العاقل من تدبر في العواقب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         عاشوراء وطلب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          نطق الشهادة عند الموت سعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ذكر الله عز وجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عاشوراء بين مهدي متبع وغوي مبتدع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيف نجعل أبناءنا قادة المستقبل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حسن المعاملة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وكن من الشاكرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أشواق وحنين إلى بيت الله الحرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          اغتنام نعمة الوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2022, 09:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,423
الدولة : Egypt
افتراضي العاقل من تدبر في العواقب



العاقل من تدبر في العواقب









كتبه/ وائل رمضان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالنظر في مآلات الأفعال معتبَرٌ ومقصود شرعًا، وهو أصل من أصول الفقه لا بد لنا من العِلْم به؛ لنعرف: متى نُقدِم ومتى نُحجِم؟ ومتى نصرِّح ومتى نلمَّح؟ ومتى نواجِه ومتى نتقي؟

ومِن الشواهد الشهيرة في السيرة النبوية التي تدل على هذا الأصل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في قصة بناء الكعبة وهدمها، والحكمة مِن ترك إعادة بنائها، فقد ترك صلى الله عليه وسلم شيئًا من المصالح الشرعية خشية ما قد يؤول إليه الأمر من مفاسد أعظم، فقال صلى الله عليه وسلم: (يا عائِشَةُ، لَوْلا أنَّ قَوْمَكِ حَديثُو عَهْدٍ بشِرْكٍ، لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ، فألْزَقْتُها بالأرْضِ، وجَعَلْتُ لها بابَيْنِ: بابًا شَرْقِيًّا، وبابًا غَرْبِيًّا، وزِدْتُ فيها سِتَّةَ أذْرُعٍ مِنَ الحِجْرِ، فإنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْها حَيْثُ بَنَتِ الكَعْبَةَ) (رواه مسلم).

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه"، فالعاقل إذا أراد أن يقول الكلمة في أي مجال، فإنه يتدبَّر الأمر، أي: أنه يستشير عقله قبل أن يقول كلمته، ليدرس العقلُ الكلمة في كل نتائجها، وفي كل سلبياتها وإيجابياتها، أما الأحمق فقلبه وراء لسانه، فإذا خطرت الكلمة في ذهنه قالها دون أن يدرس عواقبها ومآلاتها.

وقال أيضًا رضي الله عنه: "مَن نظر في العواقب، أَمِن مِن النوائب".

وقال الشافعي رحمه الله: "صِحَة النظر في الأمور نجاة من الغرور؛ ففكر قبل أن تعزم، وتدبر قبل أن تهجم، وشاور قبل أن تُقدِم".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مررتُ أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر فأنكر عليهم مَن كان معي فأنكرت عليه وقلتُ له: إنما حرَّم الله الخمر؛ لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبي الذرية وأخذ الأموال؛ فدعهم" (إعلام الموقعين لابن القيم).

يعلمنا ابن تيمية رحمه الله مراعاة مآلات الأفعال؛ فإن كانت تؤدي إلى مطلوب فهي مطلوبة، وإن كانت لا تؤدي إلا إلى شر فهي منهي عنها، ويعلمنا أيضًا: أن الغاية من إنكار المنكر هي حدوث المعروف، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه فإنه لا يسوغ إنكاره.

وسُئِلَ أحد الحكماء عن الفرق بين العاقل والسفيه؟

فقال: كثير، ومنه: أن العاقل اللبيب يستفرغ فكره، ويتبصر الأمر قبل أن يباشره، والجاهل السفيه يستخف فكره ويتبصر الأمر بعد أن ينتهي منه.

وقال الحسن رحمه الله: "الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل".

إن التفكر في عواقب الأمور من صفات العقلاء التي لا يستغنون عنها؛ فكثيرٌ من الأمور لا يمكن أن تحكم عليها ببداياتها، بل بنهاياتها؛ لأن الشيء ربما يكون خيرًا في أوله، ولكنه يكون شرًّا في آخره، وقد يكون العكس؛ ولذلك لا بد للإنسان من أن يتدبر أمره في كلِّ ما يريد القيام به قبل أن يبدأ بالعمل، ليعرف مداخل الأمور ومخارجها، ومصادر الأمور ومواردها، وليعرف النتائج السلبية أو الإيجابية الناجمة عن القيام بهذا العمل أو ذاك.


ولعل مشكلة بعضنا الأساسية: أننا ارتجاليون وحماسيون وانفعاليون، نرتبط بالشخص من خلال عاطفة، ونرتبط بالأشياء من خلال ما توحيه إلينا اللحظة؛ فحتى لا نقع في العواقب غير المحمودة يجب أن نركِّز على أهميّة تدبُّر الأُمور وتعقلها، فالمطلوب التأني في حركتنا ومواقفنا، بعيدًا عن الارتجالية؛ كي نضمن سلامة ما نقوم به أو نفكّر فيه، فالمؤمن مَن يدرس الأُمور بعمق ويتدبِّرها، ولا يكون شخصًا عاطفيًّا تحرِّكه الانفعالات واللافتات والشعارات من هنا أو هناك، بل ينطلق بذهنية التخطيط ويستفيد مِن تجارب الآخرين، فالقرارات الحكيمة والمواقف الصائبة، هي التي تُبنَى على رويَّة تامة، ورؤية ثاقبة، واعتبار لمآلاتها وعواقبها.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]