|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سيرة الحسن البصري الشيخ صلاح نجيب الدق الحمد لله الكريم المنَّان، ذي الفضل والإحسان، الذي هدانا للإيمان، وفضَّل دينَنا على سائر الأديان، والصلاةُ والسلام على نبيِّنا محمد، الذي أرسله الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إليه بإذنه وسراجًا منيرًا، أما بعد: فإن الإمام الحسن البصري هو أحدُ علماء أئمةِ التابعين المشهورين؛ مِن أجل ذلك أحببتُ أن أُذكِّر نفسي وإخواني القرَّاءَ الكرامَ بشيءٍ يسيرٍ مِن سِيرته المباركة، لعلها تكون نبراسًا يُضِيء لنا الطريق في حياتنا الدنيا، فأقولُ - وبالله تعالى التوفيق -: الاسم والنسب: هو: الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبي الحسن يسار، مولى زيد بن ثابت الأنصاري، وهو أحد الأئمة الأعلام، وأحد حفَّاظ القرآن الكريم. كنيته: أبو سعيد؛ (التاريخ الكبير؛ للبخاري جـ2 صـ289). ميلاد الحسن البصري: وُلِدَ الحسن البصري رحمه الله بالمدينة، لسنتين بَقِيتا مِن خلافةِ عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه؛ (التاريخ الكبير؛ للبخاري جـ2 صـ289). حضر الحسن البصري الجمعةَ مع عثمان بن عفان، وسمِعه يخطب، وشهِد يوم الدار، وله يومئذٍ أربع عشرة سنةً؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ7 صـ115). صفات الحسن الجِسْمية: قال الإمام محمد بن سعد رحمه الله: "كان الحسن جامعًا، عالِمًا، عاليًا، رفيعًا، فقيهًا، ثقةً، مأمونًا، عابدًا، ناسكًا، كبير العلم، فصيحًا، جميلًا وسيمًا"؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ7 صـ115). قالت أمة الحكم: كان الحسن يجيء إلى حِطَّانَ الرَّقَاشيِّ، فما رأيت شابًّا قط كان أحسن وجهًا منه؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ4 صـ573). قال حماد بن سلمة: رأيت الحسن يُصفِّر لحيته؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ4 صـ573). قال عامر الشعبي لرجل يريد قدوم البصرة: إذا نظرتَ إلى رجلٍ أجمل أهل البصرة وأهيبهم، فهو الحسن، فأقرِئه مني السلام؛ (البداية والنهاية؛ لابن كثير جـ9 صـ278). بركات بيت النبوَّة على الحسن: (1) كانت أم الحسن البصري - واسمها خَيْرَةُ - تخدم أم المؤمنين أمَّ سلمة زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم، فربما أرسلَتْها في الحاجة فتشتغل عن ولدها الحسن وهو رضيعٌ، فتشاغله أم سلمة بثديِها، فيدر عليه فيرتضعُ منها، فكانوا يرون أن تلك الحكمة والعلوم التي أوتيها الحسن من بركة تلك الرضاعة من الثدي المنسوب إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. وكانت أم الحسن تخرجه وهو صغير إلى الصحابة فيدْعون له، وكان في جملة مَن يدعو له عمر بن الخطاب، قال: اللهم فقِّهه في الدين، وحبِّبه إلى الناس؛ (البداية والنهاية؛ لابن كثير جـ9 صـ278). (2) روى ابن سعد عن الحسن قال: كنتُ أدخُلُ بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافةِ عثمان بن عفان، فأتناول سقف البيت بيدي؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ7صـ85). عبادة الحسن البصري: (1) قال السَّرِيُّ بنُ يحيى: كان الحسن يصومُ مِن السنة أيام البيض، وأشهر الحرم، والاثنين والخميس؛ (الزهد؛ لأحمد بن حنبل صـ218). (2) روى الفسويُّ عن ابن شوذب عن مطر قال: كان الحسن البصري صاحبَ ليلٍ؛ أي: كان يكثر من صلاة الليل؛ (المعرفة والتاريخ؛ ليعقوب بن سفيان الفسوي جـ2 صـ43). (3) قال حميد الطويل: لم يحجَّ الحسنُ إلا حجتينِ: حجة في أول عمره، وأخرى في آخر عمره؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ7 صـ129). (4) قال علقمة بن مرثد: انتهى الزهد إلى ثمانيةٍ مِن التابعين؛ فمنهم الحسن بن أبي الحسن، فما رأينا أحدًا من الناس كان أطول حزنًا منه، ما كنا نراه إلا أنه حديث عهد بمصيبة؛ (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصفهاني جـ2 صـ134). جهاد الحسن البصري: قال المؤمن أبو عُبيدة: سمعت رجلًا سأل الحسن البصري، فقال: يا أبا سعيد، هل غزوتَ قط؟ قال: نعم، غزوة كَابُلَ مع عبدالرحمن بن سَمُرَة رضي الله عنه؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ7 صـ129). قال هشام بن حسان: كان الحسن أشجع أهل زمانه؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ4 صـ578). قال جعفر بن سليمان: كان الحسن مِن أشدِّ الناس إذا حضر الناس، وكان أجمل الناس، وأروى الناس، وأسخى الناس، وأفصح الناس، وكان المُهلَّب بن أبي صفرة إذا قاتل المشركين فكان الحسن من الفرسان الذين يقدمون؛ (المعرفة والتاريخ؛ ليعقوب بن سفيان الفسوي جـ2 صـ49). الحسن يتولى القضاء: تولَّى الحسن البصريُّ قضاء البصرةِ زمنَ عمر بن عبدالعزيز؛ (المعرفة والتاريخ؛ ليعقوب بن سفيان الفسوي جـ2 صـ49). قال أبو حَرَّة الرَّقَاشِيُّ: كان الحسنُ لا يأخذ على قضائه أجرًا؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ7 صـ125). نصيحة الحسن للخليفة عمر بن عبدالعزيز: روى أبو نعيم عن مَوْهَب بن عبدالله، قال: لَمَّا استُخلف عمر بن عبدالعزيز، كتب إليه الحسن البصري كتابًا بدأ فيه بنفسه: "أما بعد، فإن الدنيا دارٌ مُخيفة، إنما أُهبِط آدم من الجنة إليها عقوبةً، واعلَمْ أن صرعتها ليست كالصرعة، مَن أكرمها يُهَنْ، ولها في كل حينٍ قتيل، فكن فيها يا أمير المؤمنين كالمداوي جرحَه؛ يصبِرُ على شدة الدواء؛ خيفةَ طول البلاء، والسلام"؛ (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم جـ2 صـ148). شيوخ الحسن البصري: روى الحسن البصري عن: عمران بن حُصَين، والمُغِيرة بن شُعْبة، وعبدالرحمن بن سَمُرَة، وسَمُرة بن جُنْدب، وأبي بكرة الثَّقفي، والنُّعمان بن بَشِير، وجابر، وجُنْدُب البَجَلي، وابن عباس، وعمرو بن تغلب، ومَعقِل بن يَسَار، والأسود بن سريع، وأنسٍ، وخلقٍ مِن الصحابة. وقرأ القرآن على: حِطَّانَ بن عبدالله الرَّقاشي. وروى عن خلق من التابعين؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ4 صـ565). تلاميذ الحسن البصري: روى عن الحسن البصري كثيرٌ من أهل العلم؛ منهم: أيُّوب السختياني، وشَيْبان النَّحْوي، ويُونُس بن عُبَيد، وابن عَوْن، وحُمَيد الطويل، وثابت البُناني، ومالك بن دِينار، وهشام بن حسان، وجَرِير بن حازم، والرَّبيع بن صَبِيح، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَري، ومبارك بن فَضالة، وأَبَان بن يَزيد العطار، وقُرَّة بن خالد، وحزم القطعي، وسَلَّام بن مِسكين، وشُمَيْط بن عجلان، وصالح أبو عامر الخزَّاز، وأمم سواهم؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ4 صـ566). منزلة الحسن العلمية: (1) روى ابنُ سعد عن خالد بن رياح أن أنسَ بن مالك رضي الله عنه، سئل عن مسألة، قال: عليكم مولانا الحسن، فسَلُوه، فقالوا: يا أبا حمزة، نسألك وتقول: سلوا مولانا الحسن! فقال: إنا سمِعنا وسمِع، فحفِظ ونسينا؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ7 صـ130). (2) روى ابن سعد عن حُمَيد بن هلال قال: قال لنا أبو قتادة رضي الله عنه: عليكم بهذا الشيخ - يعني الحسنَ بن أبي الحسن - فإني واللهِ ما رأيتُ رجلًا قط أشبهَ رأيًا بعمر بن الخطاب منه؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ7 صـ118). (3) قال يُونُس بن عُبَيد: كان الحسنُ - واللهِ - مِن رؤوس العلماء في الفتنِ والدماء؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ7 صـ120). (4) قال قتادة بن دِعامَة: كان الحسنُ مِن أعلم الناس بالحلال والحرام؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ7 صـ120). وقال قتادة أيضًا: ما جمعتُ علمَ الحسن إلى أحد من العلماء، إلا وجدتُ له فضلًا عليه، غيرَ أنه إذا أشكل عليه شيء كتب فيه إلى سعيد بن المسيب يسأله، وما جالستُ فقيهًا قط إلا رأيت فضل الحسن؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ4 صـ573). (5) قال الربيع بن أنس: اختلفتُ - (أي: ذهبت) - إلى الحسنِ عشرَ سنين، أو ما شاء الله، فليس مِن يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ4 صـ574). (6) روى أحمد عن الحسن البصري، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب يوم الجمعة يُسنِد ظهره إلى خشبةٍ، فلما كثر الناس قال: ((ابنُوا لي مِنبرًا))، أراد أن يُسمِعَهم، فبَنَوا له عتبتينِ، فتحوَّل من الخشبة إلى المنبر، قال: فأخبرني أنس بن مالك، أنه سمِع الخشبة تحنُّ حنينَ الوالهِ، قال: فما زالت تحنُّ حتى نزل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر، فمشَى إليها فاحتضَنَها، فسكنَتْ"؛ (حديث صحيح)، (مسند أحمد جـ21 صـ71 حديث: 13363). قال الإمام الذهبي رحمه الله: كان الحسنُ البصري إذا حدَّث بهذا الحديث بكى، ثم قال: يا عباد الله، الخشبةُ تحنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، شوقًا إليه، فأنتم أحقُّ أن تشتاقوا إلى لقائه؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ4 صـ570). (7) قال ابن سعد رحمه الله: كان الحسن البصري جامعًا، عالِمًا، عاليًا، رفيعًا، فقيهًا، ثقةً، مأمونًا، عابدًا، ناسكًا، كبيرَ العلم، فصيحًا، جميلًا وسيمًا، وكان ما أسند مِن حديثه وروى عمَّن سمع منه فحسنٌ حجَّةٌ، وما أرسل مِن الحديث، فليس بحجة، وقدِم مكةَ فأجلَسوه على سريرٍ، واجتمع الناس إليه فحدَّثهم، وكان فيمَن أتاه: مجاهدٌ، وعطاء، وطاوس، وعمرو بن شُعَيب، فقال بعضهم: لم نرَ مثلَ هذا قط؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ7 صـ115). (8) قال خالد الحذَّاء: سأل الرجلُ الحسنَ، فقال: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ﴾ [هود: 118، 119]؟ قال: أهل رحمتِه لا يختلفون، ولذلك خلقَهَم، خلق هؤلاء لجنته، وخلق هؤلاء لناره؛ (المعرفة والتاريخ؛ ليعقوب بن سفيان الفسوي جـ2 صـ41). قال خالد الحذَّاء أيضًا: قلتُ للحسن: يا أبا سعيدٍ، أخبِرْني عن آدمَ، خُلِق للسماء أم للأرض؟ قال: للأرض خُلِق، قلتُ: أرأيت لو اعتَصَم فلم يأكُلْ مِن الشجرة؟ قال: لم يكن بدٌّ مِن أن يأكل منها؛ لأنه للأرض خُلِق؛ (المعرفة والتاريخ؛ ليعقوب بن سفيان الفسوي جـ2 صـ41). قال خالد الحذاء أيضًا: سألتُ الحسن، قلت: يا أبا سعيد، ﴿ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 162، 163]؟ قال: نعم، الشياطين لا يُضِلُّون بضلالهم إلا مَن أوجب الله له أن يَصْلَى الجحيم؛ (المعرفة والتاريخ؛ ليعقوب بن سفيان الفسوي جـ2 صـ41). (9) قال حُمَيد بن عبدالرحمن الحِمْيَري: قرأتُ القرآنَ كلَّه على الحسن في بيتِ أبي خليفةَ، ففسَّره لي أجمعَ على الإثبات، فسألتُه عن قوله: ﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الشعراء: 200]، قال: الشِّرك سلكه اللهُ في قلوبهم؛ (المعرفة والتاريخ؛ ليعقوب بن سفيان الفسوي جـ2 صـ40). (10) قال يعقوب الفسوي: سمعتُ أبا سلمة التَّبُوذَكِي يقول: حفِظتُ عن الحسن ثمانية آلاف مسألة؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ4 صـ577). (11) قال سعيد بن أبي عَرُوبة: "كلَّمتُ مطرًا الورَّاق في بيع المصاحف، فقال: أتنهَوْني عن بيعِ المصاحف، وقد كان حَبْرَا هذه الأمة - أو قال: فَقِيهَا هذه الأمة - لا يريانِ به بأسًا: الحسن والشَّعْبي؟!"؛ (المعرفة والتاريخ؛ ليعقوب بن سفيان الفسوي جـ2 صـ48). يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |