|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الشباب كفاح أحمد نصيب علي حسين لو استطعتُ أن أختصر مرحلة الشباب في كلمة؛ فلا شك أن هذه الكلمة ستكون هي: (الكفاح)، والكفاحُ الذي أقصِده هو مواجهة الشدائد وعظائم الأمور بالجِدِّ والعزيمة القوية التي لا تَعرف التَّردد أو اليأس، والسعيُ نحو النجاح؛ للوصول إلى الأهداف المنشودة؛ "فغريزة الكفاح يا شبابُ، هي التي جعلت الأسدَ لا يسمن كما تسمن الشاة للذَّبح"[1]. امْلأِ الدُّنْيَا بِمَا تَسْطِيعُ مِنْ ![]() عَمَلٍ يَبْقَى إِذَا الْعُمْرُ ذَهَبْ ![]() إِنَّمَا الأَعْمَالُ تَارِيخُ الْفَتَى ![]() تَقْرَأُ الأَجْيَالُ فِيهِ مَا كَتَبْ ![]() فلا خير في الشباب إن كانوا يألَفون الكسل والراحة، فما حقَّق العظماءُ من البشر شيئًا بالكسل أو بالأماني فقط، لماذا يكون الكفاحُ في الشباب؟ أولاًّ: إن الحياة - اليوم - أصبحت صعبةً وشاقة، فلا مكانة فيها للكُسالى ولا الضعفاء، والفُرص اليوم لا تنتظر طويلاً، فاتصال العالم بعضه ببعض جعل التنافس ليس فقط بين الدول، بل وبين أفراد العالم جميعًا، فما تريده من الأهداف قد يفكِّر فيه نظيرُك في دولة أخرى، وقد تظن أنَّ ما تريده سيبقى حتى تتخلَّص من التَّواني وتأتيه، فالمبادرةَ والجِدَّ؛ حتى لا تضيعَ الفرص المنشودة. ثانيًا: إنَّ مرحلة الشباب هي القوة الوسطى بين ضعفين: "ضعف الطفولةِ، وضعف الهَرَم"؛ فلذلك كان على الشباب أن يسارعوا لاغتنامها في تحقيق أهدافهم، ومَنْ لم يحقق ما يريد في شبابه، فغالبًا لن يحقِّقه في المراحل المتأخِّرة من عمره؛ "فالشباب هو القوَّة؛ فالشمس لا تملأ النَّهار في آخره كما تملؤه في أوَّله، وفي الشَّباب نوعٌ من الحياة تظهر كلمةُ (الموت) عنده كأنها أختُ كلمة (النوم)، وللشباب طبيعةٌ، أوَّل إدراكها الثِّقة بالبقاء، فأوَّل صفاتها الإصرار على العزم، وفي الشباب تصنع كلُّ شجرة من أشجار الحياة أثمارَها؛ وبعد ذلك لا تصنع الأشجار كلُّها إلا خشبًا..."[2]. الكثير من الناجحين مدينون في نجاحهم إلى أوقات شبابِهم التي بذلوا فيه الأوقات لتحقيق أهدافهم، فمرحلةُ الشباب على الحقيقة هي مرحلةُ العمل. ثالثًا: إنَّ الشاب يكون متحرِّرًا فيها من الكثير من القيود التي قيَّدت الكثير من الناس عن الكفاح والعمل النافع، ومن هذه القيود: المسؤوليَّات الأسرية، والأعرافُ السائدة، والمعتقدات الَّتي تصدُّ المرء عن المغامرة، والأوهام التي قد تَعوق المرءَ عن تحقيق ما يرجو، ومن مظاهر تحرُّرِه من هذه القيود أنك تجدُ عند الكثير من الشَّباب الصَّالحين طموحًا في مشاريعَ هادفةٍ له أو لأمَّته؛ لأنه لا يخشى مِنْ أثر هذه القيود. فالشاب لم يتشبَّعْ بعدُ بهذه القيود والأوهام؛ فهو ما زال غضًّا طريًّا على الحياة يسعى نحو ما يريد. ومما يُعين المرءَ على الكفاح في الحياة، ومواصلة السير بجدية وهمَّة عالية - ما يلي: 1- تأمُّل سيرة الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - ففيها من المواقف والأحداث التي تعبِّر عن كفاحِه - صلى الله عليه وسلم - لتحقيق ما يُرضي اللهَ، وما ينفع الخلقَ. 2- الحرصُ على الصُّحبة الصالحة؛ فهي خير معينٍ على الجدِّية والكفاح في الحياة، وهي موردٌ من موارد النَّجاة في الدنيا والآخرة. 3- معرفة الشابِّ لقدراته وطموحاته، ونقاط قوَّته ونقاط ضعفه، على نحوٍ واضح ومحدَّد؛ حتى لا يَضيع عمرُه دون أن يستفيد من قدراتِه ونقاط قوَّته، ولم يتخلَّ عن عيوبه ونقاط ضعفه. 4- إقبال الشَّاب على كلِّ ما ينفعه باجتهاد وعزمٍ شديد؛ سواءٌ كان ذلك في عمل دنيوي أو أخروي، دون الالتفات إلى كلام المثبِّطين، ولا نقد الفارغين، الذين يصدُّون عن الطريق القويم، ويبغون من الشباب أن يكونوا مثلَهم في الكسل والعجز عن طلب المعالي. [1] وحي القلم؛ للرافعي (2/ 202)، ط/ دار الكتب العلمية، 1421هـ - 2000م. [2] المرجع السابق (2/ 201).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |