ، وتعالت عظمتُه.

أيها المؤمنون، إن من عباد الله من يَتَحَرَّقُ قلبه لأداء الصلوات الخمس في بيوت، ﴿ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [النور: 36]، وحال دون ذَهابهم إليها خوفًا على نفسه مِن مرض يُداهمه، أو وباءٍ يصيبه، فهنا نذكِّره بأن الله أرحمُ الراحمين وأكرمُ الأكرمين، فاستبشِر يا مَن يشتاق إلى بيوت الله، ويا من يشتاقُ إلى المسجد الحرام، والطواف بالبيت العتيق وأداء العمرةِ ومناسك الحج - بأن الأجرَ حاصلٌ ثقةً بالله لا محالة، وخصوصًا حين تكونُ نيتك يا عبد الله أنْ لا ضرر للنفس ولا ضرار للغير.

أيها المؤمنون، هنالك مِن عباد الله مَن يخالطُ المصابين؛ إما لأنه في المجال الصحي أو مساندٌ لهم، أو في المجال الأمني، أو المجال التطوعي، أو ما سوى ذلك من مجالات يقتضي عمله مخالطةَ المصابين بالفيروس لا محالة، ويتلهُّف شوقًا وحنينًا للقاء والدته ووالده برًّا وإحسانًا لهما، فنقول له: إن من عظيم برِّك بهما أيها المؤمن ألا تَلتقي بهما حفاظًا على صحتهما، ولك الأجر العظيم والثواب الكبير لا محالة.

إن ديننا العظيم أيها المؤمنون غايتُه صلاح الدين والدنيا معًا، فمقصود الشريعة الأعظم هو تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، ودولتنا رعاها الله بذلت كلَّ ما يُشرِّف ساكني هذه البلاد بلا تَمييز لفئةٍ دون أخرى، فقد سعت وبذلَت واجتهدت، وثابَرت من أجل المحافظة على سلامة قاطنيها وصحتهم، ومِن باب شكر النعم بعد هذه الجهود الجبارة المباركة أن نتحملَ نحن المسؤولية في الحفاظ على صحتنا، ولن يكون ذلك إلا بالتوكل على الله، نتوكل عليه آخذين بكل الأسباب بلا تَهاونٍ أو تقصير أو تفريطٍ، فالاحترازات الوقائية صارت الآن مطلبًا شرعيًّا لكل مؤمن للحفاظ على سلامة الجميع، قد يَمَلُّ الإنسانُ من طول أمد هذا الوباء الذي أنهك الكرةَ الأرضيةَ كلَّها، فلا حلَّ لنا إلا أن نصبر ونصابر ويُصَبِّرَ بعضُنا بعضًا، لا حلَّ لنا إلا باللجوء إليه سبحانه جلَّ في علاه، ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50]، ولا سبيل لنا ولا مَخرج لهذا الوباء إلا باللجوء والإنابة والتضرع إليه، ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96].

فيا مؤمن يا مَن يرجو بركات السماء والأرض، اتَّق الله، اتَّق الله، واعمل صالحًا، وانزِع عنك التمادي في الذنوب والمعاصي، فما نزل بلاءٌ إلا بذنب وما رُفع إلا بتوبة، ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، فنستغفر الله إنه كان غفارًا، ونتوب إليه توبة تَكشِف عنا كلَّ بلاءٍ ووباء، أستغفر الله لي ولكم عباد الله من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفروه إنه غفور رحيم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.76 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]