(صلة الرحم) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 9 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبسلة والكارى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حيل بسيطة لإزالة الصدأ من الأوانى والمقالى.. حافظى على صحة أسرتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          4 أساسيات للانش بوكس مثالى للمدرسة.. لفطار رايق وصحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الفم وتوحيد لون البشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ابني بيكره المدرسة.. إزاي تحلي المشكلة من غير توتر أو إجبار؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طريقة عمل فتة الطعمية.. إفطار مختلف بالأكلة الشعبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الشيب المبكر فى الشعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          5 وصفات عشاء خفيف.. سريعة الهضم ومشبعة وتتعمل فى 10 دقائق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طريقة عمل كيك الشاى بالسميد.. مغذية وطعمها حكاية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-07-2023, 01:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,962
الدولة : Egypt
افتراضي (صلة الرحم)

(صلة الرحم)

يَشتكي الكثيرُ مِن النَّاسِ؛ مِن انقطاع الوَصلِ بينَه وبَين أقَاربِهِ لأسْبابٍ مُتعَدِّدَةٍ؛ ونَظرًا لِمَا لِصلَةِ الرَّحمِ مِنْ أَهَمِّيةٍ، وَتَغليظٍ للعقوبةِ في قَطعِهَا. سَنُخصِّصُ هَذه الخُطبة لِلحديثِ عن صِلةِ الرَّحمِ.

عِبَادَ اَللَّهِ: صِلةُ الرَّحِم تعنِي الإحسانُ إلَى الأقاربِ، وإيصَالُ مَا أمكنَ من الخيرِ لهُم، ودَفعِ مَا أمكنَ من الشرِّ عَنهُم. أمَّا قطيعةُ الرَّحِم؛ فهو عَكسُ الإحسانِ إلَيهم وذلكَ بالإسَاءةِ. فنَحنُ الآن أمامَ ثلاث درجاتٍ:
الوَاصِلُ؛ فهذا مُحسِنٌ. وهذا أفضلُ الدَّرَجَاتِ.

القَاطعُ؛ فهذا مُسيءٌ. وهذا أحطُّ الدَّرَجَاتِ.


لا وَاصِل ولا قَاطع؛ فهذا لا يُحسِن ولا يُسيء، وهذا وسَطٌ بين المَنزلتين. ولو فتشتَ في النَّاس وفي كُلِّ أسرَةٍ تَجِدُ فيهم إحدَى هذِه الأنواعِ.


عِبَادَ اَللَّهِ: صِلةُ الرَّحمِ واجِبةٌ وقطيعتُهَا مَعصِيةٌ من كَبائرِ الذنوبِ وهذا في الجُملةِ، لكن الحُكم أحيانًا عِند الدخُولِ فِي التفاصِيل يَختلفُ بِحسبِ مَا يلي:

قُدرةُ الواصلِ؛ فلو كانَ عندكَ مثلًا أخٌ مريضٌ لا يقدرُ على الحَركةِ. فالصِلَةُ وَاجبة ٌعليكَ لا عَليه؛ لأنَّك أنتَ الأقدرُ عَلى الصِّلةِ.


حَاجةُ المَوصُولِ؛ فلو كانَ عِندكَ مثلًا أخٌ فقيرٌ أو عَمَّةٌ فَقِيرةٌ أو خَالةٌ فَقِيرةٌ، وأنت غني، فأنتَ مَنْ يجبُ عليكَ صِلَتُهم بالعَطاءِ، وفِي هذا السِّياقِ يَأتي حديثُ الرَّسُولِصلى الله عليه وسلم: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ» [1]، ولَو افترضنَا أنَّ أخَاكَ أو عَمَّتَكَ أو خَالتَكَ أغنياءُ، فالعطَاءُ غيرُ واجبٍ، وإنَّمَا الصِّلة فِي هذِه الحالة تكونُ بالسَّلامِ والكلاَم.


اختلافُ الشَّيء الذِي يُوصَلُ بِه؛ كما رأينَا في المِثال السَّابق، صِلةُ الأخِ بالمالِ لمَّا كَان فَقيرًا واجبةٌ، ثم انتقلَ الحُكم إلى الاستحبابِ بالمالِ لَمَّا كان غَنيًّا.


درجَةُ القَرابَة: مثلًا إنسانٌ غَني لهُ أخ فقيرٌ وعَمٌّ فقيرٌ ولا يَستطيعُ القيامَ بحقِّهمَا جَميعًا، فالواجبُ صِلةُ الأخِ دُونَ العمِّ لقوةِ قَرابتِهِ وعلَى هذا القِياسُ - إذا لَم يُمكن الجمعُ في الإحْسانِ - قَال صلى الله عليه وسلم: «يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ: أُمَّكَ، وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ، وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ، أَدْنَاكَ» [2]، ولَو قَصَّرَ هَذا الأخُ في الانفاقِ وكانَ العمُّ غَنيًّا أنفقَ عَليه العَمُّ؛ لأنَّ الوُجوبَ انتقل إليهِ بتقصيرِ مَن هو أولَى بِذلكَ.


ومثالٌ آخَر: لو كان عندَ الأبِ أبناءُ كثرٌ فَوجبَ عَليهم جَميعًا القيامُ بحقِّ أبِيهم، لكن لَو قصَّر أحدُهم؛ لا يُعطِي حُجةً للآخرينَ في التَّقصِيرِ، وعَدم القيامِ بما يستطيعونَ تُجاهَ أبيهمْ وأمِّهمْ.

عِبَادَ اَللَّهِ: صِلةُ الرَّحمِ وردَ في فَضلِها والتحذيرُ من قَطيعَتِهَا نُصُوصٌ كثيرةٌ:
ومن ذلكَ في القرآنِ الكريمِ:
• قَولُه تَعالى في الوَالدين: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23].

• وقولُه فِي عُموم الأقاربِ: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].


وحذَّر من قَطيعتِها، فقالَ تَعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد: 25]، وقالَ تَعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22].

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى وَآلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَن اِقْتَفَى، أمَّا بَعْدُ:
فعبادَ الله، رَأَينَا فِي اَلْخُطْبَةِ الْأُولَى معنَى صِلة الرَّحم وحكمُ صِلتها واختلافُ الحُكم بحسبِ قُدرةِ الواصِل وَحاجةِ المَوصُول واختلافِ الشَّيءِ الذي يُوصلُ به ودرجةُ القَرابَة، ورأينَا مَجمُوعَة من النُّصوصِ القُرآنِيَةِ التي تَحثنَا علَى صِلة الرَّحِم وتُرهِّبُ مِنْ قَطعِهَا، والأمرُ كذَلِك في أحاديثِ المُصطفى صلى الله عليه وسلمذلِك أنَّهُ:
• اعتبرَ صِلةَ الرَّحم مِن الإيمانِ؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» [3]، فصِلةُ الرَّحم عَلامةٌ الإيمَانِ.

وأمَر بها فقالَ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» [4]، فمِن أسْبابِ دخولِ الجنَّةِ صِلةُ الأرحامِ.


وحذَّر من قَطيعتِها، فقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ» [5]، فهلْ تحبُّ أن تُحرمَ من الجنَّة؟ وقالَ صلى الله عليه وسلم: «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ» [6]، فهلْ تُحبُّ أن يقطعَك اللهُ في وقتٍ أنتَ في حَاجَةٍ إلى رَحمتِه وصِلَتِه؟ وقالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ» [7]، فهلْ تُحِبُّ أن يكونَ عَملُكَ مَردُودًا عليكَ بسببِ القَطيعَةِ.


فاجتهِدوا إخوانِي في صِلةِ أرحامِكُمْ، وتَعرَّفوا مِن أنسَابِكُم مَا بِهِ تَصِلُونهُم، واعلمُوا أنَّ صِلَة الرَّحم سَببٌ في البَركةِ في الرِّزقِ والعُمُر، قَال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» [8].

فاللَّهم أرِنَا الحقَّ حَقًّا وارزُقنَا اتِّباعَه، وأرِنَا الباطِلَ بَاطِلًا وارزُقنَا اجتنَابَهُ.

[1] صحيح ابن ماجة برقم: 1844.
[2] رواه النسائي برقم: 2532. وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم: 8067.
[3] رواه البخاري برقم: 6138.
[4] رواه ابن ماجة برقم: 3251. وصححه شعيب الأرنؤوط.
[5] رواه البخاري برقم: 5984.
[6] رواه مسلم برقم: 2555.
[7] رواه أحمد في المسند برقم: 10272، وحسَّن إسناده شعيب الأرنؤوط.
[8] رواه البخاري برقم: 5986.
__________________________________________________ _____
الكاتب: عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 83.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.42 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.06%)]