|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون (1) د. عصام فاروق الاقتصاد اللغوي (مفهومه، ومظاهره) [1] د. عصام فاروق [2] يتمثل مفهوم الاقتصاد اللغوي في أن يبلغ المتكلم أكبرَ عددٍ ممكن من الفوائد، بأقل كمية من الجهود الذهنية والعلاجية لآلة الخطاب[3]. ويمكن أن نُدرج تحت هذا المفهوم ما أورده القدماء، وتبِعهم فيه المحدثون من ضروب متعددة من التخفيف، أو أن يرادف مصطلح التخفيف نفسه مصطلحُ الاقتصاد اللغوي، فقد "أطلقه بعض العلماء على تلك العمليات التجميلية، وهو لا يخرج في مضمونه عما ذكرنا؛ إذ غايته تذليل الأصوات العسيرة، وتيسير اللفظ المتعذر لتوفير الجهد العضلي، وتحقيق النزعة الاقتصادية المرعِيَّة"، وإن كنتُ أرى أن التخفيف علةٌ وهدف لأنواع متعددة من الاقتصاد. وقد رأينا أن "اللغة العربية تنزع في تطورها كسائر اللغات إلى السهولة والتيسير، ولذلك تراها في ابتغاء التوفير للجهدين الذهني والعضلي للإنسان، تتخلى عن كثير من التفريعات المعقدة، والأنظمة التعبيرية المختلفة، والصِّيغ الشكلية المجهدة، والأصوات العسيرة النطق". وقد ذكر أحدُ العلماء المحدثين، وهو د. فخر الدين قباوة في كتابه (الاقتصاد اللغوي في صياغة المفرد) - أنماطًا للاقتصاد اللغوي قوامها خمسة أنماط، أطلقتُ عليها مظاهر للاقتصاد يشتمل كل نمط فيها على ثلاث عمليات، على النحو التالي: النمط الأول: تقريب الأصوات، وفيه: المشاكلة، والمجانسة، والممازجة. الثاني: توحيد الأصوات، وفيه: المماثلة في الحرف، المماثلة في الحركة، المناظرة. الثالث: نقص الأصوات، وفيه: البتر، الإضعاف، النحت. الرابع: زيادة الأصوات، وفيه: الفصل، التخلص، التمكين. الخامس: نقل الأصوات، وفيه: المخالفة، الانزياح، القلب. وسوف أجعل من هذه المظاهر الخمسة الأساسية، وما يندرج تحتها من مظاهر فرعية - هيكلًا للمبحث الأول من هذه الدراسة، واضعًا نُصب عيني الفرق بين مظاهر الاقتصاد اللغوي في اللغة العربية على وجه العموم ومظاهره في مجال محدد كالقراءات القرآنية، خصوصًا عند الوضع في الاعتبار ارتباطها ارتباطًا وثيقًا بفكرة "أن القراءة بها سنة متَّبعة"، لا دخل للقارئ أو الراوي في ابتداعها لتحقيق هذا الاقتصاد، فملاكُ الأمر التواترُ عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يعتقد القارئ أن بين هذه المظاهر الخمسة وما يندرج تحتها خطوطًا فاصلةً، بل إننا نجدها في كثير من الأحيان متداخلةً بقدرٍ كبيرٍ، كتداخل عملية إجرائية واحدة في أكثر من مظهر من هذه المظاهر، وكما أن المظهر الواحد "قد يكون فيه أكثر من عملية استخفافية، وتتوزع إجراءاتها في اتجاهات متعددة، قد يتصل بعضها ببعض أو يتداخلان، ولكن لا بد لكل نمط من جهة يكون فيها أظهر، فيستحق أن يُنسب إليها في التحليل والصياغة". والاقتصاد اللغوي بحثٌ جديدٌ قديمٌ في الآن نفسه؛ حيث تحدث القدماء عن كثير من مظاهر الاقتصاد بمصطلحات متعددة، قد يتداخل الواحد منها في أكثر من عملية اقتصادية؛ مما يجعل اعتمادي على تقسيم الدكتور قباوة موفَّقًا فيما أرى، فعلى سبيل المثال: تحدَّث علماؤنا القدامى عن الإبدال، وهو عملية اقتصادية، المقصود منها التخفيف أو إزالة الثقل، وبعرض الإبدال على التقسيم الجديد، نجد أنه يدخل في المظاهر التالية: المشاكلة، والمجانسة، والممازجة، والمناظرة، والإضعاف، والتخلص، والمخالفة، كما يدخل الحذف في مظاهر: المجانسة، والممازجة، والمناظرة، والبتر، والإضعاف، والنحت، والتخلص، والمخالفة، والانزياح. [1] ينظر: الاقتصاد اللغوي في صياغة المفرد (31، 157، 244)، د. فخر الدين قباوة، الشركة المصرية العالمية للنشر- لونجمان، ط أولى، 2001م. فعليه كان التعويل في الجزء النظري من البحث. [2] أستاذ مساعد (مشارك) ورئيس قسم أصول اللغة بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان- جامعة الأزهر. [3] جزء من بحث (مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون دراسة في بنية الكلمة)، شاركتُ به في المؤتمر العلمي الدولي حول رواية الإمام قالون "تأصيلًا وتأريخًا وتوجيهًا"، الذي نظَّمه قسم اللغة العربية وآدابها - كلية الآداب/ الخمس، بجامعة المرقب - ليبيا، أكتوبر2015م.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |